الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطرقة الإلحاد وزجاج عدنان

ياسر عامر

2022 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما ترى عنوان كتاب عدنان إبراهيم "مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد" تشعر أنه موجه للملحدين ولكن عند بداية الكتاب يستطرد لك رأيه الجازم الذي لانقاش فيه، أي كأنه يقول أنا أخبركم سلفًا أن الحقيقة هي وجود الله فحسب !!

أسلوب الجزم والقطع ليس ذلك الأسلوب الجيد لبدأ حوار، فعدنان أصلاً لا يدعي أنه يقدم نقاشًا في الكتاب إنما أدلة دامغة من وجهة نظره على وجود إله، وخاصة الإله الإسلامي، وبالنسبة له وجهة النظر المقابلة ماهي سوى شبهات كما يقول بنفسه !
ثم يعرض أوجه الاختلاف بين بعض الفلاسفة ويحاول تدعيم فكرته بقلة علماء الإلحاد مقارنة بالعلماء المؤمنين وقلة الملاحدة في العالم مقارنة بالمؤمنين، وهذه بالذات كارثة أن تقال !

ثم يعود ليشدد على صحة أفكاره وأنه في مستقبل السلسلة سينسف الإلحاد لا محالة، وهذه فاجعة أخرى، غير أن أسلوب الدكتور يستند بشكل كبير على الاستشهاد بأقوال ما يعجبه من الفلاسفة وبذلك يجعل من نفسه خاضعًا لإقناع عقله بفكرته التي يؤمن بها أي أنه يقوم بتدعيم وتطعيم معتقده ليس إلا والقول الذي لايعجبه يضعفه كما لو كان نكتة.

ثم يتطرق الكتاب لطرح لمحة عن تاريخ الإلحاد ليوضح وجود مذاهب ومدارس عند الهندوس في العصور السالفة والبوذية والاغريق متكلمًا عن اوائل النزعات الالحادية وما إلى ذلك.

وفي الفصل الخامس يبدأ الدكتور رده على مايسمونه بشبهات الملحدين بأستذكار انتوني فلو (كالعادة لايملكون غيره)، يشير عدنان إلى أن الحس الشعوري هو أساس لا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن أن يكون الانسان عقلاني صرف رغم أن هذا وأن صح فلا يقدم أي دليل على وجود الإله !

وأولى البراهين التي يزعمها الدكتور هي ما يسميه نظرية التصميم الذكي وأستغرب كيف لشخص يقوم بعمل ثلاثين حلقة عن التطور أن يعتقد بالتصميم الذكي؟ أمر عجيب !

الأهم أن التصميم الذكي رد عليه العلماء حتى بحت حناجرهم ولا أستطيع أن أستوعب كيف مازال المؤلهة يستخدمونه كحجة؟!

ويستطرد حجته بالعلل المادية والصورية والفاعلية والغائية وكلها أيضًا حجج قديمة تهافتت أمام العلم الحديث وبطلت بالأدلة القاطعة، لكن ما يلفت الانتباه هو تناقض هذا الرجل حيث أنه يصر على أن دليله المزعوم يجب أن يكون عقلي ومع ذلك يلف يلف ويرجع للإدراك الحسي، يبدو أنه لا يستطيع أن يستغني عنه ذلك أن الإله لا يوجد دليل عقلي عليه من الأساس، ولو كان موجودًا فلابد أن يكون هنالك مؤشرات مادية عليه، لذلك دائما يقع المؤمن بهذا التناقض العجيب، وما يجعلك تتعجب أكثر أنه يكرر ذات الأمثلة القديمة التي ماتت منذ زمن الفلاسفة، كمثل كيف للوحة أن تتشكل بدون رسام؟ وعلى هذا النمط…

أمر جدًا مضحك أن يقال عنه دكتور وتكون له سمعة كبيرة في مجال الجدل حول قضية الإله وفي النهاية تكون هذه اطروحاته ؟!!

عدنان عنده عقدة نفسية من العلماء بحيث أنه يرى أن كل العلماء فلاسفة سفهاء ولا يعرفون شيءً عن الفلسفة ولا حتى أبسط مبادئها ! وهو طبعًا يحسب نفسه علامة زمانه ! والمضحك أكثر أنه يستخدم مصطلح شبهات حتى عندما يتكلم عن الوسط العلمي فيقول العلماء الفلانيون ردوا على شبهات العلماء الفلانيون في كذا وكذا، وكأن الوسط العلمي سوق الشيوخ الحيالين !

وأخر حجة يطرحها هي الكون حادث، رغم أنها تهافتت أمام الفيزياء الحديثة لكن مع ذلك حتى أن أفترضنا أن الكون حادث وأنه نظام مفتوح فهذا لايدل على وجود إله ولا بأي شكل من الأشكال،
كل حججه مكررة ومردود عليها ولا تثبت وجود الإله اطلاقًا, ياخسارة الوقت عليه.

بأختصار مايزعمه عدنان أدلة على وجود الإله هي جميعها محاولات فلسفية قديمة باءت بالفشل الذريع، وهي…
التصميم الذكي
الهداية الالهية
الدليل الرياضي
السببية
الكون حادث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و