الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعقول و اللامعقول عن أزمة المياه و الجفاف و التصحر في العراق وجه نظر جيولجيه

صباح حسن عبد الامير

2022 / 9 / 17
الصناعة والزراعة


نظام الري و تطوره في العراق كان الهاجس الاكبر لكل حضارات تولدت و اينعت و اختفت في العراق و محط انظار كل الحكومات الي حكمت العراق سواء كانت وطنية او دخيلة أو محتلة ، في العصر الحديث كانت أهم دراسة مستقبلية لدراسة و تنظيم الري و الموارد المائية كتبها مهندس بريطاني ( ويليم ويلكوكس ) بدراسة عن متطلبات الري و متطلبات ادامته بتكليف من الدولة العثمانية في الاعوام ( 1911- 1913 ) ، بدأ بدراسة العراق من الخابور حتى نهاية مصب شط العرب في الخليج العربي و قضى ثلاث سنوات يتجول خلالها راكبا حصانه مع بعض العمال على طول العراق و عرضه حتى أنتج دراسته ( حول مستقبل الري في العراق ) كانت دراسته هذا منهاج عمل منذ تلك الفترة حتى اليوم و لم ينفذ منها سوى أقل من نصف هذه الدراسة و هو صاحب مشروع سدة الهندية أشرف على بنائه و تقلد أول مديرا لها ( من تلامذته د . أحمد سوسه ) و سدة الكوت و كان هذا المشروعان من اهم المنشأت في السيطرة على توزيع المياه في دجلة و الفرات لوسط و جنوب العراق ، بنى دراسته هذه على اهم مشاريع الري التي يجب القيام بها و بتسلسل تاريخي حسب أهميتها هذا أولا ، وكيفية السيطرة فيضان دجلة و الفرات و خزن مياها في سدود و مسطحات مائية كخزين استراتيجي ، و كان مقترحه بناء سدود ( دوكان - دربندخان - بخمة – الموصل - حمرين – راوة ( سد حديثة لاحقا )) و كان هدفه بناء هذه السدود في العراق اولا قبل بناء سدود تركيا و ايران و سوريا حتى يتجنب العراق ازمة مائية عند بناءها في هذه البلدان ، كما اقترح أستغلال منخفضات في السيطرة على الفيضان في الثرثار و الحبانية و الرزازة و الاهوار و من مقترحاته ان تنحصر زراعة الرز و الحنطة و الشعير قرب شواطئ الاهوار و حسب درجات الملوحة فيها ( قرأت هذا الكتاب في نسخته العربية من مخزن الكتب في سدة الهندية و في أثناء اعداد دراسة عن الري كان يقوم بها المهندس الاستاذ و الصديق رضا عبد العباس مدير سدة الهندية في منتصف التسعينات ثم طلبت وزارة الري بعد علمها بالكتاب باستراجعه و ضاع أو أختطف مع الاسف في اروقة الوزارة وقتها رغم نيتي وقتها الاستحواذ عليه .........
لم تنفذ هذه المشاريع التي كتبها المهندس البريطاني الا بعد سنين لاحقة و بعد بناء الجيران الثلاثة سدودهم قبلنا و صارت مشكلة المياه مستحكمة في العراق اليوم ( كان اخر سد بني هو الموصل 1986و العظيم 2000 و بقي سد بخمة و بادوش قيد الانشاء و اندرست معلمهما الان ) .
كانت الدراسة هذه تشمل أيظا مقترحا لدراسة و تنظيم الري في مشروع المسيب الكبير و قد بين ان هذه المنطقة اذا تم اعداد قنوات الري و البزل فيع ستكون سلة فواكه العراق خاصة و الوطن العربي عامة حتى انه سماها مشروع جنة عدن.......
أما عن أزمة المياه و الجفاف و التصحر ، من خلال عملي في المدلولات المائية في سدة الهندية للفترة من ( 1993 – 2017 ) وجدت ان هذه المنشأة المهمة في تنظيم الري تحوي كذذلك كنز من المعلومات الفنية لأرشفة التنظيم و السيطرة على جركة المياه و مناسيبها و تصاريف نهر الفرات و فروعه الناتجة من مقدم السدة ( شط الحلة – الكفل – مشروع المسيب – الحسينية – بني حسن ) للسنوات من 1931- حتى اليوم ) و قد قام كادر المدلولات بارشفة هذه المعلومات و تنظيمها و تحويلها الى أرشفة اللكترونية عند دراستها بتمعن وجدت نظام دقيقا لعلاقة الطقس و كميات المياه الداخلة الى العراق و وجدت هناك متوالية عددية لسنوات الجفاف و الرطوبة ( سنوات الصيهود و المبللة ) بمتوالية عددية تتمثل ( كل خمس سنوات هناك سنتان مبللة ( مطيره ) و ثلاث سنوات جافة ( شحيحة المطر ) ويصاحب هذه المعلومة حوادث الفيضان المؤلمة .
و كان يتم استغلال المياه المخزونة في السدود و المسطحات المائية في تدارك مشكلة الجفاف هذه ، و في السنوات بعد الثمانينات ( أخر فيضان للفرات 1988) بدأت تتغير هذه المعادلة تغيرا طفيفا من ناحية الجفاف بسبب التغيرات المناخية و السيطرة على الفيضان و تناقص الايرادات من دول الجوار ، ضلت هذه المتوالية موجودة حتى اليوم ، فالمتوقع ان تكون هذه السنة مطيرة و بدأ سنة مبللة للعراق بعد اربع سنوات من الجفاف ( الطبيعي أو بتاثير البشر – دول الجوار ) , و قد سعت الحكومة العراقية (وزارة الري وقها )منذ بداية التسعينات بالتفكير جديا بمشاريع جديدة للسيطرة على المياه كان منها بناء السدود الصغيرة ( مصايد المياه ) في مناطق الهضبة العراقية ( الصحراء الغربية ) للسيطرة على فيضات الاخاديد القادمة من السعودية و الاردن من جراء الامطار في هذذه البلدان فتم في بداية التسعينات بناء اكثر من 15 سدا في هذه المنطقة ( كان لي تجربة مع عددا منها سدة الرحالية في عين التمر و سدة الرطبة و سدة حوران الاول و سدة الابيض 2001 في النخيب ، كما أشرفت لاحقا على اعداد تقرير عن عدد من السدات المندثرة بسبب غور المياه فيها و عدم القيام باعمال الصيانة منها سدة حسب في الرطبة و الامغري قرب الحدود الاردنية ، هذه مصايد المياه لو تم الاعتناء بها و صيانها لامكن ان تكون تلك الاماكن مزارع كبيرة في الصحراء دون استغلال المياه الجوفية بشكل متطرف يؤدي الى نضوبها ( كما حصل لبحيرة ساوة لاحقا ) .
ان تحسين السياسة المائية تستحق اعادة الدراسة و حصر الاراضي المزروعة ( و الاهم المستصلحة منها ) عن الاراضي الزراعية غير المسخدمة ( البور ) و كذلك الاراضي التي تحولت الى مجمعات سكنية وذلك لحصر الحصص المائية لكل محافظة بشكل واقعي ( خلال عملي في الموارد المائية و تطهير جدولي الحسينية و بني حسن اكتشفت ان هناك احياء سكنيه قديمة داخل محافظة كربلاء لا زالت تصرف لها حصص مائية رغم انها تحولت الى احياء وشوارع و بيوت !!!!!!!!
و الشيء المهم الثاني التفكير في تحديد المزارع الصحراوية و عدم زيادة منح الرخص لها مما يسبب في اهدار و البذخ في صرفها و تنظيمها في اماكن محددة و متباعدة او القيام بانشاء مشاريع مشتركة و تأسيس مزارع جماعية و جمعيات زاعية تشرف عليها و تنظم الزراعة فيها ( هناك مشروع كبير و حيوي في هذا المجال سعت للقيام به وزارة الري سابقا 1994 -2000 لمثل هذا المشروع سمي بمشروع الغضاري على فالق ابوجير يمتد من شمال كبيسة في محافظة الانبار الى جنوب منطقة نقرة السلمان في محافظة المثنى شاركت بالاشراف على جزى منه و هو ما ساكتب عنه لاحقا .
اما مسألة التغير المناخي و تغول التصحر في العراق رغم خطورتها و لكن العراق قادر على تجاوزها رغم صيحات الخوف و التشاؤم اذا عرفنا ان الخزين المائي للمياه الجوفية قادر على تعويضها و كذلك انشاء و صيانة مصائد المياه في الصحراء الغربية و السيطرة على الوديان القادمة من الحدود الاردنية و السعودية و الايرانية معين كبير في زيادة كمياة المياه السطحية و الجوفية .
أن الافراط في صيحات التشاؤم و الخوف دون التفكير العلمي المدروس بحل الازمة و تجاوزها و الابتعاد عن الشو الاعلامي و الاعتماد على الطرق الحديثة في نظم الري و السيطرة عن الموارد المائية خيرسبيل للعبور الى مرحلة التفاؤل و التصدي للأزمة و النجاح منها ...
الجيولوجي صباح حسن عبد الامير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا