الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة الأمم المتحدة و . . سوق نخاسة الشعوب

أمين أحمد ثابت

2022 / 9 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


حين أنشأت هذه المنظمة كانت لفكرة بقيمة اخلاقية رفيعة ( حماية انسان شعوب الارض ) ، منها تأمينها من عودة قيام حرب عالمية مجددا ، خفض سقف توازن القوى بين الأقطاب النافذة على العالم ، كخفض للتسلح الإبادي الجماعي ، ولحماية انسان المجتمعات الواقعة تحت استبداد جبروتي للحاكم او استخدام طرق ووسائل وادوات لإرهاب الدولة تجاه مواطني تلك البلدان ، مساعدة المهددين بالمجاعات او الامراض الفتاكة و . . . تفرعت كثيرا المنظمات الوظيفية لحماية انسان العالم - كانت في الحقوق او الغذاء او التعليم . . الخ - حتى وصلت من مدخل القرن الحادي والعشرين أن تكون معملا آليا لتفريخ اختصاصات المهام كمنظمات - من عندها خرجت هذه المنظمة الدولية الدائمة من طبيعتها التي أنشأت من أجلها - حول حماية وانقاذ انسان العالم - بل وخرجت من منشأها الشكلي للضرورة بحفظ توازن القوى العالمية - صفة اعضاء مجلس الامن الدولي الخمسة - لتصبح منظمة مرهونة بموقع مقرها الرئيسي وبحجم الميزانية المدفوعة لها ، أن تتنفذ عليها امريكا والجد فاذر لها الاوروبي - كحلف استقوائي للهيمنة على العالم ، اعتمد اجندة الإفقار المضموني لشعوب بلدان العالم المستضعفة وتلك المهيأة قبولا للانضمام ضمن سابقاتها رهينة ضعفها ، إما بسبب ولوجها مسارات ذاتية خاطئة - مثل بلدان الشرق الاوروبي الاشتراكي سابقا - او من خلال ارتهانها الوهمي بالعون المشروط بتبعيتها العلنية وغير المصرح بها في حل مشكلاتها وازماتها عبر حامل قطبي مسيطر على العالم ، لتذهب الى تغيير اجندتها تحديدا مع البلدان الكبيرة القوية المضطربة تلك في استغلال الفرصة للأخذ بيدها عبر العم سام نحو نظامية العالم الجديد لواحدية النهج العالمي الرأسمالي الامبريالي ، فبقدر المساندة والعون ظاهريا ، كان من ضرورة عمل الاجندة ضمنيا بما يمنع قطعا بقاء مواصفات القوة بأي معنى من المعاني لمثل تلك البلدان - المحتاجة للملمة وضعها والعودة كرقم يحسب له عالميا - وكان افضل سيناريو العون الامريكي اوروبي العتيق هو أن يحقق ذلك العون نشوء صدوعات وتشرخات في تلك البلدان - تحت توهيم ضريبة ضرورة التحول الى الالفية الجديدة والنظام العالمي متعدد الاقطاب القادم - ما ينتج الى تمزق وحدة قوتها البشرية والمساحة والثروات ، متحولة الى بلدان مجزأة ذات ارثي عدائي تجاه بعضها ، وعودة سيطرة العصبوية المتخلفة مقام الوطن الواحد والمواطنة الواحدة سابقا ، وعندها تنتقل الاجندة أن يصبح العون المركزي الغربي محققا فعل الانهيار الذاتي من داخل تلك المجزاءات المجتمعية بتفريخ إدارات الفساد ضمنيا فيها عبر ابنائها ، ما يقودها اكثر فأكثر للإرتهان ، حيث تنضب تدريجيا موارد الثروات الطبيعية والمجتمعية ، وتشاع قناعة وهم العالمية لمواطنيها بدلا عن المواطنة والوطن ، الى جانب انحلال المجتمع في علاقاته وقيمه حتى على مستوى الفرد ، حيث تتسيد الانانية الفردية عند انسانها ونفعية الربحية السهلة اولها نهب الملكية العامة للمجتمع عبر مفاصل عمل دولة الحكم الفاسدة ونهب الملكيات الخاصة والحقوق للافراد عبر الاستقواء البوليسي وامتهان حياة الناس - خارج القانون والاخلاق ، ويصاحب ذلك كتوجه واقعي عام - كضريبة المدنية المعاصرة الحالية - في انتشار الجريمة والمخدرات وبيوت القمار والدعارة والاتجار اللااخلاقي والتهريب كأساس ثابت يمثل اقصر الطرق - أما البلدان القوية المضطربة بعد سقوط التجربة الاشتراكية والتي تعاملت بحذر متناه مع البروباجندة المخادعة للغرب - بسبب الاتكاء على العلم وكنه جوهر النظام الامبريالي - رغم الاضطراب البنيوي الذي حدث لها وزلزل كيانها المجتمعي والسياسي - كانت ترويجية العولمة الامريكية تخفي فرض قطبيتها فوق متعدد الاقطاب ، وبفرض صراع التكتلات الاقتصادية وتحرير الاقتصاد والتجارة العالمية - جوهر النظام العالمي الجديد القادم المسوق زيفا - أن تكون جميعها تحت رحمتها كقطب فوق الاقطاب ، كانت المفاجأة أن لعب الخداع المضموني المنتهجة قد ادت الى نتائج معاكسة لما كانت تأمل فيه امريكا وصبيانها الاوروبيين ، حيث لم تستعيد تلك البلدان العظمى من النظام العالمي القديم المراد تغييره عافيتها من جديد فقط - روسيا والصين وغيرهما من البلدان الصاعدة نحو بلوغها موقع قطب عالمي بين الاقطاب المتعددة - بل ذهبت في مسارها نحو تعزيز قوتها مقابل الاحتكار الغربي وعلى راسه امريكا على شعوب كل بلدان الارض وثرواتها المجتمعية لتصل الى محو هوياتها وتاريخها ومسخ انسانها كذائب عبد لا إرادي للانسان الغربي ومجتمعاته ، حتى اصبح مهددا امتداداتها الى تقليصها واحتلال تلك المقلصات لصالحها ونحو تحول عالمي نحو العالمية وليست العولمة - وهو ما غير نهج الاجندة الاخيرة الراهنة نحو الاستهداف العدائي العازل لهذه القوى الصاعدة عبر تفريخ الشبكات الاجرامية والمرتزقة - حتى بهيئات شركات ومنظمات . . الخ - لتعبث من داخل تلك البلدان وإثارة حروب داخلية او جوارية - تحت ذريعة دعم تحرير شعب او جماعة تحصرها بوصمة عرقية وحقها - في انفصالها او انخراطها ضمن قوى التحالف الغربي ( الناتو ) او لنيل حماية هذا الحلف لها - تجد الشعوب بسلطاتها الانتهازية التابعة للغرب تقود فعل دمار وطنها وشعبها وامتهان وجوده وعيشه - بحيث تصبح آلية استهداف إضعاف مثل تلك البلدان الصاعدة تتم بيد من ابناء وطنها القديم الواحد او حتى داخل وطنها السياسي الحالي المجزوء ( المرتزقة ) ، وتسمى ماهية قيادة الحرب الحالية ب ( حرب الوكالات ) ، ومثل ما هي مطبقة كحرب تجاه روسيا والصين وبعدها ستأتي الهند ، فقد طبقت علينا العرب - ما يفرقنا أن سلاسل انتقالات الاجندة الامريكية وتماهي اجندات الغرب الاوروبي العجوز معها . . قد سحقت القوى السياسية فيها - اليسارية واليمينية والوسطية - المختطفة بيد زعمائها وقاداتها الانتهازين . . أن سحقت الاصوات القليلة النقية التي ادركت كنه ما يجري وما سيأتي ولم تستكن عن مواجهاتها ، حتى وصلنا الى بؤرة الاستيلاء علينا وبلداننا بعد كذبة دعم الديمقراطيات النامية والتحول المدني الحقيقي لمجتمعاتنا والدولة المؤسسية ، والتي تمثلت باحتيالية ( ثورات الربيع العربي ) ، لتوهم بدء مساندة العالم لخروج شعوبنا العربية بثورة سلمية وهو حق كفلته النظم الدولية . . حتى نقطة مفصلية لإنضاج المواجهة الاقتتالية . . تتحول فاعلية الدعم والمساعدات والمساندة نحو تمزيق صفوف الجماهير المتوهمة بالثورة لتتحول الى مفرخات تخندقية يكون وقتها قد صنعت قيادات تلك - أي الوكلاء - تدار لعبة زيف الدور الدولي لمنع نشوب الحرب الى تأجيج ضمني نحو شراهة متوحشة لم نعرفها سابقا في تاريخنا العربي لوكلاء الداخل ، حيث يفجر الموقف وننقاد نحو انتهاء الوطن حتى في صفاته المجزأة - كانت المنظمة الدولية هي اداة الخداع العالمي لشعوب الارض وبلدانها ، واداة من ادوات امريكا الصلفة للاستيلاء على العالم في دمار الاوطان والمجتمعات ونزع صفة الانسان عنا كقرابين مقدمة للحرق والتشرد والضياع والموت وما سيأتي هو الاسوأ .
خلاصة استنتاج . . أما آن الاوان لمعمل هذه المنظمة البغيضة أن تحل ويقوم غيرها حاميا للبشرية والكوكب ؟؟؟؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال