الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تذكر كلما صليت ليلاً / كاظم الساهر …

مروان صباح

2022 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


/ هناك أشخاص أو ربما كُتب 📚 أو حتى أفعال تنتصب فوق أعمدة نفسانية كالسماء الشاسعة وهي تعكس لون البحر في عيون 👀 ناظريها ، فإذا جاء الليل ، باتت الرؤية صعبة حتى تشرق الشمس🌞في اليوم التالي ، وفي كتاب 📕 لأبن حزم الأندلسي ( طوق الحمامة ) والذي يعد من أهم العلماء بعد الطبري ، نقرأ بين السطور عن المتخيل أكثر ما هو عن الحب الممارس ، وبالتالي ، الحب عند أبن حزم آخذ شكلاً مغايراً عن المألوف ، فهو حب 💓 حي لكنه ينافس النوم المستعار من الموت ، لهذا ، من يراقب كاظم الساهر وهو يقف على المسرح ، ثم يلقي نظرة 👀 على الجمهور العربي ، سيكتشف أنه يمارس الحب بجميع أشكاله مع ملايين النساء العربيات دون أن يخسر عذريته الأولى ، كأن الجديد الدائم لديه ، يقول بأنه مازال يبحث عن الحبيبة التى يحتفظ لها بهذه العذرية المتخمرة / الخامرة ، ولعل حضوره في لقاءات مسائية مثل أمسية منى الشاذلي ، يفتح أكثر من باب🚪للتمعن أكثر في قراءة التجربة الكاظمية ، وإنصافها والتوقف عند الخزن الشجي والعذب معاً ، في صوته وكلماته سواء بسواء أو حتى على المنهجية التى يحرص إيصالها للجمهور .

يخطىء الكثير بين الخلط بين التلبية والفقر ، فالامتثال هو أن يقبل المرء بشروط الكونية ولا يرضخ للذوبان بالسائد ، فعلاً 😟 ، كان من اللحظة الأولى والذي اعتلى بها كاظم المسرح ، كأنه يقول بأن صوته البشارة اللافتة والقادم بقوة ، بل بإعتماده لنوع الكلمات والموسيقى ستكونان الشعلة واللهيب لإعادة تشكيل الماضي الجميل كما يقال ، بالفعل ، لقد صنع الساهر المتعة المحيرة بالغناء والموسيقى ، كل ذلك رسمه بصوت شجي وألحان خلاقة تدفع المستمع إلى التبصر بالواقع الحالي ، بل في كل مرة يطرح في الأسواق أغنية جديدة ، تتجدد الحيرة الكامنة ورائها ، كأنه يقول بأنه لديه مقصد ما في كل مرحلة عابرة ، يحملها في مسيرته في كل مكان ، لكن ليس من الضرورة أن تكون هذه الأشياء بداخله ، بقدر أنه يعتمد على الجمهور في تحقيق 🤨 ذلك ، لأنه عندما جاء بقصيدة حاتم العراقي ( تذكر ) ، وهي على وتر موسيقي 🎵 يشبه قصيدة محمود دويش ( فكر بغيرك ) ، تقول ، ( تذكر / ملايين تلوك الصخر خبزاً 🥖 / ثم يلحقها العراقي ، ب / أنا ☝ إن مت عزيزاً إنما موتي ولادة ) ، لكن ليس هذا الشيء المخفي في أغاني كاظم فحسب ، فالأغنية المعاصرة باتت تمتد وتتشابك مع التصوير ، وما هو ملفت حتى الدهشة ، أن أغلب الأغنيات المصورة تترك إنطباعاً لرؤية فنية ذات دلالة تحوم حول المعاني للقصيدة وفحواها ، كأن الكلمات وموسيقتها تمثل المشهد القيامي في العراق 🇮🇶 الراهن ، طوابير من الأطفال يقفون من أجل 🙌 شربة ماء أو لقيمة خبز🥖 ، لكنهما لا يحصلون عليهما إلا بين مجموعات الموت ، الذين يتراقصون وهم يلحون بأسلحتهم المذهبية ، بل التقطت الكاميرا كلمات القصيدة قبل أن تلتقط مشاهد الحب من مأساة العراقي ، من حزن 😔 وابتسامات مسروقة وحوارات مخطوفة مع من يصطفون في صفوف العذاب والإهانة ، كل ذلك ، وعلى الرغم من قساوة الصورة ، يغيب أي نوع من العنف الموسيقي ويحضر اللحن الهادئ ، هادئ لدرجة المناجاة ، كما حصل مع قصيدة تذكر كلما صليت ليلاً ، ( تذكر قبل أن تغفوا على الوسادة / أ ينامُ الليل من ذبحوا بلاده ) ، بل في لفة ساكسوفنية🎷فريدة ، كانت قد عمقت مشاعر المستمعين لدرجة أن من يبصر الحضور ، يجدهم في لحظة استسلام نادرة .

مع الوقت ، باتت أعماله تطفو عليها سمة أنه شخص شديد الثقة بنفسه ، فهو طموح وذا وجه طويل وبطن غارق في ظهره وأصابع طويلة ، يكثر التلويح بهما ، وهنا 👈 يعيدنا التذكير بحقيقة أخرى ساطعة ، تتضح أكثر في تصوير( قولى أحبك ) 💕 ، بل تحديداً هنا 👈 ، كانت مجموعة البنات يقفون أمام لوحة سمائية زرقاء مع أرضية تتلون بين البياض والرماد الداكن ، يعلو صوت العود الممزوج بالكيتار ، تحديداً عندما يظهر كاظم بالبدلة السوداء ، فجمال هذا الفيديو يكمن في تحوله إلى لوحة فنية جمعت الغناء والرقص بطريقة ايضاً أحتشد فيها الرقص الشعبي العراقي 🇮🇶 والأجنبي 🇪🇺 ، إذنً ، البشرية كانت أمام لوحة استثنائية ، قليلاً ما تتكرر ، بالفعل ، كان التصوير واللحن والغناء ، جميعها ضمن إيقاعات متناسقة جميلة ، بل كان العمل قد صنف بالاحتفائي لدرجة تركت اللوحة انطباعاً آخذاً ، لكن في المقابل ايضاً ، كان كاظم في مهرجان الروحانيات مختلف تماماً 👌، لقد قدم مجموعة أغاني غائرة بالوجه والاشتياق والصبر والثبات لمستقبل قادم لا محالة ، بل ظهر لأول مرة هنا 👈 الدف بصورة مركزية ، كان المطلع لخلفية الأغاني ، كأن البداية قادمة من السماء ، صحيح أنها محملة بحزن ، لكنها شرحت بعمق عن معاناة الإنسان مع الظالم والظلم ، واشتياقه للمحرر ، ثم تأتي مرة آخرى لحظات تصور الضياع التى لا بد لها أن تكون نهايتها الخلاص القريب ، وفي هذه الزاوية قدم شخصية مختلفة ، تماماً👌عكس حالة الحب الممزوج بالخوف ، كمسار أعتاد عليه في مسيرته ، صحيح أيضاً ، أن في البداية تكون البهجة حاضرة ، لكن سرعان ما تتوشح الصورة بالقلق والحزن .

بعيداً عن الاستعارات المقلقة والممتلئة بالتعبيرات الرمزية ، تظل أهمية كاظم الساهر بثلاثة عناصر لازمته حتى اليوم ، الخجل ، فوجهه حتى الآن يحمر ، والتواضع والتزامه في مشروعه ، فالرجل يخش من كل شيء ، باستثناء حب الأنثى ، وهذا يجعله يفقد في عزلته للأمل حتى يقف على المسرح ، حينها فقد تعود الروح له ، تحديداً عندما صوته الغائر بالحزن والألم ينطلق مرة أخرى ، كأنه عصفور يخرج من العش ليغرد ثم يعود مرة أخرى لها ، بالطبع ، بعد ما غنى ببهجة وبجرأة وببراءة ، فالروح هنا👈 معلقة ومفتوحة في آن واحد☝، هي روح تحلق في سماء المسرح ، لكن لا تبتعد عن المدرج التى ستهبط عليه ، يكتب ✍ أسمه مجدداً على الأرض 🌍 ثم يرحل .

ما هو ملفت في مشوار كاظم ، ولكي تغني كلمات رفيعةُ ، تخاطب الإنسان الصحراوي أو الكوني ، مثل كثير من المحطات ، فأن ذلك عملاً شاقاً ، لأنه يفتح باب الصراع مع جمهوره حول هذا النوع من التعاقد الصعب والمرهق والمتعب ، فتلك الطريقة التى صاغها لشخصيته والتى تجعل كل من يستمع له أن يتوقف عند عمله أو بالأحرى ، خصوصاً النساء الذين يقعون بحبه على إختلاف أجيالهم ، وعلى الرغم ايضاً من أنه فتى بسيط ، لكن كلماته حصانة له من التقدم في العمر ، وهذه الحصانه تجعله على الدوام طموحاً ، يطمح إلى مصاف الكبار ممن سبقوه في الوطن العربي ، وهذا يفسر أن المال لم يكن غايته ، بل أراد منذ البداية أن يصبح كوكباً 🪐 ، ومثل هذه الشخصية ، لا تقبل سوى الصعود إلى الفضاء 🚀 الخارجي تماماً 🤝 كما صعدوا الكبار السابقين ، سادة متوجين ، لهذا ، عندما أفكر في اختيار كاظم للمغرب للعيش فيه ، لا أتعجب بهذا الاصطفاء ، بل لا عجب لمثله أن يقترب من أجداده ، فهو بالفطرة يقترب من الأندلس ، فلها في قلوب المسلمين والعرب مكانة خاصة ، لأنها حضارتهم التى تشير عن التقدم والريادة والانفتاح والاندماج على الثقافات والديانات ، تعالى مجتمعها وليس فقط النظام عن العصبية والمذهبية ، لهذا ، كل شخص يذهب إلى هناك 👈، فهو يبحث عن المجد الفقود ، ليس عن العلوم الفقهية فحسب ، بل كان الأندلس جامعاً للفنون والثقافة والأدب والموسيقى ، حتى عرف بدار المدنيات / المعهد الموسيقي في قرطبة ، والذي أشرف عليه زرياب وجمع الدار 600 مقام ، ويشتهر منها اليوم 20 مقامًا فقط ، مثل مقام الحجاز أو مقام الكرد وأيضاً الرست ، أصل كل ذلك متنوع من الثقافات المتعددة مثل العثمانية والفارسية والساسانية والرومانية / البيزنطية والحجازية ، يُدرس فيه كافة أنواع الغناء والعزف على الآلات ، وبالتالي المغرب 🇲🇦 ، هي خلاصة الخلاصات ، لأن من يتأمل صوت كاظم ، سيجد فيه موشح «جادك الغيث» ، الحزين الذي أعتادوا مسلمين الأندلس رثاء 😭 به أنفسهم بعد طردهم ، بل أوليس هو لا سواه القائل ( أني أراهم عائدون من المدارس / باست جبينهم المآذن 🕌 والكنائس ⛪ ) . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي