الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 16

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 9 / 5
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 16

حققت ما ارادت زمرة كييف فقد قصفت بالفعل منطقة النظائر المشعة في محطة زابوروجيا النووية في الاسبوع الماضي ولا يمر يوم الا وتتعرض المحطة الى قصف بين الحين والاخر كان اخرها طائرة مسيرة انتحارية ممتلئة بالمتفجرات قد تم التخلص منها بالسرعة الممكنة قبل ان تصل الى هدفها الذي كان هو قصف المحطة في مواقع معينة خاصة اذا ما علمنا بقطع روسيا المسيطرة على المحطة للطاقة الكهربائية عن خمسة ملايين اوكراني كما اشرنا في الحلقة السابقة وذلك بسبب تعرض المحطة الى التهديدات المتكررة من النازيين الاوكرانيين. ولا أعتقد أنّ الامر سيذهب بغير ردّ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث وصل وفدها وخبراءها الى المحطة لتقييم الوضع وتترك خبيرين في المحطة كي يراقبا الوضع باستمرار بموافقة روسية. وسيقدم الوفد تقريرا الاسبوع القادم حول الوضع في المحطة عموماً، يشمل هذا التقرير حصراً التأثيرات التي نجمت عن القصف الاوكراني الذي يقصد فيه الضرر الكبير لاجبار روسيا على التوقّف عن ضرب الاهداف التي يريد من خلالها استسلام اوكرانيا ونزع سلاحها او للضغط الاممي او العالمي على روسيا لايقاف اهدافها بهدنة تتبعها توقيع على معاهدة جديدة يكون فيها حفظ ماء وجه النظام الاوكراني المتعاطف والمنتمي مع كيان اسرائيل في كل خططه الاقليمية والاستراتيجية. في تقريرها الاخير تقول الوكالة الدولية للطاقة النووية ان محطة زابوروجيا النووية فقدت مرة اخرى الاتصال بآخر خط طاقة خارجي رئيسي متبقٍ لها، لكن المنشأة تواصل تزويد الكهرباء إلى الشبكة من خلال خط احتياطي، حسبما أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذا يعني انه في حالة ضرب الخط الاحتياطي سيكون الامر صعبا جداً. ففي زيارة الوفد برئاسة رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية بعد اقل من 48 ساعة من تلك الزيارة اخبر خبراء الوكالة من قبل كبار الموظفين الاوكرانيين ان الوحدة التشغيلية الرابعة قد تعطّل الخط فيها وفقدت الخطوط الثلاثة الاخرى خلال الصراع. وذكر الخبراء الزائرون الى ان الخط الاحتياطي
750/330
كيلو فولت الذي يربط المنشأة بمحطة طاقة حرارية قريبة كان يوفر الكهرباء التي يدفع بها الى الشبكة الخارجية ويمكن ان يوفر الخط الاحتياطي المذكور طاقة احتياطية الى حد ما اذا لزم الامر. وقد أبلغت إدارة المحطة
فريق الوكالة الدولية أن واحدة من وحدتي التشغيل تم فصلها بعد ظهر اليوم بسبب قيود الشبكة. وتم فصل نفس الوحدة 5 أيضًا في 1 أيلول (سبتمبر) يوم وصول المدير العام غروسي إلى الموقع - بسبب عطل كهربائي داخلي ولكن تم إعادة توصيلها في اليوم التالي. وفي الوقت الحالي وفي المحطة لا يزال أحد المفاعلات يعمل وينتج الكهرباء لأغراض التبريد ووظائف السلامة الأساسية الأخرى في الموقع. وللعلم يعدّ مصدر الطاقة الآمن خارج الموقع من الشبكة وأنظمة إمداد الطاقة الاحتياطية ضروريًا لضمان السلامة النووية. هذا المطلب هو من بين الركائز السبع التي لا غنى عنها للسلامة والأمن النوويين التي حددها المدير العام في بداية النزاع. وفي نطاق الوضع بعد الزيارة المذكورة ذكر المدير العام معربا عن قلقه بشأن امدادات الطاقة خارج الموقع في المحطة من خلال وضع علامة نصف احمر ونصف اصفر في مخطط المعلومات فيما يخص الامان في المحطة. ويشير الى الوضع الامني النووي الذي اطلق عليه بالهشّ الى ان هناك قصفا مستمراً للموقع وهناك ضرر لمخزن النفايات المشعة الصلبة في المنشأة وكذلك هناك ضرر في انبوب التهوية للمبنى الخاص في المخزن وفي مبنى التدريب. وهذا يعني ان الوضع مازال اخطر مما يمكن ان يتصوره الخبراء بسبب تجدد القصف الاوكراني على المحطة والذي لم يفصح عن مصدره المدير العام بحجة عدم التأكّد منه. وسنراقب الوضع بعد ان يكتب الخبيران في الموقع عمّا يحدث واقعاً. خاصة فيما يتعلّق بتحديد وظائف السلامة والامن الرئيسية والاحتياطية وتقييم ظروف عمل الموظفين وأداء عاجل أنشطة الحماية على الموقع. ولا ننسى ما لفعل سلطات كييف من عمل يؤكّد انتهاكها للقانون الدولي بشأن كذلك الاسلحة البيولوجية ناهيك على محاولاتها لافساد البيئة بتلوث نووي من احد مفاعلات المحطة او من ضرب مخازن النفايات النووية الموجودة في المحطة.

دعنا الان نعرّج على النشاط النووي الاوكراني:
اوكرانيا والنشاط النووي
تقع اوكرانيا في موقع جغرافي مهم وتعد من دول اوربا الشرقية تحيط بها رومانيا ومولدوفا والمجر وسلوفاكيا وبولندا وروسيا البيضاء بالاضافة الى روسيا الاتحادية. ولاوكرانيا ساحل على البحر الاسود يمكن ان يكون منفذا مهما لتصدير القمح الاوكراني الى العالم. ومما يبعث على الاستغراب هو هذه الخصوبة في ارض اوكرانيا التي لعبت دورا في توجيه الانظار اليها من قبل الكثير من دول المنطقة والعالم حيث يمكن اعتبارها مع روسيا بدولتي غذاء العالم بنسبة كبيرة. حيث تعتبر اوكرانيا ثالث اكبر مصدر للحبوب في العالم. ويبلغ عدد نفوس الاوكرانيين قبل العملية العسكرية الروسية حوالي 46 مليون نسمة. يرجع تأريخ وجود هذه الارض الى حوالي 44000 عام. كانت اوكرانيا مركزا للثقافة السلافية الشرقية منذ العصور الوسطى، وقد كانت ارض يتنازع عليها العديد من الاقوام. لم تشهد اوكرانيا استقلالاً كدولة الا في العام 1918 لغاية 1921 ولفترة قصيرة الى ان دخلت الى دول الاتحاد السوفييتي الذي غادرته عام 1991 حينما اعلنت نفسها دولة مستقلة مع انهيار الاتحاد السوفييتي. لكن الاهم والذي لعب دورا في تكالب القوى النازية الاوكرانية على الوضع هو منذ اعلن عن الاتفاقية التي اطلق عليها بكومنولث الدول المستقلة عام 1991 الذي كانت نواته كلا من روسيا وروسيا البيضاء بالاضافة الى اوكرانيا. حيث سعت الولايات المتحدة وبعض دول حلف الناتو الى تفكيك اي حلف يسعى الى اعادة اللحمة بين دول الاتحاد السوفييتي السابق وكذلك السعي الى جعل تلك الدول في غير مأمن كلما اقتربت من الاتفاق على نهج مشترك من الناحية الامنية والاقتصادية والسياسية لذلك نلاحظ هذا التصرف الامريكي وبعض دول الناتو مستمراً منذ اكثر من عقدين من الزمان والذي يدعو الى اشعار اغلب دول العالم بقلق لهذه المشاريع الاستعمارية التي اوصلت الى ان تقصف مدن آمنة بالسلاح النووي والابادة الجرثومية المستمرة (بإفلات بعض الجراثيم من المختبرات العلمية العسكرية بقصد أو بغير قصد! الى المحيط الخارجي والتسبب بوفاة مئات الالاف من البشر) ونشر الارهاب على مستوى العالم والمناطحة المستمرة بين الدول الكبرى التي تسعى للسيطرة على العالم باي شكل من الاشكال.
تعدّ اوكرانيا من الدول الصناعية اضافة الى كونها دولة زراعية ويعدّ جيشها من اكبر الجيوش في اوربا حيث يبلغ تعداده حوالي 209000 مقاتل لغاية العام 2021. مما يجعل الطموح الاوربي والامريكي لضم اوكرانيا الى الناتو هو عدّة ابعاد منها قربها من روسيا لتشكل لها عنصر ضغط في المستقبل ووجود الديانة الاورثوذكسية التي تطمح الولايات المتحدة ان تغير من مذهب الدولة جهد الامكان لغايات واضحة اذا ما علمنا الطموح لفصلها عن الكنيسة الروسية.
عندما تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 (حينما اجري استفتاء على خروج اوكرانيا من الاتحاد السوفييتي كان بتشجيع من الوضع الذي فرض نفسه على شعبها لذلك نلاحظ ان %90 من الشعب الاوكراني بجميع قومياته وافقوا على الانفصال من الاتحاد السوفييتي الذي بات اثرا بعد عين(!) بينما حاولت اوكرانيا في بداية الامر من خلال الرئيس المنتخب الى الدعوة الى القيادة الجماعية للترسانة النووية للبلاد. عندما كان هناك آلاف الرؤوس الحربية النووية السوفيتية السابقة ، بالاضافة الى مئات الصواريخ والقاذفات الاستراتيجية عابرة للقارات، والتي لعبت دوراً مهماً ومتعدد الاغراض في زمن الحرب الباردة، هذه الكميات الهائلة تركت على الأراضي الأوكرانية، وبإتفاق تمّ نقلها الى الاراضي الروسية. لم يكن لأوكرانيا ترسانة أسلحة نووية مستقلة، أو سيطرة على هذه الأسلحة، لذلك وافقت على إزالة الأسلحة السوفيتية السابقة المتمركزة على أراضيها. في عام 1992، وقعت أوكرانيا على بروتوكول لشبونة وانضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كدولة غير حائزة للأسلحة النووية في عام 1994. واستغرق نقل جميع المواد النووية بعض الوقت، ولكن بحلول عام 2001، تم نقل جميع الأسلحة النووية إلى روسيا كي يتم تفكيكها وإخراج قواعد الإطلاق من الخدمة.
في حين أن البعض قد يتساءل عما إذا كانت روسيا ستغزو أوكرانيا إذا كانت لا تزال تمتلك أسلحة نووية سوفيتية متمركزة على أراضيها، إلا أن هناك القليل من الأدلة التاريخية المقنعة على أن امتلاك أو وجود أسلحة نووية يمنع بشكل قاطع الصراع، في حين يمكن النظر في العديد من المتغيرات الأخرى، بما في ذلك حظر استخدام القوة بموجب ميثاق الأمم المتحدة أو حتى مجرد الحظر. حتى بعد ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت أوكرانيا ستتمكن من السيطرة على الأسلحة النووية السوفيتية السابقة، تقنيًا أو سياسيًا. ما نعرفه هو أن امتلاك روسيا والولايات المتحدة للأسلحة النووية لم يمنع بوضوح خطر نشوب صراع بين روسيا وحليف للولايات المتحدة أو منع العواقب الإنسانية المحتملة لأي صراع على المدنيين في المنطقة. اقرأ المزيد عن أوكرانيا والأسلحة النووية في المواقع التي لها علاقة ومنها موقع الوكالة الدولية للطاقة النووية-$-
هل تمتلك أوكرانيا الآن أسلحة نووية؟
لا اتوقع أن يكون الجواب مهماً هنا بعد ان تدفقت الاسلحة بكل اشكالها وعناوينها على اوكرانيا من امريكا وحلف الناتو لاستنزاف روسيا بعد دخول المرحلة المهمة في حسم الصراع من خلال العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا والتي اصبحت عنوانا للتساؤل عن عرف عسكري يقول الاستباق في المعركة مهم لحسمها. وتأريخا يمكن ان نشير الى الاتفاقية التي وقعت عام 1992 ما بين بيلوروسيا وكازاخستان واوكرانيا، تلك الدول التي كانت تمتلك الاسلحة النووية (تقترب هذه الكمية من ثلث الاسلحة النووية لعموم الاتحاد السوفييتي السابق) بالاضافة الى روسيا وفيها ثقل كبير من هذه الاسلحة حيث وقعت اتفاقية لشبونة او بروتوكول لشبونة. وقد انضمت اوكرانيا الى معاهدة عدم الانتشار هذه عام 1994 باعتبارها من الدول التي باتت لا تمتلك سلاحا نووياً. واستمر نقل الاسلحة النووية الى روسيا لغاية عام 2001 (كما أشرت آنفاً)# ومن الامور المهمة ان نشير الى ان كارثة تشرنوبيل التي حدثت على الارض الاوكرانية التي كانت تتبع الاتحاد السوفييتي هي في منطقة تبعد حوالي 688 كيلومترا كطريق عابر اما المسافة كشعاع او خط مستقيم فتبلغ 520 كيلومترا، وهذا يعني أنّ وجود اي نشاط نووي عسكري سري في اوكرانيا يعتبر رعباً للدولة اكثر من غيرها من الدول التي تضررت من كارثة تشرنوبيل، حيث اصاب التلوث الارض الاوكرانية وقتذاك من مبان واراض زراعية وتربة وقد كلفت الخسائر بحوالي 250 مليار دولار، حيث كانت اوكرانيا تمثل انتاج الاتحاد السوفييتي السابق من الذرة %56 ومن بنجر السكّر %54 ومن القمح %25 بينما تأخذ اللحوم والحليب حوالي %21 من انتاج الاتحاد السوفييتي السابق. اي ان الضرر قد لحق بكل هذه المنتوجات. وبالتالي يكون من الضروري وجود علاقة ما بين كل الدول المتجاورة لتنظيم امورها وخدمة شعوبها لحياة افضل. فالسلام الصادق يكون في النتيجة سلاماً لكل العالم، لذلك ترى اعتماد الدول على بعضها البعض بطريقة التكافل يعني نعمة وليس نقمة. فترى مثلا حول منطقة موضوعنا هنا ان الغاز والنفط تعتمد فيه اوكرانيا على روسيا وبالتالي هي في حاجة ماسّة الى ذلك في الوقت الحالي فينبغي ان تكون العلاقة ما بين الدولتين على افضل مستوى على الاقل للاعتبارات التي يطلق عليها بفن السياسة بسياسة المصالح. لكن يبقى التأثير الاستعماري الامريكي له دوره في التأثير بالطرق المعروفة، حيث تعتبر اوكرانيا من الدول التي تطمح الولايات المتحدة وحلف الناتو بالسيطرة عليها لاسباب ذكرت قسما منها وهنا قسم آخر حيث تسعى الولايات المتحدة الامريكية الى نشر اسلحة نووية على الارض الاوكرانية كما هي في عدد من الدول الاوربية التي ارجعت من خلالها الحرب الباردة التي كسر ويحاول انهاء مشروعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حيث تسعى امريكا مع حلف الناتو الى نشر انشطة الاسلحة النووية قصيرة المدى والتي يمكن ان تضرب اهدافا مهمة في روسيا حيث تخطط امريكا لضربة نووية ولو تكتيكية في اي حرب قادمة. مقابل ذلك سعت وتسعى روسيا الى امتلاك اي قواعد نووية في اي نقطة من النقاط المؤثرة على التصور او المشروع الناتوي عموماً، وما اشعال فتيل قضية تايوان مع الصين ببعيد عن ذلك. لذلك ترى كل الدول التي تتوافق مع روسيا في طرحها لمشروع عالم متعدد الاقطاب ارجعت طموحها السابق لامتلاك السلاح النووي كجمهورية بيلاروس التي اجرت الاستفتاء الذي تسعى اليه لتغيير دستورها وذلك لازالة هدفها المتعلق بخلو ارضها من الاسلحة النووية وكذلك تصريح نائب وزير الخارجية الروسي رياباكوف من ان روسيا لا تستبعد الانتشار العسكري في كوبا او فنزويلا. تلك الدول وعلى رأسها روسيا اصبح لديها طموح تسعى اليه كل الدول التي تعرف معنى التوازن على مستوى العالم الذي يبني الاستقرار ويساعد على تحقيق مستوى من العدل اعلى من المستوى الحالي الذي طغت فيه الولايات المتحدة والتي تخضع لنظرية أنا دولة الرب على الارض(!) بجبروتها وعنفوانها وسيطرتها او محاولة سيطرتها على العالم اقتصادياً (كما نلاحظ المناكفات مع الصين خلال الفترة الاخيرة). لذلك وبعد العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وتمدد حلف الناتو الى حدود روسيا والذي شجّع روسيا على دخول هذه العملية العسكرية، نلاحظ ان بعض الدول باتت تفكر في الخروج من اتفاقية حظر الانتشار النووي والتوجّه الى العسكرة النووية على اراضيها. خاصة اذا ما علمنا عزوف بعض الدول او الكيانات التي تستضيف قواعد عسكرية واسلحة نووية امريكية على اراضيها على عدم التوقيع على نصوص معاهدة الحظر المذكورة كما في كيان اسرائيل مثلاً وكذلك بعض الدول التي انضمت في السنوات الاخيرة الى الناتو والتي تقترب من حدود روسيا.
نادي لندن
في عام 1975 اجتمعت كل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفييتي السابق والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا الغربية (آنذاك) وكندا واليابان في لندن وذلك لمناقشة موضوع مهم وهو السبل الصحيحة لجعل السوق النووي اقل اضطراباً وتشويشاً. وقد استقطب نادي لندن دولاً اخرى مثل بلجيكا وتشيكوسلوفاكيا (السابقة) وايطاليا وسويسرا وهولندا والسويد والمانيا الشرقية (أنذاك) وبولندا، لذلك اصبح لهذا النادي ثقلاً جيداً لو خلصت النوايا في طرح المشروع الذي يسعى اليه المجتمعون. ولقد صدرت عن النادي قائمة بالمواد والمعدات التكنولوجية تحت مسمّى (قائمة الزناد) وصدرت عن النادي كذلك الخطوط العامة الارشادية للكيفية في انتقال او نقل المواد النووية والتي تلزم الدول بعدم تصنيع او استخدام المتفجرات النووية بكل اشكالها وان توافق الدول المستوردة لهذه المواد على تأمين حماية فعّالة لكل هذه العملية. وقد اعتبر هذا الاتفاق الذي صدر من نادي لندن كإتفاق جنتلمان (على اساس انّ الدول المستعمرة تحترم كلمتها في اتفاق من هذا النوع الراقي وهم لا يمتلكون معنى لعهد او اتفاق والتأريخ شاهد على ذلك) وهو اتفاق يتعهد فيه الاعضاء بالعمل وفقا للخطوط الارشادية المذكورة حينما تقوم بتصدير مواد او معدات او تكنولوجيا نووية. وهذه الارشادات كبقية الارشادات والاتفاقات فقد خرقت وديست بالارجل من قبل تلك الدول التي وقّعت عليها، وقد قامت نفس الدول إمّا بنشر المواد النووية او بالسكوت على ما يفعل بالعالم من قبل الدول المستعمِرة، حيث بعد هذا العام اي عام انعقاد الاجتماع في لندن انتشرت المواد النووية عبر الشرق والغرب! ووصلت الى ان تباع وتشترى بالاسواق السود وعبر وسطاء من تلك الدول الموقّعة، ولو القيت نظرة على وضع الشرق الاوسط مثلاً لعرفت ما اقول حيث اصبح كيان اسرائيل يمتلك ترسانة نووية في سنين السبعينيات وما تلاها، بل واصبح هذا الكيان المصدر الخطير الذي يهدد بيئة تمتد من حدود ايران الوسطية الى حدود الجزائر والمغرب ومن منتصف افريقيا الى منتصف اوربا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار كل اشكال الاسلحة النووية التي يصنعها هذا الكيان وكذلك حلفاؤه والذي يتعاطف مع مشروعهم زيلينسكي الذي اوصلوه في غفلة من بعض الساسة. واقول ليس تبريراً للعملية العسكرية الروسية، ان لولا التدخل الروسي الاخير لانتشر سلاح جديد عبارة عن خليط من تفاعل نووي وجرثومي بشكل من الاشكال ليكون نقطة الابتداء بتدمير العالم رغبة يريد ان يحققها اللوبي المتشدد والارهابي على مستوى العالم وهو اللوبي الشيطاني الذي يريد ان يقضي على كل مصادر الحياة على الارض. خذ ما يُسَن في الولايات المتحدة من هذا اللوبي الشيطاني: يحدد الفصل 123 من قانون الطاقة الذرية الامريكي القول بأنّ على الدول غير المالكة للاسلحة النووية ان تسمح للوكالة الدولية للطاقة النووية بالتفتيش على جميع المرافق النووية للتأكد من أن اية مواد او تكنولوجيا او معدات لم تستخدم في صناعة اجهزة تفجير نووية. طبعاً خارج نطاق هذا الكلام كيان اسرائيل الذي يمنع اي دخول لاي لجنة تفتيش او حتى مراقبة من بعيد لاي نشاط نووي اسرائيلي! بينما تدخل الوكالة بمراقبيها ومراقبين من مجلس الامن الدولي والامم المتحدة الى العراق بل الى غرفة نوم رئيس النظام بحجة وجود اسلحة دمار شامل! والذي تستخدمه اغلب الدول الموقعة على العديد من المعاهدات في المجال النووي والاحيائي والكيميائي والدليل امامك من يوغسلافيا السابقة الى افغانستان الى سورية والعراق واليمن وحبل نفاقهم جرّار على مدى عقود ومستمر الى الان بالضغط على دول معينة وتفكيك عراها باي شكل من الاشكال.
ولنا عودة
د.مؤيد الحسيني العابد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
https://www.iaea.org/-$-
https://www.latimes.com/archives/la-xpm-1991-12-03-mn-504-story.html#








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي