الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غورباتشوف 🇨---🇳---الطيب ودوجين 🇷---🇺--- المجدد / الروس بين المفكر والفيلسوف …

مروان صباح

2022 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


/ كما يقال شعبياً وهو قولاً مقتبساً من المفهوم الحديثي والذي يقول ( لا تسبوا الأموات لقد افضوا إلى ما قدموا ) ، إذنً ، لا يجوز على الميت سوى الرحمة ، وللمرء أن لا يتجاوز تلك النصيحة ، فهي في جوهرها أخلاقية بحتةُ وتمنع من لعن الميت لأي سبباً ، وقد لا يوجد حدثاً في القرن العشرين يتفوق على إنهيار وتفكيك الإتحاد السوفياتي 🇨🇳 ، بل لم تكن الحرب الأولى أو الثانية بذات الأهمية ، لأن بالأصل الاستقطاب بدأ بعد ما تبنوا البلشفيون ( الشيوعيه / الماركسية ) ، النظرية المضادة للرأسمالية 🇺🇸 ، وأهمية ذلك كانت أن الحلف الاشتراكي ربطها بالصناعة والعلم ، فأصبح العالم الذي تبنى فكرة الثورة الصناعية منقسم إلى مربعين ، بالفعل مع سقوط رأس الاشتراكية في موسكو 🇨🇳 ، إنتهت مرحلة الاستقطاب وباتت الرأسمالية 🇺🇸 شبه مسيطرة على العالم ، ولأن الإتحاد السوفياتي 🇨🇳 مر في مراحل قاسية ، بالكاد 😰 التاريخ سجل مرحلة استقرار فيه ، إن كان ذلك أثناء إسقاط الإمبراطورية الروسية أو مرحلة السوفيات والتى تعني ( النصيحة ) أو خلال الحروب الأولى والثانية والأخيرة الباردة .

الأمر هنا 👈 ، على الأغلب بالطبع ، ليس له علاقة بالخلافات الحزبية بقدر ما هو يعكس جملة مواقف تخص علاقة الناس بالحزب ، فالرئيس الراحل مخائيل غورباتشوف كان طفلاً 👦 عندما الرئيس ستالين بدأ بتأميم اقتصاد الدول ال 15 في الإتحاد ، يومها خسرت العائلات الاستقراطية حتى المتوسطة جميع أملاكها ولم يعد لأي شخصاً في هذا الاتحاد يمتلك سوى بقرتين 🐄 وقطعة أرض صغيرة ، على هذا الوضع نشأ غورباتشوف ، تربى وعاش في نظام اشتراكي صارم لا يعرف الرحمة ، لكن هو لا سواه ، كانت نظرته في الدولة الاشتراكية تغيرات عندما تقدم في الحزب الشيوعي ، تحديداً عندما تعرف على الحياة التى تعيشها الطبقة السياسية للحزب ، صار يتساءل عن القيادات التى تغض الطرف عن جرائم تمارس بحق الشعب الروسي ، خصوصاً أثناء حكم ستالين ، وقبل ذلك ، لا بد من الإشارة اليه ، وهي دلالة واضحة ، أن الإلحاد لم يكن أمر اختياري أو هو ناتج عن رغبة شعبية ، لأن على سبيل المثال ، كانت عائلية غورباتشوف كما هي عائلة بوتين ووالدته ، تخبئ خلف صورتين لينين وستالين كل المتعلقات بالمسيحية ✝ ، هكذا نشأ الرجل ، على تناقض صارخ بين البيت 🏠 والشارع ، لحد أن مخائيل لم يذهب للمدرسة حتى باعت أمه قطعة ثمينه من منزلها لشراء له حذاءً 👞 ، لأنه لم يكن يملك ذلك ، لكن أيضاً ، بنباهته ودهائه واللتين ظهرتا مبكراً منذ صغره ، عندما كان يتوقف ومن ثم يعلق على الأشياء التى لا تعجبه بسخرية سودائية ، على سبيل المثال ، عندما كان يسأله أي شخص عن الجهة التى يقصدها في الصباح ، وهو يلحق بوالده إلى العمل بزراعة الأرض 🌍 ، كان يقول أنني ذاهب إلى السجن ، لكن دون شرطي 👮‍♀يقودني إلى هناك 👈 ، وهذا ليس بسبب كرهه للعمل بقدر أن حالة الطقس القاسية والبرودة الشديدة كانتا تجعله يفكر 🤔 بعمل أي جناية تدخله السجن أفضل أن يعمل بالحقل .

وفي اعتبارات عديدة ، لقد تعامت قيادات الحزب الشيوعي خوفاً لما يجري من صنايع لا تقل قبحاً بحق الشعب ، وقد يكون من نجا من حقبة ستالين ليس لأن طالع حظه أستوجب نجاته أبداً 👎 من ميتات مختلفة ، لقد عاش غورباتشوف في ظل نظام معقد لدرجة أن الروسي كان يحسب النفس الذي يتنفسه ، بل المجتمع تربى تماماً 👌 كما ايضاً تربوا أعضاء الحزب الشيوعي على كاتبة ✍ التقارير بحق الأخ كما الصديق ، والتى أنتجت هذا الممارسات شخصية كشخصية أكاكي ( أكاكيفيتش ) من الشخصيات التافهة والباهتة التى تناولتهم قصة ( المعطف لغوغول) ، حقودة وتتجسس على زملائها ، فكان غورباتشوف واحد☝ من الذين يعانون من كثرة تأنيبه عن مواقف كان عليه أن يكتب ✍ تقرير بصديقه المقرب عندما كان الأخير ينتقد النظام ، لهذا ، عندما بدأ كتابة ✍ نظريته الاصلاحية والشفافة تحت مسمى ( البيروسترويكا / الغلاسنوست ) ، وصف بعد قرائتها عالمياً بالرجل الإنساني ، كان التحدي الأهم له ، أن يقف التنافس غير المتكافئ مع الولايات المتحدة 🇺🇸 ، كالحروب الجيو سياسية وأيضاً التسلح ، وفي رأي الشخصي ، لم يكن غورباتشوف القائد الفعلي للحزب الشيوعي والذي يقود تحالف وارسو بالمتسامح 🤤 بقدر أنه كان واقعياً ، عرف حجم الأزمة الاقتصادية التى وصل لها الاتحاد ، وهذا الفارق تماماً 🤝 بين التسامح الذي عادةً ينبع من الأخلاق أو من الواقع ، كان الرجل بحاجة للغرب وتحديداً للصندوق الدولي للتنمية ، لكن مشاكل روسيا آنذاك وفي مقدمتها الفساد أكبر من أن تحلها براغماتية غورباتشوف ، لحد أنه كان ذات مرة قد أختلف علناً مع زوجته عندما حسم أمرهما بأنهما ينتمون لحزب العمال والطبقة العاملة ، كان ردها بالنفي ، إذنً ، مشاكل اتحاد السوفياتي 🇨🇳 أوسع مما كانوا قياداته يعلمون بحجمها ، لهذا ، في أول تغير جذري ، إنهار دون توقف 🛑 ، وهذا يشير☝ كيف كان يفكر 🤔 غورباتشوف في معالجة الواقع ، لم يكن يرغب بمقاومته بقدر أنه أعتقد🤔 أن من الممكن حصره ثم معالجته تدريجياً ، وهنا 👈 كانت بالفعل ، حكاية نواياه بتدوير الاقتصاد بشكل مختلف ممكن أن تاتي بنتيجة جذرية ، بشرط لو تمكن الحزب إنهاء الفساد القائم ، لأن ببساطة ، الاتحاد كان أكبر منتج للغذاء وايضاً للوقود والطاقة والصلب ، لكنه كان يستورد ملايين الاطنان من الحبوب من العالم ، أما على الصعيد الطبي ، كان الاتحاد لديه في كل حي ربما مستشفى 🏥 ، لكن لم تكن الخدمات كما يتوجب أن تكون ، لقد تطور العالم في جميع التقنيات ، لكن الاتحاد السوفياتي 🇨🇳 بسبب الفساد ظل ينتج أجهزة طبية قديمة كما كانت في البيوت سيئة .

المسلّم به ، وهو أمر معلن دولياً ومكشوف ، وعلى الرغم من الخير الواجد ، كما يقول التعبير الشائع، لم يكن الاتحاد السوفياتي 🇨🇳 يعاني فقط من الفساد السياسي والاقتصادي والوظيفي ، بل وصل الفساد إلى أخلاقيات المجتمع ، تحول إلى مدمناً على الكحول والذي بدوره أفسد البنيوية لأي تطور إجتماعي ، وهذا ما جعل غورباتشوف في نظر الناس أنه واحد منهم ، فعندما كان يتحدث عن مشكلات الفرد الروسي ، كانت المعارضة تعتبره في مربعها ، لهذا كانوا قيادات الحزب ينتقدونه على صراحته ، خصيصاً عندما كان يتحدث على ضرورة إعادة كرامة المواطن ، في المقابل ايضاً ، إصراره على الشفافية والتى سمها ب( الغلاسنوست ) ، بالفعل ، بدأت عمليات المصارحة بين الشعب والحزب وكما هي مع الرئيس مباشرةً ، فالناس في حقبته صاروا يرسلون اقتراحاتهم وشكاواهم للرئاسة والحزب معاً ، ومن خلالها شهدت روسيا نقلة كبيرة بالاعلام والحريات ، أصبح المثقف تماماً 🤝 كالمواطن العادي ، يعبرون جميعهم عن آرائهم ، لدرجة أن الإعلام ناقش الكارثة النووية «تشرنوبل» وطالب بفتح تحقيقاً 🤨 ومحاسبة المقصرين ، وقد يكون التغير القادم هو الذي أفشل الإصلاح الغورباتشوفي ، لقد أزدهرت جميع المؤسسات غير حكومية ، لكن البيروقراطية القاتلة عطلت تحديداً الإصلاح الاقتصاد ، فهل كان صعباً 😞 تحويل الاقتصاد من طبيعته المركزية إلى اقتصاد مرن يقارب قوانين السوق كما فعلت الصين 🇨🇳 ، أبداً ، لكن الرجل كان وحيداً في نقل روسيا من حقبة ستالين إلى حقبة جديدة ، وبالطبع ، الخمول الذي أبداه الاتحاد ، هو الذي مهد إلى ايقاظ العرقيات وبدأت على الفور المطالبات بالاستقلال وصار إنتقاد للاشتراكية صريحاً ، خصوصاً مع استحضار المرحلة الستالينية القمعية والوحشية ، في هذه اللحظات بدأت تتشكل الأحزاب من أجل الاستقلال .

كذلك هنا 👈 ليست سوى نماذج حيّة ، خالدة في ذاكرة السياسة ، هي بصراحة 😶 معقوفة للعيان ، يمكن 🤔 مشاهدتها بسهولة ، لكنها كانت الزيت الذي يصب على الرماد ، كان الرجل من أكثر المنتقدين لنظرية المساواة بالاجر ، لأنها هي لا سواها ، كانت وراء الإهمال في الوظيفة العمومية وعدم اكتراث الموظف بالإنتاج ، طالما الجميع سيحصل في النهاية على ذات الراتب ، لهذا ، كان على خلاف جذري مع مفهوم أدبيات الاشتراكية والتى لا تفرق بين المنتج وغير المؤهل لذلك ، فاشتراكية كورباتشوف لا تتجاوز الصحة والتعليم والمواصلات ، أما أن يتحويل المجتمع إلى شخص واحد☝وتفكير واحد☝ ، فهذه ليست باشتراكية بقدر أنها إلغاء تدريجي للدولة ، لهذا ، كان ينظر للولايات المتحدة 🇺🇸 بالجارة وليست بالعدو ، لأن بالحد الأدنى ، الاتحاد السوفياتي 🇨🇳 يحتاج في تلك الأيام إلى مساعدة الجميع ، وعلى الرغم من سقوط الحزب الشيوعي واستقالته من الحزب ، عاد ليترشح بالانتخابات الرئاسة لعام 1996م من القرن الماضي ، لقد حصد من الأصوات 1 % فقط ، على الرغم من أن منافسه كان واحد☝من المواطنين المخمورين ، بوريس يلتسن ، وهذا التنافس لم يكن حديثاً ، بل منذ ظهور نظرية غورباتشوف الإصلاحية ( البيروسترويكا ) عمل يلتسن على إفشالها .

ولعل ما لا يصح تجاهله في الطور الرحيلي ، بالطبع ، غياب صديقاً للجميع ، والذي أعتاد العالم على تجاوزه الأعراف الدبلوماسية ، تحديداً ، عندما كانت تأتي لحظة المصارحة حول ما وصل اليه الإتحاد السوفياتي 🇨🇳 ، لكن في النهاية ، التاريخ يحفظ مقولتين ، الأولى لغورباتشوف ، تقول التالي ، أتمنى من التاريخ أن يسجلني بالرجل الطيب ، أما الثانية لبوش 🇺🇸 الأب قال ، لقد خصني القدر أن أكون رئيساً لكي أشاهد على نهاية الحرب الباردة ، وهذا ما لم تقبله القوموية السلافية الموسكوفية والتى سرعان ما 🤫 أنتجت شخصين يطلق عليهما اسم راسبوتي ، أي دماغ 🧠 بوتين ، فألكساندر دوجين ، أستاذ العلوم السياسية الروسية 🇷🇺 ، كفيلسوف ، هو النقيض التام لغورباتشوف الطيب ، بل قد يكون دوجين لا يوجد في قاموسه كلمة طيب 🤤 أو ربما حذفها منذ الصغر ، لأنه يعتبر أو بالأحرى يطرح نفسه بالرجل المكلف بالتحدث عن القومية الروسية ، والفارق عميق 🧐 بين المفكر غورباتشوف والفيلسوف دوجين 🧐 ، لدرجة هما اتجاهين معاكسين ، فغورباتشوف كما هو معروف عنه ، كان يدعو إلى تحديث المنظومة العالمية لروسيا والاندماج بالسوق وتعزيز الحرية الفردية وانتهاج العقلانية ، أما دوجين طالب مراراً وتكراراً التخلص من الإنترنت وحظر علم الكمياء والفيزياء من المدراس والجامعات ومواجهة العالم . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة