الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرية الماركسية

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


النظرية الماركسية ليست كل ما قاله ماركس فقد عالج ماركس قضايا متعددة وبمستويات مختلفة عبر مراحل وأزمنة متنوعة ومختلفة حيث لم يتم تشكيل النظرية الماركسية دفعة واحدة بل نمت وتحددت عبر خبرة طويلة من المعرفة العلمية والفلسفة والممارسات النضالية والعملية ولذلك جاءت النظرية الماركسية الموضوعية متابعة لتطوره الفكري والموافق بالسياق الاجتماعي والتاريخي والثقافي الذي نشأ وعاش فيها وتأثر بها ماركس ولذلك تعكس النظرية الماركسية القراءة الوصفية للواقع الآني في عصره إلى التحديد العلمي والفلسفي والتوجيه العملي المستخلص من الواقع الموضوعي الذي يعتبر رؤيا شاملة وفاعلية في حركة الواقع في عصره وفي تغييره تغييراً جذرياً .. وهذا يعني أن النظرية الماركسية ذات طابع مستقبلي شامل للإنسانية باعتبارها نسقاً متجانساً ومترابطاً وموحداً من الأفكار التي تسعى لتفسير وحل جميع المشاكل الأساسية التي تعاني منها الإنسانية.
إن النظرية الماركسية تستند على أسس علمية ثابتة لأنها تستمد عناصرها ومعطياتها وقوانينها من العلمية الواقعية الملموسة للواقع الاقتصادي والاجتماعي والفكري الذي يقوم على الصراع والمتناقضات في المجتمع إضافة إلى ما تفرضه حتمية التاريخ وحركته وديناميكيته.
كما أن هذه النظرية تمتاز بطابع التغيير للواقع الموضوعي تغييراً جذرياً من أجل إقامة واقع مغاير يتخلص فيه الإنسان من الظلم والاضطهاد والاستغلال والفقر والجهل والمرض تتفجر فيه الإبداعيات الإنسانية المكمونة وتتوفر له الحرية الحقيقية.
إن المادية الجدلية والجدلية التاريخية هما توئمان نظريتان أساسيتان في الفلسفة الماركسية لا يمثلان مقدمات مجردة تفرضها على الواقع فرضاً أو تستخلص منها القوانين المتحكمة في هذه الوقائع المجردة وإنما تستخلص منها القوانين المتحكمة في دراسة الطبيعة والتاريخ والفكر لأن النظرية الماركسية هي منهج/ طريقة وكل نظرية يجب أن يكون لها منهج مستمد منها.
إن النظرية الماركسية ليست قوانين علمية مجردة أو فلسفة صرفة وإنما قوانينها العلمية وفلسفتها تتمحور وتتحكم في النماذج والأنساق مع الواقع الاجتماعي الموضوعي الفكري الصراعي فضلاً عن حتمية حركة التاريخ بشكل عام من أجل التغيير لذلك الواقع تغييراً جذرياً وإقامة المجتمع الجديد السعيد حينما يتخلص الإنسان من الظلم والاضطهاد والقهر والفقر والبطالة والجهل والأمية والمرض.
ديالكتيك للمفكر الشيوعي (غرامشي) عن الإنسان والواقع الموضوعي :
إذا كان صحيحاً لا يمكن فهم الإنسان إلا كإنسان محدد تاريخياً أي أنه عاش وتطور ضمن شروط معينة (في إطار اجتماعي محدد أو في مجموعة من العلاقات الاجتماعي المحددة) فهل يمكن فهم علم الاجتماع على أنه يقتصر على دراسة هذه الشروط والقوانين التي تحكم تطورها ؟ بينما لا يمكن استبعاد إرادة أو مبادرة الأفراد الذين يعيشون في المجتمع ... فإنه لا يمكن لهذا المفهوم إلا أن يكون خاطئاً لأننا حينما نأخذ بشكله (العلم) مثلاً .. أليس العلم نفسه (نشاطاً سياسياً) وتفكراً سياسياً من حيث أنه يقوم بتغيير الناس ويجعلهم مختلفين عما كانوا عليه سابقاً.
إن الأيديولوجية الفكرية مبدأ الحزب يجب أن لا يعتبر شيئاً مفروضاً على الأقل بشكل مصطنع وإنما هو شيء يتطور تاريخياً من خلال الصراع يتقدم ولا يتوقف.
إن على الحزب أن يجمع :
1) المبدأ من فعل الإنسان.
2) الطبيعة التاريخية لأعضائه.
3) الحركة التاريخية الحقيقية (من فعل التاريخ التي هي ديناميكية الثقافية الخاصة التي يعمل الحزب من خلالها).
إن العنصرين الأول (المبدأ) والثاني (الطبيعة التاريخية لأعضائه) يمكن السيطرة عليهما بالإرادة المشتركة عن طريق (الحزب).
أما العنصر الثالث (الحركة التاريخية الحقيقية) أي ديناميكية الثقافة الخاصة التي يعمل من خلالها الحزب فإنه يتصارع ويتفاعل باستمرار مع العنصرين (المبدأ والطبيعة التاريخية لأعضاء الحزب) ويسبب صراعاً نظرياً وعملياً لا يتوقف وإنما يفرز نتاجاً جديداً يرفع من خلاله جهاز الحزب إلى وعي جماعي أكثر ارتفاعاً وتقدماً وتطوراً في مستواه.

يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الشيف العالمي ماسيمو بوتورا: أحب الطعام في ال


.. مراسلة العربية: إسرائيل تستهدف مهندسا بوحدات الدفاع الجوي لح




.. صباح العربية | الثلاثاء 23 أبريل 2024


.. اندلاع حريق في مستودع بمستوطنة سديروت إثر شظايا صاروخ أطلق م




.. حادث جديد لـ-بوينغ-.. طائرة تضرر أحد إطاراتها خلال إقلاعها