الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب في أوكرانيا: من أجل موقف طبقي أممي (4/1)

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 9 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


أثار النزاع في أوكرانيا الذعر والاضطراب في جميع أنحاء العالم. هذا صدام بين القوى الرجعية. يعلرض الماركسيون كلا الجانبين. يجب على الاشتراكيين أن يناضلوا ضد الإمبرياليين ودعاة الحرب، ومن أجل الثورة العالمية.
والملاحظ أن أول ضحية للحرب هي الحقيقة. هذه هي حالة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا
.يحتاج الماركسيون إلى أن يكونوا قادرين على اختراق ضباب الأكاذيب والدعاية للحرب وتحليل الأسباب الحقيقية وراء النزاع ؛ ما الذي تسبب فيه. وما هي المصالح الحقيقية التي تكمن وراء أعذار ومبررات الأطراف المتورطة فيه. قبل كل شيء ، يجب أن نفعل ذلك من وجهة نظر مصالح الطبقة العاملة العالمية.
وبينما نعارض التدخل الروسي في أوكرانيا، نفعل ذلك لأسباب خاصة بنا، سوف نشرحها هنا من خلال هذه السلسلة، ولا علاقة لها بالصيحات الفاضحة والصرخات الصاخبة لوسائل الإعلام المومسة. ولا داعي لأن نقول إن واجبنا الأول هو فضح الأكاذيب المقززة ونفاق الإمبريالية الأمريكية والغربية.
إنهم يدينون بصوت عالٍ غزو روسيا لأوكرانيا على أساس أنه ينتهك "السيادة الوطنية" و "القانون الدولي".
هذه التصريحات تفوح منها رائحة النفاق. إن الإمبريالية الأمريكية وأتباعها الأوروبيين هم على وجه التحديد أولئك الذين لديهم تاريخ طويل ودام من انتهاك السيادة الوطنية وما يسمى بالقانون الدولي.
في سعيهم لتحقيق أهدافهم الإمبريالية، لم يترددوا أبدا في قصف وغزو دول ذات سيادة (العراق)، وذبح المدنيين (فيتنام)، وتنظيم الانقلابات العسكرية الفاشية (الشيلي)، والاغتيالات السياسية (أليندي، لومومبا). إنهم آخر الأشخاص على وجه الأرض الذين يحق لهم إلقاء محاضرات حول فضائل السلام والديمقراطية والقيم الإنسانية.
يتناقض كل الحديث عن السيادة الأوكرانية مع حقيقة أن البلاد كانت تحت سيطرة متزايدة من الولايات المتحدة منذ انتصار حركة الميدان الأوروبي عام 2014. كل الروافع الرئيسية للسلطة الاقتصادية والسياسية في أيدي الأوليغارشية الفاسدة وحكومتها، والتي بدورها هي دمية تتلاعب بها الإمبريالية الأمريكية وبيدق في يديها.
يملي صندوق النقد الدولي السياسات الاقتصادية على أوكرانيا، وتلعب السفارة الأمريكية دورا رئيسيا في تشكيل حكوماتها. في الواقع، الحرب الحالية هي إلى حد كبير صراع أمريكي روسي، يتم تصريفه على أراضي أوكرانيا.
 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فقدت روسيا الكثير من قوتها على الساحة الدولية. ورغم كل الوعود بعكس ذلك، استغلت الإمبريالية الأمريكية هذه الحقيقة للتقدم نحو الشرق، لتوسيع الناتو حتى حدود روسيا.
في هذا السياق، شعرت الإمبريالية الأمريكية بأنها قوية للغاية، حيث أعلنت واشنطن "نظاما عالميا جديدا". 
تدخلت الإمبريالية الأمريكية في مناطق نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق، مثل يوغوسلافيا والعراق. كان على روسيا أن تعاني من إذلال حرب الناتو على صربيا.
أعقب ذلك سلسلة مستمرة من الثورات "الملونة" لتثبيت حكومات موالية للغرب. تم نشر القوات في أوروبا الشرقية، بموازاة تدريبات عسكرية بالقرب من حدود روسيا؛ واستفزازات أخرى لا حصر لها.
لكن كل الأشياء لها حدودها. كانت هناك نقطة قالت فيها الطبقة الحاكمة الروسية، التي يمثل بوتين مصالحها، ما يكفي . تم الوصول إلى هذه النقطة في عام 2008 ، مع الحرب في جورجيا، التي كانت تخطط للانضمام إلى الناتو.
مستغلة حقيقة أن الإمبريالية الأمريكية كانت متورطة في مستنقع العراق، شنت روسيا حربا قصيرة وحادة ضد جورجيا، ودمرت جيشها (الذي تم تدريبه وتجهيزه من قبل الناتو) ثم انسحبت، بعد أن أمنت نقاط الدعم في أبخازيا و جمهوريات أوسيتيا الشمالية، التي انفصلت عن جورجيا.
شكّلت إطاحة الميدان الأوروبي بحكومة يانوكوفيتش في أوكرانيا مزيدا من التقدم لمصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي - جرى ذلك هذه المرة، في الأراضي الحدودية التاريخية لروسيا.
كان هذا استفزازا مثيرا جدا، وقد ردت روسيا في عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم - التي يسكنها في الغالب سكان ناطقون بالروسية، وهي موطن لأسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية، والموجود في مدينة سيفاستوبول.
كما قدموا مساعدة عسكرية للمتمردين في الحرب الأهلية بين سكان دونباس الناطقين بالروسية والنظام القومي اليميني في كييف. احتج الغرب ونفذ العقوبات، لكن لم تكن هناك عواقب وخيمة على روسيا.
(يتبع)
عن: socialist.net/collapse








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا