الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البريكان (مجهر على الاسرار وجذور الريادة ) ج6
كاظم حسن سعيد
2022 / 9 / 1الادب والفن
سيد اشور ومعبودها , من استقطب الخواتم والعطور ونحرت له ذبائح الرعب ودفع الاصوات لتهتز بالكابوس تاثر من ذبذبة الترتيل , دعتهم قدسيته لان يسمونه باسماء متلونة , الذي ابدعته ازاميل محترفة في قاعة السجيل والحجر . ماذا راى , وكم مرحلة في التعاقب الزمني مر بها .بدات القصيدة من غرفة الزجاج حيث كان التمثال مرتفعا يواجه الحدقات ويشلها وانتهت القصيدة في غرفة الزجاج فنتعرف على تفاصيل تضيء المقطع الاول الذي يحفه الغموض. القصيدة ليست حكاية , تمثالا او بحثا فنيا في حجر او برونزتجوهر .. انها تفاعل انساني وكشف انفعالي عن حضارة خلقتها ضرورة وعبقرتها وعملقتها , ثم بدات عواصف الزمن تنهار عليها..قاومت وتحصنت ورفضت الموت ثم وهنت وذلت وانهارت تاركة عناء الباحثين والمنقبين والمؤرخين يعيدون تشكيلها من شذرات وفتات ذرات اثريةصراع مر بين الحياة والموت .
[الغربان
حطت هنا واندمجت في دورة الافق
قوائم الصقور رفت على العنق
واحترقت على ذرى الكثبان........عجائز الذئاب توسدت جسمي هاربة الى مكان ما قوافل اللصوص تفيأت جنبي حيث تترك الفصوص اثارها وحيث تبني النمل من تراب , مملكة التوازن الاعمى ]
سألت البريكان تمثل مرحلة للتمثال لا ندري اين كان موقعه وفي اية حقبة .. حتما لقد فقد التقديس عند الناس بريقه وسحره لم يكن سيد نينوى في حصانة تقديسية وصار بلا حماية واصبح عرضة للصوص ومأوى للغربان ومستقرا للصقور..ان قواصد التمثال من رموزشؤم وافتراس وملوك الافق ولصوص تعتاش ساخرة من هدايا الظامئين الى الخلاص: من فصوصهم الثمينة.. تنتهي نهايات فاجعة او مجهولة .. لكن التمثا ل منتصب شاهدا اخرس ومرآة تخلد الاسرار التي لم يكتشفها احد,,انحطاط الانسان وغموض الطبيعة وقانون الغابة ,الاقدام الثكلى للذئاب وظهورها المهترئة وعالم النمل العميق,, مملكته الساحرة ,, سبب الوجود, المصائر ,, الدموية من اجل اللقمة ,او ثأرلذل طويل.. العبودية القاسية .. سخرية القدر.. التمثال رقيب صامت, حافظ الاسرار. الشاهد المتجمد الوحيد.
في المقطع الاخر يرثي التمثال ذاته.. يتكلم .. لم يسمح لاخر ان يقول عنه فيبدأ بنحيب مرير :(فقدت ماساتي) .. هنا يتحول الى مسخرة للصبيان , هدفا للفؤوس على وجهه المقدس , يسحب بالحبال.. عاريا اعزل تحت تقلبات الانواء وتجفيف السموم.. وحده يحدق تحديقة ابدية ومحاجره البيضاء مشرعة لعالم النجوم ينتقل او ينقل بين اماكن عدة , حارسا لسور حصين ورمزا في مدخل قصر ما .. تنتهك ذوائبه ويدحرج من قاعدته ويجرد من خواتمه.. شأن الملوك والعواصم.. انها قوة القدر والعظمة التي تنتهي لسخرية وتفاهة ..في البصرة كنا شهودا على سحل نصب مهيب لوزير دفاع.. شخصيا رأيته ممدودا قرب مركز شرطة بعدها تم بيعه كمعدن لتجار الخردة ... وبعد عقود نسف صناع الموت مدنا اثرية وتحكمت ادوات الفناء بالثور المجنح في نينوى ..لا يمكن للادب والسينما ان يكونا منقذا ..الغابة تستعيد قوتها في صميم المدن كلما غفلت او وهنت جدرانها والمفاتيح.وحده الحجر يخلد...بحث ميتافيزيقي .. اسئلة فلسفية .
الحضارات والاشياء العظيمة زائلة (المجد المجد للصخر الذي ليس له معنى م)وينتهي التمثال جثة منتصبة في غرفة الزجاج, بعد مراحل رعب وسخرية وتقديس .البريكان اول شاعر نهج خلق الاساطير بدءا من (مدينة النحاس): (السياب عاد منبهرا من بريطانيا من الاساطير لم يكونوا قد نشطوا باللغة الانكليزية وكانت المنشورات مهتمة بالتراث..قلت له<انا كتبت الاساطير قبل ان اكتشف اساطيرهم >.
في الستينيات نشطت حركة في الشعرتمركزت في استلهام رمز عربي بدءها قلة من الشعراء ثم اصبحت مشاعة (صقر قريش لادونيس .. )وتوسعت مع تصاعد الشعر القومي حصرا بعد نكسة حزيران 1967حتى انحدرت الى درجات من الهبوط الفني .وعادت تلك الحركة للتصاعد في سبعينيات القرن الماضي .بتاثير الشعر المترجم ونجاح ادونيس في قصيدته <صقر قريش>وانتبه الشعراء الى حقيقة ان الاوربيين يركزون على من يستلهم تراثه ..لا تستقطبهم بضاعتهم ان ردت اليهم ...
(القمم القزمية )
انتشرت في العراق بعد منتصف السبعينيات من القرن الماضي ظاهرة الزعامة الادبية والفنية ...زعامات تتلوها زعامات .. البعض منهم<تزبب قبل ان يحصرم >..وسياتي دارس في المستقبل ويحصي ـ ان تمكن ـ عدد المجاميع التي ظهرت في تلك المرحلة , واذا كان مبررا لبعض الشعراء ان يتزعموا كادونيس,, فان ما حدث في الساحة الادبية منتصف السبعينات وما تلاها يعكس مراهقة الابداع وانتفاخ الذوات عن فراغ..الستينيات مرحلة الخصوبة الابداعية لم يكونوا في البدء قد صدموا بنكسة حزيران 967 وصحوا من وهم التفوق وكفنوا امل الانتصار.
واندلع الصراع على اشده بين الرواد ومن تلاهم وانغرست جرثومة المجايلة ..وانبرى اللاحقون من الكتاب والشعراء والفنانين ليتصدوا لجيل الرواد..واذا كان الصراع الابداعي مبررا في كل العصور لضرورة التطور فان ما حدث في العراق هو نكران للجميل ..لون من الجحود ..واصابة بمرض التفوق..وجاء شعراء شباب وادعوا انهم رواد قصيدة النثر.. متجاهلين من سبقهم او ناسفيه ..حتى تجرأ بعضهم مصرحا <لا اتمكن من قراءة الشعر الموزون >..
فن الرسم لم يكن بمنأى عن هذه الفوضى .. فانتج واهمون منهم لوحات بلا فن ليتفردوا ..
ان ما جرى بتلك الحقبة هو (هوس الحداثة وجنون الزعامة )..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. VODCAST الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان | 2024-03-27
.. إصابة نجل الفنان الراحل فؤاد المهندس إثر حريق داخل شقة
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب