الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن واقعة التعليق بين صحابة الفيسبوك

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 9 / 15
حقوق الانسان


"التعليق"على شيءٍ ما، أيَّ شيء.. في تفاصيل الحياة العاديّة، كما هو الحال هنا في"الفيسبوك..
فن.. وذوق .. وأخلاق.
غير أنّنا، جميعاً، قد تعوّدنا على وجود"الشرطي" دائماً، حولنا، وفي داخلنا.. وهو أيضاً(كشُرطيّ، وبحكم الدور والوظيفة)، قد تعوّد على العيش، والإعتياش، على"خِلافاتنا" التي لا تنتهي، وعلى كُلّ "عُقدةٍ" نفسيّةٍ تعيسةٍ كامنةٍ فينا.. وهذا "الشُرطيّ" هو ذاتهُ الذي يمنعنا من أن نقول شيئاً، أو نكتبَ شيئاً، حتّى لو كان لأنفسنا، لنعيشَ ما تبقّى لنا من الوقت، بشيءٍ من الرضا، وشيءٍ من الإحترام لقناعاتنا الذاتيّة، في حياتنا السخيفة والبائسة هذه.
لذا.. فعندما يغيبُ هذا"الشُرطيّ"، تظهرُ كلّ عيوبنا، و وقاحاتنا، وقلّةُ ذوقنا، وأنعدامُ "أخلاقنا".. سواءَ أكان ذلكَ في الشارع، أو البيت، أو في هواء"الفيسبوك"غيرِ الطَلِق.
إنّ الذينَ تعوّدوا على إذلالِ"الشرطيّ" لهم، والقبولِ به طيلة حياتهم، وأعتمَدوا التعايشِ الدائمِ مع هذا "الإذلال"، كمنهجٍ في العيشِ والتفكيرِ والعمل.. يدفعونكَ دفعاً إلى أن تكونَ "شُرطيّاً" بدورك.. "شُرطيّا" بلا فن، ولا ذوق، ولا أخلاق، ولا عقل.. مثلهم تماماً.
عزيزي "الفيسبوكي"– الثائر- العقلاني- المُتهوِّر- الأصولي- الحداثوي- العلماني-الإسلاموي.
لا تُعلِق على شيءٍ أو أحد، إذا لم تكن لديكَ "فرامل" تضبطُ إيقاع أصابعكَ على "الكيبورد".
لا تُعلِّق إذا كنتَ "شُرطيّا".. أو إذا كنتَ راغبا في تقمُّصِ دور"الشُرطي".
لا تقرأ لأحد، ولا تتصفّح حساب أحد.
وإذا لم يعجبكَ شكل، ومظهر، ونوع ملابس، ورأي، وموقف "أحدهم".. "إضربهُ بلوك"، و"أخلص منه"، ودعهُ "يخلُصُ منكَ" هو أيضاً، بسلامٍ و وئام.
أو .. إقرأ، وتصفّح، بشرط أن تكونَ قادِراً على كظمِ غيضك، وتمتّع بالقيادة..
وكفى اللهُ المؤمنينَ شَرَّ القتال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط