الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الحارس لهارولد بنتر في ستوكهولم

عصمان فارس

2022 / 9 / 1
الادب والفن


مواجهة بين النور والظلام وبين الرعب والكوميديا
شاهدت هذه المسرحية مرتين الاولى كانت في مدينة بغداد اخراج الفنان العراقي شفيق المهدي،والعمل كان تجريبيآ وأكثر اختصارآ للزمن وللأحداث.والمرة الثانية شاهدتها في قاعة المسرح التجريبي في مدينة ستوكهولم وشعرت بالغبطة والارتياح وانا استرخي في مقعدي وأشعر بالمتعة من خلال النص والأداء.فالمؤلف هارولد بنتر ولد في لندن سنة ١٩٣٠ وكانت معظم أعماله ونشاطه في المسرح التجريبي ،كتب مسرحية الغرفة سنة ١٩٥٧ وهي مسرحية قصيرة وفي نفس العام كتب مسرحيتين مسرحية حفلة عيد الميلاد ومسرحية النادل الأبكم ،وعرضت مسرحية الحارس سنة ١٩٦٠ وكان منهج هذه المسرحية هو الخروج عن العرف والتقليد السائد والخروج عن المألوف.هذا النهج لايستقبله المتلقي بسهولة .فهارولد بنتر ينتمي الى الكتاب الساخطين وماأكثرهم وهو من الكتاب المجددين والمحدثين واحد أعمدة المسرح في بريطانيا أمثال صموئيل بيكت وجون اوزبورن ومسرحيته المشهورة أنظر الى الوراء بغضب والتي تعرض في المسرح الملكي في ستوكهولم،هولاء هم طليعة الحركة الجديدة في بريطانيا،وحقق هارولد بنتر نجاحآ جماهيريآ واسعآ وخاصة عندما عرضت مسرحيته الطويلة حفل عيد الميلاد،وبعد مسرحية الحجرة كتب هارولد بنتر عدة مسرحيات تتشابه جميعها في أن واحد،ومسرحية الجرة تجري احداثها داخل حجرة ضيقة محدودة،ومسرحية الحارس هي إمتداد لهذه الاحداث تجري في مكان ضيق أو ملجأ تحتمي فيه شخصيات من المصير الموجود في الخارج.هارولد كاتب طليعي فهو مؤسس الدراما الحديثة ويمتاز بموهبة في نقل حوارات انماط الناس المختلفة وشخصياته تتكلم بشكل سلس وحوار بسيط يفهمها الناس البسطاء والمتعلم والمثقف.حوار شخصياته يثير الخيال بايقاع موسيقي ،بسبب الصدق في حوار شخصياتهوسيطرته الكاملة في خلق البناء الفني ،وهو يهتم بالشكل والحالة المزاجية والنفسية لشخصياته،ومسرحية الحارس محبوكة الصنعة من حيث الشكل والصراع والتأزم والانفراج ،السحر والجمال في الحوار المسرحي فهارولد في الدراما الشعرية والتي تتناسب مع عصرنا ،والشاعرية لاأعني بها تراكم عواطف عارية من القوالب الشعرية ومحبوكة الصنعة ،فمسرحية الحارس تعبر عن مأساة الوجود الانساني وحالة الضياع الذي يهدده ،فهارولد بنتر من كتاب الدراما والاقرب الى قلوب القراء بسبب مواقفه السياسية من قضايا حرية الانسان وحقوقه فهو يعارض من يصف مسرحياته بالمسرح السياسي ولا مسرح العبث،فأحداث مسرحياته معاصرة فهي ليست من عالم خيالي وحلم،والحديث عن مسرحية الحارس وشاعرية اللغة وحوار عامة الناس بدون حذلقة ولاتصنع حوار الناس والذين لم ينالوا قسطآ من التعليم والثقافة والحديث عن الواقع وعلينا بقبوله كما هو واستخدام اللغة الشعبية المتداولة في اللغة السويدية وحوار الناس البسطاء باسخدام الكوميديا السوداء في احاديثهم اليومية،فمسرحية الحارس مبنية على ثلاث شخصيات ذكورية وهي مسرية خالية من العنصر النسائي،تمتاز هذه الشخصيات بالغرابة والظلام ،شخصيات تائهة تدور في حلقة مفرغة ولايمتلكون القدرة على الخروج من هذه الدوامة التي يدورون فيها وكل الطرق مسدودة في وجوههم ،والذي يقدم على فعل الخير سيجد نفسه تائهآ،يكفي مشهد من مشاهد هذه المسرحية ان تعرف اسلوب هارولد بنترالمعقد التركيب،بل أحيانآ التعبير بالصمت.ففلسفة هارولد ملخصها انسان العصر يعيش في حالة فوضى وعدم الاستقرار وإنعدام الثقة وغموض الرؤية.فشخصية ديفز الحارس مجرد صعلوك شريد وجاهل يستعمل في حواراته نفس الكلماتويرددها مثل الببغاء كلمات مثل الحداء،الحقيقة،النافدة والقارورات.شخصية معقدة وقليل الكلام شخصية مبهمة وقد ادى دور ديفز الممثل السويدي البارع إنكفار هيردفال وكان أداؤه راقي وفاهم لدوره ويتمتع بصوت جهوري رغم بر سنه جعل الجمهور يتواصل معه، وأكثر العاملين في مسرحية الحارس هم نجوم السنما والتلفزيون السويدي ،اما شخصية أستون أداء الممثل يوهان رابيوس ةهو أحد مؤسسي المسرح السياسي وفرقة مسرح المسدس في السويد وله نشاط كبير في المسرح الملكي والتلفزيون السودي وهو ممثل يتمتع بتلقائية ولايتصنع وكثير التأمل ،أما الممثل بيتر أندرسون أدى دور ميك شخصية قاسية حاد المزاج وإنفعالية لاتربطه صلة رحمة باخيه استون وخصوصية العلاقة المفقودة ،ففي بعض الاحيان يتأمر على أخيه ويحطم أثاث غرفته وهو في حالة عصبية يحطم تمثال بوذا والذي يؤمن أستون بأفكاره.أما المخرج تومي برجرين أخرج مسرحية مسرحية الغرفة سنة ١٩٦٣ لهارولد بنتر وهومخرج وممثل في التلفزيون السويدي ويعمل مخرجآ في السرح الملكي وفي مسرح مدينة ستوكهولم وقد وفق بذكاء في بناء الاحداث وخلق أجواء المتعة على خشبة المسرح وتنظيم حركة الممثلين في عالم الغرابة وفي غرفة مليئة بالعربات القديمة وأفرشة قذرة وبعض الاكسوارات الصغيرة من منبه الساعات وكذلك صوت المطر .ولعبت الاظاءة دور كبير في خلق الاجواء مابين ألظل والضوء وخلق الطقوس المسرحية ووحشة المكان واستخدام اللون الاسود والداكن فوق خشبة المسرح .حافظ المخرج تومي على وحدتي الفعل والمكان أما وحدة الزمان لاوجود لها ،والمسرحية عبارة عن ثلاث فصول وهذه الفصول لاتنقسم الى مناظرومشاهد،والحوادث تجري بطريقة الاتصال الزمني والانتقار من فصل الى فصل أخراستخدم المخرج الظل والضوء وهو يوحي الى الليل والنهار وتجري الحركة حسب تعامل الممثللمع الديكور المحيط به ،أود أن أشير الى الجمهور في هذا العرض جمهور راقيومتذوق وأفواج غفيرة من العوائل السويدية تأتي لمشاهدة هكذا عروض مسرحية بالرغم من إن العمل تجريبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا