الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين والخداع الغربي - الوقح -

كريم المظفر

2022 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الشرقي (EEF) ، مع أكثر من 4000 مشارك من أكثر من 60 دولة ، والتي واستمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة ، على الرغم من أن المنتدى كان اقتصاديًا ، إلا أنه يعتقد أن الرئيس الروسي كان مهتمًا بشكل أساسي بالقضايا السياسية والمحلية والدولية ، وكانت هناك إنذارات في كلامه ، أوضح من خلالها كل ما يدور من فضول لدى الصحفيين والمراقبين السياسيين والمشاركين في المنتدى.
وموضوع الغاز اخذ الحيز الأكبر من اسئلة الحضور ، وأنه تم خلال اليومين الماضيين عقد 71 جلسة بمشاركة أكثر من 530 متحدث وتم التوقيع على أكثر من 150 اتفاقية بإجمالي 1 تريليون 529.8 مليار روبل في المنتدى ، ومن وقت لآخر ، طُرح على الرئيس بوتين العديد من الأسئلة بهذا الخصوص ، لذلك ، تحدث لفترة طويلة عن الغاز ، وأشار الى أنه ليس غازبروم وليس هو ، فلاديمير بوتين ، المسؤول عن هذا الوضع برمته ، ولكن فقط العملاء الأوروبيون أنفسهم (على سبيل المثال ، يستخدمون القانون البريطاني عند حل النزاعات ، لكنهم لا يقدمون المستندات حتى بالإمكان تثبيت التوربين بشكل صحيح) ، لافتا إلى وجود "فرعين من خطوط أنابيب نقل الغاز تمر بأوكرانيا، بادرت أوكرانيا وأغلقت أحد الخطين بحجة مختلقة، للسيطرة عليه" .
وأيضا خط أنابيب يامال، والاشارة إلى أن "الخط الثاني في منظومة أنابيب يامال - أوروبا عبر بولندا " فرضت سلطات البلاد عقوبات على خط أنابيب الغاز هذا وأغلقته" ، أما نورد ستريم، فلفت الرئيس الروسي إلى أن "الشركاء الألمان قاموا بإخضاع كامل جانب الصيانة التقنية لمجمل القانون البريطاني، واتفقوا على إصلاح الأنابيب في كندا (ونحن ما ذنبنا في هذا الأمر)" ، مخاطبا المستشار الألماني يمكن التقاط ما تريد من صور على خلفية التوربين، لكن "أعط المستندات في نهاية المطاف"، لذلك ، مع تأكيد الرئيس بوتين ، والحالة هذه لا بد من التشديد على استحالة عزل روسيا من قبل أي طرف ، والتشديد على ان إن روسيا لن تلتزم بعقود تصدير النفط والغاز في حال تحديد سقف للأسعار.
وحول خطوة الاتحاد الأوربي بالعمل على فرض سقف على أسعار الغاز المصدر من روسيا ، فقد تعرف المشاركون في المنتدى الذي يعقد سنوية في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الأقصى الروسي ، حيث يعد منصة فعالة لتبادل الآراء والخبرات بين صانعي السياسة والمسؤولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم ، تعرفوا على الرأي الروسي المباشر على الخطوة الاوربية الجديدة ، وأعتبر بوتين ، أن قرار ليس له آفاق، وأن هذه الخطوة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود الأزرق في الأسواق ، ويرى إن الأوربيين بعد ارتفاع أسعار الغاز يفكرون في كيفية معالجة المسألة، إلا أن الحد من السعر بواسطة قرارات إدارية ليس إلا هراء آخر سيؤدي إلى مزيد من النمو في الأسعار في الأسواق العالمية، بما في ذلك في أوروبا.
ومن وجهة النظر الروسية فأنه لا يمكن حل المسائل في مجال الاقتصاد والتجارة العالمية بالوسائل الإدارية ومحاولات الحد من سعر الغاز والتي لن تؤدي إلا إلى زيادة جديدة في تكلفته ، لأن الوضع مع الغاز في الأسواق الأوروبية هو نتيجة عمل خبرائها ومسؤوليها، بالإضافة الى أن المفوضية الأوروبية من جانبها عارضت مسألة إبرام عقود طويلة الأجل ، وكما أوضح الرئيس الروسي فإن روسيا تصر دائما على أن الأسعار يتم تشكيلها على أساس عقود طويلة الأجل، كما أنه يجب ربطها بأسعار النفط والمنتجات النفطية ، لذلك فان القرار من وجهة نظره " قرار غبي " ! إذا حاول شخص ما تنفيذه ، فلن يؤدي إلى شيء جيد لمن يتخذ هذه القرارات! بالإضافة إلى ذلك ، هناك التزامات تعاقدية ، وهناك عقود توريد! وماذا سيتم اتخاذ بعض القرارات السياسية التي تتعارض مع العقود؟ ، إذن وبحسب تأكيد بوتين فإن روسيا ستفي بالتزاماتها التعاقدية بالكامل ، ولكن دون ان يفرض عليها أحد شيئًا ... ومن يفرض عليها هو ليس في وضع اليوم يملي عليها إرادته! وبعكسه وكما عبر عنه الرئيس الروسي بالقول " دعهم يرتدون ملابس " .
والقى بوتين خطابًا جيوسياسيًا حول التغييرات واسعة النطاق في العالم ، ولكن بعد ذلك تمت إعادته على الفور إلى الأحداث التي تجري بالقرب من الاتحاد الروسي ، وطُرح على الرئيس أيضًا سؤالاً مهما ما الذي كسبته روسيا ، كدولة ، من العملية العسكرية الخاصة NWO ، وما الذي ربما خسرته؟ ، وكانت الإجابة بأنها لم تخسر أي شيء ولن تخسر أي شيء آخر ، لأن ( أي روسيا ) كانت متوقعة تمامًا ، لكن اتضح أن التكملة كانت مثيرة للفضول حقًا ، لذلك ووفقا للرئيس بوتين فأن روسيا لم تبدأ الأعمال العدائية في أوكرانيا ، لكنها تحاول إنهاءها ، فهي تتجه إلى هناك منذ عام 2014 ، أي بعد انقلاب في أوكرانيا من قبل أولئك الذين لا يريدون تنمية سلمية طبيعية ويسعون إلى قمع شعوبهم.
والاجابة على السؤال المهم في العالم ، هو الأهم في كلمة الرئيس الروسي في المنتدى ، والتشديد على أن خطط موسكو لا تشمل احتلال أراضي أوكرانيا ، وانما الهدف هو نزع النازية ونزع السلاح من البلاد ، كما تم طرح عدد من الشروط السياسية على سلطات كييف ،مثل التوحيد التشريعي للوضع غير الكتلة لأوكرانيا مع فرض حظر كامل على نشر قواعد الناتو العسكرية وأنظمة الأسلحة الهجومية على أراضيها ، ومحاكمة المجرمين النازيين الذين ارتكبوا جرائم ضد مواطني أوكرانيا ودونباس في السنوات الأخيرة ، والاعتراف بشبه جزيرة القرم على أنها روسية ، وجمهورية دونباس و لوغانسك دولتان مستقلتان.
وعن الدعوات الاوربية والأمريكية " بضرورة هزيمة روسيا " ، اعتبر بوتين دعوات رئيس الدبلوماسية الأوروبية لهزيمة روسيا في ساحة المعركة بأنه " موقف دبلوماسي غريب " ، وإذا كان (جوزيب بوريل) وزيرًا للدفاع في دولة ما ، فيمكن للمرء أن يفهم هذا الخطاب ، وبالنسبة لكبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ، فإن هذا يبدو غريبًا جدًا ، ويبدو انه "يطحن بلسانه ، إنه متخصص كبير في هذا المجال" وأشار رئيس روسيا أيضًا إلى أنه يجب على بوريل مواجهة الواقع واستخلاص النتائج الصحيحة ، وقال بوتين: "يجب أن نمنحه الفرصة للنظر إلى الواقع في عينيه ... إذا كان لديه حتى ذرة من الضمير ، فعليه أن يتوصل إلى الاستنتاجات الصحيحة".
وفيما يتعلق بعمليات الاستحواذ ، يمكن القول وفقا للرئيس الروسي ، إن الاستحواذ الرئيسي هو تعزيز سيادة البلاد ، وهذه هي النتيجة الحتمية لما يحدث الآن ، وقال: "نعم ، بالطبع ، هناك شيء معين الاستقطاب - سواء في العالم أو داخل البلدان "، لأن كل ما هو غير ضروري وضار وكل ما يمنع من المضي قدمًا سيتم رفضه ، ولم تعد حججه الإضافية القائلة بأن روسيا "ستكتسب الزخم ، وتيرة التنمية ، لأن التنمية الحديثة لا يمكن إلا أن تقوم على السيادة " ، فضلاً عن التأكيدات التقليدية بأن جميع الخطوات التي تتخذها الحكومة في هذا الاتجاه تهدف إلى تعزيز السيادة ، واليوم كل شيء واضح بشأن استقطاب العالم ، لكن التصريح بهذا الاتجاه داخل روسيا أصبح خبراً.
كما عمل الرئيس الروسي خلال المنتدى على توضيح ، بأن أحداث العام الحالي أظهرت الأهمية الخاصة لعامل مثل توافر المواد الخام ، والتي بدونها يستحيل تنظيم أي إنتاج ، وإنشاء سلاسل تعاون ، وليست روسيا الدولة الوحيدة في العالم القادرة على تزويد نفسها بالكامل بالموارد الطبيعية ، ويلعب الشرق الأقصى الروسي دورًا مهمًا هنا: النفط والغاز الطبيعي والفحم والمعادن والأخشاب والموارد الحيوية المائية – واعتبر بوتين هذه "المنطقة هي أهم مورد للسوق المحلية ولشركائنا الأجانب".
وموضوع آخر لايقل أهمية لروسيا عن موضوع الغاز والطاقة ، وهو الوضع مع تصدير الحبوب من أوكرانيا ووصف يوتين ما يجري بأنه " خداع وقح آخر ، فقدت وعدت القيادة الروسية ببذل قصارى جهدها لضمان مصالح البلدان النامية من حيث الإمدادات الغذائية لأسواقها ، بما في ذلك الحبوب الأوكرانية ، وأن "ما نراه هو خداع فاضح آخر" ، ولا يتعلق الأمر بروسيا ، هو خداع من المجتمع الدولي ، وخداع للشركاء في إفريقيا ، في بلدان أخرى في حاجة ماسة إلى الغذاء ، إنه مجرد خداع ، وموقف فظ ومتعجرف تجاه هؤلاء الشركاء .
كما كشف إن الوثائق الخاصة بتصدير الحبوب من أوكرانيا لا تحتوي على بيانات عن حجم الشحنات إلى الدول النامية ، لكن الاتفاقيات أبرمت بحجة التسليم هناك من أجل تجنب المجاعة في أفقر البلدان ، فقط 3% فقط من كميات القمح التي خرجت من أوكرانيا ذهبت إلى الدول الفقيرة والباقي إلى الدول الغربية ، وأكد بوتين بهذا الخصوص ، إن العالم قد يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب حقيقة أن الغرب يصدر معظم الحبوب الأوكرانية إلى دوله ، وليس إلى الدول المحتاجة في إفريقيا ، وبحسبه ، قد يكون من المفيد مناقشة القيود على هذا الطريق مع الرئيس التركي ، وأن روسيا ستصر على أن تصدير الحبوب من أوكرانيا والغذاء الروسي يهدف إلى تحسين الوضع في الأسواق العالمية وخفض الأسعار.
والمحور الأخير هو ذلك الذي يتعلق برجال الاعمال الروس في الخارج ، والتأكيد على انهم لم يكونوا ليخسروا حساباتهم ويخوتهم إذا استجابوا للتحذيرات وأبقوها داخل البلاد وليس في الخارج ، وكان من الأفضل لو تم الاحتفاظ بهذه القوارب هنا ، ولن يتم استثمار الأموال في الأصول الأجنبية ، ولكن في تطوير البنية التحتية الروسية ، ووفقا لتعبير الرئيس بوتين " لن يضيع شيء ، كل شيء سيكون هنا ، في الوطن الأم ، وكانوا سيحصلون على أرباح من الأموال المستثمرة " ، مشير في الوقت نفسه الى إن تصريحاته الانتقادية حول الأعمال كانت موجهة إلى أفراد المجتمع ، وبرأيه يظهر مجتمع الأعمال الروسي ككل اليوم إلى أعلى درجة مسؤوليته تجاه الدولة ، تجاه الوطن الأم ، تجاه مواطني روسيا.
وفي تعليقه على الوضع مع تسجيل الأعمال التجارية وانسحاب الشركات المحلية ، لم يخف الرئيس الروسي من أن البلاد لا تزال تواجه مشاكل في ضمان حماية حقوق الملكية التجارية ، و لحل هذه المشاكل "من الضروري تهيئة الظروف ، وفوق كل شيء ، يرتبط ، بالطبع ، بالموثوقية وبالحق في حماية الملكية" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كان الأجدر ببوتين الأعتذار لأوكراينا وللعالم
د. لبيب سلطان ( 2022 / 9 / 8 - 06:08 )
سيدي الكريم
الحروب العدوانية دوما ضد مصالح الشعوب وضد التنمية وضد الأنسانية
مايأتي به صاحبكم بوتين من خطابات تشبه الى حد بعيد خطابات ادولف هتلر اذا كنتم مطلعين عليها فهو مثلا ليست له اطماع في اوكرانيا بل مجرد القرم واقليمي لوكانسك و ودونيتسك اي ثلث مساحة اوكراينا وثلث سكانها وخمسين في المئة من اقتصادها ..هو يشبه خطاب هتار عند مطالبته باقليم السوديت في جيكوسلوفاكيا وتنازل الغرب له ..واليها يرجع المحللون بداية الحرب الثانية ان بوتين يريد بناء مجد شخصي ودولة عظمى ..على حساب شعبوب ضعيفة وصغيرة جارة له .. والعالم يعرف ذلك ويعرف ثمن تنازله لهتلر ويعرف الشعب الروسي ذلك دون شك لأنه كان اكبر ضحايا النازية
والعالم اليوم عرف من تجربته مع التهاون مع النازية الألمانية انه لاسبيل الا مواجهة بوتين وعاجلا ام اجلا لاخيارلبوتين سوى الأنسحاب من اوكراينا والأعتذار لشعبها وللعالم وللشعب الروسي ايضا للضرر الذي اصاب الجميع امام طاغ يحلم ان يصبح قيصرا على دماء شعبه والشعوب المجاورة ..فالمسألة ليست غاز اوبترول ..انها ان لا تضع حياة الناس العوبة بيد الطغاة مرة اخرى مهما كان الثمن وهو مايدركه العالم المتمدن

اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة