الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادة للتاريخ ... جامعة ذي قار

داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)

2022 / 9 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي


وإذ نفتح سجل التاريخ لتعود بنا الذكريات إلى سنين طويلة قضيناها في مدينة البصرة وجامعتها المعطاء , إمتدت لأكثر من ربع قرن من الزمان بحلوها ومرها , ونعود هنا تحديدا إلى العام 1992 وما شهدته البصرة قبله وخلاله من أحداث دامية في أعقاب عملية تحرير الكويت من الإحتلال العراقي , التي إستلزمت منا بذل جهود إستثنائية لإستئناف الدراسة بجامعة البصرة برغم ما لحق بها من دمار شامل وسلب الكثير من أجهزتها ومعداتها , وقد تمكنا بفضل الله تحقيق ذلك بفضل تضافر الجهود الخيرة لمنتسبي جامعة البصرة . ولم يقتصر عملنا على جامعة البصرة بل سعينا لتوسيع رقعة التعليم الجامعي ليشمل محافظتي ذي قار وميسان , بدءا بمحافظة ذي قار حيث قدمنا دراسة مستفيضة إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإستحداث جامعة ذي قار ,على أمل أن ننتقل بعدها لإستحداث جامعة ميسان , ذلك أن المحافظات الجنوبية كانت الأقل حضا بعدد الجامعات قياسا إلى بقية مناطق العراق . نستعرض هنا بعض ملامح تلك الدراسة , كشهادة تاريخية لمسيرة التعليم الجامعي التي لم تكن هينة أبدا في ظروف شائكة ومعقدة .
أولا : مبررات إستحداث الجامعة
تعتبر محافظة ذي قار من المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية حيث يبلغ عدد سكانها (993400) نسمة طبقا لإحصاءات عام 1987. وتشكل المحافظة موقعا ستراتيجيا مهما حيث أنها تحاذي خمسة محافظات هي البصرة وميسان وواسط والمثنى والقادسية .
ولمحافظة ذي قار قيمة حضارية كبيرة حيث قامت على أرضها المعطاء أول حضارة عرفها التاريخ .. حضارة سومر في بلاد الرافدين . وعلى أرضها حقق العرب أول إنتصار تاريخي لهم على الفرس في معركة ذي قار الشهيرة والتي منها إستمدت المحافظة إسمها الحالي تيمنا بهذا الإنجاز العظيم . وفي التاريخ الحديث كان لأبناء محافظة ذي قار إسهاماتهم المشهودة في بناء صرح العراق منذ تأسيس دولته الحديثة عام 1921 ولحد الآن حيث برز منها القادة والمفكرون في مختلف المجالات, الأمر الذي يدل حتما على خصب وعطاء هذه المحافظة .
شهدت محافظة ذي قار منذ نشأتها تطورا كبيرا , فقد بلغ عدد المدارس الثانوية في العام الدراسي 1991/1992 نحو (159) مدرسة , إضافة إلى (12) مدرسة مهنية , أي ما مجموعه (171) مدرسة يدرس فيها (6372) طالبا وطالبة في الدراسة الإعدادية , و(4865 ) طالبا وطالبة في الدراسة المهنية , أي ما مجموعه (11237) طالبا وطالبة . وقد بلغ عدد المتخرجين في العام الدراسي 1991/1992 للدراسة الإعدادية (2127) طالبا وطالبة وهو ما يفوق حجم القبول في جامعة متوسطة الحجم. وتؤشر أعداد الطلبة هذه ثقلا طلابيا يستوجب معه التفكير جديا بإستحد اث جامعة في المحافظة ,وبخاصة إذا علمنا أن نسبة كبيرة من سكنة المحافظة هم من ذوي الدخول الواطئة التي يصعب عليها تحمل نفقات دراسة أبنائها في محافظات أخرى . علما أن أقرب جامعة ( البصرة أو القادسية ) تبعد عن محافظة ذي قار مسافة لا تقل عن (200) كيلو متر ,مما يجعل يجعل الأمور أكثر صعوبة عليهم , وبالتالي يؤدي ذلك إلى حرمان الكثير منهم من فرص التعليم الجامعي للإسهام بسد إحتياجات محافظتهم من الكوادر العلمية عالية التأهيل , ويقلل من إعتمادهم على كوادر من خارج المحافظة قد لا ترغب الإستقرار في المحافظة , إذ تصنف المحافظة بأنها من المحافظات الطاردة , أي المحافظات التي تستقر فيها الكوادر وبخاصة الكوادر الطبية المتخصصة.
ومن مما تقدم نرى أن هناك مبررات حضارية وإنسانية, ووجود أعداد كبيرة من الطلبة جميعها تستوجب إستحداث جامعة في المحافظة بأسرع وقت ممكن .

ثانيا : مباني الجامعة
يتوفر في المحافظة عدد من المباني التي بالإمكان الإستفادة منها كمنشآت جامعية لحين إنشاء مبان جامعية خاصة بالجامعة. وقد أبدى المسؤولون في المحافظة من عدم ممانعتهم من إشغالها لهذا الغرض . ومن الجدير بالذكر أن هناك موقعا ممتازا في مركز مدينة الناصرية على ضفاف نهر الفرات سيتم إخلائه من قبل حامية الناصرية العسكرية, يصلح تماما كموقع دائم للجامعة المقترحة . وقد أبدى السيد المحافظ إستعداده لنقل ملكية الموقع إلى الجامعة .
كما يوجد حاليا في محافظة ذي قار معهدان فنيان , الأول في مركز المحافظة والثاني في مدينة الشطرة , يمكن تحويل أحدهما إلى كلية علمية كأن يكون كلية للزراعة , علما أن معهد الشطرة قد أنشأ أساسا معهدا زراعيا في عقد السبعينيات , وهناك عدد من المستشفيات التي يمكن أن تكون قاعدة جيدة لإستحداث كلية الطب بعد توفر بقية المستلزمات والتي أهمها توفير الكوادر الطبية في التخصصات الطبية الأساسية .

ثالثا : الكليات المقترحة
في ضوء الإمكانات المتوفرة وبدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يمكن إستحداث جامعة ذي قار, إعتبارا من العام الدراسي 1993 / 1994 ,بحيث يمكن أن تضم في المرحلة الأولى الكليات الآتية :
1.كلية التربية
2.كلية الآداب
3.كلية العلوم
4.كلية الزراعة
على أن يتم تعيين رئيس جامعة وعمداء فور إستحداث الجامعة , كما يمكن إستحداث كلية الطب في حال تأمين مستلزماتها من المختصين في العلوم الطبية الأساسية .

رابعا :إجراءات تنفيذ المشروع
إستحدثت جامعة البصرة كلية التربية في مدينة الناصرية عام 1992 نواة لجامعة ذي قار ,وقد تخرجت منها أول دفعة عام 1996 . وكان مؤملا إستكمال إستحداث كليات أخرى تباعا بعد تهيئة مستلزماتها , لكن شاءت الأقدار نقل خدماتي للعمل رئيسا للجامعة التكنولوجية ببغداد , وبذلك إنقطعت علاقتي بجامعة البصرة ومشروع جامعة ذي قار التي إستحدثت عام 2000 ولله الحمد. ولنا عودة لرواية تاريخية أخرى عن الجامعة التكنولوجية في ظروف الحصار الشامل الذي فرض على العراق لأكثر من عقد من الزمان .
كان ضمن خطط جامعة البصرة في ذلك الوقت أيضا , إستحداث جامعة ميسان , بعد إستملاكها لمشروع تربية الجاموس العائد لوزارة الزراعة ,ليكون نواة لكلية الزراعة . وقد إتخذت إجراءات أولية لإستملاك بعض المنشآت المهجورة لإستحداث كليات لتكون نواة لجامعة ميسان .
نتمنى لجامعة ذي قار التقدم والإزدهار لخدمة العراق بعامة , وجامعة ذي قار بخاصة . ومن الله التوفيق والسداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة