الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مآ بين السعودية وايران؟!!
اسراء حسن
2022 / 9 / 17مواضيع وابحاث سياسية
حال الأوطان هو كحال البشر , تتعب وتئن وتتوجع وتمرض وتتألم وقد تقع وتنهار وتضيع , واذا ضاع الوطن انطفأت شمعة الحياة وفقد الوجود معناه , فضياع الوطن هو كموت الأم سواء بسواء .
حارب العراق ايران لمدة ثمان سنوات , ثم دخل الى الكويت واحتلها وخرج منها بحرب شنها تحالف دولي كبير عليه.. دارت الأيام واحتلت أمريكا العراق وبعدها دخلت ايران لتفعل به وبالعراقيين ما فعلت وما تزال .. حاربت السعودية ايران في سوريا للسنة الحادية عشر , لتدمّرها كدولة وتعّرض شعبها لمحنة انسانية مروعة , كل هذا ومن يقفون وراء هذه الحرب مستمرون.. لتعاود السعودية محاربة ايران ولكن هذه المرة في لبنان والنتيجة هي الفوضى التي تضربه وتشل حياته السياسية وقد تنتهي بضياعه هو الآخر .. لتبادر السعودية مجددا محاربة ايران في اليمن , لتفعل الحرب ما نراه هناك الآن من دمار شامل , وسوف يغرق اليمن بسبب هذه الحرب في مستنقع من الحروب الداخلية التي سوف تستنزف موارده وطاقاته لسنوات طويلة قادمة لن يكون اليمن بعدها مثلما كان.. وحارب تحالف الناتو القذافي في ليبيا وأطاح بنظامه, والنتيجة دمار ليبيا وغرقها بشعبها في مستنقع مخيف من الارهاب والعنف على يد المليشيات المسلحة التي ضاعت معها ليبيا كدولة وبقيت لتواجه خطر تقسيمها بين المناطق والقبائل لتختفي بعدها معالمها التي عرفها العالم بها . واكتملت دائرة الخراب بحماس في غزة التي ظلت ترفض السلام والمفاوضات وانشقت واستقلت ولم تتركها اسرائيل بحروبها المتتالية والمدمرة على غزة حتى أنها وبحلول عام 2020 لن تصلح غزة كمدينة قابلة للحياة بفعل الدمار الشنيع الذي تعرضت له , ووقتها لن يجد أهلها الهواء ليتنفسوه ولا الغذاء ليأكلوه .. وعندما تصبح الحياة مستحيلة الى هذا الحد , والبشر مهددون بخطر الانقراض أو الموت البطئ , فلن تنفعهم اللاعبين الرئيسيين فيها اليوم..
كل ما ذكرته يشير الى أننا نواجه الآن خطر دمار شامل من نوع جديد , ليس بالأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية , وانما بأسلحة الاستنزاف وتدمير الموارد والطاقات وتحويلنا الى شعوب يائسة وعاجزة ومعوقة تعيش خارج الزمن والتاريخ , وفي موقف كارثي كهذا , يكون الاختيار اما بين الحرب و السلام , أو بين القوة والدبلوماسية , ليس لديّ شك أن الخيار الأول هو الأصلح اما الخيار الأخير لا يقبله الا أحمق , أو جاهل , أو مغامر , أو غائب عن الوعي , أو باحث عن دور .. مشكلتنا واحدة في كل الأوطان , هي أنه هناك من بين أهلها من لم يحافظوا عليها , وفرطوا فيها اما بحماقاتهم أو بضعف انتمائهم أو بتآمرهم مع أعدائها عليها لدوافع تخصهم وحدهم ولا تصب في صالح أوطانهم في قليل أو كثير وقد رأينا كيف كانت نهايات بعضهم ... ضياع الأوطان من شعوبها مصيبة كبرى ما بعدها مصيبة لمن يفهم معنى الوطن والوطنية . أقول ذلك لبعض من لايخجلون من أنفسهم عندما يكتبون مثل هذا الكلام الذي لا يصح ولا يليق بمن يعيشون فوق تراب هذا الوطن وينعمون بخيراته ولم يضحوا بشيئ من أجله وبعدها يجيئوا ليشمتوا فيه ويهزأوا به.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي يغلف عدوانه على غزة بأردية توراتية
.. بالأرقام.. كلفة قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي منذ بدء الحر
.. تزوجتا من شخص واحد.. زفاف أشهر توأم ملتصق من جندي أميركي ساب
.. لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية بلدة المغيّر شمال شرق رام الل
.. نساء يتعرضن للكمات في الوجه من شخص مجهول أثناء سيرهن في شوار