الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( جزء 2 من الخطاب الأوّل ) من كتاب - الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...

شادي الشماوي

2022 / 9 / 2
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( جزء 2 من الخطاب الأوّل ) من كتاب -
الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 42 / جوان 2022
شادي الشماوي
الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
خطابات ثلاثة لبوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعيّ الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة

( ملاحظة : الكتاب برمّته متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن )
-------------------------------------------------------

مقدّمة الكتاب 42

في مستهلّ هذه المقدّمة ، نعرّج قبل كلّ شيء على الثلاث نقاط المسترسلة في العنوان الذى إصطفيناه للكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فقد عمدنا إلى ذلك عمدا عامدين بحثا منّا عن تجنّب التعسّف على الواقع الموضوعي و إضافة مرغوب فيها إلى ضروريّة و ممكنة . الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالفعل ضروريّة و ممكنة كما ترشح ذلك أعمال بحثيّة علميّة مستندة إلى التحليل الماديّ الجدليّ العميق للمجتمع و تناقضاته و إمكانيّات و مسارات تطوّره في عصر الإمبرياليّة و الثورة الإشتراكية و المصالح العميقة للجماهير ليس فقط في الولايات المتّحدة بل عالميّا أيضا ، أي المصالح الأساسيّة للإنسانيّة . و هذا ما تبيّنه بجلاء أعمال بوب أفاكيان ، خطاباتا و بحوثا و دستورا ، التي يقوم عليها هيكل هذا الكتاب و فصوله . إلاّ أنّ هناك بُعدٌ آخر لا يزال غائبا بصفة ملموسة ألا وهو بُعدُ المرغوبيّة بمعنى أن تكون هذه الثورة فضلا إلى ضرورتها و إمكانيّتها مرغوب فيها جماهيريّا و شعبيّا . القيادة و الحزب الطليعي و البرنامج و الإستراتيجيا و طريق الثورة و ما إلى ذلك متوفّرين في الأساس كعنصر ذاتيّ و الوضع الموضوعيّ متفجّر و قابل للتفجّر اكثر و يحتمل حلّين راديكاتليّين ، كما يقول بوب أفاكيان ، إمّا حلّ رجعيّ و إمّا حلّ ثوريّ يمكن إنتزاعه إنتزاعا – حين ينشأ وضع ثوريّ تستغلّه الطليعة الشيوعيّة لتقود الجماهير الشعبيّة لصناعة التاريخ بالإطاحة بالنظام و الدولة القائمين و بناء نظام و دولة جديدين و غايتهما الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالميّ - شرط أن تصبح الثورة الشيوعيّة مرغوب فيها من قبل الجماهير الشعبيّة التي ينبغي أن يرتقى وعيها الطبقي و الشيوعي فتغدو ثوريّة و تبذل قصارى جهدها لإنجازها . و هذه المرغوبيّة في الثورة الشيوعيّة – الإشتراكية حاليّا في هذا البلد الإمبريالي – هي محور نضالات الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و مهمّته المركزيّة راهنا . و خطابات بوب أفاكيان و كتاباته تتنزّل في هذا الإطار .
قبل سنوات في العدد التاسع من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " الذى إخترنا له من العناوين عنوان " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( من أهمّ وثائق الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) "، صغنا مقدّمة عرّفنا بفضلها بإختصار بهذا الحزب و بالصراعات العالميّة حينها و نعتقد أنّ بضعة فقرات من تلك المقدّمة لا تزال مفيدة اليوم في التعريف بهذا الحزب بشكل مقتضب :
" الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية حزب ماركسي - لينيني - ماوي تأسّس أواسط السبعينات من القرن العشرين و تعود جذوره إلى الستينات و السبعينات أي هو نتيجة الصراع الطبقي فى الولايات المتحدة الأمريكية و الصراع الطبقي على النطاق العالمي لا سيما النضال ضد التحريفية المعاصرة عالميا و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين و تأثيرها المزلزل عالميا كثورة داخل الثورة و قمّة ما بلغته الثورة البروليتارية العالمية فى تقدّمها نحو الشيوعية.
تأسّس الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي فى خضمّ صراع طبقي محتدم فى البلاد و عالميّا سنة 1975 و جاء ثمرة نضالات عدّة مجموعات ثورية أهمّها " الإتّحاد الثوري" و إمتدادا لنضالات الستينات و السبعينات على شتى المستويات ، على أنّه تحوّل نوعي بإعتبار تبنّى المبادئ الشيوعية الثورية الحقيقية ووسائل النضال البروليتارية الثورية و غاية الثورة البروليتارية العالمية ، تحقيق الشيوعية من خلال الثورة المسلّحة المتبوعة بالحرب الأهلية لتحطيم دولة البرجوازية الإمبريالية و إرساء دولة إشتراكية كقلعة من قلاع الثورة البروليتارية العالمية تعمل على السير صوب تحقيق الشيوعية على النطاق العالمي .
وقد شهد هذا الحزب فى مساره عدة صراعات الخطين منها نذكر على وجه الخصوص الصراع الكبير حول الموقف من الصين بعد إنقلاب هواو - دنك عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 حيث عدّ البعض من القادة و الكوادر أنّ الصين لا تزال على الطريق الإشتراكي فى حين أكّدت الأغلبية إستنادا لدراسات على مختلف الأصعدة أنّ الصين شهدت تحوّلا من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و بالتالى وجب القطع معها و فضحها عالميّا . و خرج الخطّ الشيوعي الثوري الماوي منتصرا ما جعل أنصار دنك سياو بينغ يستقيلون من الحزب أو يطردون منه .
و مثّل ذلك حدثا جللا بالنسبة للبروليتاريا العالمية إذ أنّ الحزب الشيوعي الثوريّ الأمريكي وقد حسم الموقف لصالح الشيوعية الثورية و الماوية و الدفاع عن إرث ماو تسى تونغ و الثورة البروليتارية العالمية صبّ جهوده نحو إعادة البناء الثوري للأحزاب و المنظمات بإتّجاه الإعداد للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية على شتّى المستويات. و للتاريخ نذكّر بأنّه بمعيّة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي صاغا مشاريع وثائق كانت بمثابة أرضية منذ 1981 لتوحيد الماركسيين - اللينينيين الحقيقيين [ الماويّين ] بدعم هام من الحزب الشيوعي لسيلان لتنتهى هذه النضالات و النقاشات التي شملت الكثير من المنظمات و الأحزاب الأخرى عبر العالم إلى تشكيل الحركة الأمميّة الثوريّة على قاعدة الندوة الثانية و بيان 1984 و إلى إصدار مجلّة " عالم نربحه " منبرا فكريا للنواة السياسية الساعية لإعادة بناء قيادة عالمية جديدة للحركة الشيوعيّة العالميّة. و بموجب تطوّر الصراعات الطبقية عالميّا و بفعل الصراع الداخليّ للحركة الأمميّة الثورية حصلت قفزة نوعيّة أخرى فى 1993 بإعلان تبنّى الحركة جميعها للماركسية - اللينينية - الماوية علما للثورة البروليتارية العالميّة ... "
( إنتهى المقتطف )
و حدث إنشقاق صلب الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة من 1984 إلى تقريبا 2006 و إنقسمت الماويّة إلى إثنين ( أنظروا كتاب " الماويّة تنقسم إلى إثنين " ، العدد 13 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ) و أنتج الحزب الشيوعي الثوري أعمالا عدّة خائضا صراع الخطّين داخل الحركة الماوية و الحركة الشيوعيّة العالميّة تجدون أهمّها في عدّة كتب بمكتبة الحوار المتمدّن وهي موثّقة في فهارس كتب شادي الشماوي كملحق لهذا الكتاب 42 . و إلى ذلك لزاما علينا أن نذكر أبرز كتابين مطوّرين للماركسية – اللينينيّة – الماويّة : الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة لمهندسها بوب أفاكيان " إختراقات الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة خلاصة أساسيّة " ( الكتاب 35 ) و " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " ( الكتاب عدد 38 ) . و من يتطلّع إلى التعرّف على بوب أفاكيان فعليه ، على سبيل المثال لا الحصر ، بسيرته المعروضة في هذين الكتابين .
و نكتفى بهذا مدخلا و ندعو القرّاء للتمعّن مليّا في مدي أهمّية ظفر ثورة إشتراكية هدفها الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد في قلب الغول الإمبريالي الأمريكي ، بالنسبة للحركة الشيوعية العالميّة و للبروليتاريا العالميّة و لجماهير الإنسانيّة ...
و محتويات هذا الكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن هذه المقدّمة :
الفصل الأوّل - الخطاب الأوّل : لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة
I - وحدها ثورة فعليّة بوسعها أن تحدث التغيير الجوهريّ الذى نحتاج إليه ؛
إضطهاد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة
إضطهاد النساء و العلاقات الجندريّة الإضطهاديّة
حروب الإمبراطوريّة و جيوش الاحتلال و الجرائم ضد الإنسانيّة
شيطنة المهاجرين و تجريمهم و ترحيلهم و عسكرة الحدود
تحطيم الرأسماليّة – الإمبرياليّة للكوكب
- كيف يمكننا أن ننجز حقّا ثورة ؛II
ملاحق الخطاب الأوّل (4) ( حسب التسلسل التاريخيّ و هي من إقتراح المترجم و قد سبق نشرها )
-1- بصدد إمكانية الثورة
- ردّ جريدة " الثورة "
- رفع راية بعض المبادئ الأساسيّة :
- إستنتاجات جديدة و هامّة :
* بعض النقاط الحيويّة للتوجه الثوري - معارضة للموقف الطفولي و تشويهات الثورة
- 2-" بصدد إستراتيجيا الثورة "
- مقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة :
- التعلّم من رئيس حزبنا ، بوب آفاكيان ، و نشر معرفة و تأثير قيادته ذات الرؤية الثاقبة ، و الدفاع عن هذا القائد النادر و الثمين و حمايته :
- ترويج جريدة حزبنا " الثورة " بأكثر قوّة و شمولية :
- 3 - مزيد من الأفكار عن " بصدد إمكانية الثورة "
- 4 - كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة
- ما نحتاج القيام به الآن
- كيف يمكننا أن نلحق بهم الهزيمة
الفصل الثاني - الخطاب الثاني : أمل من أجل الإنسانيّة على أساس علميّ و القطيعة مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة
1- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة
2- مشكل الفرديّة / الأنانيّة
- الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة
- الفرديّة ، هراء الانتخابات البرجوازية و وهم " التقدّم بلا ألم "
- الطفيليّة و الشوفينينّة الأمريكيّة و الفرديّة
- سياسات الهويّة و الفرديّة
- الفرديّة و " اللامبالاة "
3- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبقيّة و أعلى مصالح الإنسانيّة
4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة
5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟
- كسر قيود الفرديّة الطفيليّة
6- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا ، لكن ينبغي النضال من أجله !
هوامش
الفصل الثالث - الخطاب الثالث : شيء فضيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛
أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة
...
ملاحق الخطاب الثالث ( 5 )
1- ثورة حقيقيّة ، تغيير حقيقي نكسبه – المزيد من تطوير إستراتيجيا الثورة
- النضال ضد الفاشيّة الآن و النضال المستقبلي الشامل
- إلحاق الهزيمة ب " التطويق و السحق " و التقدّم بالنضال الثوري
- " عدد من جريدة الثورة خاص بالجولة الوطنيّة تنظّموا من أجل الثورة – ماي 2019 : 5-2-6 : 5 أوقفوا ؛ 2 خياران و 6 نقاط إنتباه
2- سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء
3- بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة
هذه الثورة ليست مجرّد " فكرة جيّدة " – إنّها عمليّا ممكنة
4- هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة
- أوّلا ، بعض الحقائق الأساسيّة
- لماذا يعدّ هذا الزمن زمنا تصبح فيه الثورة ممكنة حتّى في بلد قويّ مثل هذا
- ما يجب القيام به لإغتنام هذه الفرصة النادرة للقيام بالثورة
- خاتمة
5- لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا راديكاليّا – فهم علميّ أساسي
- مثال توضيحي لهذه العلاقات و الديناميكيّة الأساسيّتين : لماذا لا يزال السود مضطهَدين بعدُ بخبث ؟
- يتوفّر الآن أساس تحرير كافة الناس المضطهَدين و كافة الإنسانيّة
- من أجل التغيير الجوهريّ للمجتمع ، ينبغي إفتكاك السلطة
- هذه الثورة ممكنة و الحاجة إليها ملحّة
الفصل الرابع - دستور المجتمع البديل : دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح )
تقديم : حول طبيعة هذا الدستور و هدفه و دوره
يشمل هذا الدستور مدخلا و ستّة أبواب :
الباب الأوّل : الحكومة المركزية .
الباب الثاني : الجهات و المناطق و المؤسسات الأساسية .
الباب الثالث : حقوق الناس و النضال من أجل إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد كافة .
الباب الرابع : الإقتصاد و التطوّر الإقتصادي فى الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا .
الباب الخامس : تبنّى هذا الدستور .
الباب السادس : تنقيحات هذا الدستور .
----------------------------------------
بمثابة الخاتمة : التنظيم من أجل ثورة فعليّة : سبع نقاط مفاتيح
ملحق الكتاب 42 : فهارس كتب شادي الشماوي
--------------------------------------------------------------------------------------------------
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
II - كيف يمكننا حقّا أن ننجز ثورة

يؤكّد عديد الناس بمن فيهم عديد الذين يقولون إنّهم يودّون رؤية حدوث تغيير جذريّ في المجتمع أنّ الثورة غير ممكنة لأنّ " هم " أقوياء جدّا و " الجماهير تختلط عليها المور جدّا ". حسنا ، صحيح أنّ الجماهير الشعبيّة متشكّلة كما شكّلها النظام ، في أيّ جزء من أجزاء المجتمع ، لا تعرف أي شيء تقريبا و رؤوسها في الوحل لمّا يتعلّق الأمر بفهم كيف هي الأمور حقّا و لماذا هي كما هي و ما يمكن و يجب القيام به بهذا المضمار . لكن هذا يقف في تناقض حاد مع حقيقة هامة أخرى – أنّ ملايين الناس يهتمّون حقّا لواحد أو أكثر و الكثيرون منهم يهتمّون حقّا بكل " أوقفوا الخمسة " . و هذا تناقض علينا أن نشتغل عليه لدفع الجماهير الشعبيّة بإتّجاه الثورة التي نحتاج إليها لنضع في نهاية المطاف نهاية لهذه " أوقفوا الخمسة " و الظروف الفظيعة التي تتعرّض إليها بإستمرار جماهير الإنسانيّة .
و صحيح كذلك أن السلطات الحاكمة لهذا النظام بآلة القتل و الدمار التي تستخدمها لفرض هذا النظام ، بالفعل هي قويّة للغاية . لكن جزءا كبيرا من الصعوبة التي يواجهها الناس في تصوّر أنّه بوسعنا عمليّا إلحاق الهزيمة بهم هو عدم قدرتهم على أن يرتأوا وضعا مختلفا راديكاليّا عن السير " العادي " لهذا النظام ، وضع حيث بالنسبة لأجزاء كبرى من المجتمع ، " قبضة " الطبقة الحاكمة على الشعب – قدرتها على التحكّم فيه و التآمر عليه و بثّ الرعب في صفوفه – تنكسر و تضعف بصفة كبيرة ز جوهريّا ، لا يقدر الناس على تصوّر هذا لأنّهم لا يقاربون الأشياء بنظرة و منهج علميّين . و مثلما تشدّد على ذلك وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " : " للقيام بهذه الثورة ، نحتاج أن نكون جدّيين و علميّين ". و الآن ، بعض الناس ، خاصة في صفوف الناس الكثر إضطهادا بمرارة ، يشكّكون في الحديث عن أن نكون علميّين – إنّهم لا يثقون في العلم – و ذلك حقّا لأنّ أشياءا رهيبة إقترفت أحيانا باسم العلم . و تحدّثت أرديا سكايبراك ، عالمة مدرّبة تدريبا حرفيّا و مدافعة عن الشيوعيّة الجديدة ، عن هذا في كتابها " العلم و الثورة ، حول أهمّية العلم و تطبيقه على المجتمع ، و الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، و قيادة بوب أفاكيان " . و شرحت مسألة أنّ سببا من أسباب " إدارة الناس أحيانا ظهرهم للعلم هو وجود علم سيّئ " و ذكرت مثال كيف أنّه " أحيانا في مساره التاريخي إستُخدم العلم لتشجيع فكرة أنّ بعض الأعراق أدنى من أعراق أخرى ". و إسترسلت لتشدّد على أنّ " هذا علم زبالة . و في المجتمع يمكن أن نستعمل منهجا علميّا صارما لإثبات أنّ ذلك كان علما سيّئا كلّيا . ليس سيّئا " أخلاقيّا " فحسب – هو كذلك و أيضا هو سيّئ علميّا – و هذا خاطئ تماما و يمكن إستعمال العلم الجيّد لإثبات ذلك " .
إنّه " لعمل جيّد " – المقاربة و المنهج العلميّين للإنطلاق من الدليل على الواقع لفهم كيف هو الواقع عمليّا ، لماذا هو كذلك و كيف هو يتغيّر و يمكن أن يتغيّر أكثر – و إنّنا لنحتاج إلى التطبيق الصريح للعلم متى أردنا تغيير العالم لإجتثاث الإضطهاد و الإستغلال . و لنتعمّق أكثر في ما يعنيه هذا و كيف نمضى إلى إنجازه منطلقين من بيان " كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " القائل بأنّ كلّ ما نقوم به " يهدف إلى شيء محدّد جدّا – وضع ثوريّ : " إلى شيء محدّد بدقّة – وضع ثوري : حيث يقع النظام و سلطه الحاكمة فى أزمة جدّية و تشاهد قطاعات عريضة من المجتمع العنف الذى يستخدمانه لفرض هذا النظام كما هو – عنف إجرامي و غير شرعي ؛ حيث تصبح النزاعات فى صفوف القوى الحاكمة عميقة و حادة حقيقة – و تردّ الجماهير الشعبيّة على هذا ليس بالتمترس وراء جانب أو آخر من الحكّام المضطهدين ، بل بالإستفادة من الوضع لمراكمة القوى من أجل الثورة ؛ حيث يرفض الملايين و الملايين أن يُحكموا بالطريقة القديمة – و ينوون و يصمّمون على التضحية بكلّ شيء للإطاحة بهذا النظام و إنشاء مجتمع و حكم جديدين إستنادا إلى " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا " . هذا هو وقت المضي إلى الهجوم الشامل لتحقيق الظفر . هذا ما نحتاج إلى العمل من أجله و ما نعدّ له بنشاط الآن . " و المكوّنات و العلامات المفاتيح لأزمة ثوريّة هي أنّ " تشاهد قطاعات عريضة من المجتمع العنف الذى يستخدمانه لفرض هذا النظام كما هو – عنف إجرامي و غير شرعي ؛ حيث تصبح النزاعات فى صفوف القوى الحاكمة عميقة و حادة حقيقة – و ترُدّ الجماهير الشعبيّة على هذا ليس بالتمترس وراء جانب أو آخر من الحكّام المضطهدين ، بل بالإستفادة من الوضع لمراكمة القوى من أجل الثورة ". و يشدّد هذا على الأهمّية الكبرى للعمل الجاري و النضال المفروض علينا لتحرير الجماهير من " قبضة " الآليّات السياسيّة و وسائل الإعلام الناطقة رسميّا باسم هذا النظام .
سأتحدّث بشكل أتمّ عن كيف نحتاج إلى أن نعدّ بنشاط الآن من أجل وضع ثوريّ . و بداية لأجل الحصول على أتمّ معنى لهذا ، نحتاج إلى العمل خلفا من ذلك الوضع و ما يتطلّبه عندئذ – كيف سيحتاج القتال الشامل لأن يُخاض – لتكون لدينا فرصة حقيقيّة لإلحاق الهزيمة بقوى العنف العتيّة لهذا النظام . و هذا مجدّدا ، من الأهمّية الحيويّة بمكان أن نقارب الأشياء على نحو جدّي و علميّ .هذا ما قتوم به وثيقة " بصدد إمكانيّة الثورة " الذى هو ( كما تسجّل ذلك وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " ، " يرسى أساس الفهم و العقيدة الإستراتيجيّين – لكيف نقاتل بفرصة حقيقيّة للكسب ، متى نشأت الظروف الضروريّة . " بصدد إمكانيّة الثورة " ( المتوفّرة على موقع أنترنت revcom.us ) وثيقة هامة تستحقّ دراسة جدّية . و هنا سأتفحّص بعض النقاط المفاتيح التي وقع التعمّق فيها في تلك الوثيقة وهي ملخّصة و مكثّفة في " كيف يمكننا الإنتصار... ".
مشكلة كبرى بالنسبة إلى الثورة هي ما يمكن أن يسمّى " تطويق و سحق " جماهير الشعب في قاع المجتمع المتعرّضة للشتيمة و القذف عقب الشتيمة و القذف في ظلّ هذا النظام و التي تتطلّع إلى وضع نهاية لكلّ هذا الجنون، لكنّها بمعنى ما ، " مطوّقة " في المجتمع بفئات عريضة من الناس الذين يعانون مباشرة من ذات الفظائع يوميّا . و بكلمات بسيطة ، ، هناك أعداد كبيرة من الفقراء و المضطهَدين بمرارة في هذه البلاد و هناك أيضا طبقة وسطى كبيرة . و بالرغم من كون معظم هذه الطبقة الوسطى ليست أوضاعها جيّدة إقتصاديّا كما كان حالها في الماضى ، لا يزال هناك بون شاسع بين الطبقة الوسطى و الذين يقبعون في قاع المجتمع ، و هذا الإنقسام الكبير هو أحد أهمّ أسباب لماذا يقول الناس – حتّى الذين يصرّحون بانّهم يرغبون في رؤية حدوث ثورة لكنّهم ينظرون إلى الأشياء نظرة سطحيّة و لا يحلّلون الوضع تحليلا علميّا – إنّ الثورة ليست ممكنة . و إنّه لشيء أن تمسك الطبقة الحاكمة و مؤسّساتها للقمع و السيطرة ، ضمن جهودها لعزل و محاصرة قدر ما يرونه ضروريّا ، المضطهَدين بأكثر خبث ذلك أنّهم يمثّلون إمكانيّة كامنة لأن يتحوّلوا إلى أكبر تهديد لهذا النظام . هذا شيء ستسعى السلطات الحاكمة إلى القيام به بطريقة حتّى أكثر منهجيّة و أشدّ فى وضع تواجه فيه نضالا ثوريّا منظّما يهدف إلى الإطاحة بنظامها برمّته . فهو أحد العراقيل الأساسيّة التى تحتاج القوى الثوريّة إلى تجاوزها لأجل الحصول على فرصة حقيقيّة للكسب . ستكون هناك حاجة ليس لتطوير المقاربة الإستراتيجيّة و المبادئ الأساسيّة العمليّة فحسب بل كذلك بعض الإجراءات التكتيكيّة الخاصة للقوى الثوريّة - بما فيها تركيز القوى للإختراق المتكرّر لإحباط الجانب الآخر من التطويق المادي لمناطق القوّة الثوريّة - ستكون هناك حاجة إلى تطويرها و تطبيقها لمعالجة هذا التناقض الكبير عندما سيتمّ الشروع فى الصراع الشامل . لكن مواجهة هذا المشكل الأساسي لا يمكن أن نتركها إلى زمن يكون فيه الصراع الشامل محتدما .
و هذا شيء تحدّثت عنه بصراحة و وضوح تامّين فى كتاب " الشيوعية الجديدة... " و شدّدت على أنّنا نحتاج إلى " تغيير الوضع بحيث لمّا يحين الوقت ، لن يكون بوسعهم مجرّد حصر هذه الثورة في فئات الشعب التي ... سرعان ما سيقتلونها ببساطة ، على أي حال ". و كما شدّدت أيضا في الجزء الثاني من " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانيّة أن تتجاوز الأفق " : " العمل السياسي و الإيديولوجي و هذا التناقض في البال سيحتاج إلى أن يُنجز خلال كامل الفترة السابقة على ظهور الظروف الضروريّة و ... شنّ الصراع [ الشامل ] ". و بقدر ما يتمّ إنجاز هذا العمل من الآن فصاعدا على أفضل وجه ، بقدر ما ستكون القوى الثوريّة أقدر على صدّ و إلحاق الهزيمة ب" التطويق والسحق " العسكريّين لمعاقل الثورة لمّا يحين زمن القتال الشامل .
و مثلما وضعت ذلك في كتاب " الشيوعيّة الجديدة..." ـ تناقض محدّد للقتال الشامل هو واقع أنّه ، في البداية ، الجانب الآخر ، [ الثورة المضادة ] " سيظلّ بعدُ قويّا جدّا عسكريّا و إن كان ضعيفا و في أزمة سياسيّا " ؛ بينما الجانب الثوري " سيكون ضعيفا في البداية عسكريّا لكنّه سياسيّا قويّ و في صعود و يملك قدرا هاما من المبادرة السياسيّة التي يمكن أن تحوّل إلى مبادرة عسكريّة ". و المبادئ السارية المفعول و الطرق التي عرضت في القسم الأخير من " كيف يمكننا الإنتصار..." و المتّصلة بوجه خاص ب" كيف نلحق بهم الهزيمة " هي تطبيقات خاصة لمبادرة التعاطى مع هذا التناقض .
و المبدأ العام النابع من هذا التناقض هو واقع أنّه متى إنطلق النضال الشامل سيحتاج إلى أن يكون طويل الأمد لكن أيضا محدّدا زمنيّا . و ب" طويل الأمد " نعنى ممتدّ زمنيّا – لن يكون وضعا حيث يمكن للنتيجة ، إن كان مواتية للثورة ، قد تتحدّد في فترة زمنيّة قصيرة للغاية ؛ و ب" محدّد زمنيّا " نقصد وجود حدود زمنيّة معيّنة – ليست ممتدّة إلى ما لا نهاية له زمنيّا . و إعتبارا لهذا ، في البداية ، سيكون ميزان القوى بالتأكيد تقريبا بصفة ثقيلة لصالح القوى المعادية للثورة ( قوى الطبقة الحاكمة القديمة و القوى المقاتلة معها من أجل إلحاق الهزيمة بالثورة ) في ما يتّصل بتنظيمها و تجربتها العسكريّتين و كذلك بتسليحها ، ستحتاج القوى الثوريّة أن تمدّد زمنيّا ( تطيل ) النزاع لفترة معيّنة لأجل تحويل الوضع إلى وضع تتمكّن فيه من تجاوز نقاط ضعفها الإستراتيجيّة . و في الوقت نفسه ، نظرا لكون هذا النضال الشامل يجب أن تشنّه فحسب القوى الثوريّ’ حين تكون في وضع يتميّز بأزمة ثوريّة عميقة و حادة و بشعب ثوري يعدّ الملايين و الملايين ؛ و إن كان النزاع طويل الأمد لفترة أكثر من اللازم ، و إن لم تتقدّم الثورة في فترة زمنيّة محّددة إلى حدّ لا بأس به إلى وضع تصبح لها فيه اليد العليا ، عندئذ ميزات الوضع الثوريّ ستنزع إلى التبخّر و ستتحوّل المبادرة إلى يد الثورة المضادة ، و ولاء أقسام هامة من المجتمع منها فئات الطبقة الوسطى الذى خسرته الطبقة الحاكمة القديمة قبلا ، ستستعيد كسبه إلى درجة قد تمكّنها من هزم الثورة . و يلمس هذا نقطة هامة جدّا من التوجّه الإستراتيجي : حين نبلغ ذلك ، ما سيحصل على ساحة المعركة سيكون حاسما فى تحديد النتيجة لكن بالنسبة إلى القوى الثوريّة ، أحد الأهداف المفاتيح للقتال ستكون زرع اليأس و تفكيك صفوف الجانب الآخر ، كلّ من قوّاته المقاتلة العمليّة و " سندها المدني " الأوسع بما يؤدّى إلى مزيد خسارة الجانب المعادي للثورة للولاء و المبادرة و إلى درجة نجاح هذا ، سيكون عنصرا مفتاحا فى تحوّل ميزان القوى إلى صالح الثورة . و لن يعني الصراع الشامل مجرّد المضيّ ضد القوى المؤسّساتيّة للطبقة الحاكمة القديمة و إنّما سيعنى كذلك " حربا أهليّة بين قسمين من الناس " ، ما يتطلّب من الثورة أن تهزم و تفكّك و أيضا قدر المستطاع أن تكسب أجزاءا من القوّات المسلّحة و من الناس الذين كانوا على الجانب الآخر.
لقد لاحظ روبارت سميث وهو قائد عسكري و إستراتيجي بريطاني أنّ قوّة منتفضة " محدّدة لأبعاد النزاع " " تمثّل في حدّ ذاتها قوّة و سلطة بديلة ". و هذا يعنى أنّه إذا كانت قوّة ثوريّة إلى درجة كبيرة تحدّد طابع النزاع ، لن تعتبر مجموعة " خارجة عن القانون " و إنّما قوّة شرعيّة تنازع النظام القديم سلطته و يرتبط هذا بلماذا من المهمّ جدّا أن تترافق العمليّات الأوذليّة للقوّات التاليّة الثوريّة بإعلان جريء إلى العالم ، " يوضّح أنّ هناك قوّة منظّمة مصمّمة على إلحاق الهزيمة بقوّات النظام القديم و على إنشاء نظام ثوريّ ، جديد ". و سيضطلع هذا بجزء حيوي من القضاء على " الرهبة التطيّريّة " التي لدى الناس تجاه النظام القائم ، الإيمان تقريبا الديني بأنّ هذا هو الطريق الأفضل أو على ألقلّ الأوحد الذى يمكن أن تكون عليه الأشياء و أنّ سلطة هذا النظام لا يمكن تحدّيها ؛ و هذا سيقوّض أكثر " شرعيّة " و " نفوذ " النظام القديم و طبقته الحاكمة و ولاء فئات واسعة من السكّان و يرسى المزيد من القاعدة لكسب حتّى فئات أوسع بما في ذلك من ضمن القوات المقاتلة لفائدة الجانب الآخر .
بداية ، ستحتاج " القوى التي تمثّل العامود الفقري " – خاصة الشباب الملتزم إلتزاما قويّا و المشارك بنشاط في الثورة - إلى أن تتحوّل إلى " قوّات قتاليّة منظّمة في المناطق الإستراتيجيّة المفاتيح " و إلى أن يتوفّر لها التدريب و التجهيز الضروريّين . و سيرتهن القيام بهذا بالإعتراف بأن يظهر بوضوح الوضع الثوري . فمن جهة ، محاولة القيام بهذا قبل الإقتراب المباشر لوضع ثوريّ سيؤدّى بالتأكيد تقريبا إلى إستهداف سهل لهذه الجهود و إلى سحقها بسرعة . و من الجهة الأخرى ، متى صار لدينا وضع ثوري ، سيجعل تمزّق " الظروف العاديّة " و " السير العادي " للنظام الذى سيعنيه مثل هذا الوضع ، سيجعل من الممكن ليس تنظيم و تدريب و تجهيز القوّات القتالية للثورة بيسر و سلاسة فحسب و إنّما سيعبّد الطريق جرّاء تفاقم الوضع لأساس القيام بهذا . المسألة هي أنّ القيام بهذا دون التعرّض إلى السحق ، سيكون سيرورة من الصراع الشديد لكن الوضع الجديد الدراماتيكي سيوفّر إمكانيّة خوض هذا الصراع المنطلق فيه و كسبه .
و كذلك ، سيعنى أيضا توفير الحاجيات اللوجستيكيّة للقوّة القتاليّة الثوريّة و تمكينها من الشروع في القتال الشامل دون التعرّض للسحق الفوريّ و تاليا ، سيمكّنها من إعادة التجمّع بسرعة و مرّة أخرى تتّخذ المبادرة و تحافظ على الزخم عامة و لا تتعرّض لا إلى " الإيقاف" و لا إلى السحق ، كما سيعنى صراعا شديدا و سيتطلّب إلحاق الهزيمة بتطويقات العدوّ و هجماته و التدخّل الموجّه ضد القواعد القويّة للثورة وهو[ العدوّ ] يركّز على البحث عن مكان و عن تحطيم الذين يشكّلون القوّات القتالية الثوريّة و مواردها اللوجستيّة ز و يتطلّب كلّ هذا عمليّات " إعادة توجيه " و المفاجأة . و سيرتهن بمزيد تنظيم الملايين ، أبعد من العامود الفقري للقوات القتالية ، بالملموس ك " قوّات إحتياطيّة " و كشبكات دعم و تزويد لهذه القوات القتالية ، و بإرادة و قدرة هذه " القوّات الإحتياطيّة " على " إستيعاب " و حماية القوّات القتاليّة و تجهيزاتها و تزويدها اللوجستي ، و تمكينها من إعادة التجمّع بسرعة و المسك بالمبادرة . و سيتطلّب هذا كذلك " تعديلا " متواصلا في حجم الوحدات القتاليّة و عمليّاتها في أيّ زمن معطى لتمكينها إثر إنهاء إلتزام من الإختلاط ب" القوى الإحتياطيّة " الثوريّة الأوسع بينما في الوقت نفسه ، يجرى توفير الظروف للسماح لها بالبقاء ناشطة ، تتدرّب و تواجه أكثر العدوّ .
مقاربة إفتكاك التجهيزات العسكريّة من العدوّ مهمّة بالنسبة إلى أيّة قوّة ثوريّة تشرع في مواجهة عدوّ له ميزة شاملة في السلطة المدمّرة و لبعض الوقت ، له قدرة أكبر بكثير لإنتاج المزيد من ذلك. لكن يشدّد " كيف يمكننا الإنتصار... " كذلك على أنّ إستخدام التجهيزات المفتكّة من العدوّ يجب أن يجري بطرق " تنسجم مع إستراتيجيا قتال الثورة " . ليست كلّ التجهيزات التي يمكن أن تُفتكّ من الجانب الآخر قابلة للإستخدام من قبل القوات الثوريّة – فمحاولة إستعمال بعض الأجهزة المستولى عليها يمكن أن يفرض متطلّبات و قدرات لوجستيّة ليس بمقدور الثورة أن تلبّيها أو تعتمدها بصفة مستدامة و / أو قد تدفع القوات الثوريّة إلى القتال بطرق قد تمضى ضد إستراتيجيا الثورة التي نحتاج إلى إتّباعها ، و / أو قد تدوس المبادئ و الأهداف الأساسيّة التي من أجلها تقاتل الثورة . و لهذا صلة وطيدة بما تعنيه الثورة كلّها في المقام الأوّل ، و كذلك بما إذا كانت أو لم تكن لها فرصة حقيقيّة للنجاح و قد أكّدت وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار... " على أنّ القوّات القتالية للثورة يجب " دائما أن تقوم بعمليّات و تتحرّك بأشكال تنسجم مع النظرة و الأهداف التحريرية للثورة " . و إلى جانب ذلك يجب تطوير وسائل لتشريك جماهير الشعب في صناعة تجهيزات يمكن أن تستخدمها القوّات الثوريّة و إيجاد طرق لتطوير إستعمال قدر كبير من التجهيزات المستولى عليها من العدوّ تتماشى مع التوجّه الإستراتيجي للثورة و طرق قتالها و أهدافها .و سيكون كلّ هذا حيويّا للتقدّم و في نهاية المطاف لنجاح الثورة .
و مثلما تمّ التشديد عليه في " كيف يمكننا الإنتصار... " ، ستحتاج القوى الثوريّة إلى القتال فقط على نحو موات و إلى تجنّب المواجهات الحاسمة التى تحدّد نتيجة كامل المآل ، إلى أن يتحوّل ميزان القوى بصفة طاغية إلى صالح الثورة . و ينجم هذا عن ما وقع نقاشه بالنظر إلى القوّة التدميريّة الأعلى بصفة كبيرة للثورة المضادة في بداية القتال برمّته . و يهمّنا كذلك التشديد على أنّ هذه ليست مجرّد مسألة توجّه و رغبة من جانب القوى الثوريّة . فإعتبارا لقوّته المتفوّقة بشكل طاغي، لبعض الوقت سيبحث العدّو بإستمرار تحديدا عن دفع الثوريّين إلى أوضاع حيث إمّا سيضطرّون إلى قتال معارك حيويّة يرجّح أنّها ستخسرها ، أو سيكون عليها أن تستسلم تمام الإستسلام – ما يؤدّى إلى الهزيمة التامة للثورة أو وضعها على طريق الهزيمة . و النقطة هي أنّ القدرة على التجنب الممكن للمواجهات الحيويّة الكارثيّة مع العدوّ ستكون بذاتها محلّ صراع حاد بما في ذلك إمكانية أن تجد القوى الثوريّة ذاتها عادة مجبرة على خوض نضال مصمّم لا لشيء إلاّ لتجنّب الوقوع في أحابيل وضع يكون عليها فيه أن تقاتل في مواجهات حيويّة كهذه أو تستسلم . هذا هو سبب كلام " كيف يمكننا الإنتصار..." بنشاط عن تجنّب المواجهات الحيويّة غير المواتية و القتال فقط في أوضاع مواتية للثورة . و لهذا يقع التأكيد كذلك على أنّه حتّى عندما يكون " ميزان القوى " قد تحوّل إلى صالح الثورة ، سيظلّ من الضروريّ ، عند القيام بعمليّات تهدف بلوغ الإنتصار النهائي ، أن يستمرّ " تقدير معايير " هذه العمليّات ، " كي نستمرّ فى تجنّب المواجهات الحاسمة إلى أن تصبح قوى النظام القديم على حافة الهزيمة التامة " – حينما يحين زمن " كسر شوكة قوى العدوّ المتبقّية و نفكّكها كلّيا ونهائيّا ."
و إعتبارا لذات المشاغل ، فيما يتمّ الحديث عن أهمّية بناء الأسس السياسيّة و اللوجستيّة لدعم الثورة ، في الوقت نفسه ، تؤكّد وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار ... " على أنّ القوى الثوريّة " لا يجب أن نحاول السيطرة و التحكّم بصورة مفتوحة على الأرض إلى أن يتمّ بلوغ " ميزان قوى مناسب لنا " . فمحاولة القيام بهكذا أمر بصفة مبكّرة سيجعل من هذه المنطقة و الذين يقطنونها و القوى الثوريّة التي تدافع عنها و تحكمها ، عرضة بدرجة عالية إلى هجمات العدوّ الذى يملك ، مرّة أخرى ، قوّة تحطيم أكبر بكثير ؛ و سيضع الثوريّين في موقع تحمّل مسؤوليّة – ما سيكون في هكذا ظروف عبئا لا يمكن تحمّله – توفير المتطلّبات الأساسيّة لسير المجتمع و حياة الناس صلبه. المسألة و الهدف هما خوض النضال من أجل إلحاق الهزيمة التامة بقوّات النظام القديم و تفكيكها و على ذلك الأساس إنشاء دولة جديدة ، دولة ثوريّة يمكن أن تشرع في التغيير الشامل للمجتمع بهدف أسمى هو تجاوز و إلغاء كافة علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، في كلّ ركن من أركان العالم .
و هذا الهدف الأسمى و التوجّه الأممي للثورة هو كذلك سبب حديث " كيف يمكننا الإنتصار... "عن الحاجة إلى قوى ثوريّة في البلاد لمعالجة صحيحة للعلاقة بين القتال الشامل ، متى حان الوقت ، و الوضع – بما فيه طبيعة النضال الثوري و مستواه – في بلدان إلى الجنوب ( و الشمال ). و كما نعلم ، تأسّست هذه البلاد عبر و بواسطة الحرب ؛ و كما تكلّمت عن ذلك آنفا ، توسّعت بإستمرار مناطقها و مدى إمبراطوريّتها من خلال الغزوات الحربيّة و الإستعباد و أشكال أخرى من منتهى الإستغلال . في إنجاز القتال للإطاحة بالحكم العنيف لهذا النظام ، في آن معا كمسألة توجّه و مبدأ و بمعنى تعزيز أساس تحقيق الظفر ، سيكون من الحيوي رفض الإلتزام بالحدود التي تركّزت و الجدران التي أقيمت عبر القتل و الإجرام المقترفين من قبل الرأسماليّين - الإمبرياليّين الحاكمين لهذه البلاد ، و بدلا من ذلك ينبغي الوحدة بنشاط مع الشعوب إلى الجنوب و الشمال ، في القتال ضد هذا الوحش الرأسمالي- الإمبريالي ، و التقدّم بالثورة عامة ، في هذا القسم من العالم و في العالم ككلّ .
و على عكس القوى الثوريّة ، قوى النظام القديم ، لا سيما حين تواجه بأفق أنّ نظامها الإضطهادي يمكن عمليّا أن يُطاح به و أن يتفكّك ، ستلجأ إلى كافة أصناف الوحشيّة للحفاظ على هذا النظام . و كما وضع ذلك في " بصدد إمكانيّة الثورة " :
" لا يعنى هذا أنّ الإمبرياليين سيتورّعون عن جلب قوّة تحطيم هائلة ضد الثوريّين و جماهير الشعب التى تساندهم – نظرا لطبيعتهم الرجعيّة ، سيكون من الضروري إعتماد واقع أنّ الإمبرياليين سيقومون بذلك – غير أنّ المسألة الحيويّة ستكون ما إذا ، عبر كلّ هذا ، سيتمكّن الإمبرياليّون من عزل قوى الثورة المنظّمة وتحطيمها أم أنّ بالعكس هذه الأعمال الوحشيّة للإمبرياليين ستعمّق كره الأعداد المتنامية من الناس تجاه الإمبرياليّين و تضاعف تصميم الذين يساندون بعدُ الجانب الثوري و تكسب الناس أكثر إلى التعاطف معه و دعمهم عمليّا للقضيّة الثوريّة . "
و هناك مسألة هامة أخرى شدّد عليها روبارت سميث : ليست القوّة المطلقة بل " فائدة القوّة " هي المهمّة – ليس ما يمكن لأيّة دولة أو ايّة قوّات مسلّحة أخرى أن تملك من ذخائر و إنّما ما يمكن أن تستخدمه عمليّا لصالحها في نزاع مسلحّ معيّن . و من المبادئ العمليّة المفاتيح للقوى الثوريّة سيكون خوض النضال على نحو يمنع قوّات النظام القديم من التمكّن من إستخدام قوّتها التدميريّة الأسوأ على نحو يخدم مصلحتها العسكريّة و السياسيّة . و في الآن نفسه ، إزاء العمليّات الوحشيّة التي ستظلّ القوّات الحاكمة القديمة تنجزها ، سيكون من الحيويّ بالنسبة للقوّات الثوريّة أن " تحوّل العمليّات الوحشيّة للعدوّ ضدّه – أن تكسب قوى أكبر إلى جانب الثورة بما فيها أولئك الذين يأتون من صفوف العدوّ ".
و أيضا سيكون " قطع رأس " قيادة الثورة و تحطيم أو عرقلة وسائل التنسيق و التوجيه العامين للقوى الثوريّة من أهمّ أهداف الثورة المضادة . و تشدّد " كيف يمكننا الإنتصار... " تشديدا صحيحا على أهمّية " التعويل على دعم الجماهير و المعلومات الإستخباراتيّة التي توفّرها للثورة و منع العدوّ من الحصول على معلومات إستخباراتيّة و معارضة مساعى العدوّ إلى إيجاد و تحديد موقع القيادة الثوريّة و سحقها هي و الوحدات القتاليّة المفاتيح " و أهمّية المزج بين " التوجه و التنسيق الإستراتيجيّين للقتال ككلّ ، مع العمليّات و المبادرة اللامركزيّتين للوحدات و القيادات المحلّية ". و هنا مجدّدا ، تبرز أهمّية كلّ العمل ، من هنا فصاعدا لبناء الثورة في صفوف الجماهير الشعبيّة في عدّة فئات مختلفة من المجتمع . إلاّ أنّه يجب مواجهة ذلك مواجهة وجه لوجه ، متى حان وقت ذلك ، حتّى بدعم واسع و عميق من الجماهير و حماية القيادة خاصة لبّ القيادات العليا للثورة ، و الحفاظ على التنسيق الشامل و التوجّه الإستراتيجي الشامل و القدرة على التعويض السريع للقيادات و القوى التي نخسرها ، و سيظلّ ذلك تحدّيا جدّيا ؛ و بدوره يجب الإعداد له و النضال من أجله بنشاط ، بما في ذلك التقدّم ب و تنمية صفوف القيادات الثوريّة الآن و تدريب و صهر القادة من خلال المزج بين المساهمة النشيطة في بناء الثورة و التمكّن بأكثر فأكثر عمق من النظرة و المناهج العلميّة للشيوعيّة كما تطوّرت أكثر مع الشيوعيّة الجديدة .
و يعيدنا هذا خلفا إلى النقطة الحيويّة بأنّ كلّ ما تحدّثنا عنه فى ما يتّصل بكيف يمكننا أن نلحق الهزيمة بهم ، متى حان الوقت ، " يعتمد كلّ هذا على كسب الملايين إلى جانب الثورة فى الفترة التى تؤدّى إلى نضج الوضع الثوري " .
لذا ، لنتعمق أكثر فى ما علينا القيام به الآن . و لنعد إلى النقطة الحيويّة : ينبغي أن نكون جدّيين و علميّين . تُفضى مقاربة و منهج علميّين إلى فهم أنّ أساس الثورة يكمن ليس في ما يُفكّر فيه معظم الناس أو يفعلونه الآن بالذات ( أو في أيّ زمن معطى ) و إنّما في التناقضات العميقة و المحدّدة لهذا النظام - ما وقع تكثيفه في " أوقفوا الخمسة " و كافة العذاب الرهيب الذى يتسبّب فيه هذا النظام للملايين و لمليارات البشر – و الذى لا يمكن القضاء عليه في إطار هذا النظام . لكن هذه الثورة لن تنشأ " بعصا سحريّة " أو بمجرّد نتائج الطريقة التي يتسبّب بها هذا النظام في عذاب الناس . يجب أن يتمّ البناء لهذه الثورة بوعي و بمنهجيّة من الآن فصاعدا ، بأعداد متنامية أبدا من الناس ، أوّلا بالآلاف و في نهاية المطاف بالملايين ، يتقدّمون بصفوف منظّمة للثورة للعمل بحيويّة و نشاط في سبيل هذه الثورة . و تعرض وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار... " خطّة و وسائل تمكيننا من تحقيق هذا في الواقع .
أوّلا ، من الهام فهم أنّ بالرغم من صحّة ( كما قلت ذلك في " الشيوعيّة الجديدة ... " ) أنّ الثورة لا يمكن أن تنجز و لن تنجز بمجرّد " نشر فكرة الثورة على نطاق واسع ، و ربّما الحصول على بعض الردود الإيجابيّة " – و أمل حصول ذلك؛ في الوقت نفسه ، صحيح أيضا أنّ نشر الكلمة بشأن هذه الثورة يمكن أن يكون في حدّ ذاته غاية في الأهمّية بالنسبة إلى العمل الثوريّ – جزء مهمّ من بناء حركة من أجل الثورة . و الواقع هو أنّه ضمن الذين يحتاجون حقّا إلى معرفة هذا ، بمن فيهم من يحتاجون بأكثر يأس لهذه الثورة ، قلّة قليلة قد سمعت حتّى عن ذلك وهم يعيشون بإعتقاد أنّ هذا العالم كما هو هو العالم الوحيد الممكن و بالنسبة إلى الكثيرين ، القابعين في قمّة التعرّض للعنف و الإهانات و العذابات المستمرّين يخنقهم فقدان الأمل . و يمكن لرفع أنظار الناس إلى إمكانيّة عالم مغاير أن تجلب الأمل إلى الناس ، على أساس علمي ، لكن يمكن كذلك أن توقض قوّة كامنة قويّة تعمل من أجل الثورة و بوسعها أن تحوّل الأمل إلى واقع . لهذه الأسباب ،" نحتاج إلى أن نكون في بعثة لنشر الكلمة لإعلام الناس بأنّه لدينا قيادة و علم و إستراتيجيا و برنامج و أساس تنظيم الجماهير الشعبيّة لإنجاز ثورة فعليّة تحريريّة ". و هنا مجدّدا تكمن أهمّية النقطة التي شدّدت عليها قبلا بصدد القوّة الكبرى التي نملكها – و الشيء الذى لا يزال بعدُ ينقصنا : الجماهير الشعبيّة " التي تتعرّض لأسوأ جهنّم في ظلّ هذا النظام و التي تشعر بالقرف حدّ المرض جرّاء الفظائع التي لا تنتهى التي يرتكبها هذا النظام " ، و التي تحتاج إلى التقدّم موجة فموجة و التطوّر لتشكّل ثوريّين و ثوريّات واعين و قادة ثوريّين .
نشر الكلمة لا سيما كما يتمّ القيام بذلك معا مع آخرين على نحو مخطّط له و منهجيّ ، يمكن أن يكون خطوة هامة في الإلتحاق بالصفوف المنظّمة للثورة و المساهمة في سيرورة بناء الثورة . و خطوة حيويّة تالية في تحقيق هذه الثورة في الواقع هي أن " يحتاج الآلاف للتنظّم في صفوف الثورة الآن ، بينما يجرى التأثير في الملايين لصالح هذه الثورة ". و التنظّم في صفوف الثورة يعنى العمل معا مع آخرين بطريقة موحّدة كقوّة منظّمة ، مسترشدين بخطّة إستراتيجيّة و قيادة الثورة و بناء الثورة في صفوف الجماهير الشعبيّة ، فيما نتعمّق أيضا أكثر في مبادئ الثورة و مناهجها و أهدافها و أسسها مكثّفة في " نقاط الإنتباه من أجل الثورة ". و شكل مفتاح للتنظيم الثوريّ هو نوادى الثورة التي تسير وفق" نقاط الإنتباه " و تنشرها و تقاتل من أجلها . و لبّ نوادى الثورة أناس ملتزمون بعمق بالثورة و يتّبعون عن كثب قيادة الحزب الشيوعي الثوري الذى لديه الأساس ، في الشيوعيّة الجديدة ، يسمح له بتوفير قيادة عامة للثورة ؛ إلاّ انّ نوادى الثورة تحتاج كذلك إلى أن تحتكّ و تشرك أعداد نامية من الناس في الثورة التي هي جديدة بالنسبة إليهم . نوادى الثورة وسيلة من خلالها " يمكن لاناس المشاركة في و بقوّة يمثّلون الثورة بطريقة منظّمة ، و هم يتعلّمون المزيد عن الثورة و التقدّم بإتّجاه الإلتحاق بالحزب ".
و نحتاج إلى بناء شبكات تربط بين الناس و إلى العمل الجماعي لنشر الكلمة بشأن الثورة و تنظيم الجماهير في صفوف الثورة و مدّ تأثير ذلك عبر كافة أرجاء البلاد – و جعلها مترابطة . و المناطق حيث لم يُركّز الحزب و لم تركّز نوادى الثورة بعدُ وجودا منظّما ، أو في ظروف لم يتوصّل فيها الناس بعدُ إلى الإتّصال المباشر بهذا الحضور المنظّم للثورة لكنّهم صاروا واعين بالمبادئ و الأهداف الجوهريّة للثورة ، يجب أن يتّصلوا بآخرين و يركوهم و يمكن أن يجلبوهم و يتقدّموا بهم في فهم هذه المبادئ و الأهداف الجوهريّة ؛ يجب أن يرتبطوا بالقيادة المركزيّة للثورة لتلقّى المساندة و التوجيه في تنظيم نادى ثورة في صفوف أناس يلتحقون بالثورة ، على أساس " نقاط الإنتباه من أجل الثورة " المضمّنة في كرّاس " كيف يمكننا الإنتصار... " و المنشورة على موقع أنترنت revcom.us . و " رابط " حيويّ في كلّ هذا هو موقع أنترنت الحزب المشار إليه للتوّ و جريدة " الثورة " و التي تفح بشدّة جرائم هذا النظام و تحلّل علميّا لماذا لا يمكن إصلاحه و تقدّم الإرشاد و القيادة للناس ليعملوا بشكل موحّد من أجل الثورة . و في كلّ ما نقوم به ، نحتاج أن يكون من الواضح في أذهاننا و يجب أن نقدّم للناس بجرأة أنّه مهما كان جزء البلاد الذى نحن فيه و مهما كان حجم قوّتنا في أي زمن معطى ، نقوم بكلّ هذا كجزء من حركة وطنيّة ، اليد في اليد مع أنحاء أخرى من البلاد ، و هدفنا هو التأثير في المجتمع برمّته و بناء ثورة للإطاحة بالنظام بأكمله ، و العالم قاطبة في أذهاننا .
و مبدأ و منهج هام في تنظيم الناس في صفوف الثورة هو فهم أنّه بينما تتطلّب الثورة إلتزاما جدّيا ، فإنّ مستوى إلتزام الناس في أي وقت معيّن سيكون " متناسبا أساسا مع و قائما على الطموحات التي تفحوا أعينهم عليها أو قُدّمت لهم و ما يتوصّلون إلى فهم أنّه ضروريّ في علاقة بذلك " ، و هذا الإلتزام " ينبغي أن ينطلق من ما كسبوه هم أنفسهم ( أجل ، كسبوه من خلال الصراع و أحيانا حتّى من خلال صراع حاد ) لرؤية ضرورة و حيويّة المساهمة ى الثورة ". يمكن لهم أن يبدأوا بتولّى مهام أساسيّة بوسعهم إنجازها و يشعروا بالثقة في إنجازها ما يجعلهم يساهمون مساهمة حقيقيّة في بناء الثورة و بوسعهم أن يتولّوا المزيد من المسؤوليّات مع كسبهم لمزيد التجربة و لفهم أعمق للمسائل . المهمّ هو أن يكونوا جزءا من سيرورة بناء الثورة ، إلى جانب آخرين . هذه المبادئ و المناهج ينبغي أن تبقى واضحة في أذهاننا و أن تُطبّق في كافة مراحل إنخراط الناس في الثورة ، لتمكينهم من مواصلة التقدّم في الفهم و في الإلتزام .
عند هذه النقطة ، حين تكون صفوف الثورة و تأثيرها لا يزالان محدودين جدّا ،و يكون الهدف المباشر المفتاح هو تنظيم الآلاف في الثورة ، بينما يجرى العمل على التأثير في الملايين ، هناك أهمّية كبرى ل " جماهير حيويّة " من القوى الثوريّة المنظّمة في أنحاء مختلفة من المجتمع لا سيما الشباب و الطلبة . و تعنى " جماهير حيويّة " قوّة و إن كانت صغيرة في البداية ، لها عدد و تصميم كافيين للقتال عبر العراقيل لتؤثّر تأثيرا حقيقيّا على " المسرح السياسي ". و يرتبط هذا بسيرورة هامة ناقشتنا في " الشيوعية الجديدة ... " : مراكمة قوى منظّمة من أجل الثورة . و مثلما وضعت ذلك هناك :
" ليس مجرّد المراكمة هنا ، في هذا الركن . يمكن أن نضع ذلك على النحو التالى : إنّه مراكمة ، تأثير صادم ؛ مزيد المراكمة ، مزيد التأثير الصادم ؛ مزيد المراكمة ... نأخذ بعين الإعتبار الصورة الأشمل لما يحدث خارجا في العالم الأرحب... ما الذى نقصده بالمراكمة ، التأثير الصادم ؟ نقصد أنّه عندما تكون لدينا قوى منظّمة ، يمكن أن يكون لدينا تـاثير صادم بطريقة مكبّرة على الأوضاع السياسيّة [ على غرار الإحتجاجات و المقاومة ] و على المسرح السياسيّ بوجه عام ."
" تؤثّرون في المسرح بإمتلاككم لقوى منظّمة موحّدة حول خطّ ثوريّ . و حتّى في وضع مثل هذا ، يبلغ هذا إلى العالم ، لا سيما في عهد الأنترنت . و يحدث كلّ هذا في المكان . ثمّ يرغب الناس في المعرفة ، معرفة : من هي هذه القوى التي قامت بذلك ؟ ... ليس أنّ جميعها ستلتحق بكم في الحال أو أنّه يتعيّن عليكم أن تجلبوها تماما إلى صفوف الثورة فورا قبل أن تكون لديكم حتّى فرصة الحصول على الفهم الأساسي لما تعنيه هذه الثورة بشكل شامل . يجب أن يحصل عمل و صراع . لكن لكم القدرة على الحصول على هذه الديناميكيّة حي تتمكّنون من النموّ و تستخدمون ببراعة قواكم المنظّمة من أجل الثورة على نحو يؤثّر تأثيرا له دلالته على المجتمع و يجلب الناس إليكم ، و من خلال الصراع مراكمة المزيد من القوى المنظّمة ... ثمّ تقدرون على القيام بالمزيد للتأثير في الوضع ، مرّة أخرى ، عبر الكثير من الصراع ... هذه هي الديناميكيّة التي يجب أن نتقدّم وفقها بينما مجدّدا لا نجعل رؤيتنا تنحصر في هذه الديناميكيّة وحدها ، لكن ننظر إلى العالم بأسره و كيف نؤثّر فيه بإتّجاه هدف الثورة ."
" هذه هي القاعدة الصحيحة ... للفهم الصحيح لنقطة ... " الآلاف " و علاقاتهم ب " الملايين ". ليس مجرّد فهم فضفاض ل " آلاف الناس " الذين يتّجهون نوعا ما إلى " الرضا و القبول " حول فكرة الثورة ( أو حتّى هم متحمّسون جدّا لها ). إذا كنتم تتحدّثون عن قيادة الملايين ، تحتاجون إلى قوّة منظّمة من آلاف الناس ، عدد متنامى من الناس ، بالآلاف ، يُوجّهون و يُنظّمون و يُدرّبون و يُقادون ليكونوا قوّة ثوريّة فعليّة و قطب جذب – ليس بعض المجموعة الضبابيّة للألكترونات الطافحة حولنا بلا نواة صلبة حقيقيّة . "
و دعونى أؤكّد على ذلك من جديد : عند هذه النقطة ، حتّى " جماهير حيويّة " أصغر و اكثر تصميما لا سيما في بعض المناطق المفاتيح ، بهذا التوجّه و هذه المقاربة ، تعمل كجزء من حركة وطنيّة ، يمكن أن تؤثّر ليس في الناس في منطقتهم المباشرة فحسب و إنّما أيضا في الناس بشكل واسع في المجتمع ، دافعة إلى الأمام تلك الديناميكيّة المؤدّية إلى وضع حيث هناك " الآلاف الذين ينتظمون و يتدرّبون و يقادون لأن يكونوا قوّة ثوريّة عمليّة و قطب إستقطاب " ، مؤثّرين في الملايين و مساهمين في وضع أسس تنظيم الملايين في صفوف الثورة ، متى نضجت الظروف من أجل هذا .
و كلّ هذا جزء من مقاربة إستراتيجيّة ل " التسريع بينما ننتظر " ظهور ظروف خوض النضال الشامل للإطاحة العمليّة بهذا النظام . و نظرا لكوننا نحتاج إلى مقاربة هذا بطريقة جدّية و علميّة ، ننتظر بدلا من مجرّد محاولة " القفز " نحو كفاح مسلّح الآن . و لنقتبس من " كيف يمكننا الإنتصار..." بصدد هذه المسألة الحيويّة :
" الآن ليس بعدُ وقت خوض هذا النوع من القتال – و محاولة القيام بذلك الآن لن تؤدّى إلاّ إلى هزيمة مدمّرة " و مع ذلك مثلما تمّت الإشارة إلى ذلك بدقّة في " الشيوعيّة الجديدة ..." :
" هذا مختلف عن نهوض الجماهير الشعبيّة نهوضا عفويّا ضد مضطهِدِيها أو للدفاع عن نفسها في وضع معطى . و كلّ شخص له توجّه شريف يجب أن يتمكّن من فهم لماذا هذا مبرّر . "
و في وضع اليوم ، قبل ظهور ظروف النضال الشامل ، لسنا و لا يمكننا أن " ننتظر " ببساطة بسلبيّة آملين أنّه بشكل ما ستظهر الظروف المناسبة للثورة ببساطة . لا . نحتاج إلى العمل بهمّة و نشاط و حيويّة و بلا هوادة للتسريع في تطوّر الأشياء بإتّجاه تلك الظروف المواتية . هذا ما تمسك به صيغة " الإعدادات الثلاثة " : إعداد الأرضيّة ، إعداد الشعب و إعداد الطليعة " - لتستعدّ إلى زمن يمكن فيه قيادة الملايين للمضيّ نحو الثورة ، بصفة شاملة ، بفرصة حقيقيّة للظفر ".
هنا ، يمكن أن يكون مفيدا النظر في نقاط الشبه و نقاط الإختلاف بين السيرورة الثوريّة في بلد مثل هذا و من الجهة الأخرى، ما حدث في بعض بلدان العالم الثالث أين سمحت الظروف للثوريّين بخوض نضال مسلّح منذ بداية السيرورة الثوريّة - الإنطلاق في معارك قتاليّة ضد أجزاء صغيرة من قوّأت العدوّ بهدف بلوغ نقطة تحوّل " ميزان القوى " إلى صالحها فتصبح وقتها قادرة على خوض معاركىعلى نطاق أوسع لتلحق فى النهاية الهزيمة بقوّات النظام القديم . لها بضعة أشياء مشتركة مع كيف سيخاض النضال الشامل فى بلد مثل هذا ، متى نشأت ظروف ذلك . لكن هناك إختلافات هامة . فى هذا الصنف من البلدان ، لن ينطلق الكفاح المسلّح - و لا ينبغى أن ينطلق – إلى أن ينشأ وضع ثوريّ فى المجتمع ككلّ ، ثمّ سيكون هذا النضال على إمتلاكه لمظهر معيّن من طول الأمد ، بصفة معتبرة أقصر ( أكثر تحديدا ) مقارنة مع السيرورة العامة للحروب الثوريّة الطويلة الأمد التى خيضت فى بلدان العالم الثالث . فى بلد مثل هذا ، هناك حاجة إلى سيرورة سياسيّة و إيديولوجيّة و إلى عمل تنظيمي لإنجاز هذه " الإعدادات الثلاثة " للتسريع فى تطوّر الأشياء بإتّجاه الوضع الثوريّ و حينها سيكون من الممكن شنّ نضال شامل بفرصة حقيقيّة للظفر ، من خلال سيرورة نوعا ما طويلة الأمد لكن أيضا محدودة زمنيّا . لنلخّص ذلك بإقتضاب : الحروب الثوريّة فى العالم الثالث - الكفاح المسلّح من البداية ، و فترة كاملة طويلة المد لإنشاء أساس لمعارك حيويّة نهائيّة ؛ بينما الثورة فى بلد كهذا : سيرورة سياسيّة و إيديولوجيّة و عمل تنظيمي للتسريع و الإعداد لتطوّر وضع ثوريّ على أساسه يمكن شنّ قتال شامل و خوضه لمدّة نوعا ما طويلة الأمد لكنّها أيضا محدودة زمنيّا.
فى كلا النوعين من الأوضاع ن هناك مظهر " الإنتظار " و كذلك مظهر " التسريع " . و حتّى حيث تمكّن الثوريّون في بلدان العالم الثالث من خوض حرب من البداية ، كان عليهم إنتظار و هم يقاتلون بنشاط ، ظهور الوضع الذى يمكنهم فيه بنجاح خوض معارك حيويّة على نطاق واسع ( و أحيانا صارت الأمور طويلة الأمد إلى درجة أنّها غرقت في ذلك ، دون أفق للظفر ) . و في كلا الوضعين ، كلّ ما يقوم بع الثوريّون يحتاج أن يهدف إلى بلوغ نقطة حيث يمكنهم المضيّ في نضال شامل ليهزموا في نهاية المطاف و يفكّكوا الفارضين العنيفين للنظام الإضطهادي القديم . لكن الطرق و السيرورات مختلفة إعتبارا للظروف المختلفة . و المسألة هي أنّ كلّ ما نقوم به طوال الوقت جزء من القيام بالثورة - العمل بنشاط وفق مقاربة و خطّة إسترتيجيّتين لدفع الأشياء بأسرع ما أمكن بإتّجاه زمن يصبح فيه من الممكن للملايين أن يقاتلوا قتالا شاملا ، بفرصة حقيقيّة للظفر .
لهذا ، بهذا الفهم و التوجّه ، كيف سننفّذ التسريع بينما ننتظر ؟ وسائل القيام بذلك مكثّفة في صيغة : " لنقاوم السلطة ، و نغيّر الناس ، من أجل الثورة ". و لنبدأ مع هدف كلّ هذا في كتاب" الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته "3:1، وضعت المسألة على النحو التالي : " لنمض إلى الأساسي : نحتاج إلى ثورة . و أيّ شيء آخر ، في نهاية التحليل هراء ". هذه حقيقة بسيطة و أساسيّة أخرى . نحتاج أن نتوجّه إلى الناس – ليس فقط إلى شخص أو شخصين ، ليس فقط إلى عدد قليل من الناس ، و إنّما إلى جماهير الشعب ، في كامل أنحاء البلاد ، في كلّ زوايا المجتمع – مباشرة – بالثورة. – بدلا من مجرّد ترك الإطار المحدّد " حيث هم " و محاولة نوعا ما " زرع " فكرة ما عن الثورة ضمن إطار محدود . و مثلما يُواصل " الأساسي ..." 3:1 في القول : " نحتاج إلى الوحدة مع الناس في كافة أنواع النضالات دون الثورة ؛ لكن صراحة من السخافة التفكير في أنّ شيئا أقلّ من الثورة يمكن أن يعالج كافة المشاكل الضخمة و الفظائع الهائلة التي يواجهها الناس في ظلّ هذا النظام . و على أساس التوجّه إلى الناس مباشرة بالثورة ، ننطلق من ذلك المكان . نحتاج الوحدة مع أناس في النضال ضد الظلم و الإضطهاد و النضال لكسب المزيد و المزيد من الناس لرؤية الحاجة إلى الثورة و إمكانيّتها و التفاعل مع ذلك .
نحتاج إلى " مقاومة السلطة ، و تغيير الناس ، من أجل الثورة – الإحتجاج و التصدّى لظلم النظام و فظائعه ، و كسب الناس إلى تحدّى و نبذ هذا النظام الفاسد و طرق تفكيره و إلى تبنّى النظرة و القيم ، و إستراتيجيا و برنامج الثورة ، و مراكمة القوى و قيادتها . " و كما يشير كذلك " كيف يمكننا الإنتصار... " : " قد رأينا إمكانية هذا فى الإحتجاجات التى جدّت ضد عنف الشرطة و جرائمها و بطرق أخرى تجمّع فيها عدد كبير من الناس ضد السلط القائمة و ضد " قوانين اللعبة " السياسيّة ." لكن " كيف يمكننا الإنتصار... " يسترسل ليشدّد على أنّه بينما مثل هذا الإحتجاج و مثل هذه المقاومة هامين " يجب تغيير هذا ... إلى فهم و تصميم و تنظيم ثوريّين ". و كيف يتمّ التغيير ؟ عبر الصراع . و يعود هذا إلى تناقض هام لفهتمام الحقيقي للملايين و الملايين من الناس بواحد أو أكثر و الكثيرون يهتمّون بجميع هذه " أوقفوا الخمسة " ، لكن بمعنى فهم من أين تتأتّى كافة هذه الفظائع و ما هو ضروريّ لوضع نهاية فعليّة لها ، معظم ذات هؤلاء الناس لا يعرفون شيئا و رؤوسهم في الوحل . لذا في حين نتوحّد و نعمل للتقدّم بما لا يزال يمثّل أعدادا أكبر من الناس في الإحتجاج على فظائع هذا النظام و مقاومتها ، هناك حاجة إلى صراع حاد لكسبها لمواجهة و إدراك واقع أنّه بمعنى جوهريّ ، هذا النظام هو مصدر كافة هذه الفظائع و لا يمكن إصلاحه بل يجب الإطاحة به .
هذا هو العمل الثوريّ الذى يجب إنجازه ، بالتنمية المتواصلة لأعداد من الناس المنظّمين في صفوف الثورة و بالعمل الجماعي في إنسجام مع توجّه و خطّة مشتركتين . و يجب القيام بهذا بثبات و بما في ذلك في أكثر الأوقات " عاديّة " ( مهما كانت ) و في منتهى الأهمّية " مع كلّ " هزّة " في المجتمع – كلّ أزمة ، كلّ فظائع جديدة حيث عديد الناس يتساءلون و يقاومون ما يقبلون به عادة ." لقد شاهدنا عديد هذه " الهزّات " حديثا بما فيها إنتخاب ترامب / بانس ثمّ الفظائع المستمرّة المقترفة من قبل هذا النظام الماسك بالسلطة . و من الحيويّ أن يستغلّ الثوريّون و آخرون كافة مثل هذه " الهزّات " للتقدّم بأعداد متنامية من الناس ليصبحوا جزءا من التعبأة الجماهيريّة غير العنيفة و المستمرّة التي نحتاج إليها لترحيل هذا النظام، لكن أبعد من ذلك ، يجب على الثوريّين القيام بكلّ هذا " للتقدّم بالثورة و توسيع صفوف القوى المنظّمة " بإتّجاه الهدف الجوهريّ للإطاحة في نهاية المطاف بهذا النظام بأكمله .
و تؤكّد " كيف يمكننا الإنتصار... " :
" يجب أن تغدو القوى المنظّمة و قيادة هذه الثورة " السلطة " التى ينظر إليها و تتبعها أعداد متزايدة – و ليس سياسيّو و وسائل إعلام هذا النظام ، محترفو الكذب – و ليس أولئك الذين يوجهون الجماهير ضد بعضها البعض بينما هي فى حاجة إلى الوحدة من أجل الثورة . "
و ما تبيّن بعدُ حول هذه السياسات و وسائل الإعلام يجعل من الواضح لماذا نحتاج إلى خوض صراع حاد و لازم لفضح دورها الفعليّ و كسب الناس لرفض و نبذ ما تمثّله . و قبلا ، تكلّمت عن كيف أنّ هناك فئات فاشيّة و أخرى " سائدة " من الطبقة الحاكمة الرأسمالية – الإمبريالية ، بالمعنى الجوهري الرأسمالية – الإمبريالية – الواقع أنّه حتّى مع إختلافاتها الحقيقيّة جدّا ، تمثّل جميعها ذات النظام الإستغلالي و الإضطهادي و الإخضاعي و التدميري – شيء أساسي و سبب أساسي للماذا يجب لفظ " سلطتهم " و نبذها من قبل الجماهير الشعبيّة .
أمّا بالنسبة إلى أولئك الذين – يتجلببون بجلباب ديني و غيرهم – يعظون بشأن " التوافق " مع هذا النظام و يقدّمون أنفسهم على أنّهم يتكلّمون باسم المضطهَدين ، هناك تنويعة من ما قلت في " صار كلّ شيء بيّنا / ALL played out " :
القساوسة و البقيّة
ليسوا من الذين يقفون حقّا إلى جانب المضطهَدين ،
بل من الذين يتبخترون و يدافعون عن
بقاء الناس في الأسفل ،
جاثمين على ركبهم ،
معانين الإهانات
و الذين ينحون باللائمة على الذين هم أسرى
الطرق التي تبقيهم في بؤس ؛
أناس متفاخرون يصبغون الشرعيّة على أنفسهم
و يسوّقون للإستهامة بالجماهير
مجانين يعبدون السلطات القائمة
مؤكّدين على أنّ تبقى الأشياء على حالها
ضمن حدود
المساومات مع البرجوازيّة
[ يجب على الشعب أن يتوصّل إلى رؤية أنّ
كلّ هذا صار بيّنا ! "

من الضروريّ و الهام الوحدة مع الوعّاظ ، مع كلّ فرد يمكن الوحدة معه في قتال الإضطهاد و الظلم ؛ و المنجذبون إلى الثورة فيما لا يزالون يملكون رؤى دينيّة يجب الترحيب بهمو إشراكهم في النضال ، و في الآن نفسه ، ثمّة حاجة إلى خوض صراع لكسب الناس إلى مقاربة علميّة صريحة و متماسكة تعتمد في فهم أنّه لا وجود لإلاه و في أنّ محاولة التعويل على إلاه مفترض كمنقذ من إضطهاد الإنسانيّة لا يمكن أن يؤدّي إلاّ إلى الإبتعاد عن الحلّ الحقيقيّ و فى نهاية الأمر يترك الناس " تحت رحمة " هذا النظام الى لا يرحم . يقول عديد المتديّنين إنّهم يقبلون بالإستنتاجات العلميّة ( أو بالكثير منها ) بينما يؤكّدون كذلك على انّ للعلم حدوده و على أنّ هناك شيء اكبر من ذلك -–هو " إيمان " . غير أنّ " الإيمان " هو الإعتقاد فى أشياء ليس لأنّه تبيّن أنّها حقيقة من خلال تفحّص ما تبيّنه الأدلّة عن الواقع و إستخلاص إستنتاجات من ذلك ، و إختبار هذه الإستنتاجات عمليّا فى الواقع العملي ، و إنّما لأنّ الإيمان بهذه الأشياء يطمئن ( أو عدم الإيمان بها يبعث الخوف فى النفوس ) و لأنّ الناس كانوا متعوّدين على الإيمان بهذا بفعل قوّة التقاليد و المؤسّسات الدينيّة التى ألّف كتبها بشر كانوا غارقين بعمق فى التطيّر و الجهل و لذلك كانوا يدافعون عن أشياء يتعيّن على الجميع اليوم الإقرار بأنّها فاسدة و وحشيّة مثل إغتصاب الأبرياء و نهبهم و قتلهم ( فى كتاب " لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير العقل و تغيير العالم راديكاليّا !"، ذكرت أمثلة على هذا و بوسع الناس أن يروا هذا أيضا بأنفسهم بالنظر فى الكتاب المقدّس و كذلك فى القرآن ، دون ما يحجب الرؤية ). و كما قلت في " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 1:4 :
" إنّ المضطهَدين الذين لا يقدرون أو لا يرغبون فى مواجهة الواقع كما هو فعليّا محكوم عليهم بأن يبقوا مستعبَدين و مضطهَدين . " و على النقيض من ذلك ، يؤدّى منهج و مقاربة علميّين إلى فهم لإمكانيّة وضع نهاية للعبوديّة ىو الإضطهاد مهما كان نوعهما و ذلك عبر الثورة .
لقد أثيرت مسألة أنّه حين تشدّد " كيف يمكننا الإنتصار... " على أنّ السلطة التي ينظر إليها الناس لا يمكن أن تكون " أولئك الذين يجعلون الجماهير تتقاتل بينما هي تحتاج إلى الوحدة من أجل هذه الثورة " ، فهو يتكلّم عن العصابات ، ضمن أشياء أخرى . حسنا ، و نحن نقوم بالثورة ، لن نجعل من العصابات عدوّا لنا . نحن نعمل لأجل كسب الناس إلى الثورة و بناء القوى لأجل هذه الثورة ، في تناغم مع ما هو مكثّف في ستّ " نقاط الإنتباه من أجل الثورة " ، لوضع نهاية لكلّ ما يجعل الناس عبيدا أو مهانين بما في ذلك كلّ الظروف التي أدّت إلى تشكّل العصابات في المقام الأوّل و الوضع حيث عدد كبير من شبابنا يتقاتلون و يقتلون بعضهم البعض – و لنترك لكلّ فرد قرار أين يقف في علاقة بهذه الثورة التي نناضل في سبيلها . بيد أنّنا نحتاج إلى خوض الصراع و الصراع الحاد ضد طرق التفكير التي تقول إنّه يجب على كلّ فرد أن يسعى من أجل مصلحته الخاصة ، و عليك القيام بما عليك القيام به على حساب أي شخص آخر و مراكمة الأموال الضخمة و ممتلكات كثيرة و منها تحويل النساء إلى ملكيّة . و كلّ هذا ليس سوى محاكاة لنظرة المضطهِد و جزء كبير ممّا قد ترك الجماهير الشعبيّة مضطهَدَة و مهانة لفترة زمنيّة طويلة . و مجدّدا ، ينبّه " صار كلّ شيء بيّانا " إلى هذا الهراء :
" ذهنى مشغول بمالي
و مالي بذهنى
هذا الجنون
حول التشبّه ب " سكارفايس "
و التحرّك دون أثر
من الإنسانيّة ،
و النهب و الإغتصاب دون وخز ضمي
القتل أو الموت لأجل هدف ليس نبيلا .
أتركوا ذلك – صار كلّ شيء بيّنا ! "
عند التفكير في أناس دخلوا " معترك الحياة " ، عادة منذ نعومة أظفارهم ، أتذكّر كلمات أغنية من الماضي لفرقة موسيقى الآر أن بى ، " الوسبارس " و مغنّاة تعطينا : " يبدو و كانّه عليّ أن أفعل شيئا خطأ – أفعل شيئا خطأ – أفعل شيئا خطأ ... ليلاحظوا وجودى ".
حسنا ليذهب [ من " يلاحظوا وجودي " هؤلاء ] إلى جهنّم ! و للتذكير بتصريح لفردريك دوغلاس من أيّام العبوديّة وهو يلتقط إلتقاطا جيّدا جدّا الحقيقة التي لا نزال نعيشها اليوم :
" إنّهم " مسؤولون عن " جرائم تتسبذب في الخزي لأمّة متوحّشة " " بالنسبة إلى الوحشيّة المقرفة و النفاق الوقح ، أمريكا تسود بلا منازع ". و كلّ هذا في إرتباط بما قلته في " نداء إلى الذين همّشهم النظام " ( " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 3:16) : " إرفعوا أنظاركم إلى أعلى من الخزي و الجنون ، من الوحل و اليأس ، أعلى من المعركة الفردية للبقاء على قيد الحياة ولأن " تكونوا أشخاص ذوى أهمّية " بالمعنى الذى يستعمله الإمبرياليون - من القذرين والمجرمين الأكثر وحشية ممّا تصوّره الميثولوجيا أو شهدته السجون . كونوا جزءا من منقذى الإنسانية: حفّاري قبر هذا النظام و حاملى المجتمع الشيوعي المستقبلي . "
و في تعارض مع الذين يوجّهون الناس توجيها خاطئا ، مكن لسلطة الثورة و قيادتها أن يتوسّعا و يزدادا قوّة وهي تظهر إلى النور ، بواسطة تحليل علميّ لما يجرى حقّا في كافة الأحداث الكبرى في المجتمع و في العالم و أين تكمن فعلا المصالح الجوهريّة لجماهير الإنسانيّة ، في الوقت الذى تقوم فيه بتعبأة أعداد متنامية من الناس للقتال من أجل هذه المصالح الجوهريّة. لكن بناء هذه السلطة الثوريّة لن يتمّ " آليّا " – يجب أن نعمل من أجله بإستمرار و نقاتل من أجله بحيويّة كهدف ملموس و جزء هام من إنجاز " الإعدادات الثلاثة " .
و التوجّه الأساسي معروض في " كيف يمكننا الإنتصار... " :
" نحتاج إلى مقاربة كلّ شيء – تقييم كلّ برنامج سياسي و كلّ قوّة منظّمة فى المجتمع و كلّ نوع من الثقافة و القيم و طرق التعاطي مع الناس – إنطلاقا من كيفيّة إرتباطها بالثورة التى نحتاج و بالقضاء على كلّ الإضطهاد . "
ثورة للقيام بماذا ؟ ل " وضع نهاية لكلّ الإضطهاد " . و هنا مرّة أخرى تكمن أهمّية " نقاط الإنتباه من أجل الثورة " – و كسب المزيد و المزيد من الناس ليرفعوا راية هذا و يعيشوا به و يقاتلوا في سبيله لبناء الثورة التي نحتاج لوضع نهاية لكلّ الإضطهاد.
نحتاج إلى مزيج من صلابة المبدأ و المسك بصرامة بالهدف الإستراتيجي للثورة ، و من إنفتاح الذهن و كرامة الروح . نحتاج إلى العمل مع عديد أصناف الناس في بناء مقاومة جرائم هذا النظام بينما نبقى عيوننا على هدف الثورة و الصراع بطريقة جدّية لكسب الناس من كافة أنحاء المجتمع ليشتركوا بنشاط في الدعم الإيجابي أو في " الحياد الودّي " تجاه هذه الثورة . و تضع وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار... " ذلك بالمعنى الأساسي التالي : " يجب أن نتوحّد مع الناس كلّما كان ذلك بمستطاعنا و نصارعهم كلّما إحتجنا إلى ذلك ، للتقدّم بالثورة ."
و يقدّم هذا معنى مروحة الناس الذين يتعيّن أن يشاركوا في الثورة : " يحتاج الناس فى الأحياء الشعبية فى المدن و فى السجون و الطلبة و الجامعيون و الفنّانون و المحامون و غيرهم من المهن الأخرى ؛ و الشباب فى الضواحى و فى المناطق الريفيّة – الناس فى كافة أنحاء المجتمع – إلى معرفة هذا و تبنّيه بجدّية . "
و من جديد، ثمّة أهمّية خاصة للشباب و للطلبة – سواء في صفوف الأكثر إضطهادا أو في صفوف الطبقات الوسطى – لنّه حتّى مع كلّ الهراء الذى يسعى هذا النظام إلى أسر الشباب فيه ، إنّهم أقلّ " إنغماسا " في طرق وجود الأشياء و أقلّ إستعدادا للقبول بأنّ هذا هو الشكل الوحيد لإمكانيّة وجود الأشياء . و قسم آخر من المجتمع و ضمنه من الممكن و الأساسيفى آن معا كسب الناس منه من أجل الثورة هو الأخصّائيّين التقنيّون ( أو من يمكن تسميتهم ب " سحرة الرقمنة " ) . و هذا هام الآن و هام بالنسبة إلى المضيّ قدما في البناء بإتّجاه المعركة الشاملة – و متى حان وقت تلك المواجهة الشاملة ، و كيف يمكن أن نلحق بهم الهزيمة ، سيصبح أهمّ حتّى . فكّروا في هذا .
و لهذا التوجّه نحو كسب الجماهير على نطاق واسع إلى جانب الثورة ، من جميع فئات المجتمع ، كذلك صلة وطيدة بما تعنيه هذه الثورة و أيضا بكيفيّة حصولها على أفضل فرصة للظفر . و ها وثيق الإرتباط بمشكل " التطويق و السحق " الذى عالجته آنفا . و مثلما يضع ذلك " كيف يمكننا الإنتصار... " :
" نحتاج إلى معارضة وتمزيق تحرّكات السلط الحاكمة بإتّجاه عزل و" المحاصرة " و التعنيف و السجن الجماعي و القمع الإجرامي ضد الذين يعيشون أقسى حياة فى ظلّ هذا النظام و الذين هم أكثر المحتاجين إلى هذه الثورة . نحتاج إلى " محاصرتهم " – بإيجاد الموجة تلو الموجة من المتمرّدين فى معارضة مصمّمة لهذا النظام ."
و بالعودة إلى ما قيل سابقا حول أوجه الشبه و أوجه الإختلاف في ما يتعلّق بهذه الثورة و الحروب الثوريّة التي خيضت و لا تزال في بلدان العالم الثالث ، لا يجب أن نسعى إلى خوض حرب تامة ، عسكريّة ضد هذه السلطات الحاكمة الآن بيد أنّنا نحتاج الآن إلى خوض " حرب سياسيّة " مصمّمة ضدّها و ذلك بالفعل بهدف " تطويقها " و " عزلها " و تحديدا من خلال "التقدّم بالموجة تلو الموجة من المتمرّدين في معارضة مصمّمة لهذا النظام " ، فاضحين الطبيعة الحقيقيّة لهذا النظام و إنعكاسات حكمه ، و في السيرورة كاسبين أعداد متنامية من الناس للإعتراف بأنّ سلطتها و حكمها للمجتمع غير عادلين و غير شرعيّين و يجب نبذهما و معارضتهما . و هذا أيضا يجب أن يتّخذ كهدف واضح ومحدّد و يجب القتال من أجله قتالا منهجيّا كجزء حيويّ من " التسريع بينما ننتظر " و تكريس " الإعدادات الثلاثة " . و فضلا عن ذلك ، تقتضى منّا هذه المواجهة السياسيّة أن نخوضها بجرأة و تصميم في معارضة " القاعدة " التي تجيّشها الفئة الفاشيّة من الطبقة الحاكمة – و هذا مهمّ في حدّ ذاته الآن ، ذل إعدادا مهمّا ستكون له أثر هام على " الحرب الأهليّة بين قسمي الناس " ، متى نضجت الظروف تماما و متى تمّ الشروع في المواجهة الشاملة .
و كجزء حاسم من هذا كلّه ، نحن في حاجة إلى مواجهة و خوض قتال مصمّم لإلحاق الهزيمة بمساعى السلطات القائمة للهجوم على هذه الحركة من أجل الثورة و خاصة على قيادتها و تحطيمها – محوّلين ذلك إلى مزيد التقدّم بالثورة ، معرّين الطبيعة الدكتاتوريّة العنيفة لحكمها و القمع الذى مارسه ،و محوّلين ضدّها أعداد متزايدة ، الناس المضطرّين إلى التخلّص من الأوهام بشأن طبيعة هذا النظام و طبقته الحاكمة و المدفوعين ضد إضطهادها و قمعها .
و نعود إلى المسألة الأكثر جوهريّة : " كلّ هذا يهدف إلى شيء محدّد جدّا – وضع ثوريّ ". ما نفعله الآن هو القيام بالثورة – وهو جزء من و يجب عن وعي و بصفة منهجيّة أن ننجزه ، كجزء من خطّة و مقاربة إستراتيجيّتين لبلوغ لحظة يكون فيها بالإمكان التقدّم بالملايين لخوض القتال الشامل قصد الإطاحة بهذا النظام ، بفرصة حقيقيّة للظفر .
و يجثم تحدّى كبير بثقله على آفاق الثورة هو ما يمثّله نظام ترامب / بانس . في خطاب آخر ( " يجب على نظام ترامب / بانس أن يرحل ّ باسم الإنسانيّة نرفض القبول بأمريكا فاشيّة ، عالم أفضل ممكن ) ، تكلّمت عن كيف أنّ هذا في الواقع نظام فاشيّ ؛ و عن الأساس الذى مكّنه من الصعود إلى السلطة في هذه البلاد ، و عن كيف أنّه طالما ظلّ في السلطة ، فإنّ هذا النظام سيقترف فظائعا أكبر حتّى و يمثّل تهديدا حقيقيّا لمستقبل الإنسانيّة و لوجودها و ذلك بفعل هجماته على البيئة و ذخيرته النوويّة للدمار الشامل ؛ كما تكلّمت عن لماذا ، باسم الإنسانيّة ، من الضروري ،و كف يمكن ، فرض الإطاحة بهذا النظام بواسطة تعبأة جماهيريّة غير عنيفة و مستمرّة للجماهير للمطالبة برحيل هذا النظام ! و هنا سأتحدّث عن العلاقة بين هذا و الهدف الجوهريّ للثورة .
إن تمكّن هذا النظام من مزيد توطيد سلطته و مزيد أتطبيق أجندته الرهيبة بصفة أتمّ ، حالئذ يمكن لآفاق الثورة أن تتراجع بشكل كبير و يمكن للقوى الثوريّة الواعية أن تتعرّض للتمزيق – أو تحطّم تمام التحطيم – على ألقلّ لفترة زمنيّة . هذا من ناحية ، و من الناحية الأخرى ، إذا جرى بناء حركة جماهيريّة للإطاحة بهذا النظام ، و إذا عمل الثوريّون على بناء هذه الحركة من أفق كيفيّة إرتباطها بالثورة التي نحتاج كحلّ جوهريّ ، و عندئذ سيصبح الوضع في المجتمع ( و العالم ) أكثر مواتاة بكثير للقتال ضد الظلم و الإضطهاد ، و يمكن تحقيق تقدّم حيويّ بإتّجاه الإطاحة بالنظام بأكمله . و إلى درجة هام الآن ، النزاع بين فئات المجتمع التي تساند هذه الفاشيّة و الذين يعارضونها ، من عدّة آفاق متباينة ، يشكّل الأرضيّة التي عليها ينبغي خوض النضال من أجل الثورة ؛ و هذا النزاع على الأرجح سيشتدّ و يمكن أن يتحوّل أكثر إلى مواجهة عنيفة و على أيّة حال سيكون عاملا هاما في إطار النضال الشامل بين الثورة و الثرة المضادة .
و الصلة بين النضال ضد هذا النظام الفاشيّ و بناء الثورة ليس " طريقا مباشرا " أو " شارعا بإتّجاه واحد " . لا يجب مقاربتها من قبل الذين يدركون الحاجة إلى الثورة كما لو أنّه " أوّلا ، يجب أن نبني حركة شعبيّة للإطاحة بهذا النظام ثمّ يمكن أن نحوّل نظرتنا إلى العمل مباشرة من أجل الثورة " . لا . من الحيويّ توحيد الجماهير و تعبأتها ، الجماهير من آفاق متباينة ، واسعة جدّا، حول مطلب رحيل هذا النظام لكن سيكون أصعب بكثير القيام بذلك على الصعيد و بالتصميم المطلوبين تحقيقا لهذا الهدف إذا لم توجد في الوقت نفسه ، أعداد أكبر فأكبر من الناس الذين يتقدّمون في فهم أنّه من الضروري وضع نهاية ليس لهذا النظام [ السياسي- المرتجم ] فحسب بل للنظام [ الاقتصادي – الاجتماعي العام : الرأسمالي – الإمبريالي – المرتجم ] الذى من صلب تناقضاته العميقة و المحدّدة قد ظهرت الفاشيّة ، نظام قد فرض بطبيعته ذاتها ، و سيظلّ يفرض عذابات رهيبة و غير ضروريّة كليّا لجماهير الإنسانيّة ، إلى أن يقع القضاء على هذا النظام ذاته . و بقدر ما يتقدّم الناس ليعملوا عن وعي و بنشاط من أجل الثورة ، بقدر ما ستكون القوّة النامية و " النفوذ الأخلاقيّ " لهذه القوّة الثوريّة بدورها ستوطّد تصميم الأعداد المتنامية من الناس للإطاحة بالنظام الفاشي في السلطة الآن ، حتّى مع أنّ الكثيرين لن يقع كسبهم ( و البعض لن يكسبوا أبدا ) إلى جانب الثورة . لهذا ، كلّ من رفع التحدّى المباشر لإيجاد وضع سياسي يطاح فيه بهذا النظام من السلطة – و فيه تكون المبادرة السياسيّة يمسك بها إلى درجة كبيرة المصمّمون على التصدّى إلى الهجوم الجاري على الإنسانيّة من طرف هذا النظام و الإجتهاد في سبيل إنشاء عالم أفضل ، مهما كان فهمهم لذلك – و التقدّم بإتّجاه الهدف الجوهريّ للثورة ، إنّه لمن الأهمّية الحيويّة أن يساهم نشاط كلّ الذين توصّلوا إلى فهم الحاجة إلى الثورة ، في بناء الحركة من أجل الإطاحة بهذا النظام و القيام بذلك من أفق و في الإطار العام للبناء من أجل الثورة .
و مواجهين هذه التحدّيات الضخمة و ناظرين إلى هذه الأهداف التاريخيّة – العالميّة ، بقوى صغيرة الحجم في الوقت الحاضر كجزء من الثورة ، كيف نتقدّم من هنا لتلبية ما تتطلّبه منّا الحاجيات الأساسيّة للإنسانيّة ؟ و منطلقين من أولئك من بيننا الذين توصّلوا إلى رؤية ليس أنّ هذه الثورة يمكن أن تنشأ عالما أفضل بكثير فحسب بل كذلك أنّ هذه الثورة إستعجاليّة الضرورة ، وهي ممكنة ، و الإسترشاد بموقع الأنترنت revcom.us و جريدة " الثورة " ، للتحرّك على أساس فهم و مقاربة موحّدين ؛ مستخدمين " كيف يمكننا الإنتصار... " - كمرشد أساسيّ و ما تعمّقنا فيه هنا بشكل أتمّ في هذا الخطاب كتحليل أعمق لذلك ( و إستخدام الشريط الذى سيصنع من هذا الخطاب و شريط " يجب على نظام ترامب / بانس أن يرحل ! ..." كوسائل هامة ) ؛ بينما نتعمّق في " الأساسي ..." و أعمال مفاتيح أخرى من الشيوعية الجديدة للحصول بإستمرار على أرضيّة أعمق في المنهج و المقاربة العلميين للثورة ، نمضى للعمل لبناء الثورة : ننشر الثورة في كلّ مكان و ننظّم الناس في صفوف الثورة و نمدّهم بطرق النضال من أجل هذه الثورة ، مقاومين السلطة ، و مغيّرين الناس ، من أجل الثورة ، و مكرّسين " الإعدادات الثلاثة " و ذلك بدوره من اجل مزيد نشر هذه الثورة بعدد أكبر من الناس يقومون بذلك بنشاط و ينظّمون غيرهم في صفوف الثورة ، و يناضلون فعليّا من أجل هذه الثورة ... لنشر هذه الثورة على نطاق أوسع حتّى عبر المجتمع ... مواجهين كافة التحدّيات و العراقيل و محاولات السلطات القائمة حرفنا عن مسارنا و سحق هذه الثورة و قيادتها ،و التقدّم بإتّجاه وضع حيث تهزّ النظام أزمة عميقة و حادة و " يرفض ملايين و ملايين الناس أن يتمّ حكمهم على الطريقة القديمة – و ينوون و يصمّمون على وضع كلّ شيء على المحكّ للإطاحة بهذا النظام و نشاء مجتمع و حكومة جديدين يستندان إلى " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا ".
الثورة ممكنة – و علينا المضي للعمل من أجل تحقيق هذه الإمكانية في الواقع . لذا دعونى أختم بما جرى التأكيد عليه بقوّة في نهاية " كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " :
" يعتمد كلّ هذا على كسب الملايين إلى جانب الثورة فى الفترة التى تؤدّى إلى نضج الوضع الثوري و إلى فرصة إلحاق الهزيمة بهم عندما يحين الوقت – فرصة التخلّص من هذا النظام و إنشاء شيء أفضل بكثير – علاقة وطيدة بما نفعله الآن . و يحتاج كلّ من يتطلّع إلى عالم مختلف راديكاليّا ، خالى من الإستغلال و الإضطهاد و العذابات غير الضروريّة التى يتسبّب فيها هذا النظام ، إلى العمل الآن بتصميم ناري لجعل هذا يحدث كي تتوفّر لنا فرصة حقيقيّة للإنتصار . "
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا