الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمائر الميتة

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لا يوجد في جسم الإنسان عضو اسمه (الضمير) ولكن توجد مفردات لغوية ترمز إلى ضمير الإنسان وهذه الروادع من المفردات (الرادع الديني والرادع الاجتماعي والرادع الأخلاقي) جميعها يرمز عليها بالضمير وإذا كان الإنسان يتجرد من هذه الروادع يقال عنه صاحب الضمير الميت ويقول النبي محمد (ص) : يا ابن آدم إذا لم تستحي فافعل ما شئت.
وتحضرني الآن قصة ظريفة عن الضمير الميت الذي يحمله المسؤول فيتحول لديه الخير إلى شر والباطل يصبح عنده حق وتقوده نفسه الأنانية إلى ظلم الناس ليس بسبب ولكن روحه الشريرة الآمرة بالسوء ومن تلك النماذج ما نشاهده ونسمع به الآن من فصل وتسريح المئات من المحاضرين أصحاب العقود من أعمالهم مما تسبب في ضررين :
1) حرمان هذه الشريحة الكبيرة من رزقهم من أن يصبح عليهم توفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم ورموهم في مستنقع البطالة بينما أهملوا المليارات التي نهبتها حيتان الفساد الإداري.
2) خلق شحة وفراغ للمحاضرين إلى الطلبة ما يسبب خلل في معرفتهم ووعيهم الدراسي.
أما القصة فتقول : أن لدى أحد السلاطين (فرس) أصيلة ويعتز بها أصبحت حامل فقرر إرسالها إلى صديقه العزيز أحد أمراء المقاطعات لرعايتها والاهتمام بها حتى تولد الفرس ويعيدها إليه ... وقضت أيام وأشهر فطلب أحد الوزراء الذهاب إلى الصيد فسأله السلطان هل يكون طريقه على الإمارة التي توجد فيها الفرس ؟ فأجابه الوزير بالإيجاب وطلب منه السلطان مشاهدة الفرس وهل ولدت ؟.
فرحل الوزير وبعد انتهاء فترة الصيد وعند عودته ذهب إلى الإمارة لمشاهدة الفرس فاستقبله أمير تلك الإمارة بالترحاب وضيفه وطلب الوزير مشاهدة الفرس فذهب معه إلى مكان الفرس فوجده نظيفاً وجميلاً وفيه اثنان لخدمة الفرس التي كانت مع مولودها بأحسن صحة وحال وغادروا المكان وقال الوزير للأمير : ماذا تريدني أقول للسلطان عن صحة ورعاية الفرس ومولودها ؟ فقال الأمير للوزير : أنت وضميرك. وعند عودة الوزير إلى السلطنة استقبله السلطان وأول سؤاله كان عن الفرس ومولودها فتأفف الوزير بغضب وقال للسلطان : تألمت كثيراً لحالة وصحة الفرس ومولودها حيث أن عظام الفرس بارزة ولا تستطيع النهوض من الجوع والإهمال ومولدتها ساقطة على الأرض ... فغضب السلطان أشد الغضب وطلب من قائد الجيش تجهيز جيش كبير والذهاب إلى الإمارة وإبادة أهلها وقلع عيون الأمير وأن يأتي به مشياً على الأقدام مربوطاً بحبل في أحد الخيول وفعلاً ذهب قائد الجيش إلى الإمارة وفعل بأهلها والأمير ما أمره به السلطان .. وفي يوم عودة قائد الجيش ومعه الفرس ومولودها والأمير مربوط بحبل لأحد الخيول .. فخرج السلطان وحاشيته لاستقبال قائد الجيش وعندما اقترب منه القائد شاهد الأمير مربوط بحبل لأحد الخيول وشاهد الفرس فوجدها بصحة وحالة جيدة جداً وكذلك مولودتها ... فالتفت السلطان إلى الوزير وقال له تعال يا ظالم نحن نشاهد الفرس ومولودتها بعكس ما قلته لي فقال الوزير : سيدي السلطان عند مغادرتي الإمارة قلت للأمير ماذا أقول للسلطان عن الفرس ومولودها فقال لي الأمير أنت وضميرك ... وأنا قلت لك وضميري، فأمر السلطان بقطع رأس الوزير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان