الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكاليات مذهبية حوار مع ناقد

عبد الامير كاظم زاهد

2022 / 9 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


اشكاليات مذهبية على زيارة الأربعين
محاورة مع ناقد
كتب احد المشتغلين بعلم الحديث النبوي وهم غالبا من اهل المنهج الحرفي النصوصي المثقل بالفهم الماضوي للنص المرجعي الدينية حتى وان ادعوا انهم ليسوا ظاهريين يناون بأنفسهم عن التاويل والعقل ومقتضيات ازمان أجيال الإسلام كتب مقالا جعل من نفسه فيه فقيها مفتيا ونسي لنه لا يتقن عملية الاستدلال الفقهي لان المشتغلين بعلم الحديث مسلكهم معطيات الذاكرة والحفظ ونقل الاقوال وتقييم الرواة من مدونات اسلافهم من الحفاظ فورط نفسه وقدم فتوى حول شرعية زيارة الاربعين ولكنه نظر اليها نظرا غير علمي وغير موضوعي وجانب الحياد المعرفي مجانبة صارخة ما كنت احسب ان متعلما تعليما عاليا يعرض أفكاره بطريقة تسطيحية ومعبرة بلا اقنعة عن وجهة نظر النواصب فقد استدل على عدم مشروعية الاربعينية بادلة منها
1- قوله ص (لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً، وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ). قال أخرجه جمعٌ من المصنفين، منهم أحمد في مسنده (8449) وأبو داود في السنن (2042) وإسناده صحيح. وهو ان صح لا صلة له بالمراد ويحتمل فيه انه تدبيري لئلا يبقى العرب على شركهم والاعتزاز باسلافهم وهو يريد نقلهم الى الاعتزاز بالرسالة والتوحيد ومنتهى ما يريده ان توقيت زيارة القبور امر منهي عنه
وكانه نظر الى زيارة الأربعين انها زيارة لقبر وهنا يبدو اختزال سيرة الشيعه ومسلكهم في جعل الحسين عنوانا لما يريدونه من قيم ونمط الدوله وشكل المجتمع ومقاومة الظلم فهذا أولا دال على نمط متحجر من النظر الى الظواهر العقائدية وتريد بائس لما قاله ابن تيمية ومن تابعه
(2) قال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: (لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ).وهذا الاخر أراد به ان صح ان لا يتعاملوا مع الأنبياء تعامل الالهة لان المساجد لله فالحديث لم ينهى عن دفن الاولياء بالمساجد ولا حرمة بناء المساجد على قبور الصالحين انما جوهر المراد ان لا يتعامل الناس مع ح قبور الأنبياء وكانهم الهة وضريح الحسين ليس مسجدا ولم يكن مسجدا ولم يصرح احد بمسجديته انما شيد على قبره سلام الله عليه بنيانا ليكون معلما يرده الناس ويتعلموا من سيرته الايمانية العطرة اعلى قيم الإنسانية فالمروي – كيف ما كان – لا يصلح دليلا على مراده بعدم مشروعية زيارة الأربعين والا اذا كان هناك تناف بين القبور والمساجد فان ذلك يشمل المسجد النبوي وفيه الى جنب النبي ص قبر ابي بكر وعمر وبنية شاخصة وقبة دالة والناس يتقربون الى الله بزيارته ص وطلب الشفاعة منه والتوسل الى الله به للمغفرة منذ أجيال المسلمين الأولى ولم ينه ص من ان يدفن في بيت عائشة التي كانت جزءا من المسجد او ضم القبر للمسجد فيما بعد مما دل - ان صح - ان الامر تدبيري لزمنه صلوات الله عليه
3- قَالَتْ عَائِشَةُ: «لَوْلَا ذَلِكَ؛ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ، خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِداً» أخرجه البخاري في صحيحه (4441) وهذا لفظه، ومسلم (531) وهو مشهور عن أمّ المؤمنين.ولا يظهر في الحديث شأنٌ خاصٌّ بعائشة، يجعل بعضهم يتوقف فيه وفي هذا اضطر لذكر شان عائشة الخاص واتساءل ما المراد بالبروز اليس تشخيص القبر ببناء اليس جدار القبر بالمسجد الدال عليه بروز ثم هذا – ان صح – قول لعائشة ومستغرب ان يجعله نص حاكم فغاية ما فيه بعد صحته انها عللت الامر كما فهمته وراي الصحابي على مبناك يلزمه هو ولا يرقى الى ان يؤسس امرا لازما وملزما
(3) عن أبي الهيّاج حيّان الأسديّ قال: قال لي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب:«أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْراً مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ».(4) أخرجه مسلم في صحيحه (969) والترمذيّ في جامعه (1049) ثمّ قال:حَدِيثُ عَلِيٍّ؛ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ أَنْ يُرْفَعَ الْقَبْرُ فَوْقَ الْأَرْضِ.قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَكْرَهُ أَنْ يُرْفَعَ الْقَبْرُ، إِلَّا بِقَدْرِ مَا يُعْرَفُ أَنَّهُ قَبْرٌ لِكَيْلَا يُوطَأَ، وَلَا يُجْلَسَ عَلَيْهِ». وبالمراجعة وجدت ان كل كلمات أعاظم المسلمين, وأساطين الدين من مراجع الحديث, كالبخاري ومسلم, وأئمة المذاهب, كأبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد, وأعلام العلماء وأهل الإجتهاد, كالنووي وأمثاله, كلّهم متفقون على مشروعية بناء القبور في زمن الوحي والرسالة, بل النبي (صلى الله عليه وآله) بذاته بنى قبر ولده إبراهيم ؛ إنما الخلاف والنزاع فيما بينهم في أن الأفضل والأرجح, تسطيح القبر أو تسنيمه ؟ والحال ان هناك خلاف لم يشر اليه الرجل عمدا كي يستثمر عدم العلم بالخلاف في الفارق بين التسوية اي التعديل والتسوية اي مساواته بالارض وايا كان فان المروي يناقش حرمة البناء على القبور وهي امر اجنبي عن زيارة الاربعين ولابد ان يراجع تنقيح المناط وتحقيقه الى جانب ان سياق النص وهو ازالة الاصنام التي عبر عنها بالتمثال وعطفا عليه فان الغرض من الامر معالجة مشكلات عصره والدليل قول الشافعى رحمه الله وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس لانهم كانوا قريب عهد من تعظيم الاجداد والشرك واحسب ان النظرة الجامدة التي تختزل الازمان في فهم متحجر للنص مشكلة النصوصية المعاصرة عند اهل الحديث واقول هذه بلاد الإسلام من مصر أو سوريا أو العراق أو الحجاز ليس فيها جبانة الا وفيها القبور المشيدة والضرائح المنجدة؟! وهؤلاء أئمة المذاهب: الشافعي في مصر، وأبو حنيفة في بغداد، ومالك بالمدينة، تلك قبورهم من عصرهم إلى اليوم سامقة المباني شاهقة القباب، وكان لأحمد ابن حنبل قبر مشيد في بغداد جرفه شط دجلة حتى قالوا أطبق البحر على البحر . وكل تلك القبور قد شيدت وبنيت في الأزمنة التي كانت حافلة بالعلماء وأرباب الفتوى وزعماء المذاهب، فما أنكر منهم ناكر، بل كل منهم محبذ وشاكر. وليس هذا من خواص الإسلام، بل هو جار في جميع الملل والأديان، من اليهود والنصارى وغيرهم،فلماذا تتخذون موقفا يناقض الفطرة ؟
(5) أخرج الإمام مسلم من حديث عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ: (السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ).وهذا الاستدلال اجنبي هو الاخر وفيه دلالة على جواز زيارة القبور والترحم على الموتى وطلب المغفرة لهم فان حرمتم بناء القبور فيكون الامر سالبا بانتفاء مكانه فضلا عن ان هذا الامر لعموم الناس وليس للافذاذ كالنبي واله الاوصياء
(6) قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ يَقُولُ:(لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؛ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ َعَشْرًا).قالت زينب بنت أمّ سلمة: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ بِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ، غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: (لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً).أخرجه البخاري (1282) ومسلم (1486) والترمذي (1197) وقال: حديث حسن صحيح.واعجب لمن يريد اثبات عدم مشروعية زيارة الاولياء البررة يستدل بالنهي عن حداد الزوجة والخطاب خاص بالمراة المتزوجة الارملة
7- وقد استشهِد الحمزةُ بن عبدالمطلب يومَ أحد فلم نقرأ أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم عقدَ له مجلسَ عزاء، ولو مرة واحدةً، فضلاً عن تكرار ذلك في كلّ عام!وقد استشهد جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة، فحزن عليه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، وبكى لفقده، وقال للمسلمين: (اصْنَعُوا لِأَهْلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ) أخرجه أبو داود (3132) والترمذي (998) وهذا لفظه، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ شَيْءٌ لِشُغْلِهِمْ بِالْمُصِيبَةِ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ». وكل هذه وان كانت ذات صلة بعيدة بالموضوع الا انها كاشفة عن الفقر العلمي للمستدل على عدم المشروعية للاربعين اذ لايقتضي أي منها أي دلالة على عدم المشروعية
وقوله توفّيت بناتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتوفي ولده إبراهيم عليهم السلام.ولم ينقَل إلينا أنّ الرسول صنعَ قبّةً مذهبةً لولده إبراهيم مثلاً، ولا أرّخ يومَ وفاته، ولا ندب المسلمين إلى زيارته في كلّ عام! والمسلك عند هذا الرجل ان الأصل في الوقائع الحرمة ما لم يرد فيها دليل على الجواز وهذا مذهب المضيقين من اهل الحديث والحشوية واهل الظاهر قبالة اغلب علماء المسلمين بان اصل الأشياء الاباحة حتى يرد المنع
ثم يقول ((هذه الأحاديثُ كلّها صحيحةٌ في نقدِ الفقير عداب، وهي بمجموعها تكوّن هديَ المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم، في التعامل مع المتوفّين من المسلمين. ) والذي يتبادر للاذهان ان كل ماتقدم راي شخصي للناقد وهذا مما يضعف المقالة كلها وخلص منها الى :
- فالبناء على القُبورِ غير مشروعٍ أصلاً لأنّ الأمرَ بالشيء نهيٌ عن ضدّه. والمقدمة غير صحيحة والتعليل اكثر خطا
والرسول أمر عليّا بهدم القبور المُشرفة، فبناء القبور المشرفة غير مشروع. وهذا مختلف فيه وتنقيح الخلاف والعمل بالراجح شغل الفقه الذي لايجيده الرجل
- الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم خيرٌ من الحسين، وأعظم جهاداً واجتهاداً في عبودية الله تعالى، ومع ذلك نهى أن يُبرَزَ قبره، كما نهى أن يجعلَ المسلمون زيارته (عيداً) معتادةً في كلّ زمنٍ معيّن. فإقامة المشاهدِ على أضرحة شهداء آل البيت؛ خلاف الهدي النبويّ جزماً.والجزم خلافه كما تقدم
- سنّ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم للمسلمين أن يتفقّدوا أهل الفقيدِ المتوفى بطعامٍ يوم وفاة فقيدهم؛ لأنهم في حزن وأسىً قد يمنعهم حتى من إطعام صغارهم الذين لا يعقلون ذاك الحزن.ولم يشرع لهم زيارةً سنويةً ولا أربعينية، تهدر فيها الأموال والأوقات بلا معنى!وهذه لا قيمه لها لان الأصل الاباحة والعبرة بالمعطيات الايمانية للفعل
- ليس في كتب أهل السنة، ولا في كتب الشيعة؛ حديثٌ واحدٌ صحيح في نَدب المسلمين إلى زيارةِ أيّ قبر، لا قبرِ الرسول، ولا قبر الحسين.
وزيارة القُبور معلّلة (لأنها تذكّر بالآخرة) أمّا زيارةُ القبور لتعظيم الميّت، وعدّ ذلك قربةً وعبادةً؛ فغير مشروعٍ البتة!َوفي هذه جهالة كبيرةومتناقضة وفي الكتب الاف النصوص بزيارة القبور والتضرع للباري بعلو المكانة للاولياء
- ليس في كتب الشيعة والسنة حديث صحيح واحدٌ في شيءٍ، اسمه «زيارةُ الأربعين» ولو لمرّة واحدة، فكيف بتكرارها (1400) مرّة؟! وهنا جهالة مضافة اذا هناك عشرات الروايات باستحباب الزيارة
- ليس من هدي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إظهار الجزع والحزن أكثر من ثلاثةِ أيّام، ثمّ تنتهي مظاهر الحزن على المتوفى إلى الأبد!والموضوع ليس جزنا انما احنجاج على ظلم ال البيت
فليس في الإسلام زيارة أبي حنيفة في اليوم الفلاني، وزيارة الجيلاني في اليوم الفلاني، وزيارة الكاظم في اليوم الفلاني، وزيادة الشهيد زيد في اليوم الفلاني، هذه كلّها عاداتٌ مخترعةٌ، لا علاقة لها بالدين من قريبٍ أو بعيد! وهنا يوكد الأصل بالسماح بالزيارة فنقض غزله واعترض هنا على التوقيت والاصل الاباحة طالما لم يرد المنع الصريح لبراءة الذمة من التحريم حتى يرد المنع بالخصوص
- وأخيراً: ما المقاصدُ الشرعيّة التي تبتغى من وراء هذه البدعة الكبيرة (زيارة الأربعين)؟ هل فيها مصلحة لأمة الإسلام، لا تتحق إلا بهذه الزيارة؟
والانتقال من الاستدلال بظواهر النصوص والفهم المتحجر لها الى المقاصد قفز على المسالك التي لا تنسجم مع بعضها
- هل في تعطيل عشرة أيام من محرّم، من أجل عاشوراء، وتعطيلِ شهرٍ كاملٍ من أجل الأربعين مصلحة شرعية لا تتحقق إلا بهذه الزيارة المخترعة؟ فمن قال لك نعم فيها الكثير من الفوائد وانت تنكر فما الراجح
- هل في إنفاق تلك الأموال الطائلة على زيارةٍ بدعيّة أصلاً؛ ثوابٌ من الله تعالى؟ وبعيدا عن فقه البدع سلاح النصوصيين في قمع مخالفيهم فانفاق المال للبر واطعام الطعام والتكافل والعمل على توثيق الاواصر وجمع المسلمين على حب ال البيت مناط الثواب بلا ادنى شك
- هل استنفار عشرين ألف جندي، وعشرة آلاف رجلِ أمنٍ من أجل هذه الزيارة البدعية يحقق لنا مقصداً شرعيّاً، لا يتحقق إلّا بها؟ وهذه لا تستحق الرد واحسب ان الرجل احس بانه لم يصل الى مراده فهرب الى الامام ليستعين بفكر ابن تيمية وهو يجعل الحسين ع خارج على امام المسلمين يزيد وانه لم يحسب الامر حسابا منطقيا فقال (( هل وقعةُ كربلاء كلّها، من بدايتِها إلى نهايتها، حقّقت مقصداً شرعيّاً، ينبغي اتّخاذه أسوةً تتكّرر في كلّ عام؟
أو هو واقعةُ حالٍ اضطراريّة، امتُحن فيها الإمام الحسين عليه السلام، فأصاب أو أخطأ؟)) وهل من النظر السياسيِّ الذي يتعامل به جميع الخلق اليوم؛ أنّ قائداً خذلته عشيرتُه وأمّتُه، لم يناصره منهم إلّا نفرٌ يسير؛ يجمع أطفاله وأطفال إخوانه ونساءه ليتعرّضوا لمثل هذه الميتة المأساة؟ وهنا كشف الرجل عن نصبه وعدائه للحسين ع وموالاته للظالمين القتلة من بقني امية الذي سيمدحهم بقوله ((لم يكن بنو أميّةَ - على ظلمهم وطغيانهم وصلفهم - يتعرضون للحُرَمِ والأطفال غير المحاربين، ومَن يقول غير ذلك؛ فكذّاب!)) والوقائع التاريخية في قتل الأطفال مثل عبد الله الرضيع واولاد مسلم بن عقيل وغيرهم دليل على تزييف التاريخ وقلب الحقائق لصالح الناصبة وقد تبين من هو الكذاب ويسرف في الخبط المخجل الذي لا يصدر حتى من شخص غير متعلم ويستمر بتجديفه المخجل فيقول ((فما كانت حاجةُ الحسين لأن يصطحب معه أولئك النسوة الضعفاء، والصبية الصغار؛ ليذوقوا ما ذاقوه من قتلٍ وأسرٍ وتشريد؟ )) فلاحظ التناقض والتضاد في مقالة واحدة فقبل قليل نفى ان الامويين يقتلون الأطفال والان يخطيء الحسين لانه اصطحبهم وذاقوا ما ذاقوه
وفجاة ينتقل بلا سياق منطقي الى موضوع اخر فهو يلفق الأدلة التي بمجموعها لاتوصله للمطلوب الا عند الجهله ويحشد الموضوعات لادانة سيد شهداء الإسلام فيقول
- ثبت عندي أنّ معاوية - عليه غضب الله - أرسل إلى الحسين رسالةً، يحذّره فيها من الثورة عليه، وقال له فيها: «إنْ تكِدْني؛ أكدْك» فأجابه الحسين بجواب طويل: «وإني والله لا أجد لي عذراً بترك جهادك».وهنا ارجو ملاحظة الاضطراب ويستطرد فيقول فما الفرق بين معاويةَ وكلبِه يزيد؟
إذا كان الحسين مضطرّاً للصبر عن جهاد معاوية بقلّة الناصر؛ فهو مضطرٌّ لو أنّه صبر عن جهاد يزيد للسبب نفسه!والقياس هنا بائس يدل على عدم معرفة بالمجريات
ثمّ هل يقبلُ عسكريٌّ اليومَ أن يثورَ على حاكمه الظالم المجرم، مثل يزيد، بناءً على مكاتباتٍ جاءته من بلدانٍ، خذلت أباه وقتلته، وطعنت أخاه الخليفة؟
أنا أقول هذا الكلام؛ لأنني لا أعتقد بعصمة الإمام الحسين ولا الحسن ولا حتى عليّ بن أبي طالب، عليهم السلام!
وأرى حركةَ الحسين - بصورتها التي ذكرتُ - موقفاً اضطراريّا محضاً، لا يمكن أن يكون صواباً، في نظر أقلّ قائدٍ عسكريٍّ ثائر!
ختاماً: لما تقدّم كلّه أقول:
- ليس الاحتفال بذكرى عاشوراء مشروعاً أبداً!
- ليس تعيين أيّام لزياراتِ الأئمة والأولياء والصالحين مشروعاً أبداً.
- ليس جعل قبر أيّ عظيم عيداً (معتاداً بوقتٍ) مشروعاً أبداً.
- ليست زيارة القبور لتقديس الموتى وتعظيمهم مشروعةً أبداً، إنما المشروع؛ هو الزيارة الاتّفاقية، من غير تعيين، للعبرة والعظة وتذكّر الآخرة.
- ليس في الإسلام شيءٌ اسمه زيارة الأربعين، فهذا تقليد فرعوني وبابليّ وثني قديم.
وهؤلاء الوثنيون كانوا يعملونه مرّةً واحدةً، ورافضة اليوم جعلوه عيداً سنويّاً تكرر ربما أكثر من ألف مرّةٍ حتى اليوم!
خلاصة الكلام: إذا كانت زيارةُ الأربعين غيرَ مشروعةٍ، فلا يسعنا أن نقول: إنّ الزائر مأجور على تلك الزيارة، سواء مشى على قدميه أم ركب في السيارة.
ولا أرى مقصداً شرعيّاً واحداً يتحقق من هذه الزيارة البدعيّة الكبيرة، بل أراها تفرز كثيراً من المفاسد الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والأمنيّة، بغير هدىً من الله تعالى، أو من سنّة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلم.



من متابعتي لمنشورات هذا الرجل اكد لدي انه مضطرب فكريا ومنهجيا للحد الذي يمكن القول معه بانه يفتقد لابسط قواعد المنطق الفطري وتتضح من عباراته مقاصد الغرض الطائفي المقيت فكلماته غير المنتظمة موضوعيا تؤكد هذا الاستنتاج
وأخيرا نشر افتاء يرى فيه ان مليونية الأربعين بدعة وان موسم الأربعين الحسيني الذي يحييه الشيعه في العالم وهم يتوجهون لضريح الحسين الشهيد سبط النبي وريحانته وقطعة من قلبه الشريف لاظهار الحب والولاء له ولمنهجه وقيمه العاليه في التضحية التي يندر مثلها في التاريخ عمل غير مشروع ويجهد نفسه ويعصف ذاكرته لابطال هذا الموسم المؤازر للحق ولال البيت بمنهج تلفيقي وانتقائي محض يلتقط فيه ما له صله وما ليس له حتى لو بعيده عن غرضه المتحامل على شيعة العالم ويسوقها ربما لارضاء الممول او لتنفيذ امر من اوامر مراكز الفتنة والعبث بأمن العراق وتقويض مستقبله لان الشيعه يقودون تجربة دينية ناهضة يقودون فيها لواء التنوير الإسلامي بقرائتهم الاجتهادية للاسلام الذي قرأه النصوصيون تحت مسمى المنهجية السلفية التي صنعت ازمنة التخلف والدمار والانحطاط في العالم الإسلامي وانجبوا بقرائتهم فرق القتلة للعالم المتحضر الاسلامي وغيره مثل القاعدة وداعش حتى صيرتم المسلمين مسخرة للعالم وسببت احتقارا وازدراء لديننا وبلدنا منطقة للعقوبات الدولية
ومن عصر ما بعد النبي ص العلمية صار خصوم ال البيت عبيد السلطان الجائر الذي تحرمون تغييره لصالح قيم الإنسانية وتفتون له بما يبرر جرائمه
من معاوية ويزيد حتى المجرمين من الحكام ومنهم من كنت تعمل له وتبرر جرائمه وتتعاون مع اجهزته وتستلم منه المال المغصوب من جياع العراق قرابة عقد من الزمان وفي النص تجد الانتقائية المفضوحة التي تجمع بين فهم متخلف لنصوص لاندري مدى صحتها من سقمها وقد كذبتم على رسول الله زمنا بلغ مائة عام حينما كنتم تحرمون تدوين السنة حتى يكتمل مسلسل الكذب عليه فصنعتم دينا غير الذي جاء به النبي ص وتفسروه حسب اهوائكم بصلافة لا نظير لها وبين منهج المقاصد الذي هو منهج الراي والعقل الذي حاربتموه وقتلتم اهله من المعتزلة وفسقتموهم وبدعتموهم واتضح ان مقاصديته هي هواه ورايه الشخصي وغرضه السقيم الذي ياخذ عليه اجرا من المال السحت الحرام فكانت لائحته التي وقفت ضد الحسين ع تفتقد للمنطق السليم اذا كلها عبارة عن مقولات خاضعة للاحتمالات وتعدد الاستفادات و وقد تسالم اهل العلم على انه متى تطرق الاحتمال للدليل سقط به الاستدلال لكن التخلي عن العلمية بتسفيه مليونية الشيعه كان الدافع عليها انها ارعبتهم ارعبهم هذا الولاء والفداء والتعلق الذي لا تعرفه نفوسهم حتى لرموزهم وهذه المليونية التي تظهر ان الازمنه القادمة هي ازمنة الشيعه لانك من امة السلاطين وهؤلاء امة الحسين الرافض لظلمكم وعسفكم وفهمكم الغبي للدين ولمجريات عصر من تسموهم الصحابة والتابعين فاختلط عندكم الدين بالتاريخ وتحول سلوك حكام الجور عندكم الى دين في حين ان هؤلاء الذي تنكر عليهم انهم ذهبوا متضامنين مع الثائر الفدائي التاريخي ونموذج التحرر الانساني من تبعية حكام الانحطاط من الامويين الى الحكام المعاصرين ممن يتعكز على طائفية السلاجقة وبغضهم لال النبي فكلما اردنا ان نفصل بين من يسمون انفسهم اهل السنة وبين النواصب تظهر حقيقتكم وضميمة النصب التي زرعها بنو امية ومن تلاهم كابن تيمية ومن انجبه منهجه البغيض مثل ابن عبد الوهاب والاخوان والقاعدة وداعش اعداء الانسانية والسلام وجمع الشمل في نفوسكم المبتنية على بغض الابرار من ال البيت
وجل ما تعولون عليه روايات كتبتها ايديكم ووضعتم لها اسانيد ركبتموها على متون ناصبية المضمون ورواها مدونو السلاطين منكم لا يتيقن الانسان من صحتها لمنعكم تدوين السنة مائة عام ولو تنزلنا فقلنا انها صادرة منه ص فانكم بسبب العقلية النصوصية لا تفرقون بين ما كان زمنيا وتدبيريا من الاحاديث وبين الثابت الجوهري المطلق لكل الازمان فقد كان النبي ص يعالج في سياساته تعلق الجاهلية الأولى في عقول الاعراب فنهاهم عن تعظيم ابائهم والخلط بين تعظيم الله وتعظيم الأشخاص فنهى عن بناء القبور واتخاذها مساجد والامر خاص بحالة وزمن ويقيني انها كانت الزامات لمن لا يزال قريب العهد بالشرك فلما عم الايمان انتهى الحكم بانتهاء علته وصار تعزيز الايمان بالحضور في مشاهد الاولياء تركيزا للايمان والولاء لمنهج العترة الطاهرة
ثم اليس قبره ص في وسط مسجد يسمى المسجد النبوي و قد صار له مشيد وتزوره الناس وترجو منه الشفاعة وتتوسل به الى الله الا يشمله قولكم ((لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ )) حتى يروى انه ص قال مابين قبري ومنبري روضة وهو تصريح بانه قبر لنبي صار مسجدا
ومثله وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً وهناك زيارة مسنونة لقبر الرسول في أيام الحج والعمرة فقد ورد انه ص قال من لم يزرني فقد جفاني ولعمري لقد اغمض المفتي هذا عينه عن مسجد ابي حنيفة النعمان والذي فيه قبره وهو من كبار فقهاء الإسلام ولعل اغلب فقهاء اهل السنة عيال عليه وان جمهور الحنفية يزورون قبره في جامع ابي حنيفة بالاعظمية و ولعلك ممن زاره عشرات المرات وكذلك قبر الشيخ الكيلاني المتصوف الكبير وصاحب الطريقة القادرية وملايين المسلمين يشدون اليه الرحال ويزورونه وقد اضطررتم للتاويل بانكم تقصدون المكانة الدينية وليس الشخص وهذا ينطبق من باب أولى على الحسين فهلا اعتبرتم البناء لمكانة الحسين لكن الشيطان يعمي ابصار اتباعه عن رؤية الحق وقد انساكم ان الزمان والمكان قرينتان على المعنى من النص وان الأعراف الاجتماعية وقت صدور الحديث ربما تكون كاشفة عن اطلاقية النص او خصوصه بحال محدد
وعليه فان الأعراف الجديدة تحتاج فهم جديد للنصوص ولذا يتطلب ممن يفتي الناس وينصب نفسه ناطقا عن الله ومحددا للحرام والحلال ان يفقه ان العالم اليوم قد صارت فيه اعراف جديدة فما لم تضر بالإنسان ومادامت خزينا لمحبة ال البيت وتوليهم والتعاطف مع قضاياهم فهي في دائرة المباح اذا جاريناك في تعكزك على المقاصد التي جوهرها تحقق المصلحة الكلية القطعية الضرورية كما يحددها الغزالي وليست مصلحة طائفة اوالتناغم مع احقادها التاريخية وصراعها السياسي والمذهبي مع الشيعة
ومن المغالطة والتضليل الفتوائي انك ذكرت ان حداد المراة لا يصح بعد أربعة اشهر والنص لا علاقة له بموضوع النقاش فانظر كيف تدلسون على الناس وتلملمون ما له صلة وما ليس له لترسيخ موقف معادي للعترة فالمسلمون الشيعة يعلنون الاحتجاج على ظلم الأوائل لال البيت وليس حدادا
والحداد على من يموت حتف انفه والمناط ان من يقتل مظلوما ويسحق جسده بعد قتله وتسبى عياله وهم حرم رسول الله وتحرق خيمهم وتسلب من أطفالهم ما يلبسونه وتجير النسوة على المثول امام اعتى زنيم على وجه الأرض تسمونه امير المؤمنين يزيد يناسبه الاحتجاج التاريخي المتواصل الى قيام الساعة فالشيعة يمارسون النصرة للمظلوم ويستعدون للثار له وممن رضي بفعله فليسوا فقط انهم في ظرف الحزن وان كان ذلك باديا لكن الجوهري انها ظلامة كبيرة بقدر تاريخ المسلمين كله نواجهها بادراك حجم الاسفاف والتعسف والجور على ذرية محمد ص ومن الغريب انكم تزعمون كونكم مسلمين فلا تستنكرون بشاعة الجرم الاموي فضلا عن انكم تهرجون بان الشيعه اهل بدعة وتفتون الناس بالسوء وستقفون يوم الورود عند عادل حكيم مقتدر وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون
اما عمل من تسميهم اهل العلم فعلى فرض صحته فهو اجتهاد راي منهم لا يلزم غيرهم فتامل التلفيق وحشد ما تضلل به الناس من انها ادلة دينية على مدعى طائفي مقيت تفوح منه رائحة معاداة ال البيت ولاحظ انك تركت مالكا وابي حنيفة والحنابلة والاباضية وذكرت رايا نسبته للشافعي في صنع طعام لاهل المتوفى ومعلوم ان للشافعي اقوال عدة في المسالة الواحدة بين القديم والجديد ناهيك ان الموضوع اجنبي تماما عما انت فيه
ثم ان جعفر وحمزة قتلا في معركة مع اسلافكم من المشركين من بني امية الذين مثلوا بحمزة واكلوا كبده تشفيا وصاروا بعدئذ مسلمة الفتح ثم نزوا على منبر رسول الله وسماهم النبي الشجرة الملعونة فذهبا شهيدين كريمين بلا مظلمة كبيرة كمظلمة الحسين اذ ان الفريق المشرك كان يعلن موقفه وليس الامر كالحسين الذي هو وريث جده فيقتله من تسمونه ( امير المؤمنين يزيد ؟؟ ) انظر الفارق وانظر اي قياس مع الفارق فلا مناسبة لذكر وفاة ابراهيم بن النبي الا تضليل وتدليس وحشد ملفق للوصول الى مبتغى تنصر فيه اهل البغي والظلم والعدوان على سلالة النبي الاكرم وفي قصة موت إبراهيم عند اهل التاريخ ما يعاكس قولك فقد بكى النبي عليه وزار قبره
اما دعواك بان كتب السنة والشيعة تخلو من نَدب المسلمين إلى زيارةِ أيّ قبر، لا قبرِ الرسول، ولا قبر الحسين. فهذا كذب بتعمد لان كتب الشيعة وصحاحهم مملوءة بالندب المؤكد وكتب السنة المعتدلين تدعو لزيارة القبور والترحم على الشهداء الابرار ومن جملة دواعي الزيارة (لأنها تذكّر بالآخرة) ومّا زيارةُ القبور لتعظيم الميّت بجرم او حرام اذا كان المزار قد جاء بفعل عظيم وتعظيمه تعظيم لله لانها شعيرة واحيائها من تقوى القلوبّ
وذكر علماء الشيعه الامامية والزيدية والاسماعيلية والذين يحبون ال البيت من السنة ان في ذلك قربةً وعبادةً؛ ففتواك انها غير مشروعٍة البتة!َ افتئات على الله وستقف طويلا امام الباري لانك كذبت على الله واستطيع ان ادلك على عشرات الروايات من ان الائمة من ال البيت ندبوا لذلك ورويت هذه الروايات حتى في كتب اهل السنة ولكن العمى الطائفي لا يمكن المتحامل من رؤية الأمور ببصيرة وقد لا توفقون الى رؤية الحق
ويلاحظ انك تعترض على التوقيت ولا ترى ان الأمم كلها تحي ايامها في توقيتات مرور عام او أعوام فليس في ذلك شيء غير عقلاني
ولو افترضنا ان لا ذكر للاربعين فهل الحشد الايماني المتضامن مع الحسين فيه ضرر الا اذا تناغمت مع من يريد طمس جريمة بني امية وحمل الأجيال على نسيانها لان عماد مذهبهم قائم على نزاهة الامويين ومن سكت عن جريمتهم من الصحابة واجيبك على سؤالك غير البريء ما المقاصدُ الشرعيّة التي تبتغى من وراء هذه البدعة الكبيرة (زيارة الأربعين)؟ وهل فيها مصلحة لأمة الإسلام، لا تتحق إلا بهذه الزيارة؟ و هل في تعطيل عشرة أيام من محرّم، من أجل عاشوراء، وتعطيلِ شهرٍ كاملٍ من أجل الأربعين مصلحة شرعية لا تتحقق إلا بهذه الزيارة المخترعة؟ أقول لقد قتلتم العلماء والابرار تحت تهمة البدعة والان تريد ان تجرم مئات الملايين وتتهمهم بالبدعة نعم فضح تاريخ الظلم على ال البيت مقصد شرعي ودفع الناس للتضامن مع الحق مقصد شرعي والتعطيل امر اداري يمكن ان يقلص او يزاد حسب الظروف ويمكن ان تنظم هذه المليونية بشكل اخر
اما وسؤالك
- هل في إنفاق تلك الأموال الطائلة على زيارةٍ بدعيّة أصلاً؛ ثوابٌ من الله تعالى؟ فهو سؤال تدليسي اذ انك تصفها بدعية وكان احرى بك ان تكون منصفا وتتجنب لغة التكفير والتبديع وانت تطرح اراءك أقول على ماذا تصرف الأموال اليس على اطعام الجائع ومساعدة الفقراء والزوار والمحبين لال البيت فاين الضير في ذلك الم يجمع الفقهاء ان الانفاق على البر لا اسراف فيه مع حرمة الاسراف بالعنوان الاولي لكن العمى الطائفي يشوه كل الجمال الاخلاقي واقسم بالله ان الحسين ع جعل العراقيين ينالون البر لانهم انفقوا مما يحبون وزرع فيهم الشهامه والغيرة والايثار والكرم والتاخي وكل تلك قيم انتم تعدونها بدع سبحان الله على هذا البؤس والتنكر لابسط المفاهيم الأخلاقية
ثم بعد قرابة سبعة قرون يكرر هذا المفتي مقولات ابن تيمية فيقول (( هل وقعةُ كربلاء كلّها، من بدايتِها إلى نهايتها، حقّقت مقصداً شرعيّاً، ينبغي اتّخاذه أسوةً تتكّرر في كلّ عام؟ )) وهذا نكران قبيح لكل الماثر التي حققتها ثورة الحسين ومنها انقراض فكر بني امية وانقراض وجودهم وغيهم وسقوط دولتهم الباغية التي استغل أعداء الإسلام مجرياتها للتشنيع على دين الله وعندي ان هذا المفتي البائس وقع في الخلط فصرف النظر عن الإصرار الحسيني رغم اراجيف من أراد ثنيه وتوجه وهو يعلم علم اليقين انه فدائي الامة لتستعيد وعيها فليس الرجل قد قاوم مضطرا
ويتساءل المفتي بعد ان انتقل من تبديع الزيارة وتسفيه شان الاربعينية الى تحليل بليد يبدأه بالسوال الاتي
هل من النظر السياسيِّ الذي يتعامل به جميع الخلق اليوم؛ أنّ قائداً خذلته عشيرتُه وأمّتُه، لم يناصره منهم إلّا نفرٌ يسير؛ يجمع أطفاله وأطفال إخوانه ونساءه ليتعرّضوا لمثل هذه الميتة المأساة؟ وكانه يريد ان يتهم الحسين بقصر النظر ولم يستطع ان يتفهم إصرار الابرار على استعادة وعي الامة بدمائهم وتظهر النوايا في دفاع المفتي عن بني امية بقوله لم يكن بنو أميّةَ - على ظلمهم وطغيانهم وصلفهم - يتعرضون للحُرَمِ والأطفال غير المحاربين، ومَن يقول غير ذلك؛ فكذّاب! بهذا يكذب جل المؤرخين كالطبري والمسعودي وان كثير وابن الجوزي ناهيك عن كتب المنصفين من المسلمين غير الشيعه ويتساءل : إذا كان الحسين مضطرّاً للصبر عن جهاد معاوية بقلّة الناصر؛ فهو مضطرٌّ لو أنّه صبر عن جهاد يزيد للسبب نفسه! والامر دال اما على قلة الفهم او تسطيح التفكير فالحسين كان ملزما بما قطعه الامام الحسن حتى اذا نقض العهد صار الامام امام مسؤولياته واظن ان الرجل تتركز ثقافته على علم الحديث وهو ضئيل المعرفة بالفقه وبالتاريخ وكان عليه ان يستكمل مؤهلات من يكتب للناس ما يسميه موقفا شرعيا
ومن البؤس النظري ان ينتهي الى ما انتهى اليه من نتيجة وكأن امانيه تنحصر بان يتراجع الحسين عن اظهار كلمة الحق فيقول إذا كان الحسين مضطرّاً للصبر عن جهاد معاوية بقلّة الناصر؛ فهو مضطرٌّ لو أنّه صبر عن جهاد يزيد للسبب نفسه! ويبرر لجريمة بني امية بقوله (( هل يقبلُ عسكريٌّ اليومَ أن يثورَ على حاكمه الظالم المجرم، مثل يزيد، بناءً على مكاتباتٍ جاءته من بلدانٍ، خذلت أباه وقتلته، وطعنت أخاه الخليفة؟ وفي هذا اتهام للامام المقدام بانه لم يحسب حساب بطش بني امية جريا على قاعدة الخنوع
وأرى حركةَ الحسين - بصورتها التي ذكرتُ - موقفاً اضطراريّا محضاً، لا يمكن أن يكون صواباً، في نظر أقلّ قائدٍ عسكريٍّ ثائر! وهذا القول ماخوذ من الناصبي ابن تيميةون
أقول في الختام لم يعد العالم مضللا كما كان فقد فتح العالم الرقمي الافتراضي تامدونات واباحها للجميع فاسقط من ايدكم ما كنتم تتكئون عليه من حجب الحقائق عن الناس والان ستلاقون الازدراء كله وسيكون خزيكم في الاخرة اكبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية