الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديونيسوس

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2022 / 9 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٢٦ - ديونيسوس

تم تسمية والدة ابن زيوس ديونيسوس بأشكال مختلفة: يقول البعض "إنها كانت ديميتر Demeter، أو آيو Io. والبعض الآخر يسميها ديون Dione، بيرسيفوني Persephone التي اقترن بها زيوس متنكرا في شكل ثعبان. لكن القصة المشتركة والشائعة بين كل الأساطير المختلفة هي أن زيوس، متخذا شكل كائن بشري بشري، كان على علاقة حب سرية مع Semele "القمر"، ابنة الملك Cadmus من طيبة، ولكن الآلهة الغيورة هيرا كانت تتبع أخبار وتحركات زيوس، فتنكرت بدورها في هيئة جارة عجوز لسيميلي، ونصحت Semele، التي كانت حاملا لطفل منذ ستة أشهر، بأن تقدم طلبا لعشيقها وحبيبها الغامض بأن يكف عن لعبته في التمويه والتنكر وأن يكشف عن نفسه ويظهر في شكله الطبيعي وهيئته الحقيقية. وقالت لها هيرا في النهاية لإقناعها : بخلاف ذلك، كيف يمكنك أن تعرفي أن من تحبين ليس وحشًا ؟. اتبعت سيميلي هذه النصيحة المسممة، وعندما رفض زيوس طلبها، غضبت منه ومنعته من الوصول إلى سريرها. وعندها لم يجد زيوس حلا، لأنه كان يحب سيميلي، سوى أن يظهر في حالة من الغضب في صورة الرعد والبرق، وصُعِقت سيميلي وتلاشت دخانا. لكن هرمس Hermes أنقذ ابنها ذو الستة أشهر، ثم فتح فخذ زيوس ووضع الجنين داخل الجرح ثم قام بخياطته داخل فخذ زيوس، ليكتمل تكوينه هناك لمدة ثلاثة أشهر أخرى؛ وفي الوقت المناسب أخرجه من الفخذ الإلهي. وهكذا يُدعى ديونيسوس "المولود مرتين" أو "طفل الباب المزدوج"
بدأت أسطورة ديونيسوس Dionysus، على الأرجح، كملك مقدس، الذي تقتله الإلهة في طقوس تضحية خاصة بواسطة صاعقة في الشهر السابع من الانقلاب الشتوي winter solstice، ثم يتم أكل جسده من قِبَل كاهناتها. وهذا ما يفسر الأسماء التي أفترضت أنها أمهات ديونيسوس: ديون إلهة البلوط؛ آيو وديميتر آلهة الذرة؛ وبيرسيفوني، إلهة الموت. عندما نعت بلوتارخ "ديونيسوس، بابن ليثي - Lethe" أو النسيان، فإنه يشير إلى جانبه الأخير باعتباره إله السكر والنشوة. يبدو أن قصة Semele، ابنة Cadmus، تؤكد تغييرا في الرواية الأساسية، وذلك ليصبح دونيسوس إلها لابد له من أن يمر ويولد من أبوين إلهين، وليؤكد الأولمبي زيوس قوته، فإنه يأخذ الطفل المحكوم عليه بالفشل لكونه نصف إله تحت حمايته، ويدمر الأم الفانية بصاعقة خاصة بها، ويحمله هو بذاته في فخذه حتى لحظة ميلاده. وهكذا يصبح ديونيسوس خالدًا، بعد ولادة جديدة من فخذ والده الخالد. أما سيميلي فإنها بدورها تصبح مقدسة بطريقة ما، لأنها أم إله، فتُعبد في أثينا خلال ما يسمى باللينائيا Lenaea، وهو مهرجان إحتفالي - مسرحي يسمى أحيانا بمهرجان النساء المتوحشات Wild Women، حيث تم تقطيع ثور يبلغ من العمر عامًا، يمثل ديونيسوس، إلى تسع قطع وتم التضحية بها: قطعة واحدة يتم حرقها، والباقي يؤكل نيئًا من قبل المحتفلين. عادة ما يتم تفسير Semele على أنها شكل من أشكال Selene ("القمر")، والتسعة هي الرقم التقليدي للقمر -
بناءً على أوامر هيرا، استولى الجبابرة على ابن زيوس المولود حديثًا ديونيسوس ، وهو طفل مقرن توج بحيات، وعلى الرغم من تحولاته العديدة لتمويههم، مزقوه إلى أشلاء، ثم وضعوا قطع اللحم هذه لتغلي في مرجل، بينما نبت الرمان من التربة حيث سقطت قطرات من دمه. ولكن بعد أن أنقذته جدته ريا من براثن التيتان وأعادت تكوينه، عاد للحياة مرة أخرى. بيرسيفوني، الذي عهد إليه زيوس بمهمته، أحضرته إلى الملك أثاماس Athamas من Orchomenus وزوجته إينو، اللذين أقنعتهما بتربية الطفل والعناية به وإخفاءه في قسم النساء، وأن يلبسوه زي فتاة. لكن من الصعب خداع الآلهة، وبالذات هيرا الغيورة لا يمكن خداعها، فعاقبت الزوج الملكي أثاماس وجعلته يصاب بالجنون، ويقتل ابنهما ليرشوس، ظنًا أنه أيل stag. بعد ذلك، بناءً على تعليمات زيوس، قام هيرميس مؤقتًا بتحويل ديونيسوس إلى طفل أو كبش، وقدمه إلى الحوريات المقدسة، ماكريس Macris، نيسا Nysa، إيراتو Erato، بروميا Bromia وباكي Bacche في جبل نيسا الهليكونيHeliconian Moun، قاموا برعاية وتربية ديونيسوس في أحد الكهوف، وإطعامه بالعسل. وإعترافا من زيوس بهذه الخدمة، قام فيما بعد بوضع صور الحوريات بين النجوم، وأطلقوا عليها اسم Hyades. ويقال أنه على جبل نيسا هذا اخترع ديونيسوس النبيذ، الذي عُرف به بشكل رئيسي فيما بعد.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر