الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا سكرتير الحزب الشيوعي الكوردستاني / العراق .. نحن ننتقد الأداء !

شه مال عادل سليم

2022 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يُترَك الحوار محاجات الأفكار ويذهب الى القدح والشخصنة، فانه يفقد البوصلة ويتيه عن الهدف السامي والرسالة النبيلة. وهنا يستوجب الإشارة الى أن من عيوب شخصنة الحوار، انها تبعد المحاور عن المنطق والموضوعية والإنصاف، ما يجعله عاجزا عن استيعاب الأفكار والتعامل معها، وتدفعه للنظر في قائلها واطلاق الاحكام عليه، بالتالي يتحول الحوار من فكرة مجردة إلى فكرة مجسدة تتمحور في شخص معين، ويربطها بأمور شخصية خارجة عن موضوعها ومنهجيتها.
للأسف هناك اشخاص تسيطر "الشخصنة" على منهج تفكيرهم، وعليه تبعدهم عن المنطق والموضوعية والإنصاف. على سبيل المثال، انا شخصيا انتقد سياسة الحزب الشيوعي الكوردستاني وافكار واراء قيادة الحزب خاصة السكرتير، لكن ردود افعالهم وانفعالاتهم، تأتي مؤكدة أنهم لا يتقبلون النقد والرأي الاخر، بل يذهبون بعيدا في الشخصنة هروبا من الحوار.
في مهرجان اللومانتيه قدم سكرتير (حشكع) السيد كاوا محمود، ندوة عن آخر التطورات السياسية في العراق عامة واقليم كوردستان خاصة، وعندما سؤل عن سبب تجاهله في كتاباته باللغة الكوردية مظلومية ومعاناة الشعب الكوردستاني اليومية على يد السلطة ،انفعل وحول الفكرة من الموضوعية البناءة إلى الشخصنة غير الدقيقة، ما افقده الحجة والمصداقية وذهب إلى طريق التجريح والجدل والتهكم على الآخرين بعيداً عن الموضوعية. ثم ذكر اسماء الاشخاص الذين لم يكونوا اصلا حاضرين في ندوته ومنهم (كاتب هذا المقال) بطريقة لا تليق بمسؤوليته كسكرتير (حشكع)، عندما وجهه كلامه نحو الشخص وليس الحجة والأفكار، بهدف تشويه صورة صاحب الرأي، معتمداً اسلوب التهجم على الشخص كوسيلة لمن لا حجة له.
للأسف ان سكرتير (حشكع) يفتقد الى أبسط مبادئ اللياقة والمنطق والتحليل لواقع كوردستان البائس، لهذا صدر منه التهجم تلقائياً، وهو ما اعتاد عليه تفكيره، كاشفا عن شخصية تزداد عدوانية كلما ناقش القضايا الساخنة التي تهدد أفكاره وطروحاته المقدمة الى الجمهور، خاصة عندما يرتبط ذلك بعدم قناعته شخصيا فيما يقدمه للناس من مواقف سياسية وأداء.
في ندوة السيد كاوا محمود تجنب تماما الإشارة الى مسؤولية السلطة الاوليغارشية، لما يتعرض له مواطنو إقليم كوردستان من سوء خدمات وشحة في فرص العمل وضياع لحقوقهم كمواطنين عراقيين ذاقوا الامرين على يد النظام الدكتاتوري البائد ، كما انزعج من تذكيره ان الإقليم يأوي رموز الجحوش وعوائلهم، الذين يتمتعون بامتيازات لم يتمتع بها ضحايا الانفال(هذه حقيقة لا تقبل النقاش)، انزعج من الوصف الدقيق لنظام الحكم في الإقليم، كونه نظام اوليغارشي لا يلبي مصالح الكوردستانيين، وعليه فقد السيطرة على اعصابه، فراح يصف المشكلة في العراق على انها ازمة دولة وليست ازمة حكم (كعادته)، في محاولة لوصف الحل في تجزئة العراق، ثم انتقل الى وسم نضال (حشكع) على انه من اجل إقامة الدولة الكوردستانية، لكنه لم يقدم برنامجا سياسيا يخص الإقليم (المحتل من قبل دول الجوار)، يمهد لقيام الدولة الكوردستانية، واكثر من ذلك فقد اعلن عن خلافه كسكرتير حزب مع مضيفه (الحزب الشيوعي العراقي) في قضية الاستفتاء ووحدة العراق.
من هنا أتساءل ماذا استفاد الحزب الشيوعي العراقي بتنظيم هذه الندوة، خاصة وقد بُلغ ان عدد من الشيوعيين الكورد العاملين في الحزب الشيوعي العراقي، كانوا رافضين لاستضافة السيد كاوا محمود، بسبب طروحاته التي يختلف معها الكثير من أعضاء (حشكع).
حتى يكون الحوار مفيدا اقول:
1ـ إن الخلل والاخفاقات والتراجعات في سياسة (حشكع) وثقله على ساحة الإقليم، تتحملها القيادة، وفي مقدمتهم السيد كاوا محمود باعتباره يمثل لجنة الحزب المركزية ومكتبها السياسي امام جميع محليات ومنظمات الحزب والرأي العام. للتذكير، لم يخف على احد، أن أول من خرق وطعن الحزب وقام بانحراف المسار، هم قادة الحزب عندما مرروا خروقاتهم بدون مساءلة ومحاسبة، لا بل كان حرفهم للفكر والتنظيم مصدر فخر لهم. بذلك فقد (حشكع) الغارق في مستنقع التبعية المطلقة للأحزاب الاوليغارشية، خصوصيته التنظيمية، وهويته الطبقية.
2ـ دولة كوردستان لا تبنى بصفقات مشبوهة وتمنيات وشعارات ومزايدات.
3- الشعب الكوردستاني يعاني من مشاكل داخلية كبيرة (اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية وخدمية)، اين (حشكع) منها؟
4-اين قيادة الشيوعي الكوردستاني من المفاهيم الماركسية اللينينية حول (حق الأمم في تقرير مصيرها)، وهل قامت بتحليل هذه القضية وفقاً لشروط ومعايير مناسبة لظروف إقليم كوردستان؟ هل درست المعوقات الداخلية والإقليمية والدولية التي تواجه إقليم كوردستان المستقل منذ 1991؟ ما حجم الاعتراف بالإقليم محليا وإقليميا ودوليا، وكيف يمكن توظيف ذلك لخدمة الشعب الكوردستاني؟ هل يتعرض الكورد اليوم إلى الاضطهاد القومي كما كان يتعرض له سابقاً من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة؟ واسئلة كثيرة اخرى لا مجال لذكرها.

اخيرا اقول: بالرغم من ضعف وتشتت الشريحة العاملة الكوردستانية من شغيلة اليد والفكر، والشرائح الاخرى المتضررة على سبيل المثال شريحة الشباب ومثقفي الشعب والموظفين، على أنها القوة الجماهيرية الوحيدة المؤهلة لقيادة النضال ضد سياسة الاحزاب الأوليغارشية الكوردية والليبرالية الجديدة، التي تهدف كأيديولوجية سياسية إلى تبربر الاستغلال الرأسمالي لخدمة مجموعة من الشرائح والعوائل التي تتحكم بإقليم كوردستان، والمتمثلة بالأحزاب السياسية الأوليغارشية الكوردية، إلا ان الحزب الشيوعي الكوردستاني بدل ان يعمل بجد من اجل خلق وعي واضح قدر الإمكان لدى المواطن الكوردستاني حول التناقض العدائي بين الطبقة الأوليغارشية والطبقات والشرائح المسحوقة (الذين يزدادون يوماً بعد أخر)، وبدل ان يطور العمل الفكري لأعضاء الحزب، وان يقود جميع القطاعات المضطهدة والمهمشة للمضي قدماً إلى خلق قوة شعبية متضررة تقف بوجه السلطة الأوليغارشية الكوردية، سلطة العائلة (الطالباني ـ نوشيرواني في السليمانية و البارزاني في اربيل وبهدينان)، وبدل ان ينظم ويقود هذه الشرائح المهمشة والمضطهدة والمتضررة من سياسة الاحتكار الحزبي والليبرالية الجديدة و نظام اقتصاد السوق المنفلت من اية قيود، والذى يتسم بالاحتكار الحزبي والفوضى، وبدل نشر الوعي بأهمية العدالة الاجتماعيّة، اصبح الشيوعي الكوردستاني يدور في فلك الاحزاب الأوليغارشية الكوردية المتنفذة، بعد ان فقد هويته الطبقية واصبح يعيش حالة فقدان البوصلة الموجهة لحركة الجماهير. عليه انحصر وجوده ونشاطه بين جدران مكاتبه ومقراته وانشغل بـالصراع القومي المصطنع والكاذب، بحجة النضال من اجل (الخلاص من الهيمنة العراقية المفروضة على شعب كوردستان منذ تأسيس الدولة العراقية).
ختاماً
سنستمر في نضالنا الشاق لإعادة الامور الى مسارها الصحيح، ونعمل ضد نهج المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة والفساد، بإيقاظ العقل والضمير وتصويب الفكر، بالرغم من تزايد التعقيدات على الساحة، نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الكوردستاني، وانقسام الولاءات لهذه الدولة أو تلك. ما دمنا نملك إرادتنا اليسارية الحرة والقدرة على مواصلة الطريق والتحليل الدقيق، اكرر واقول لا أحد يستطيع النيل من إرادتنا وعزمنا، ولن نستسلم لأية ضغوطات او ابتزازات او ممارسات هادفة للنيل من عزيمتنا ومواقفنا وحضورنا وتأدية واجبنا من اجل وطن حر وشعب سعيد.
وفي هذا السياق علينا ألا ننسى أو يجعلونا نتناسى أن الاحزاب الاوليغارشية الكوردية، التي لم ولن تغيير طبيعتها المبنية على الاستغلال ونهب الطبقات الكادحة والفقيرة وسحقها، كانت وما زالت وستبقى، مستعدة لقتل أي فكر أو تنظيم يريد مصلحة الشعب كما يحدث اليوم في العراق وإقليم كوردستان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط