الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حضرة شيخ النقاد العلامة علي جواد الطاهر, الغائب جسدا والحاضر عطاء.. الحلقة الأولى, مقدمة الورقة البحثية, نطاقها ومفرداتها

هيثم الحلي الحسيني

2022 / 9 / 14
سيرة ذاتية


بعد أكثر من ربع قرن على رحيله, لا زال شيخ النقاد وعميد الأدباء, الغائب جسدا والحاضر علما متدفقا, العلامة الأستاذ الدكتور علي جواد الطاهر, مستمرعطاء وإبداعا, وكانه لازال حاضرا بيننا, إذ خرجت له وعنه في هذا العام فقط, ثلاثة إصدارات رصينة وقيمة, فضلا عن العشرات من أوراق البحث والمقالات التوثيقية والدراسات المعمقة, تجعلنا نقف إزاءهذه الشخصية والقامة الرفيعة, لنحاول كتابة ورقة إستقصائية, ربما تعرّف بقامته العلمية الأدبية, للجيل الناشئ, لأن المعرّف لا يعرّف.
ستقارب هذه الورقة, إضاءة وإستذكارا, السيرة العطرة, لشيخنا العلامة, الأستاذ الدكتور علي جواد الطاهر, وستضيئ على قامته العلمية الأدبية الفكرية والمعرفية, وعطائه الثقافي, ومآثر فكره على الباحثين والدّارسين, بوصفه عالما نحريرا وأديباً لامعا, ومثقفاً بارزا, وباحثاً نشيطاً رصينا ومميزا, وقيمةً ثقافيةً عراقية وعربيةً، سطّرت صفحات مشرقة في التاريخ العلمي والثّقافي العربي.
وقد حاولت هذه الورقة, أن تكون ربما جامعة, للدراسة في مجمل المجالات العلمية الأكاديمية, ومسارات البحث الأدبي, والفكر النقدي, وفقه اللغة والكتابة بسائر أصنافها, وسواها من سقوف الإبداع والعطاء, التي أحاط بها شيخنا العلامة, على مدى أكثر من نصف قرن من حياته المعطاء.
والحال ستحاول الورقة الإحاطة في أقل صورها, بشريحة شخصية شيخنا العلامة الطاهر, ومتابعة وتوثيق, ما كتب عنها من قبل المحيطين بقامته, والمهتمين والمريدين, وطلابه والدارسين عليه, في مختلف جوانبها, وسائر حقول العطاء التي أبدع فيها, والتي لا تنضب حتى الساعة, في أبواب الأدب وأغراضه المختلفة.
وستشرع الورقة بموضوعها, في تقديم مجموعة من الشرائح "بروفايلات" لشخصية العلامة, في مقاربة تشمل المنهج النقلي, في قراءة وإستقراء ما تيسر من الكتب والدراسات التي صدرت عنه, وقبلها ما أنجزه الفقيد, في سائر موروثه وتراثه العلمي, ونتاجاته الرصينة والخالدة, ولا تستثني الورقة ما علق في ذاكرة كاتبها, من خلال اللقاء أو الحوار الشخصي مع قامة الشيخ, التي جاد بها الزمن.
وبالتأكيد فإن هكذا مهمة متشعبة, لا يمكن أن تفي بغايتها الكبيرة مثل هذه الورقة, بل سيكون سقفها وأقصى هدفها وغاياتها, هو التعريف بصاحب المقام, للجيل الناشئ, وتلمس جوانب عطائه, في الإضاءة ضمن الممكن, لسيرته العطرة المعطاء, وما يمثله مقاما وقامة وموقعا, في ساحة الأدب العربي, وفضاءات الثقافة العربية عموما.
وقبل ذلك الدور الأكاديمي الكبير, لمشروعه الواعد, والذي مازال متصاعدا ومتدفقا, في الفكر والثقافة العراقية, ومناهجها الأدبية, وفي فنون الكتابة والتأليف والتصنيف, فربما لا تجوز مقاربة هذه الشخصية المهمة, أدبا وفكرا, وهذا الحرم العلمي الأكاديمي, وهذا الصرح والمقام الفكري الرفيع, لغير المتخصصين حصرا في الأدب وشؤونه, وهذا ما جعل التردد, يجتاح الولوج في كتابة الورقة كثيرا.
وقد يقال أن كاتب الورقة, قد تجاوز قدره في هذه المغامرة, في الكتابة عن هذه القامة الأدبية الكبيرة, والثقافية والفكرية الملهمة, صاحبة المقام والريادة والعمادة والمشيخة, في أغراض الكتابة وفروع الأدب وفنونه, من غير تخصص أكاديمي أدبي دقيق, يؤهل صاحب القلم, لمقاربة هذا المقام الأدبي الرفيع.
ولكن ربما تشفع لكاتب الورقة, عوامل أخرى, ترفع تأهله لهذه المهمة السامية, وفي مقدمتها, بيت أمير الشعراء شوقي, "بيد أن لي إنتسابا", فلكاتب السطور الشرف, إن صاحب المقام خاله, والخال والد كما يقال, فتكون عاملا رافعا, من خلال التعرف عن قرب, بل بعمق, بالجوانب العاطفية والإنسانية والعائلية, التي ربما تساعد في إستشراف جوانب الشخصية, بما تتعذر عن الأخر أو الغير.
ومن جانب أخر, فثمة عوامل أخرى, رافعة شافعة لتأهل كاتب السطور للمهمة, فضلا عن التشرف بلقاءات عديدة, ومعها الكثير من الحوارات, والإستماع للرأي والحديث المتبسط والنصيحة, بل المنع عن القرار الخاطئ بحدة وشدة أبوية, وجميعها تعكس الفكر والمبادئ, بما لم تتمكن منها قاعات الدرس الأكاديمي, أو حتى صفحات البحوث والدراسات, والمقالات المختلفة, ومتون أوراق النقد, في المجالات النظرية والتطبيقية.
والعامل الرافع الأحر, هو تخصص كاتب الورقة, في الدراسات الإستراتيجية العليا, الذي يلامس مختلف الموضوعات الإنسانية والفكرية والمنهجية, من خلال شموليته لحقول السياسة والإقتصاد والإجتماع والدفاع, والدراسات المعمقة فيها, مع مؤهلات جامعية عليا في التأريخ العسكري وهندسة الحرب الأكترونية.
فضلا عن علوم مناهج البحث التي درسها كاتب السطور, وكتب من خلالها أطروحته للدكتوراة, بل صار متخصصا فيها, وكتب مجموعة دراسات فيها, وأصدر كتابا في مجال منهجيات البحث ومناهجه, وجميعها إبتداء من خلال التعمق في قراءة كتاب العلامة, الموسوم بمناهج البحث الأدبي, ثم جرى التوسع في مجالاتها, بفضل ذلك الكتاب القيم والرصين.
ولابد ذكره هنا, أن كاتب الورقة, كان قد قرر ترك الدراسات العليا, لمرحلة الدكتوراة, في منتصف الطريق النظري, بعد أن راودته فكرة عدم جدواها, أو الصعوبة في تعادلها, لحداثة التخصص, ومحدودية تداوله في التعليم العالي العراقي, فكان للموقف الصارم والقاطع, للخال العلامة, عندما أبلغه بأنه ليس بحاجة للتوظيف ليفكر بالمعادلة من هذا الوقت, بل شهادة الدكتوراة, ستزيد الشخص علما ومعرفة, وجانة إعتبارية كائنة, وهي مجال أكاديمي للبحث والدراسة, وفتح آفاق معرفية واسعة, قبل كونها وثيقة للتخرج الجامعي.
ويضيف الأستاذ العلامة في توجيهه, أن الشهادة العليا, فضلا عن الجنبة الإعتبارية, وخاصة للمهتم بالبحث والدرس والكتابة, فهي للمشتغل بالوظيفة العامة, والمجال الأكاديمي, بمثابة رافعة مهمة لتأهيله ورفع سقف كفاءته في موقعه, وأفاق تطوره وتقدمه, أما التعادل العلمي للشهادة, فهو تحصيل حاصل بعد تخرج دفعات من الطلبة, وممارستهم العمل الأكاديمي, مما سيكون للمؤسسة العلمية موقع معترف به حتما, وهناك الكثير من الأمثلة.
فكان كما تنبأ الخال العلامة, فله الشكر والمنة, بما نصح وأشار, بل أمر بما يطاع, فمن يومها عاود كاتب الورقة الإشتغال بدراسة الدكتوراة, وكما جرى توجيهه من قبل خاله الشيخ العلامة, فنشرت له دراسات وبحوث معمقة, ومنها ما نشر بكتب ورقية أو ألكترونية, عرفت في المستوى العربي والمحلي, خاصة في جوانب منهجيات البحث العلمي, وطرائق الكتابة, والإعلام والرأي العام, والحرب الألكترونية, والتأريخ العسكري والسياسي, والكثير من موضوعات الدراسات الإستراتيجية.
وذلك كله بفضل مشورة الخال العلامة, فله الفضل بعد الله سبحانه, من خلال نصحه وتوجيهه بل أمره المطاع, وكان هذا هو أخر لقاء في بيته العامر, بعد عيادته أسريا بمرضه الأخير, وتردي صحته, رحمه الله.
وقد جرت المحاولة لإقتصار حجم الورقة ما أمكن, لكن ذلك أظهر إحتمال الإخلال في غايتها ونطاقها, فجرى التوقف عندها, وتجزئة الورقة الى ثلاث أو أربع حلقات, كي لا تكون عبءا على المتلقي بإطالتها, إذ وسمت الورقة, في حضرة شيخ النقاد العلامة علي جواد الطاهر, الغائب جسدا والحاضر عطاء.
فستكون هذه الحلقة هي الأولى, التي قدمت تعريفا بالورقة, وحلقاتها ونطاق الدراسة فبها, وقاربت شخصيية شيخنا العلامة, تعريفا وتقديما, من خلال معطيات في الجوانب المختلفة من شخصيته, وموقعه في ساحات الأدب والثقافة.
وستنصرف الحلقة الثانية, الى مقاربة شخصية الشيخ العلامة, من خلال نشأته وأسرته, والتعمق في النشأة في التعريف بنسب الأسرة, وإنتمائها المجتمعي والمكاني, الذي ترك ظلاله في شخصية أديبنا الكبير, مما جعل التفصيل في الكتابة عنها مطلوبا, وستنصرف الحلقة كذلك, الى إضاءة المحطات المختلفة, من حياته العلمية المعطاء.
بينما ستقترب الحلقة الثالثة من الورقة, الى التعريف بالمنجز الأدبي والفكري والعلمي والأكاديمي, لشيخنا العلامة, وستقدم عرضا لتراثه وأنشطته, في مجمل مجالات الإبداع, كما ستضئ على المشروع الثقافي والفكري, الذي بدأه شيخنا أواسط الخمسينات, ولا يزال حيا متدفقا, من خلال تواتر إصداراته وكتاباته, حتى بعد رحيله جسدا, فضلا عن تواصل المشروع, من خلال تلامذته ومريديه, وذلك كله من خلال الإحاطة بأقل صورها, وبما يسمح به المقام والمقال.
أما الحلقات الأخرى, فستنصرف الى قراءة وعرض تحليلي, في كتابي العلامة الفقيد الأخيرين, الباب الواسع, فصول غير ذاتية, عن سيرة ذاتية, وهي مجموعة منتقاة من المقالات, قال عنها أنها لا تسع الباب الضيق مضمونا وغرضا ومادة, في إشارة الى كتابه السابق الموسوم بالباب الضيق, وهو فصول ذاتية, في سيرة غير ذاتية.
والكتاب الثاني, الذي سيجري عرضه التحليلي وقراءته, هو سغب العواطف, من جمع وتقديم وتحرير الدكتورة لقاء موسى الساعدي, عن رسائله الى زوجته وزملاء مسيرته, وهما أخر إصدارات شيخنا العلامة, التي صدرت بعد ربع قرن من رحيله جسدا, وهي تثبت أن يراعه لم ينضب بعد, وسيستمر بالعطاء.
بل إجتمعت مؤخرا أربعة أجيال, من زملاء العلامة وتلامذته, لتكتب دراسات معمقة, حول العلامة, في مختلف جوانب شخصيته وإبداعه, وصدرت في كتاب ثالث, موسوم علي جواد الطاهر, دراسات وإستذكارات, وعليه فإن الدراسة والعرض لكتابيه الأخيرين, سيقولان أن المسيرة الإبداعية للراحل الكبير جسدا, والحاضر عطاء وفكرا نيرا, هي مستمرة ومتواصلة, وستعبر لأجيال أخرى.
لقد أفنى شيخنا العلامة عمره المعطاء, في خدمة الحركة الأدبيّة والعلميّة والثقافيّة العراقية والعربيّة, وحتى العالمية, فكان لنبأ رحيله قبل أكثر من ربع قرن, وقعا صادما وصدى اليما, إذ ترك فقده فراغا كبيرا في الساحة الأدبية والفكرية والثقافية, لكن عزاء المجتمع الأدبي, أن شيخنا العلامة قد رحل جسداً، لكنه ظل حاضرا عطاء, فقد ترك وراءه إرثاً كبيراً، وبقيت آثاره ورصيد عطائه وفكره وأفكاره, مميزةً وخالدةً وحيّةً.
بل لازالت أعماله القيمة تصدر تباعا, كما كان في حضوره, غزير النتاج وجيده, فضلا عن تواصل الدراسات والبحوث والإصدارات والندوات, التي تنجز في جوانب من سيرته ومنجزه, ولا أقل من ندوات ومناسبات التكريم التي يحضى بها, والتي تتفاخربها المؤسسات الثقافية, وهكذا يتواصل مشروعه الفكري والثقافي, الذي بدأه وبشرّ به في منتصف القرن الماضي, دون توقف, وزعما أن هذه الورقة الدراسية, ربما تكون إضافة متواضعة, لهذا الحشد الموسوعي.
وقد ولد شيخنا العلامة في مدينة الحلة, في بابل العراق, في العام 1919، لكنها موثقة رسميا في العام 1922, وقد درس في مدارسها، الإبتدائية والثانوية, ثم في دار المعلمين العالية، جامعة بغداد, التي عرفت لاحقا بكلية التربية, لينال منها على شهادة البكلوريوس في اللغة العربية وأدابها, مارس بعدها التعليم الثانوي لسنتين, بتدريس اللغة العربية, ثم يلتحق بعدها في جامعة الملك فؤاد, القاهرة لاحقا, ليحصل منها على شهادة الليسانس, بنفس التخصص, ومن فرنسا نال شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، في الأدبين العربي والفرنسي.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي, شرع شيخنا الأديب العلامة, بتأسيس مشروعه الثقافي، ترجمة، تأليفا، تنظيرا وتطبيقا, حتى بلغ شأنا رفيعا في الأدب العراقي العربي, ولقب بشيخ النقاد, بلا منازع وباستحقاق كبير, لأنه المؤسس الرائد, لمدرسة النقد العربي, في العراق خاصة.
وقد نافت كتبه المؤلفة بقلمه على الأربعين كتابا, بل قاربت الخمسين, وهي لا تزال تترى الى يومنا هذا, وهو في ذلك واحد من كبار المؤلفين المبدعين في الوطن العربي, شأنه شأن طه حسين وعباس محمود العقاد, بل يفوق عليهم بموسوعيته, وغزارة نتاجه, وتنوع مؤلفاته, واتساع منجزه بين البحث الأكاديمي المعمق, والمقالة بمختلف أشكالها.
وقد أوقف الكثير من وقته وعطائه للكتابة المقالية, حتى تنوعت من الأدبية الى النقدية الى النثرية, التي تماهي قصيدة النثر عند الشاعر حسين مردان, الى المقالة الثقافية, الى المقالة التعريفية, حتى عرف بالكاتب الناقد والأديب الباحث المقالي, الذي تتسابق كبريات الدوريات والمجلات والصحف, لنشر كتاباته, والتي يتلقفها ويبحث عنها المتلقون والقراء, فضلا عن المتخصصين والأساتذة, في الثقافة والإعلام والأدب العربي.
فيكتب بحوثه ودراساته, للنخبة والصفوة الأدبية والأكاديمية, كما يكتب المقالة للقراء والمتابعين, بل يحرص على دوام التواصل بساحتهم, لأنه يرى أن الأدب والثقافة والفكر, ليست حكرا على النخب والصفوة.
فضلا عن تميزه في البحث في حقول التراث الأدبي, والتصنيف في كتب التراث العلمي العربي, والتحقيق فيها, وهو ما عرف به حتى في دراسته الجامعية العليا, ورسالته وأطروحته الأكاديمية فيها, لكنه أيضا الموسوعي, وهو الكاتب في الدراسات الثقافية, التي نشر فيها مؤلفات تعد باكورة الكتابة في الدراسات الثقافية, بل قبل أن ينتشر هذا المفهوم الأدبي والمعرفي, في الساحة الفكرية.
إذ يحار ذوو الشأن بأي المفردات توصيفه, فكل تلميذ ودارس ومريد, وكل باحث أو أستاذ أكاديمي, من جيله أو من تلامذته, ينظر له من الزاوية الفكرية التي نهل فيها من شيخه العلامة, حتى صارت الكتابة والدراسات عنه, بحرا وبيئة خصبة, للباحثين والدارسين, وكل منهم في شأن, لأنها ملأت المجتمع العلمي الأدبي, وشغلت الإصدارات فيه.
فأستاذ العربية يكتب بحثه عن العلامة الطاهر لغويا, والآخرالمتخصص بالنقد الأدبي, يكتب عن العلامة الطاهر ناقدا, والآخر عن العلامة الطاهر مقاليا, والآخر عن العلامة الطاهر باحثا, والآخر عن العلامة الطاهر استاذا وأكاديميا, وآخر عن العلامة الطاهر مؤلفا, والآخر عن الطاهر محققا وباحثا في التراث العلمي, والآخر عن علامتنا مترجما, بل صدر كتابا كبيرا موسوما بالصرح الترجمي للدكتور الطاهر.
ولا تنتهي الإصدارات والكتب, فضلا عن الدراسات والبحوث أو الأوراق البحثية, التي تدرس وتبحث, بل تنبش في جوانب من تراثه وإبداعه, حتى يومنا هذا, ويكتب فيها المتخصصون, وجميعهم يقفون منه, وقفة التلميذ المتعلم من أستاذه, فهو الأستاذ الأكاديمي, الذي بات كل تدريسي أو باحث, يعد الكتابة عنه والبحث في سيرته أو منجزه الفكري والمعرفي, فرصة له ليتناول موضوعات رصينة, ومحاور بحثية لم يسبق الكتابة فيها, وبهذا ستكون نافذة له, في البحث والتأليف الناجح.
حتى بعد ربع قرن من رحيله جسدا, وكونه حاضر فينا قامة وعلما شامخا, فيتشارك مجموعة من الأكاديميين والأدباء والباحثين, من أجيال مختلفة, بينهم من عاصر شيخنا زميلا, أو سمع له في قاعات الدرس والمحاضرة, أو حتى في حديقة بيته, الذي كان عامرا بالصفوة والنخبة, فضلا عن الطلبة الدارسين عليه والإعلاميين, ليصدر عنهم كتابا قيما, جرى وسمه علي جواد الطاهر, دراسات وإستذكارات.
وقد تناول كل من المشاركين, الأستاذ العلامة من زاويته وتخصصه ومجال إهتماماته, فخرج الكتاب منوعا وجامعا, لكن كلا منهم قد وعد بالتكملة, وإستكمال بحثه ودراسته, وجمعها بإصدار عتيد ومستقل, لأن معين شيخنا وعطاءه لا ينضب, ولا يمكن أن يستوعب تراثه وموروثه, بين دفتي كتاب.
دهيثم الحلي الحسيني, باحث في الدراسات الإستراتيجية, ومتخصص في التراث العلمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع