الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة الآلهة الشريرة

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2022 / 9 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٢٤ هزيمة الآلهة الشريرة

كرونوس تزوج من أخته ريا ، التي تعتبر شجرة البلوط شيئا مقدسا. ولكن تنبأت الأم الأرض بخصوص كرونوس إبن المتوفي مخصيا أورانوس، بأن أحد أبنائه سيخلعه عن عرشه كما فعل هو مع أبيه. لذلك كان كرونوس يأكل أطفاله ويبتلع كل عام الأطفال الذين ولدتهم ريا : أولاً هيستيا Hestia، ثم ديميتر Demeter وهيرا Hera، ثم هاديس Hades، ثم بوسيدون Poseidon. وكانت ريا غاضبة من فقدان أطفالها في بطن كرونوس، وقررت أن الطفل القادم لن يكون ضحية هذا الإله الوحشي. وحين أنجبت زيوس، في جوف الليل على جبل ليكايوم في أركاديا Lycaeum in Arcadia، حيث لا يوجد مخلوق يلقي بظلاله في المنطقة، وبعد أن غسلته بمياه نهر ندا Neda، أعطته للأم الأرض لتخفيه عن أنظار كرونوس، وحملته سرا إلى ليكتوس في جزيرة كريت، وتم إخفاؤه في كهف ديكتي Dicte على تل إيجة. تركته ألأم الأرض هناك ليتم رعايته من قبل حورية الرماد Ash-nymph Adrasteia وأختها Io، وكلاهما من بنات Melisseus، وكذلك في رعاية الحورية العنز آمالثيا Amaltheia وأخيها التوأم بان Goat-Pan. كان طعامه من العسل، وشرابه حليب أمالثيا. كان زيوس ممتنًا لهؤلاء الحوريات الثلاث على لطفهم وعطفهم عليه، وعندما أصبح سيد الكون، وضع صورة أمالثيا بين النجوم في صورة الجدي Capricorn. كما استعار أحد قرنيها الذي يشبه قرن البقرة وأعطاه لبنات مليسيوس، والذي أصبح يسمى قرن كورنوكوبيا الشهير Cornucopia، أو قرن الوفرة، والذي يكون دائما ممتلئا بأي طعام أو شراب قد يرغب فيه صاحبها. لكن بعض الروايات تقول أن زيوس رضع من ثدي خنزيرة، وركب على ظهرها. حول المهد الذهبي للرضيع زيوس، الذي تم تعليقه على غصن شجرة (حتى لا يجده كرونوس لا في السماء ولا على الأرض ولا في البحر كما تقول النبوءة) ووقف كوريتس المسلحين Curetes، أبناء ريا لحمايته، وكانوا يضربون دروعهم برماحهم لأصدار أصوات قوية تغطي على بكاء الرضيع وصراخه لئلا يسمعه كرونوس من بعيد. لأنه قبل ذلك، ريا كانت قد لفت حجرًا كبيرا في قماط، وأعطته لكرونوس على جبل ثوماسيوم في أركاديا؛ فابتلعه، معتقدًا أنه كان يبتلع الرضيع زيوس. ومع ذلك، فطن كرونوس بعد فترة وخمن ما حدث وعاود مطاردة زيوس، الذي حول نفسه إلى ثعبان وممرضاته إلى دببة : ومن هنا أبراج الثعبان والدببة في السماء.
كبر زيوس ونما وترعرع بين رعاة إيدا Ida، حيث احتل كهفًا آخر لإيوائه؛ ثم ألتقى بالصدفة مع التيتانة ميتيس Metis the Titaness، التي كانت تعيش بجانب مجرى المحيط. وبناء على نصيحتها، زار والدته ريا Rhea، وطلب منها أن يكون حامل كأس كرونوس. وفهمت ريا قصده وساعدته في إنجاز مهمة الانتقام التي ينوي القيام بها؛ فأعطته جرعة من سائل مقيّئ، وحسب إرشادات Metis ثم خلطها مع مشروب كرونوس المعسل. بعد أن شرب كرونوس كأسه، أنتابته نوبة من القيء، فتقيأ الحجر أولأ، ثم تقيأ إخوة وأخوات زيوس الأكبر منه سنا. لقد خرجوا جميعا دون أن يصابوا بأذى وطلبوا منه، بامتنان، أن يقودهم في حرب ضد التيتان الأشرار، والذين اختاروا أطلس Atlas العملاق كزعيم حربي لهم؛ لأن كرونوس كان الآن قد تجاوز أوج عطائه وفاته قطار القيادة. استمرت الحرب الضارية عشر سنوات، ولكن أخيرًا، تنبأت ألأم الأرض بالنصر لحفيدها زيوس، إذا اتخذ ممن كان كرونوس قد حصرهم في تارتاروس كحلفاء له في هذه الحرب؛ ونفذ زيوس النصيحة، لذلك جاء سرًا إلى كامبي Campe، سجانة تارتاروس العجوز، فقتلها، وأخذ منها مفاتيحها، وبعد أن أطلق سراح السايكلوبس Cyclopes ذوي العين الواحدة، وأطلق سراح ذوي المئة يد Hundred-handed Ones، وشجعهم وعمل على تقويتهم بالطعام والشراب الإلهي. وبناءً على ذلك، أعطى السيكلوبس لزيوس الصاعقة thunderbolt كسلاح للهجوم؛ وأعطوا هادس Hades خوذة الظلام helmet of darkness والتي تجعل من يلبسها غير مرئي، أما بوسيدون Poseidon، فقد أعطوه رمحا ثلاثي الشعَب a trident. بعد أن قام الإخوة الثلاثة بإجتماع بخصوص الحرب والمعركة القادمة مع بقية التيتان، دخل هاديس مقر كرونوس لابسا خوذة الإخفاء لسرقة أسلحته؛ وبينما هدده بوسيدون بالرمح ثلاثي الشعب وبالتالي صرف انتباهه، وفي هذه اللحظة ضربه زيوس بالصاعقة. ثم قام الثلاثة ذوي المئة يد برشق الجبابرة المتبقين بآلاف الأحجار المتطايرة، وثمة صراخ مفاجئ من قبل الجدي "بان" جعلهم يهربون من الخوف والرعب. واندفعت الآلهة في مطاردة العمالقة محاولين الإمساك بهم وأسرهم. كرونوس، وجميع العمالقة المهزومين، باستثناء أطلس، تم نفيهم إلى جزيرة بريطانية في أقصى الغرب (وفي روايات أخرى أرسل بهم إلى تارتاروس حيث سجنوا إلى الأبد) ، وتم حراستهم هناك بواسطة ذوي المئة يد؛ ولم يزعجوا اليونان مرة أخرى. تم منح أطلس، بصفته قائد الحرب، وسام عقوبة نموذجية تليق برتبته، فأمر بحمل السماء على كتفيه إلى الأبد؛ ولكن في نفس الوقت تم العفو عن جميع التيتانيات، وذلك لإرضاء ميتيس وريا.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات