الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أصبحنا في ذيل الركب الحضاري ؟

كاظم فنجان الحمامي

2022 / 9 / 7
الفساد الإداري والمالي


اذا كانت مساحة العراق أكبر من مساحة ألمانيا (مساحة العراق تساوي 438,317 كم²، ومساحة ألمانيا تساوي 357,588 كم²)، وإذا كانت ثروات العراق أغنى من ثروات ألمانيا بعشرات المرات، وإذا كانت نفوسنا أقل من نصف نفوسهم (نفوس العراق 37 مليون نسمة، ونفوس ألمانيا 82,800,000 نسمة)، وإذا كانت ألمانيا خرجت مدمرة ومسحوقة تماماً بعد الحرب الكونية، وإذا كان مستوى الذكاء هو الأعلى حضارياً في العراق بشهادة المراكز العالمية كلها، فلماذا جاء ترتيبنا في ذيل القوائم الدولية في الصناعة والزراعة والتعليم والخدمات وفي الأمن والاستقرار ؟. ولماذا أصبحنا من البلدان غير الصالحة للعيش الآدمي ولا الحيواني ؟. .
تتكرر التساؤلات نفسها إذا ما أجرينا المقارنة بكوكب اليابان، أو بجزيرة تايوان، أو بسنغافورا. بل لا وجه للمقارنة بيننا وبين معظم البلدان المحيطة بنا في كل المعايير (الكويت-ايران- تركيا- الاردن- السعودية). .
وتبقى التساؤلات قائمة، لماذا نجح الآخرون في القارات كلها وتراجعنا نحن في العراق، حتى لم يعد وراءنا وراء ؟. .
لقد أجاب الكثيرون عن هذا التساؤلات انطلاقا من نظرية المؤامرة. بينما يكمن الجواب الصحيح في حزمة العوامل الرجعية التي ورثتها القوى المتنفذة، وآمنت بها، وقبضت عليها، واعتبرتها من المكاسب السلطوية التي لا ينبغي التخلي عنها، هذا على الرغم من شعاراتهم الإصلاحية والنهضوية التي يتغنون بها في مواسم الانتخابات. .
ومن هذه العوامل الرجعية نذكر:-
- المحاصصة البغيضة: التي اقرها البرلمان بالقانون رقم 44 لسنة 2008. واعترضت عليها المحكمة الاتحادية العليا عام 2019 بناء على دعوى اقامها المحاميان (شوكت سامي السامرائي ومقداد الجبوري) للطعن بعدم دستورية الفقرة 6 من قانون توزيع مغانم الحكم آنف الذكر. وهكذا اطاحت المحاصصة بقيم التوصيف الوظيفي، وفتحت الأبواب للأغبياء والمتخلفين واصحاب الشهادات المزورة. .
- الصنمية: وهالتها المقدسة التي زيّن بها البعض تماثيل أبطال العملية السياسية، وطوقوها بجاهلية الحاضر ورؤى المستقبل المظلم. .
- غياب الروح الوطنية: والتي تعني حب العراق والوفاء له، والارتباط العاطفي بشعبه وأرضه، والتفاعل مع قضاياه، لكن تلك المشاعر الروحية تبعثرت وتبخرت إلى حد ما في ظل الولاءات الطائفية والمذهبية والعرقية والعشائرية والحزبية والانتهازية. .
- حملات التشويش على الرأي العام: وتضليل الناس بمعلومات ملفقة وغير صحيحة. .
- الخوف من المجهول: فقد صار الخوف عندنا من العادات الموروثة، التي صاحبتنا منذ الصغر، عن طريق الأسرة والمعلم والأستاذ والحزب الحاكم ورجال الأمن والمخابرات والوشاة واللوگية. .
ختاماً: قد نتفق أن السبب الرئيس لهذا التخلف يكمن في ضعف الوعي، وضعف الإدراك الجماعي. وسيبقى الحال على ما هو عليه ولا حياة لمن تنادي. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس