الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسين شحادة الركن الثالث - الاجتماع الإسلامي – المسيحي

عبد الحسين شعبان

2022 / 9 / 10
الادب والفن


(الحلقة الحادية عشر)
"شكّل العرب المسيحيون غزلاً جميلاً للنسيج العربي المتعدّد، كانت فيه
المسيحيــة العربيــة مصدر قوة وإثراء للحضارة العربية- الإسلاميــة"
الشيخ ح. ش
فروع شجرة الدين واحدة وأغصانها متنوّعة
بهذه العبارة التي نقشها الشيخ حسين شحادة في إحدى مداخلاته بدأت حواري معه حول دور المسيحية العربية، وذلك ما كان قد جاء على لسانه في حفل تكريمي من جانب ملتقى الأديان والثقافات للحوار والتنمية برئاسة السيد علي فضل الله، لصدور كتابي الموسوم "أغصان الكرمة - المسيحيون العرب، مركز حمورابي، بغداد/ بيروت، 2015،" وقد سبق أن تمت الإشارة إليه وجاء فيه:
ليس بوسع الباحث في هواجس النهضة العربية إغفال دور المسيحيين العرب، فقد كانت إسهاماتهم واضحة، سواء في داخل أقطارهم العربية أو في دول المهجر، كذلك ليس من موضوعية هذا البحث إقصاء الأقباط المصريين عن المسيحية العربية، فيما ذهبت إليه الكثير من الدراسات بذريعة أن الأقباط ليسوا من "العرب الأقحاح"، في حين أن الحديث النبوي الشريف: "استوصوا بأقباط مصر"، وزواج النبي صلى الله عليه وآله، من ماريّا القبطية إلى العلائق الثقافية والسياسية بين المسلمين والأقباط، لاسيّما في عهود الدولة الفاطمية، وصولاً إلى مواقف الزعيم الروحي لأقباط مصر البابا شنودة الثالث تجاه سياسات "إسرائيل"، يوم قال كلمته الخالدة لن يدخل الأقباط القدس إلّا مع أشقائهم المسلمين، كل ذلك سوف يغري الباحث والدارس بإعادة النظر في موقع الأقباط من المسيحية العربية.
ولا أسوق هذا إلّا رغبة في البحث عن جواب لإشكال قديم متجدد، كان لا يرى في علاقة المسيحية العربية بالإسلام إلّا علاقة تصادم وتنافر وقطيعة.
على منهج التدبّر بالنصوص القرآنية المتعلّقة بالتاريخ سنلاحظ أن غزوة مؤتة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك التي خاضها المسلمون عند أطراف الشام الجنوبية لم تكن غزوات ضدّ المسيحيين العرب، وإنما ضدّ جيش الروم الذي جمع جموعاً كثيرة بالشام وحصل على بعض المساندة التي اقتضتها سيطرة الروم على المسيحيين. وتجمع المصادر التاريخية على أن الرسول لم يجبر أحداً من نصارى العرب على ترك ديارهم، بل نراه يأمر معاذ بن جبلة وعمرو بن حزام بأن لا يفتنا نصرانياً عن نصرانيته.
ويذكر الطبري وابن هشام أنه لم يعزل الأمراء ورؤساء القبائل المسيحيين باليمن عن سلطانهم.ومن أعظم الأحداث التاريخية حدث اللقاء التاريخي بين الرسول ووفد نجران في المدينة، واللافت فيما تفيده الروايات أن الرسول سمح لأعضاء وفد نجران لما حان وقت صلاتهم بالصلاة في مسجده متجهين على المشرق، وفي ذلك علامة على التسامح، وإشارة إلى هذا الوفد بأن إلهاً واحداً يجمع أتباع عيسى ومحمد، وبأن الغاية واحدة من عبادته.
نصارى نجران وتغلب
وخلال هذا اللقاء التاريخي أنكر الرسول على وفد نجران تأليههم للمسيح، ودارت بينه وبين أساقفتهم مناظرة حول مولد المسيح وموقعه في نظام النبوة والوحي والاصطفاء، وهذه المناظرة تعدّ من أهم المناظرات الدينية التي تمت بين مسلمين ومسيحيين عرب في الفترة النبوية، وليس أدل على ذلك من أن مضمون تلك المناظرة ضمّنه القرآن الكريم في سورة آل عمران، وقد انتهى هذا الحوار إلى إبرام عهد يصبح فيه نصارى نجران في ذمة الدولة الإسلامية، التي تضمن لهم دماءهم وأموالهم وأرضهم ودينهم، ولا يتدخل الرسول في معتقداتهم فيسمح لهم بالحفاظ على أساقفتهم ورهبانهم، وكذلك انتهى الحوار مع نصارى تغلب، وكذلك كان ينتهي مع بطون المسيحيين العرب وقبائلهم، فكان بعضهم يسلّم راغباً، وأغلبهم يتمسك بمسيحيته دون حرج عليه أو سؤال.
غير أننا سنجد أحوال المسيحية العربية في فترة الخلافة الراشدة من سنة 11هـ إلى سنة 40هـ مضطربة ومتبدلة بفعل الأحداث الخطيرة والفتن الكبرى التي شهدتها تلك المرحلة من شيوع ظاهرة النفاق والارتداد والحروب الداخلية.
المسيحيون بعد وفاة الرسول
وتراني أزعم بأن ما حدث من اختلال في علاقة المسلمين بالمسيحيين العرب إبان تلك الفترة من الزمن كان ناجماً عن خلفيات سياسية تأثرت بالانقلابات الحادة التي شهدها المسلمون بعد وفاة الرسول. وعلى الرغم من توتّر العلاقة المسيحية- الإسلامية سنقف على مفارقة ساخرة من مفارقات العقل الديني الإسلامي إبان حروبه الداخلية تختصرها هذه الحادثة: أن رجلاً كبيراً كواصل بن عطاء المعتزلي لم يأمن شر الخوارج إلّا عندما أعلن عليهم أنه مشرك مستجير، فتركوه لحاله وهو يرتّلون: {وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه} (سورة التوبة: الآية 6).
ومن المفارقات نفسها فيما يرويه المبرّد في الكامل أن جماعة من الخوارج لقيت عبدالله بن خباب وكان معه مصحف دلّ على إسلامه ولما حاوره ورفض أن يؤيدهم في اتهام الإمام علي عليه السلام، بالشرك قتلوه، ثم حدث أن ساوموا مسيحياً على نخلة، فقال المسيحي هي لكم، فأبوا بشدة، لأن المسيحي في ذمة الله ورسوله ورعاية حقه واجب قرآني فقالوا: والله ما كنا لنأخذها إلّا بثمن، وهو ما أدهش المسيحي وأثار استغرابه حتى قال ما أعجب هذا أتقتلون رجلاً مثل عبدالله بن خباب ولا تقبلون منا نخلة؟
أردت من استحضار هذه المفارقات، الإشارة إلى أن العقل الإسلامي حتى في ذروة تطرفه كما في مثال الخوارج ظلّ راعياً لقدسية حماية أهل الكتاب، استناداً إلى النصوص القرآنية والنبوية المتشدّدة في وجوب البر بهم وتوفير الحماية والأمن لهم بوصفهم جزءًا لم ينفصل يوماً ما عن العقد الاجتماعي في الإسلام.
ويبدو لي، أن مواريث الفتنة والشقاق التي أعقبت وفاة الرسول، فضلاً عن انتشار ظاهرة فوضى التأويل والتأويل المضاد، والتي أنجبت فرقاً إسلامية لا حصر لها، سيكون لكل هذا بالغ الأثر على سوية الفهم النبوي للمسيحية العربية، وهو الفهم المُنبني على النقد الرحيم والحوار الهادف بعيداً عن العفن والإقصاء والاضطهاد.
ولا بدّ من الاعتراف بأن إشكال القراءة الإسلامية للمسيحية يبتدئ من تلك اللحظة التاريخية التي آثر فيها المسيحيون العرب الاحتفاظ باستقلالهم عن الإسلام كدين سماوي ختمت به النبوات. ومع أن ما سمعته المسيحية العربية من القرآن جدير بنظرها واهتمامها، غير أن كثيراً من العوامل حالت دون إعلانها عن صلة القرابة الروحية بهذا الدين الجديد الذي قدّم نفسه مصدقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل حتى إذا ما أثير الجدل حول صدق القرآن نفسه، كشف القرآن عن موقع المسيحية العربية بوصفها شاهد إثبات على ما جاء به من الحق فيما نستوحيه من الآية 94 من سورة يونس {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.
وعلى الرغم من أن النصوص المفسِّرة لهذه الآية قد رأت فيها خطاباً موجّهاً إلى الأمة الإسلامية لاكتشاف جوانب التمايز بين الإسلام وما سبقه من رسالات فإن القرآن الكريم لم يبالغ في تعميم أحكام على المسيحية العربية فيكشف صورتها المتعددة بتعدّد مذاهبها وطوائفها ثم يلقي الضوء على ثلّة مؤمنة من أتباع السيد المسيح (عليه السلام) لم تر في نبوة محمد صلى الله عليه وآله، إلّا شاهد حق على عقيدة التوحيد {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}. (سورة المائدة: الآية 83).
وفي القرآن الكريم إلفات إلى أن المسيحية العربية لم تكن على حالة واحدة في عقائدها وسلوكها فمنهم من استجاب لنداء النبوة الجديدة ومنهم من لم يستجب {لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} (سورة آل عمران: الآيتان 113 و114).
ويُعزي بطريرك الكنيسة السريانية زكا الأول عيواص عرقلة انتشار الدين المسيحي في الجزيرة العربية إلى انقسام الكنيسة المسيحية على ذاتها والصراع العقائدي بين أتباعها وقد استغل اليهود تلك التناقضات فعمد ذو نؤاس اليهودي في أوائل القرن السادس للميلاد محاولاً إكراههم على اعتناق اليهودية فرفضوا فسامهم صنوف العذاب وحرقهم مع ملكهم الحارث في أخدود النار سنة 523 م. وهم الشهداء الحميريون أصحاب الأخدود الذين تحدّث عنهم القرآن. على أن الصفة الإيجابية في المسيحيين العرب أنهم كانوا يعتزلون الأوثان وهم بهذا الاعتزال سيتفقون مع منهج القرآن المقاوم للظاهرة الوثنية المستبدة الحاكمة.
ويذكر كل من اليعقوبي في تاريخه وابن سعد في طبقاته شواهد من أسماء كانت من بين الذين اعتزلوا الأوثان حيث جاء في الطبقات:" وكان ورقة بن نوفل رابع أربعة تركوا الأوثان وما يذبح على النصب وعبيد الله بن جحش بن أميمة بنت عبد المطلب وقد مات نصرانياً في بلاد الحبشة تاركاً امرأته أم حبيبة التي تزوجها الرسول من بعده، وعثمان بن الحويرث ابن عم ورقة وخديجة تزوج بأرض الروم وحسنت منزلته عند القيصر ويقال له البطريق لا عقب له مات في الشام مسموماً وزيد بن عمرو بن نفيل. وهو ابن أخي الخطّاب اشتهر عنه أنه نهى عن قتل الموؤودة وقال عنه النبي: أنه يبعث أمة وحده".
ما يؤكد أن المناخ المسيحي العربي كان عشية البعثة النبوية مؤهلاً بجميع ظروفه وملابساته لتأسيس الحوار المسيحي - الإسلامي بأبعاده العقائدية والاجتماعية والسياسية، لاسيّما وأن اللغة العربية كانت لغة المسيحيين والمسيحية التي انتشرت في البلاد العربية بواسطة النساك والرهبان القاطنين على حدود فلسطين فلم تكن المسيحية تستقل عن لغة البلاد بلغة غريبة والتاريخ يتحدث بصوت مرتفع عن النابغة الذبياني والمنخل اليشكري وحسان بن ثابت وغيرهم من شعراء بلاط الغساسنة واللخميين الذين كانوا جميعاً يدينون بالمسيحية.
ويرى المطران جورج خضر "أن ما يؤهلنا أن ننعت المسيحية بالعربية هو أن كل فرقها بلا استثناء كتبت بالعربية، وفي تاريخ الأدب العربي للألماني المعروف غراف، تعداد لبعض أسماء الكتب المسيحية التي وضعت بالعربية عند الأقباط والسريان والنساطرة والروم والموارنة، فلو تجاوزنا المفهوم القومي الذي لم يكن بارزاً في أذهان أهل ذلك الزمان واكتفينا بالمفهوم الحضاري وجدنا أن المسيحية نطقت بالعربية قبل الإسلام وبعده".
غير أن المؤرخ نقولا زيادة يخالف هذا الرأي ليرى أن المسيحية لم تصل إلى أعماق العرب وظل الإنجيل هامشياً بسبب الشعور الجماعي القبلي وربط العرب بين المسيحية والبيزنطية مع إحجام الأساقفة العرب عن الكتابة باللغة العربية فهم استخدموا السريانية واليونانية للتخاطب ونشر الدعوة ولم يكترثوا بترجمة الأناجيل إلى العربية في تلك الفترة.
يسعني القول في هذا الإطار، أن ندوة البحوث في الاجتماع المسيحي العربي تاريخياً سيؤدي إلى التباس الاستنتاجات المتعلقة بالمسيحية العربية، وفي سياق ذلك لا معنى لتصنيف المسيحيين العرب بأنهم من الموالين لأهل الكتاب، بل إنهم من صلب أهل الكتاب لوضوح الآية الكريمة وصراحتها {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء...}.
وحكاية القرآن مع وفد نجران تلفت إلى اهتمام القرآن بمد جسور التواصل مع المسيحيين العرب، لأن الله سبحانه سبق أن خصهم برسالات قوامها التوحيد والإيمان باليوم الآخر. وهو ما يؤهلهم أكثر من غيرهم لقبول الإسلام. والقرآن لا يقتصر على اعتبار المسيحيين العرب من أهل الكتاب، بل يخصهم دون اليهود بمزية القرب والمودة للذين آمنوا بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}( سورة المائدة، الآية 82).
وبقطع النظر عما جاء في شروح المفسرين للآية فقد ذهبت الدكتورة سلوى بلحاح في كتابها القيم عن المسيحية العربية وتطوراتها إلى أنه لا يمكن التغاضي عن حقيقة تاريخية تبرر تلك المفاضلة بين اليهود والمسيحيين. فلقد كانت المواجهات السياسية العقائدية مع اليهود في فترة بناء الإسلام أشد ضراوة مقارنة بما كان عليه الحال مع النصارى الذين لم يشكلوا في ذلك العهد خطراً سياسياً على الديانة الجديدة الناشئة والتي تسعى إلى تركيز نفسها، إلا أن العقيدة المسيحية ورغم اختلافها مع العقيدة الإسلامية على توحيد الذات الإلهية فإن المسيحيين العرب وفقاً للنص القرآني اتسموا باللين والمرونة وفضيلة الخلق على مستوى المعاملات والسلوك الاجتماعي والسياسي: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة آل عمران، الآية 110).
وإذن فالمسيحيون العرب ليسوا كاليهود الذين احترفوا قتل الأنبياء والرسل ومعاندة الله في أمره ونهيه، ويعلّل الرازي في تفسيره هذا الأمر بقوله أن اليهود مخصوصون بالحرص الشديد على الدنيا في حين كان النصارى ألين عريكة من اليهود وأقرب إلى المسلمين، فهم أهل عبادة وأهلا تلاوة واجتهاد وترقب في الديارات والصوامع.
وفي سورة المائدة إشارة أيضاً إلى فئة من المسيحيين العرب ممن اعتبروا من مؤمني أهل الكتاب: {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} (سورة المائدة، من الآية 66) والمقصود بهذه الأمة حسب جمهور المفسرين أمة لا غالية ولا مقصّرة أي أنها لا تغالي في كلامها عن عيسى عليه السلام، ولا تقصّر في حق محمد صلى الله عليه وآله، فلا تقول فيهما إلّا ما يليق بهما كما في الطبري والقرطبي.
وعلى الرغم من نقديات القرآن الصارمة لأولئك المسيحيين الذين لم يصدقوا بمحمد وبرسالته، وعلى الرغم من تحذيرهم فيما ذهبوا إليه من عقائد مثل التثليث وتأليه المسيح إلا أن القرآن يأمر المسلمين بالإحسان إليهم ومعاملتهم بالعدل والقسط وتأسيس قاعدة للحوار المفتوح بأدب لحكمة والموعظة الحسنة:{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيل رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (سورة النحل، من الآية 125).
وفي ضوء هذه الحقيقة القرآنية ليس من مبرّر لإثارات بعض المؤرخين من أن الهدف الرئيسي من غزوة الرسول لدومة الجندل لكونها مركزاً مسيحياً أو لأجل دعوة سكانها لاعتناق الإسلام، ذلك أن الهدف من تلك الغزوة كان يدخل في نطاق تأمين الرسول الطريق التجارية الشمالية مع تعهده صلى الله عليه وآله، بضمان أمن دومة الجندل ومصالها الأمر الذي دفعها إلى اعتناق الإسلام فيما بعد دون إكراه أو قتال.
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي