الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم (ألاخر أنا) مرآة مشوشة للكشف عن الذات بطابع سريالي

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2022 / 9 / 15
الادب والفن


فيلم (الآخرأنا) مرآة مشوشة للكشف عن الذات بطابع سريالي
"The Other Me"
هذه الدراما باللغة الإنجليزية التي تم تصويرها في تبليسي ، هي التجربة الأخراجية الأولى للكاتبة والمخرجة والمنتجة الجورجية "جيجا أغلادزي " ، وهي أيضاً موسيقية ووثائقية ومديرة إقليمية لمؤسسة ديفيد لينش في القوقاز. ومع ذلك، ليس لأي من هذه الأشياء أي تأثير واضح على فيلمها الإخراجي الأول أو له معنى كبير - باستثناء أن لينش كان اسمه كمنتج تنفيذي بارز .
يبدأ الفيلم في مشهد الذي تبرز رغبة بطل الحكاية (إيراكي) في الموت من خلال السياقة بجنون على الطريق وفي الليل بينما تصرخ زوجته الراكبه معه والمرعوبة : أبطأ "القيادة! أنت مجنون!" . أما نتيجة هذا الحادث نكتشفه بعد فترة فصيرة حين يذهب بطل الرواية في اليوم التالي ستورجيس ( إيراكلي) الى المستشفى ويتم تشخيصه من قبل طبيب على أنه على حافة العمى وفي طريقه لفقدان البصر بسبب مرض غير معروف ولايوجد علاج له. هذا يزيد فقط من حدة الخلاف مع زوجته نوتسا (أنتونيا كامبل هيوز). أيراكي (يلعب دوره بحماس جيم ستورجيس) ، وهو مهندس معماري / نادل خارج العمل. يعاني أزمة منتصف العمر المبكرة بسبب زواجه الفاشل من نوتسا (أنتونيا كامبل هيوز) والأخبار المؤسفة بأنه يعاني من حالة ستجعله أعمى قريبا ، يبدأ إيراكلي يعاني من الهلوسة – رؤى بالأبيض والأسود ويظهر فيها الناس في أقنعة ووجوههم مغطاة بالشاش، وتصبح اللوحات في معرض يزوره متحركة – وتصبح أكثر إثارة للغضب. لديه أيضا ذكريات الماضي عن طفولته ، ولعب دوره الطفل " بيلي بارات" الذي يتعرض للتخويف من قبل زملائه في الفصل بسبب ميوله الفنية ولعنته من قبل والده (جوردي مولا) بسبب افتقاره إلى الرجولة.يحب إيراكلي في زيارة المتاحف والمعارض الفنية مع أفضل صديق له وهو جيورجي (مايكل سوشا) .
كان على الدوام يتجادل ويتشاجرمع زوجته وتلك المشاحنات تجعله يتخبط في الحزن ، بعد أحد هذه المشاحنات مع زوجته يترك السيارة ويستقل حافلة ، ينام على متن حافلة ويستيقظ عند نقطة نهاية مسارها في محطتها الاخيرة وعند الغابة ، وعند تجواله في الغابة يلتقي بشخص غريب (روجر أشتون غريفيث) الذي يقدم بعض الكلمات الحكيمة التي تنذر بالايهام والغموض"إذا أغمضت عينيك ، يمكنك أن تكون في أي مكان". لكن المشي في الغابة يقود ( جيم ستورجيس) الذي سيصبح أعمى قريبا إلى باب شقراء جميلة (أندريا بيجيتش)." أنه لقاء يشبه الحلم تقريبا بامرأة غامضة مغرية (أندريا بيجيتش) التي تعيش بمفردها في كابينة في الغابة. أخبرت إيراكي أنه ليس لديها اسم ، مما يترك الجمهور يخمن ما إذا كنا في قصة حب أو قصة خرافية من ضمن هلوسات إيراكي، ويقول لها ، "أنا نادل ، لكن شغفي حقا هو الهندسة المعمارية". وتقول إنها تؤمن بموهبته. وبعد ذلك يتأمل ، "أنا لا أعرف حتى اسمك". "ليس لدي اسم" ، دعنا لا نسمي كلانا شيئا. وهذه أفضل طريقة ". أجابتها بشكل مبهم من شأنه أن يلهم الرهبة والغموض . أما زوجته التي تعوض غياب الزوج في الانغماس في العمل مديرة منزل لدار السفيرة الامريكية وهي الاخرى تعاني من اهمال زوجها وفقدان العاطفة بينها وبين زوجها . هناك ذكريات الماضي لطفولته الريفية ، عندما يتعرض للتخويف من قبل والده (جوردي مولا) وأقرانه الطلاب ويواجه تقريعا ولوما من والدة القاسي بعدم الرد على الصبيان المشاكسين عند تنمرهم واعتداء عليه ،على العكس من والدته الطيبة والحنونة التي تدافع عنه . من المفترض أن نرى شخصية ستورجيس كفنان عظيم لكننا لا نرى أي صورة من فنه أبدا .
"ألآخرأنا " هو نوع من الأفلام الذي يمكن تفسيرها بطرق مختلفة كقصة زوجين أو كدراما حلم ، ويمكن تفسيرها كاستعارة متحولة جنسيا ، لأن المراة الشقراء الغامضة التي يلتقي بها إيراكلي ويعشقها هي الوجه الأخر من صورة الفنان وروحه الشفافة والمرهفة. من الواضح أن الفيلم لا يحدث في عالم مشابه جدا لعالمنا. إنه يفرض نغمة سريالية إلى حد ما ، في الواقع، لا ينبغي أن يكون مفاجئا أن يظهر اسم المخرج العظيم ديفيد لينش في المنتج التنفيذي في التايتل الافتتاحي للفيلم ولا تخفي المخرجة وكاتبة السيناريو "جيجا أغلادزي " من إظهار تأثيراته ، و خاصة بعد محاولة المخرجة تطوير السرد للفيلم بشكل أفضل . لكن المشاهد سوف يكتشف بعدا جديدا عندما يلتقي ب " روحه الأخرى" في ذات المرأة التي تلعبها ( أندريا بيتجيش) ، هناك سبب يجعل علاقتهما لا تصبح أبدا جنسية أو حتى رومانسية: فهما وجهان لعملة واحدة ، أو هويتان يجب أن تتلاقى معا في النهاية. من ناحية أخرى ، يمكن فهم الفيلم على أنه انعكاس للفن ، ويصبح تناص عندما تزور الشخصيات معرضاً فنياً ، وتعلق على أنه يمكن الإعجاب باللوحة بشكل يمتزج الخيال مع الواقع ، أو كما لو كانت عالما في حد ذاته ، عميقا ومليئا بالطبقات.
تم تصوير فيلم " ألاخر أنا "في عام 2019 في تبليسي مع طاقم بريطاني إلى حد كبير ، ويضم الممثل جيم ستورجيس كرجل يكون عماه المفاجئ في بعض الأحيان حرفيا ، وأحيانا مجازيا وأحيانا كليهما. تمزج المخرجة بين عناصر العالم الحقيقي والخيال على قدم المساواة . هذا هو أحد أعراض الفيلم الذي يأخذ المسار الأكثر غموضاً نحو نقطة نهائية تشعر بأنها غير مرتبطة بمعظم ما حدث من قبل. يكافح طاقم العمل العمل في تعتيم صورة واضحة عن المشاهد ذات المنطق الواقعي أو العاطفي القليل وتكثيف العناصر "السريالية" في محاولة غير ملهمة من الناحية المفاهيمية والجمالية .
لا تهتم أغلادزي بتقديم تفسيرات منطقية أو تطوير شخصيات تتصرف مثل البشر العاديين. ما يهتم به هو تطوير عالم لا يبدو فيه أن أحدا يهتم بأن المرأة تفتقر إلى اسم ، أو حيث تكون الشخصية الوحيدة التي تتمتع بروح الدعابة هي شخصية أفضل صديق ، أضف إلى ذلك سلسلة من ذكريات الماضي - مع "جوردي مولا " الذي يلعب دور والد إيراكلي - ولوحة فنية معروضة في متحف تصبح مهمة للغاية في النهاية لتداخل الخيال مع الواقع، وسرعان ما يصبح الفيلم وسرديته للحكاية تجربة حسية أكثر من التجربة الفكرية ، وهو أمر أكثر منطقية إذا تم النظر إليه مجازياً . وبالتالي ، ينتهي الفيلم إلى أن يكون واحدا من اكتشاف الذات ، حيث يستخدم البطل حالته الجديدة وتصوره الجديد للعالم لمعرفة من هو بالضبط ، وتلعب الممثلةالاسترالية ( البوسنية الاصل) " أندريابيجيتش" دورها كشخصية غامضة والتي يمكن أن تكون حقيقية أم من وحي خيال البطل الذي تجسدت روحه الحرة والهائمة في هذه الانثى ." الآخر أنا" ليس فيلما مثاليا ، بعيدا عن ذلك. الحبكة الفرعية التي تنطوي على علاقة نوتسا ورئيستها مارثا (رونا ميترا) السفيرة الامريكية التي تعاني من الفراغ العاطفي ، ليست مثيرة للاهتمام بشكل خاص ، وتشعر بأنها منفصلة عن الخيط السردي الرئيسي و يمكن أن تشعر بعض المشاهد بالملل على وجه التحديد بسبب ذلك مما يحبط المشاهد. فيلم المخرجة الجورجية جيجا أغلادزي ذو طابع سريالي عن الهوية والعلاقات والحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته