الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاملا الصمود والدولة

محمد ليلو كريم

2022 / 9 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


عن المواجهة بين الإطار والتيار أتحدث..
حديث فيه عمق، وجرأة..
هذه المنازلة الكبرى، والتي تخللتها منازلات متفاوتة القوة والسِعة، في حقيقة أمرها هي تمترس السُنة والكُرد خلف شيعة السيد الصدر، واقصد السيد مقتدى الصدر، وهو تمترس مُتردد، غير واثق من موقفه من ناحية النتائج التي سيُفضي لها، ولهذا لم يكن موقفًا صريحًا محددًا نهائيًا، فالمغانم المرجوة وقضية المصير السياسي والديموغرافي تلعب دورًا نفسيًا في الإعلان عن الموقف، وعليه؛ ارتأى الكرد والسنة اللعب بالمخاتلة، وفي آخر حلقات الموقف رضخ الطرفان لإرادة الإطار، فالمسألة تتعلق بالصمود ووجود دولة، أي؛ الإطار كما الموقف الإيراني وحلفائه " حزب الله والحوثيين" تمكنوا من خلق تأريخ صمود وخلق جزء دولة متحالفة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما عجز الصدريون عن خلق تأريخ صمود ودولة، فالمواجهة مع الجيش الأمريكي أنتهت بتسليم السلاح مقابل المال، والفوز بثلاثة وسبعين مقعد أنتهى بإنسحاب السيد مقتدى وفشل تشكيل حكومة، أضف الى ذلك إحباط الانقلاب المسلح الصدري في المنطقة الخضراء، وهنا نكتشف سبب إصرار الإطار على التحالف مع ايران وموقف المقاومة.
لم يكن السيد الصدر موفقًا في التحالف مع السُنة المندحرون منذ اسقاط نظام صدام مرورًا بنكبة داعش وتدمير مدنهم والضعف المتزايد في قوتهم وتمزقهم الداخلي وعدم وجود قوة اقليمية أو دولية تحميهم، ولا مع الكُرد المحاطين بالخطر واحتمالات ضربهم بقوة مُدمرة أو غزو اراضيهم من تركيا أو إيران، وهم مختلفون تتوزع قوتهم بين أربيل والسليمانية، وليس من طرف أقليمي أو عالمي جاد في حمايتهم. بينما الإطار بأذرع مسلحة باطشة، وتحالف عسكري وعقائدي ونبوءاتي مع ايران.
يسعى الايرانيون بقوة وثبات وصبر لتهذيب وتشذيب وتعديل حركة وفكر الحليف الشيعي العراقي بما يتوافق مع نبوءة ظهور المهدي، ويدعو الايرانيون لثبات الموقف وخلوص التوجه والالتفات الى ضرورة الإستعداد للظهور، وهذا المسعى فيه من الصعوبة الكثير، وهو جهد شاق، ولكن ولاية الفقيه لن تتخلى عن تعديل وتنقية خندق المقاومة العسكرية والسياسية الشيعية العراقية.
ايران تنظر للسيد مقتدى الصدر كعدو عقائدي، وتراه الشرير الذي يريد بها وبالخط الشيعي القويم الشر والهزيمة، فهو عندها عدو خندق الحق ومحارب ضد الولاية والمتآمر على دولة الولي الفقيه ولاحقًا دولة الإمام المهدي، وبهذه الرؤية نتوقع من ايران الشروع بتوجيه ضربات عنيفة للصدر وشيعته، وقد تتطور الضربات الى حرب مقدسة مصيرية تندفع بها ايران وبقوة مفرطِة لإبادة الحركة الصدرية من منطلق أنها حركة بظاهر شيعي وباطن كافر..
لم يتمكن السيد مقتدى من خلق فترة صمود كما فعلت جبهة المقاومة العراقية، ولم يتمكن من خلق دولة تدين بدينه وما يعتقد كما فعل الولي الفقيه، وبعجزه عن صناعة الصمود وصناعة الدولة يكون هو الطرف الخاسر، فهل يدخل طرف اقليمي أو عالمي ليُغير ما يصعب تغييره؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث