الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زَيْف الوُجُوه

اسراء حسن

2022 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكن الحياة يوما اكثر احباطا مما هي عليه الآن فلم يعد الناس مقبلين عليها او سعداء بها بقدر ما اصبحوا نافرين وكارهين وناقمين عليها ، يبدو ان هذا احساس مشترك لمعظم الناس في كل مكان في العالم مع هذا السيل الذي لا يتوقف من الضغوط والمشكلات الحياتية والازمات الاخلاقية والانسانية بمختلف صورها واشكالها ودرجاتها .

في ظل الظروف الراهنة تحول معظم سكان البلد إلى واعظين ومصلحين وناصحين ودعاة دينيين وكأنهم بهذا الوعظ يحاولوا ان ياخذونا معهم الي المدينة الفاضلة التي يعيشون فيها مع انفسهم ويعز عليهم الا نشاركهم فيها ، وبرغم هذا كله فلا شيئ يتغير نحو الافضل فالشكوي من سوء الاخلاق وتدهور القيم وغياب المثل ومن ضياع معاني النزاهة والاستقامة والامانة والشرف من حياتنا تتردد في كل مكان وعلى كل مستوي من اعلاها الي ادناها، فيا ليت كل واحد من هؤلاء المصلحين المتدثرين برداء الدين ممن يملأون بلدنا ولا يخلو منهم مجلس واحد من مجالسنا يبدأ بنفسه قبل ان يلقي بمواعظه على الآخرين ليجعل من نفسه قدوة طيبة لهم تعكس ما يدعوهم اليه من مكارم الاخلاق لا ان يقف بمواعظه عند حدود الكلام. ... فعندما نقارن ما نقراه ونسمعه منهم ليل نهار بما نراه في واقعنا من ازمات اخلاقية مستحكمة ومن تجاوزات وانحرافات وبذاءات وسرقات ومن نهب واستغلال ومن متاجرة بآلام ومعاناة الناس َومن استخفاف بكل القيم الاخلاقية والانسانية ومن تجاوز لكل الموانع والخطوط الحمراء ، فنحتار ونتساءل : هل المشكلة في ادعياء التدين ام فينا جميعا ام في المناخ المريض الذي اوصلنا جميعا الى ما نحن فيه ؟
لو كانت هناك ثقافة عمل حقيقية تشغلهم وتشغلنا لاختفي من حياتنا معظم ما نشكو منه.....

هذه المشاهد الفوضوية السخيفة التي تعيشها البلد الآن والتي لا طائل من ورائها ولا جدوى يجب ان تتوقف وتنتهي، فاذا كان الردع بالاخلاق لم يعد يجدي وحده في بتر الانحراف والمنحرفين ، فان الردع بسيف القانون قد يكون هو الحل الناجز لما نعيشه الآن مع هذه المَوجة المداهمة ، من الاستغلال الانتهازي الجشع التي بدات تضرب بلدنا وتحدث ثاثيرها في كل مكان يجب أن تجد من يكبح جماحها ويردع وبمنتهي القوة والحزم هذا السلوك اللاخلاقي الذي يزيد من معاناة الناس، وينذر بان يحيل حياتهم الي جحيم لا يطاق.
فما نطالب به وندعو اليه هو شيئ من الرحمة والرفق بالناس ممن شاء لهم قدرهم ان يعيشوا في مجتمع كمجتمعنا لا يكل ولا يمل من التشدق بالدين ومن الوعظ المستمر حول ما يجب ان تكون عليه قيمه واخلاقياته ومعاملاته وعلاقاته ، وهو في الواقع ابعد ما يكون عن قيم الرحمة والانسانية وغيرها من مكارم الاخلاق التي تحض عليها كل الشرائع والاديان. والدليل علي ذلك هو كل هذا الفساد والانحراف والاستغلال الذي يشيع في جوانب حياتنا كلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024