الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب والجفاف العاطفي

ماجد ايوب القيسي

2022 / 9 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


الشباب والجفاف العاطفي:
تعاني أكثر المجتمعات اليوم من التنافس المادي بجمع المال والزينة الذي شغل أكثر الآباء والأمهات،
ويعاني أكثر الشباب من الجفاف الروحي والوجداني، وضعف الطموح، ومجهولية المستقبل.
فوجدوا في الانترنت طريق الخلاص..
وشاعت العلاقات المشبوهة بين الشباب باسم الحب ..
وغالبا ما تصل لفتح الكاميرات والحوار على المكشوف.
في غرف أبوابها مغلقة..
وفي غفلة الأهل وبعيدا عن أعينهم وحرصهم ومسؤوليتهم..
وقد تجر تلك الحوارات المشحونة بالعواطف الى خلع ذاك الثوب أو القميص
وربما التعري...
فتستدرج البنت بحسن ظنها وفي اعتقادها أنها أمام زوج المستقبل وانها تبني أسرة المستقبل
وفي الجانب الآخر من الاتصال الفديوي شاب مشحون العواطف لم يجد حلا لتعثر مسيرة حياته غير هذا السبيل.
يحاول ايجاد سبيل للسعادة وتحقيق الذات ..
فيعمل على تلبية رغبات شهوته الجامحة مع من أحسنت به الظن،
يقضي معها ساعات الليل الذي لا أمل بصبح مشرق خلفه.
نسي النوم فيه واصبح مجاله النهار بكل ما يحمله من ارهاق وتعب جسمي وتوتر عصبي.
يعمل بعضهم على تصوير من تحاوره بأوضاع مبتذلة وراء الأبواب المغلقة.
ليحمل سلاحا قذرا يهددها به متى شاء.
فاذا ترددت يوما بتحقيق رغباته، وطلباته ،
هددها بتلك الصور العارية أو شبه العارية،
وفي أوضاع لا تستطيع أن تطلع عليها أبا ولا أخا ولا أم .
وربما جرت الى ويلات ومصائب وفضائح
تلك النفوس الخاوية اسيرة لمكر الماكرين وحقد الحاقدين..
الذين جففوا منابع الطموح والأمل والعمل والتقدم فيها..
وتركوها فريسة الانترنت ومساوئه التي لاتعد.
وهي ضحية الأهل الذين قدموا الانترنت والموبايل بلا تربية ولا حصانة ،
ولا مراقبة ولا أدنى معرفة بأغراض استخدامه،
وربما لم يسأل أحدهم ماذا يرى أبنائي وبناتي بهواتهم؟
أمر جلل، وناقوس خطر، وصافرة انذار يقرعها ديننا، ومسؤوليتنا أمام أبنائنا وبناتنا ،
وخوفنا عليهم وحرصنا على سلامتهم ومستقبلهم.
هل تقربنا من أولادنا وبناتنا ؟
وأحسنا التعامل معهم، وأحسنا صحبتهم؟
وحاولنا تغذية مشاعرهم بالقرب والطيب وتحقيق رغباتهم المشروعة؟
وهل أحست الأم بمسؤوليتها ، وجلست مع بناتها لتعلمهن كيف تبنى الأسرة؟
وتحذرها من لصوص المشاعر على الانترنت؟
وتعلمها العفة والقيم وتخوفها فضيحة السقوط بأيدي أولئك اللصوص ؟
الذين قد يدمروا حياتها ومستقبلها، ويجعلوها لعبة تلوكها الألسن،
ويتمتع بسردها اهل السمر التائهون الضالون.
علينا أن ننتبه...وعلينا أن نفقه ..
أن قلوب الشباب وأرواحهم متعبة من قلة الطموح ..
وجفاف الحياة العاطفي، والخور الوجداني..
وهي بحاجة لتغذيتها بطيب التعامل،
وحسن الصحبة، وتقوية عزيمتها ، وجبر خواطرها ،
هي بحاجة الى روح تغذيها وفكر يسليها، ومشاعر ترقيها،
تنبأها بكلمات الله التي تطمئن بها القلوب، وتسعد بها الأرواح،
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
تنبئها بروعة الايمان، وما فيه من لطف وحنان وقرب وسعادة.
تنيئها بقرب الرحمن وحبه للإنسان،
فتملأ فراغ القلوب والأرواح الذي يتسلل منه لصوص الانترنت،
هي بحاجة الى قرب الأم والأب والأخ والأخت والصديق المخلص الحميم،
بعد أن عانت كثيرا من الاهمال والبعد واغفال المشاعر .
بعد أن شبعت من الاهتمام بالمأكل والملبس والمسكن ،
وعانت كثيرا من اهمال متطلبات المرحلة العمرية ،
وحاجاتها النفسية والوجدانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون