الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمورٌ خاصَّةٌ بأوروبا تعنينا

حسن مدن

2022 / 9 / 4
العولمة وتطورات العالم المعاصر


قبل نحو عشرين عاماً - بالضَّبطِ في عام 1999 - نشرتْ أسبوعيَّةٌ باريسيَّةٌ ملفًا حولَ عباقرةِ القرنِ العشرين، ضمَّتْ ثمانيةَ عشرَ اسمًا عدَّتهم المجلَّةُ عباقرةً. كانَ بينهم (سيغموند فرويد)، (كوكو شانيل)، (بيل غيتس)، (بابلو بيكاسّو)، (إلبرت أينشتاين)، (توماس أديسون)، (إدوارد تيلور)، (مورغان) وآخرون.

هذهِ القائمةُ صعقتْ روائيًّا وكاتبًا كبيرًا مثل (ميلان كونديرا) الذي علَّق على القائمةِ مندهشًا: لايوجدُ روائيٌّ واحدٌ، ولا شاعرٌ، ولا كاتبٌ مسرحيٌّ، ولا فيلسوفٌ. ثمَّةَ مهندسٌ واحدٌ ورسّامٌ واحدٌ، لكنَّ هناك خيّاط، لاوجودَ لأيِّ ملحنٍ، وثمَّةَ مغنيَّةٌ وسينمائيٌّ واحدٌ، حيثُ فضَّلت الأسبوعيَّةُ الباريسيَّةُ (كوبريك) على (إيزنشتاين) و(شابلين) و(بيرغمان).

كونديرا استدركَ قائلًا ما معناه: ليسوا جهلةً أولئك الذين وضعوا هذه القائمةَ. كما أنَّه لا يوجدُ بينَ منْ وردتْ أسماؤهم فيها منْ لايستحقُّ أنْ يوصفَ بالعبقريَّةِ، لكنَّ ما حيَّرهُ هو كيفَ غابَ عنها الروائيون والشُّعراءُ والمسرحيّون والفلاسفة.

برأيه أنَّ هذهِ القائمةَ تعبِّرُ عنْ أنَّ أوروبا تتغيَّرُ من زوايةِ علاقتِها بقاماتِها الشّامخةِ في مجالِ الإبداعِ: الأدبِ والشَّعرِ والفلسفةِ والفنِّ. شيءٌ ما جرى لأوروبا جعلَها تعيدُ النَّظرَ مع ميراثِها الذي لمْ يلهمْها وحدَها وإنّما ألهمَ العالمَ كلَّه.

لا يعني هذا أنَّ أوروبا نسيتْ رموزَها الثَّقافيَّةَ، برأيِ كونديرا أنَّ كلمةَ (النِّسيان) هنا لنْ تكونَ دقيقةً، لكنَّ الأسبوعيَّةَ الفرنسيَّةَ وافقتْ على تنحيةِ عباقرةِ الثَّقافةِ بارتياحٍ كاملٍ وبدونِ أدنى شعورٍ بالنَّدمِ، لا بلْ إنَّها ارتاتْ تفضيلَ (كوكو شانيل) وأزيائِه على هذه القاماتِ.

أوروبا لمْ تعدْ تحبُّ نفسَها، هذهِ خلاصةُ كونديرا المريرةُ. وهو في هذا يذكِّرُني بكتابِ (بول جونسون): "المثقفون" الذي تتوفَّرُ ترجمةٌ عربيَّةٌ له وضعَها طلعت الشّايب، وهو كتابٌ يشي بالكراهيةِ للقاماتِ العملاقةِ في تاريخِ أوروبا وتاريخِ الإنسانيَّةِ التي بفضلِها بلغت الحضارةُ مدارجَ جديدةً، عبرَ التَّفتيشِ عن ارتكاساتِ الطّفولةِ في أعمالِهم، وادّعاءِ عقدٍ نفسيَّةٍ صنعتْ شهرتَهم، أوْ مصادفاتٍ خدمتْهم ما كانَ سيكونُ لهم شأنٌ لولاها.

يختمُ جونسون كتابَه بفصلٍ عنوانُه: "هروبُ العقلِ"، يحشرُ ضمنَه مجموعةً منْ كبارِ مثقفي أوروبا في القرنين التّاسعَ عشرَ والعشرين يتسقَّطُ فيه هفواتِهم وغرابةَ أطوارِهم وأشكالَ نزقِهم؛ ليصلَ إلى أنَّ هناكَ شكًّا ما لدى النّاسِ تجاهَ المثقَّفين عندما يقفون ليَعظوا، حيثُ لمْ يعدْ الكثيرون يوافقون على حقِّ الأكاديميين والكُتّابِ والفلاسفةِ، مهما كانوا بارزين، في أنْ يقولوا لهم ما يتعيَّنُ عليهم اتباعُه.

ليسَ الحديثُ عنْ شيخوخةِ أوروبا جديدًا، لا لإنَّ أوروبا توصفُ بالقارةِ العجوزِ، فهذا الوصفُ أتى فقط للمقارنةِ بينها، وبينَ العالَمِ الأمريكيِّ الجديدِ الذي اكتُشف بعدَ أنْ كانت الحضارةُ الأوروبيَّةُ بلغتْ شأوًا من النُّضجِ والتَّقدمِ، وإنَّما لأنَّ معدَّلَ متوسَطِ العمرِ في أوروبا يجنحُ نحوَ الارتفاعِ، أمامَ تناقصٍ مضطردٍ في عددِ المواليدِ، بسببِ ميلِ شعوبِ القارَّةِ إلى تقنينِ الإنجابِ إلى أقصى الحدودِ.

منْ نتائجِ هذا زيادةُ عددِ المتقاعدين، بموازاةِ قلَّةِ عددِ الشَّبابِ العاملين، ولعلَّ الزّائرَ منّا لأوروبا يلاحظُ أثناءَ تَجواله في الشَّوارع أو محلّاتِ التَّسوُّقِ والمقاهي وسواها - في أيامِ العملِ خاصّةً - العددَ الكبيرَ من العجائزِ - رجالًا ونساءً - ممَّنْ يتمتَّعون بصحَّةٍ معقولةٍ بالقياسِ لحالِ نظرائِهم في بلدانِنا - والأمرُ عائدٌ - بينَ أشياءَ أخرى مختلفةٍ، إلى حسنِ الرِّعايةِ الصِّحيَّةِ ونظامِ التَّغذيةِ، وسبلِ الاستمتاعِ بالحياةِ.

بعضُ الآراءِ - ومع أصحابِها الكثيرُ من الحقِّ في ذلكَ - ترى أنَّ ميلَ دولةٍ مثلَ ألمانيا ذاتِ الاقتصادِ الضَّخمِ لاستيعابِ أعدادٍ كبيرةٍ نسبيًّا من المهاجرين منْ بلدانِنا العربيَّةِ والشَّرقِ أوسطيَّةِ عامَّةً يعودُ إلى حاجةِ اقتصادِها للأيدي والأدمغةِ الفتيَّةِ التي يمثِّلُها المهاجرون، أمامَ إزديادِ عددِ المتقاعدين عن العملِ من الألمان، ما يستدعي الحاجةَ إلى التَّعويضِ عنْ طاقتِهم.

لكنَّ ما دعانا لهذا الحديثِ ليس هذا فقط، وإنَّما إشارةٌ لمَّاحةٌ ل(نيتشه) وجدتُها في ثنايا إضاءاتٍ له جمعَها في كتابٍ نديم نجدي، وفيها يتحدَّثُ عنْ أمرٍ ذي صلةٍ بموضوعنا، لكنْ منْ زاويةٍ لا تَرِدُ في أذهانِنا، فهو يتكلَّمُ عنْ حكمةِ الكبارِ في أوروبا إزاءَ تهوُّرِ الشَّبابِ في آسيا، ولا يعزو نيتشه سببَ تخلُّفِ الأممِ الفقيرةِ إلى كثافةِ الإنجابِ في مجتمعٍ تأكَّدتْ فيه العلاقةُ بين ما يدعوه عاهتيْ الفقرِ وكثرةِ الإنجابِ، إلّا أنّه يَردُّ إلى هذا الإنجابِ أمرًا آخرَ ناجمًا عنه، هو تهوّرُ وتطرُّفُ الشَّبابِ في مجتمعاتٍ صارتْ تعجُّ بطاقتِهم.

وعلى الطريقةِ الصّادمةِ المعهودةِ عن (نيتشه) نجده يقول: إنَّ التَّسامحَ ما هو إلا وظيفةٌ عاطفيَّةٌ مُطفأةٌ، وهي بمثابةِ ثمرةِ "لاتوازن" ناتجٌ لا منْ إفراطٍ في الطّاقةِ بلْ منْ نقصانِها، لذلك فإنَّه - أيْ التَّسامح - غالبًا لا يجذبُ الشَّباب. ويمكنُ القول - حسبَ نيتشه أيضًا - إنَّ التَّطرُّفَ قويٌ في آسيا لا في أوروبا بسببِ ما ينحو إليه فقرُ مجتمعاتِ شبابِها أكثرَ منْ شيوخِها، فلا يبدو ما تدَّعيه أوروبا منْ حكمةٍ إلّا أمرٌ ناجمٌ عنْ شيخوختِها.

في المحاورةِ التي أجراها المخرجُ (أوليفر ستون) مع الرِّوائيِّ والمفكِّرِ البريطانيِّ - منْ أصلٍ باكستانيٍّ - طارق علي لاحظَ هذا الأخيرُ أنَّ الولاياتِ المتَّحدةَ هي أولُّ إمبراطوريَّةٍ في التّاريخِ لا تنافسُها إمبراطوريَّةٌ أخرى. كانَ الرّومانُ يعتقدون أنَّهم يشكِّلون الإمبراطوريَّةَ الوحيدةَ في زمنِهم، ولكنَّ ذلك كانَ نتيجةَ جهلهِم بقوَّةِ الفرسِ والصّينيين، لأنَّ العالمَ كانَ ينتهي عندَ حدودِ البحرِ الأبيضِ المتوسِّطِ بالنِّسبةِ لهم.

منْ أجلِ كسرِ هذه الأحاديَّةِ، يرى مفكِّرٌ كبيرٌ بوزنِ الدّكتور سمير أمين أنَّ على أوروربا إنْ أرادت المضيَّ قُدمًا إلى الأمامِ التَّحرُّرَ من الوصايةِ الأمريكيَّةِ، بلْ إنَّه يرى أنَّ الأجدى لأوروبا وللعالمِ كلِّه أنْ يبنيَ تحالفًا سياسيًّا واستراتيجيًّا تكونُ نواتُه باريس، برلين، وموسكو، وأنْ يمتدَّ إذا أمكنَ إلى بكينَ.

تحالفٌ مثلُ هذا يمكنُ أنْ يؤسِّسَ لتعدديَّةٍ دوليَّةٍ جديدةٍ ويمنحَ الأممَ المتَّحدةَ كافَّةَ وظائِفها، واستراتيجيًا يمكنُ أنْ يحدَّ منْ دورِ الشُّرطيِّ العالميِّ الذي تريدُ الولاياتُ المتَّحدةُ الانفرادَ به مُرغمةً بقيَّةَ الدُّولِ أنْ تكونَ تابعةً ثانويَّةً لها، وهو دورٌ أخفقتْ في أدائِه حتى السَّاعةِ في أفغانستانَ والعراقِ وربَّما في غيرِهما من الدُّولِ.

أمّا استثناءُ بريطانيا منْ مثلِ هذا الحلفِ المفترضِ فعائدٌ إلى أنَّ بريطانيا قرَّرتْ أنْ تتحوَّلَ بإرادتِها إلى تابعٍ للسِّياسةِ الأمريكيَّةِ، وتخلَّتْ طوعًا عنْ هامشِها الخاصِّ الذي تحرصُ دولٌ أوروبيَّةٌ أخرى عليه، وهي جديرةٌ بأنْ تكونَ في الحلفِ المقترحِ لوْ تحرَّرتْ من الهيمنةِ الأمريكيَّةِ.

لا يرى سمير أمين أنَّ الظُّروفَ الرّاهنةَ تسمحُ بقيامِ سُلطةٍ فوقَ قوميَّةٍ أوروبيَّةٍ، فمثلُ هذهِ السُّلطةِ ضمنَ التَّوازنِ الدَّوليِّ الرّاهنِ لنْ تكونَ إلّا امتدادًا لسلطةِ الولاياتِ المتَّحدةِ، وأيُّ تقدُّمٍ نحوَ بناءٍ سياسيٍّ أوروبيٍّ سيدعمُ منْ سيطرةِ واشنطنَ على حلفائِها بدلًا منْ تدعيمِ استقلاليَّةِ أوروبا.

هناكَ عدَّةُ عقباتٍ في وجهِ ما يدعو إليه سمير أمين، بينها "أمركةُ" الأفكارِ التي تجتاحُ أوروبا، ما يتعيَّنُ التَّغلبُ عليها، خاصَّةً بعدَ أنْ تقدَّمتْ كثيرًا خلالَ نصفِ القرنِ الماضي، أدَّت إلى تشوُّهِ أوروبا ودفعِها إلى الوراءِ، والتَّخلي عن الكثيرِ من المكتسباتِ التَّقدميَّةِ التي ساهمت بها في مراحلِ نهضتِها وتطوُّرِها.

ليسَ لدى أمريكا ما تتعلَّمُ منه أوروبا. لذا فإنَّ أحدَ منطلقاتِ تصحيحِ الخللِ في الوضعِ الدَّوليِّ الرّاهنِ الخاضعِ للمركزِ الأمريكيِّ هو "أوروبة" أوروبا، أيْ إعادةُ الاعتبارِ لتاريخِها وثقافتِها ومنجزاتِها التَّنويريَّةِ والتَّقدميَّةِ، وتراثِها الدّيمقراطيِّ الذي بلغتْه نتيجةَ مخاضِ طويلٍ قدَّمتْ فيه شعوبُها ومفكروها تضحياتٍ جليلةً.

في ظروفِ النِّظامِ الدَّوليِّ الجديدِ لا نستطيعُ مطابقةَ أوروبا بالولاياتِ المتَّحدةِ في الموقفِ، رغمَ أنَّ ثقافتَنا السِّياسيَّةَ مشبعةً بنظريةِ أنَّ 99% وأكثرَ منْ أوراقِ الحلِّ والرَّبطِ في المنطقةِ هي بيدِ الولاياتِ المتَّحدةِ، ورغمَ أنَّ أوروبا نفسَها لمْ تبرهنَ دائمًا على استقلاليَّةٍ يُعتدُّ بها عن الموقفِ الأمريكيِّ، فهي إمّا تساوقتْ معه أو رضختْ للضُّغوطِ التي مورست عليها للسكوتِ عنه.

رغمَ ذلك علينا القولُ إنَّ ما بين أوروبا والعالمِ العربيِّ منْ وشائجَ يختلفُ عنْ تلكَ التي بينه وبين الولاياتِ المتَّحدةِ. فحضارةُ اليونانِ مُصنَّفةٌ بأنَّها أوروبية، لكنَّ أوروبا تعرَّفتْ عليها وهي أكثرُ ثراءً وغنىً بمساهماتِ الفلاسفةِ العربِ ومنْ خلالِهم.

سِجِلُ أوروبا عندنا ليسَ ساطعًا؛ يكفي التّاريخُ الاستعماريُّ الطَّويلُ لدولٍ أوروبيَّةٍ مهمَّةٍ في المنطقةِ، لكنْ وبعيدًا عنْ أيَّةِ أوهامٍ فإنَّ الحوارَ العربيَّ – الأوروبيَّ حاجةٌ ماسَّةٌ وملحًّةٌ للعربِ وللأوروبيين على حدٍ سواء؛ أوَّلًا لتجاوزِ حالةِ التَّحكُّمِ في إدارةِ العالمِ منْ مركزٍ واحدٍ، وثانيًا للمساحةِ الواسعةِ من المصالحِ المشتركةِ بيننا وبينَهم، وثالثًا لتأكيدِ قيمِ التَّجاورِ الثَّقافيِّ بديلًا لمسعى الهيمنةِ الأمريكيِّ.

لدى أوروبا ما تقدِّمُه، ولدى العربِ ما يفعلونه، لكنَّ أوروبا تبدو اليومَ جاحدةً لميراثِها في احترامِ حقوقِ الإنسانِ، وتتخلَّى طَواعيةً عنْ دورٍ أخلاقيٍّ هي جديرةٌ به لوْ أنَّها حرَّرتْ نفسَها من التَّبعيَّةِ العمياءِ لواشنطن ومن الرُّضوخِ للابتزازِ الصُّهيونيِّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألحضارة عابرة للقارات و للدول القومية
د. لبيب سلطان ( 2022 / 9 / 5 - 05:06 )
استاذ حسن
تحية طيبة
مقالتك كأنها اسلوب مخفف لمقالات دوكين في الجيوبوليتيك وكأن هناك صراعا او تناقضا حقيقيا بين اميركا واوروبا والعالم العربي فالعلاقة الهامة التي تجمع الشعوب او تصارعها اليوم هي ليست السياسة ولا الجغرافية بل المصالح الأقتصادية ، امريكا ربما اول امبراطورية تقوم ولا تمتلك ايديولوجيا سياسية بل ايديولوجيا اقتصادية حيث فيه منافع الأطراف مما جعلها في موقف متميز للدخول الى اوروبا والى العالم قياسا باوروبا التي عرفت دوما موجات قومية او سياسية وبها فالعالم ربما قبل بامريكا كبوليسي ليحمي المصادر الطبيعيىة كما حمايتها للخليج او لطرق الملاحة والا مثلا قطعت ايران مضيق هرمز او توفير اساطيل نقل الغاز لأوروبا حينما يقطع بوتين الغاز عنها فامريكا ولضمان اسعار المواد الأولية حفاظا على مصالحها تقوم بهذا الدور والا لايوجد من يقوم به ولا احد مثل برلين او باريس عدا بوتين يرغب به وعليها الجميع يرحب به عدا من يريد التوسع الجغرافي او السيطرة الأقليمية او انظمة شمولية تغلق او تعرقل الأقتصاد الدولي ومن هنا دعوة عالم متعدد الأقطاب لم تسمعها الا من بوتين ولم يقل بها احد غيره

اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!