الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا إنقرضت المسيحية في العراق !

نيسان سمو الهوزي

2022 / 9 / 6
كتابات ساخرة


لماذا إنقرضت المسيحية في العراق !
لماذا إتقرضت ! لاء ... لم تنقرض بعد !!! إنها في طريقها النهائي للإنقراض .. إنها في مرحلة الإحتقان ولم يبقى غير إعلان ساعه نقل مقر الكنيسة الى المهجر ................. آلاف الأقوال ولكن النتيجة هي هي واحدة نحن في المرحلة الاخيرة من الإنقراض ..
مَن كان يتصور او حتى يتأمل في إنقراض المسيحية من بلد المسيحية الأول في العالم ... أرض الانبياء والرُسل ( هذولة هَم صاروا بلوة علينا ، جائوا ورحلوا دون سابق إنذار ! ليش ما يرجع واحد منهم ما أعرف ) ! عندما كانت الكنائس تعم وتشرق في ارض الحضارات لم تكن هناك أديان أخرى !
طيب كيف ولماذا إنقرضت إذاً ! مرت على العراق آلاف الهجمات الوحشية ومئات الدكتاتوريين ورؤساء غير مسيحيين ومع هذا لم نشاهد ما نراه اليوم ! في زمن الحكومة السابقة ( إن صح التعبير او صححوا بأنفسكم ) كانت هناك بعض المضايقات وخصوصاً بسبب حرب القادسية للطائفة المسيحية ( حرب إسلامية تاريخية بين مذهبين فلماذا يحترق بها المسيحي ) فهرب العديد من الشباب والعوائل المسيحية للنأي بأنفسهم من تلك الحرب .. ولكن كانت نسبة الهروب معقولة ومقدور عليها ... أما بعد السقوط ووصول الديمقراطية ( الإسلامية طبعاً ) الى العراق هاجر وفرّ أكثر من ثلاثة أرباع الباقي منهم الى المهجر .. عندما سمح المالكي للدواعش بالسيطرة على الموصل والقرى المسيحية علمنا إنها نهاية المسيحية هناك .. ولكن كانت فترة تظام الاوحد ( بالرغم من دكتاتوريته ) افضل حال للمسيحي من الوضع الراهن والذي لا حكومة ولا راس ولا قاعدة ولا حتى وطن في العراق . هذا الذي أجبر المواطن المسيحي الغير المسلح على الهروب .. لا حكومة ولا دولة ولا أمن جعلت القوميات والطوائف الصغيرة تنسحق تحت أقدام المذاهب المسلحة .
حتى بعض الاحزاب المسيحية الصغيرة عندما رأت الفلتان والتيهان الحكومي إعتقدت بأن لها فرصة للحصول على بعض المزايا الشخصية كانت او القومية ولكن في النهاية حتى هي خسرت هذا وفي نفس الوقت هاجرها المواطن .. تاهت كل تلك الاحزاب وهي في طريقها للإنقراض هي الاخرى .. الكنيسة هي ايضاً ................................. إشراح إنقول !! ماكو داعي ....
بعض الاحزاب الصغيرة المتبقية لم يبقى أمامها غير أن تبيع نفسها او ترهنها لهذا الجانب او ذاك من أجل الحماية وهذا أيضاُ أزاد النقمة على المسيحي نفسه فعزل وقاطع تلك الاحزاب وهاجر ها وعينه أضحت على الهجرة فقط ..
عدم وجود الحكومة وتناحر الاحزاب وتنافر المذاهب وتزايد المحاصصة وتعاضم الفساد وغياب القانون والعدالة وفقدان الامن وإشتداد الارهاب وإنهيار الإقتصاد وغيرها كلها أسباب حقيقية وشرعية لهروب المسيحي من أرض الاجداد . والله فكرة ..
ولكن هل هذا هو السبب المباشر للإنقراض ! لاء وألف لاء ! فهذه كانت موجودة بالوراثة منذ الازل في ارض الانبياء ولم نقترب من اللإتقراض ..
ولكن السبب الحقيقي والاهم في هذا الإنقراض هو فقدان الامل في الغد . في كل فترة ومرحلة من مراحل العراق التاريخية لم يصل المسيحي الى النقطة التي وصل إليها في العقدين الاخيرين وهي لا أمل ولا خير يترجى من ذلك التراب . هذه هي المصيبة . المسيحي تحمّل وقاوم وناضل وبقى ولكن كانت عينه على الغد أما اليوم فلا غد بقى في الافق . وصلت القناعة بأن لا خير بقى في ذلك البلد ولا غد له ولا مستقبل ينتظر ولكن كل با تبقى للحاضر والمستقبل هو صراع دموي بين المذاهب الإرهابية وبإسم القانون والشريعة ! شوف المصيبة !! حتى الطفل الصغير يعي بأن الصراع المذهبي الطائفي المقيت هو المنتظر ! حتى مهدي المنتظر أرجأ عودته لقرون أخرى !!
هذا هو السبب الاعظم والاكبر والأبشع لهجرة المسيحي !! من أكثر من مليونين مسيحي قبل عقدين لم يبقى غير عدد بسيط لأصابع اليد الواحدة ! كيف يكون الإنقراض إذاً !! حتى الذين لازالوا يحلمون او لم تسعفهم ظروفهم للهروب فهم على حافات الحدود .. المصيبة لا أمل في الافق !! حتى الذين كان يحلمون ببعض العدالة والإستقامة في المناطق الكُردية هذه أيضاً بدأت تتبخر أمام عيونهم . وضع المسيحي في الاقليم ليس بأفضل مما هو عليه في الديوانية ( لا هاي هواية أحسن ) !
كيف سيكون وضع العراق بلا مسيحي لا اعلم ! عادي راح يصير مثل إفغانستان ! والله فكرة ....
إنتظرنا ولسنوات طويلة معجزة إلهيه ولكنه أخاب ضننا هو الآخر ! إذاً لا مفر من الإنقراض !
لا يمكن للشعوب المذهبية التقدم إلا البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو 06/09/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكل
عدلي جندي ( 2022 / 9 / 6 - 19:24 )
لا لم تنقرض ولن تنقرض أي عبادة أو معبود
حتى أتباع الإله الفار لا تزال معابدهم عامرة بالفئران
سينقرض حضور دولة كان لها شإن عبر التاريخ قديمه وحديثه
ستقرض الثقافة الإنسانية لتبقى وتتوحش فقط ثقافة الظلام الطائفي
عندما يتسيد رجل الدين ويتبوأ أرفع المناصب وتتغلب وتغلب ثقافته وسلفيته رجال العلم والثقافة فلا مفر من الهروب حيث ارض الحرية والكرامة وطن وأرض مقدسة .. الموتى يدفنون موتاهم
أما الأحرار حيث الحرية مقدسة تكون أوطانهم


2 - نعم
نيسان سمو الهوزي ( 2022 / 9 / 7 - 12:14 )
عندما يتسيد رجل الدين ويتبوأ أرفع المناصب وتتغلب وتغلب ثقافته وسلفيته رجال العلم والثقافة
فلا مفر من الهروب إنتهى الإقتباس
نعم سيدي الكريم هذا هو المرض الذي ابتلت به المنطقة الشرقية !
المصيبة هي في إنهم بنوا سوووووووووووووووووور عمللللللللللاااااق لا يمكن تجاوزه بالرغم من الكثير من المحاولات !
كُلما حاول أحدهم يسقط أرضاً بسبب قساوة السور !
أضحت الشغلة وكأنك أمام سوووووور عملاق وفي الطرف الثاني شخص آخر لا انت قادر على الوصول إليه ولا هو قادر على الوصول إليك ! والله فكرة
تحية وإحترام


3 - الله يحمينا من الذئاب المتوحشة
صباح ابراهيم ( 2022 / 9 / 7 - 14:28 )
ان كان مسلموا العراق قد ملو من القتل والأغتيالات والإضطهادات المذهبية والعرقية واصبح عدد المهاجرين المسلمين اربع او خمسة ملايين في دول المهجر، فهل تعتب على المسيحيين الذين بلا سند ولا عشائر مسلحة تقف ورائهم كما هم المسلمون. المسيحيون ناس مسالمون لا اسلحة ولا عشائر ولا دولة .تحميهم وتحمي بناتهم و عوائلهم ، فمن حقهم ان يبحثوا عن ارض ودولة تحفظ كرامتهم و حياتهم واموالهم . انهم حملان كانوا بين ذئاب متوحشة فلابد ان يطلبوا الحماية من الله ومن له ضمير .

اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في