الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلتنا إلغاء العقل ودفنه مع التابوت!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2022 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من دون عقلانية وخروج من عباءة الدين، ومن دون إيمان بحرية غير مقيدة بحاشية من مفردات مخادعة، وعلمانية وليبرالية غير منحازة ومنفتحة على العلوم والحريات والديمقراطيات، لن يكون هناك افلات من عتمة مجتمعاتنا المتكلسة ولو تحالفت الشياطين والملائكة، فكل الدعوات والشعارات الرنانة كالطبول، لن تسدّ فجوة بحجم إبرة في مجرّة مهترئة قوامها الجهل والتخلف حتى بأوساط الطبقات الوسطى الشبه منقرضة بفعل زخم الفقر الذي بدأ يزحف، ليست تلك رؤية سوداوية رغم معنى السواد الجوهري، فقط انتظروا عقدين وربما أقل ليولد من رحم هذه الارهاصات اليوم عالمًا هجينًا يلخص نتاج موروثنا الذي ما زلنا نحمده ونسبح به. مشكلتنا ألغاء العقل؟
هذا يقودنا لمنعطف له علاقة بالخروج من تابوت مفصل لنا وحدنا: هل يمكن أن يجتمع في كاتب أو سياسي، متناقضين، إنساني وانتهازي، ولن أقول وطني لأن الوطنية مصطلح ذاب وسط تراكم تاريخ طويل من تبادل الطعنات بين طرفي أو أكثر، كلٍ يرى الوطنية من منظور وزاوية تعنيه هو وليس الآخر، في العالم الأكثر انفتاحًا فيه المواطن تُعرف الوطنية هناك بمعنى صد أيّ اعتداء خارجي على الوطن.
سؤال مرادف ما هو الخيط الفاصل بين الولاء والمعارض؟ دعنا من الخيانة لأن ذلك سوف يجرنا لبحرٍ عميق هائل الموج يتطلب أكبر من مقال صحفي وإنما تحليل فلسفي وعقلاني وكثير من الأدوات لفك الطلاسم من مفردة الخيانة، لأن الكل يرى نفسه فوق الخيانة ما دام يخدم مصطلحه هو بالذات، فاليوم على سبيل المثال ينظر البعض للعلاقة مع إسرائيل خيانة، بينما يرى البعض الآخر العلاقة مع إيران خيانة ولو أن لي وجهة نظر أنا شخصيًا في هذا الموقف لكنني سأوجلها حتى ننتهي من تصنيف مفهوم الخيانة بمجال أرحب.
طرحت هذا الموضوع اليوم بالذات وبهذه الساعة، لأن مجتمعنا العربي والخليجي والمحلي يختلج من الداخل كما ترتعد فرائصه وهي عظام بين الكتف والصدر! من الخارج وهو ينصهر وسط مستنقع من تعاطي المفاهيم بصورة مجانية، دون وازع أو ضمير أو وقفة مع الذات وتأمّل تلك الاسقاطات التي يتداولها كتاب وسياسيين وصحفيين، وما علينا من العامة لأن أولئك ليسوا سوى صدى رنان لما يتداول على ساحة خرافية راسخة بموروثات متوالية على مدى عقود بل قرون أفرزت كل تلك الكتل من المفاهيم التي أضحت لدى البعض بعد كل هذه الممارسات مقولات ومفاهيم بل وقيم وشرائع منزلة لا يمكن الاقتراب ومنها.
من أسّس لهذه المفاهيم وأدرجها بساحة التداول حتى بين أعتى الكتاب والسياسيين وخاصة بواقعنا المحلي الذي بالطبع استورده من واقعنا العربي والإسلامي في وقت تغيّر فيه العالم بالقارات الخمس، حتى القارة الأمريكية، اللاتينية، الوسطى والجنوبية، تمكن كتابها بالأخص من كسر تابو التكلس والتقولب واحتكار المفاهيم الموروثة من قبل العوالم السفلية في الخروج من هذ التابو والانطلاق بقاراتهم فكريًا وأدبياً وحتى سياسيًا بعدما كفروا بالأنظمة الدكتاتورية التي حكمتهم مئات السنيين وفلتوا مؤخرًا في انتفاضة اجتاحت أغلب الدول هناك للخروج من عنق مجتمعات سيطرت عليها لعقودٍ دموية قوى شركات الموز الأمريكية بالتضامن والعسكرية المحلية.
خلاصة، عالمنا الحجري الآن لا علاقة له بالعالم الحضاري من حولنا، قصائدنا وأهازيجنا ودعواتنا الدينية هي الخلاصة، صحيح بكل العالم أديان ولكن ليست سجون كحالنا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي