الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب -رافائيل ميدوف- : -أمريكا والهولوكوست: تاريخ وثائقي-

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2022 / 9 / 19
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


أول مجلد شامل للتدريس حول استجابة أمريكا للهولوكوست (1) من خلال وسائل الإعلام المرئية ، "أمريكا والهولوكوست: تاريخ وثائقي" هو كتاب "رافائيل ميدوف" (*)- Rafael Medoff - يستكشف الموضوع المعقد من خلال عدسة مائة وثيقة مهمة تساعد في إلقاء الضوء على الحلقات والقضايا الرئيسية وتوضيحها.
_____________________
(*) - أستاذ أمريكي للتاريخ اليهودي والمدير المؤسس لمعهد ""ديفيد وايمان" لدراسات الهولوكوست" ، ومقره في واشنطن العاصمة ويركز على القضايا المتعلقة باستجابة أمريكا للمحرقة. اتهم وزارة الخارجية الأمريكية بالتقليل من شأن معاداة السامية الرسمية في العالم العربي ، وأجرى مقارنات مع التقليل من شأن معاداة السامية الألمانية الرسمية في ثلاثينيات القرن الماضي. ألف عدة كتب عن التاريخ اليهودي الأمريكي والصهيونية والهولوكوست. نُشر كتابه الأول ، "الصمت المُصمم: القادة اليهود الأمريكيون والمحرقة" في 1987 وصفته جمعية المكتبات اليهودية بأنه "كتاب ملعون لا يمكن تجاهله" و "مساهمة مهمة في دراسة فترة الهولوكوست". وكتاب " صهيونية ميدوف والعرب: معضلة يهودية أمريكية ، 1898-1948 " نشر في عام 1997، و كتاب " الصهيونية المقاتلة في أمريكا: صعود وتأثير حركة جابوتنسكي في الولايات المتحدة ، 1926-1948" المنشور في 2002، كتب أخرى.
(1) – الهولوكوست أو "شوعا"- Shoah – ( أي "الكارثة" بالعبرية) هي عملية الإبادة المنهجية التي نفذتها ألمانيا النازية ضد الشعب اليهودي خلال الحرب العالمية الثانية ، والتي أدت إلى اختفاء ما بين خمسة وستة ملايين يهودي ، أي الثلثين من يهود أوروبا وحوالي 40 في المائة من يهود العالم. كما تستخدم مصطلحات "الإبادة الجماعية لليهود" أو "الإبادة الجماعية اليهودية" أو "تدمير يهود أوروبا". وصف النازيون اليهود ، بأنهم "أعداء لا يمكن التوفيق بينهم" وتم استيعابهم من قبل أيديولوجيتهم في عرق أدنى ، وتم تجويعهم حتى الموت في الأحياء اليهودية في بولندا والاتحاد السوفيتي المحتل ، أو قُتلوا باستخدام الأساليب التالية: إطلاق النار الجماعي من قبل وحدات القتل المتنقلة على الجبهة الشرقية - المعروفة باسم "الهولوكوست بالرصاص" - ؛ السخرة والعمل الشاق والمجاعة في معسكرات الاعتقال ؛ استخدام الغاز في "شاحنات الغاز" أو في غرف الغاز بمراكز الإبادة. في الحالة الأخيرة ، يتم التخلص من الجثث ، المحرومة من الدفن ، من خلال الاستخدام المكثف لأفران حرق الجثث وتناثر الرماد. هذا الجانب من الهولوكوست سمي بالإبادة الجماعية الصناعية الفريدة في التاريخ. أدى رعب هذه "الجريمة الجماعية" ، بعد الحرب ، إلى تطوير المفاهيم القانونية "للجريمة ضد الإنسانية" و "الإبادة الجماعية". وتعتبر هذه الجرائم غير قابلة للتقادم بموجب اتفاقية عدم التقادم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، التي اعتمدتها الأمم المتحدة في 1968. وتم استخدام هذه المفاهيم لاحقًا في سياقات متعددة ، لا سيما الإبادة الجماعية للأرمن ، و"التوتسي"... كما تم إثراء القانون الدولي الإنساني باعتماد اتفاقيات جنيف لعام 1949 ، التي تحمي السكان المدنيين في وقت الحرب.
________________________

يتمحور كل فصل على خمسة مستندات رئيسية: اثنان في شكل صور وثلاثة في شكل نصوص. ويتبع المقدمات الفردية التي تضع الوثائق في سياقها نصا توضيحيا ، وتحليل الآثار التاريخية. ويوثق مقال ختامي يوضح كيف توصل العلماء إلى المعلومات المقدمة.
تتناول الفصول العشرون مجموعة واسعة من الموضوعات والأحداث ، من بينها استجابة أمريكا لصعود هتلر ، والرأي العام الأمريكي حول اليهود ، وسياسة الهجرة ، ومشروع قانون "واغنر روجرز" ( 2) - the Wagner-Rogers bill to save children - لإنقاذ الأطفال ، والمنقذين الأمريكيين ، والتغطية الإخبارية للفظائع ، واليهود الأمريكيين والمسيحيين، الردود على الهولوكوست ، وحملة عمليات الإنقاذ الأمريكية ، ومسألة قصف "أوشفيتز" (3)- Auschwitz -، و أخيرا التحرير.
________________________________
(2) - قانون - Wagner-Rogers- لعام 1939 هو الاسم الشائع لمشروعي قانون متطابقين في الكونجرس (أحدهما في مجلس النواب الأمريكي والآخر في مجلس الشيوخ الأمريكي) يقترحان قبول 20000 طفل لاجئ ألماني في الولايات المتحدة خارج حصص الهجرة. وعلى الرغم من جلسات الاستماع في الكونجرس والمناقشات العامة في ربيع عام 1939 ، لم يتم التصويت عليهما.
(3) - "معسكر اعتقال أوشفيتز" هو أكبر مجمع معسكر اعتقال في الرايخ الثالث ، كان عبارة عن معسكر اعتقال ومركز إبادة. كان يعمل سابقًا كمعسكر عسكري ، ويقع في "كراكوف " في بولندا التي ضمها الرايخ بعد غزوها في سبتمبر 1939. تم إنشاء هذا المعسكر ، الذي أدارته قوات الأمن الخاصة ، منذ 27 أبريل 1940 بمبادرة من "هاينريش هيملر"؛ تم تحول إلى مركز إبادة في نهاية 1941). تم تحريره من طرف الجيش الأحمر السوفييتي في 27 يناير 1945. في غضون خمس سنوات ، مات أكثر من 1.100.000 رجل وامرأة وطفل في "أوشفيتز "، بما في ذلك 900000 يوم وصولهم ، و 90 في المائة من الضحايا كانوا من اليهود ( ما أطلق عليه النازيون "الحل النهائي") في غرف الغاز أو أحيانًا بالرصاص ، لكنهم ماتوا أيضًا بسبب المرض أو سوء التغذية أو سوء المعاملة أو التجارب الطبية الوحشية.
_______________________________

سعى الكتاب إلى عرض المستندات الحقيقية كوسيلة لفهم القضايا الأساسية المرتبطة بالفصل الحاسم في التاريخ الأمريكي وموازنة الأسئلة المتعلقة بالفظائع الجماعية في عصرنا.
فكيف ، في أوج الهولوكوست ، ساد صمت الصحافة واليهود الأمريكيين عن "الحل النهائي النازي" ؟
يكشف كتاب جديد آخر كيف قللت الصحافة من شأن أخبار الإبادة الجماعية حتى أواخر 1943 ، وعدم اتخاذ "روزفلت" والقادة اليهود أي إجراءات.
في 29 يونيو 1942 ، خصصت صحيفة "شيكاغو ديلي تريبيون" فقرة لـ "الحل النهائي" الألماني في أوروبا: "وفقًا للجزء البريطاني من المؤتمر اليهودي العالمي ، يقدر اليوم أن أكثر من مليون يهودي قتلوا أو ماتوا كنتيجة لسوء المعاملة في البلدان التي يهيمن عليها الألمان "، وهذا ما جاء أيضا في نشرة وكالة "أسوشيتد برس". خصصت الصحف مساحة صغيرة جدف لإبادة يهود أوروبا، مع وضعها بعيدة عن الصفحة الأولى وموضوع الغلاف الرئيسي.
مثل صحيفة "شيكاغو ديلي تريبيون" ، نشرت لوس "أنجلوس تايمز" أيضًا تقرير "أسوشيتد برس" "مليون قتيل" في نهاية يونيو. لكن هذه الخطوة المهمة في "الحل النهائي" لألمانيا وُضِعت في الصفحة الثالثة فقط ، بموجب مقال مخصص للجنود البريطانيين الذين أسرتهم ألمانيا: "النازيون قتلوا مليون يهودي" ، بحسب أحد التحقيقات."

قال رافائيل ميدوف ، بهذا الخصوص:
" إذا كانت أخبار مذبحة مليون يهودي في يونيو 1942 تعتبر ذات مصداقية كافية ليتم نشرها ، فإنه وفقًا لمعايير التحرير التقليدية المعروفة ، كان يجب التعامل معها على أنها أخبار ترد في الصفحة الأولى أو شيء من هذا القبيل".
في تلك المرحلة من الهولوكوست - صيف 1942 - نشرت "لجنة التوزيع المشتركة الأمريكية" مقالًا ، بناءً على مصادر محلية ، حول "مذبحة بابي يار" (4) بضواحي مدينة كييف. يصف المقال بتفصيل كيف تم تحريك الأرض لأيام بعد عمليات الإعدام الجماعية، لإحداث مقبرة جماعية التي حوت 33771 ضحية.
____________________
( 4) - grandmother s ravine "بابي يار" باللغة البولندية تعني " واد الجدة" - grandmother s ravine - أو "واد النساء الطيبات"- ravine of good women- هي أكبر مذبحة الهولوكوست الأوكرانية بالرصاص التي نفذتها وحدات القتل المتنقلة في الاتحاد السوفياتي.
__________________________

"في ربيع 1942 ، مع تكاثر تقارير المذابح ونقل العديد من تفاصيلها إلى العالم الحر من قبل مصادر موثوقة ، بدأت تظهر صورة جديدة مزعجة جدا... لكن بدلاً من سؤال مسؤولي إدارة روزفلت عن الإبادة الجماعية الوليدة ، تجنب الصحفيون الموضوع تمامًا... العديد من المراسلين والمسؤولين الحكوميين كانوا يعتقدون أن المعلومات حول المذبحة مبالغ فيها". يقول "ميدوف".

في سبتمبر 2022 ، برمجت محطة - PBS International - بث مسلسل -"The US and the Shoah" - من ثلاثة أجزاء من إخراج "كين بيرنز". ومن خلال فحص الفترات التي سبقت وأثناء الهولوكوست بعيون جديدة ، يبدد هذا الفيلم الأساطير المتنافسة التي تقول إن الأمريكيين إما كانوا يجهلون الاضطهاد غير المسبوق الذي واجهه اليهود في أوروبا ، أو أنهم كانوا ينظرون إليه بلامبالاة قاسية. كما يلقي نظرة صريحة على الأدوار التي لعبها علم تحسين النسل والعنصرية ، فضلاً عن كراهية الأجانب ومعاداة السامية ، خلال هذه الأزمة وطوال التاريخ الأمريكي. في هذه العملية ، تتصارع الأسئلة التي تظل أساسية في المجتمع الأمريكي اليوم: هل أمريكا حقًا ، كما تدعي ، أرض المهاجرين؟ لماذا فشلت في إنقاذ "شعب" في وقت كان في أشد الحاجة إلى مساندتها؟ وكيف تشكل الصراعات المستمرة حول كيفية تعريف ماضيها ومستقبلها كدولة؟ في الواقع إن مسلسل "الولايات المتحدة والهولوكوست" يحكي قصة كيف تصارع الشعب الأمريكي مع واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في القرن العشرين ، وكيف اختبر هذا النضال المثل العليا للديمقراطية الأمريكية.

يقول "ميدوف": "قلة من الصحفيين الأمريكيين سألوا الرئيس "روزفلت" أو كبار مساعديه عن سياستهم بخصوص عدم المساعدة خلال الهولوكوست". لقد كان تنازلًا فطيعا عن مسؤوليتهم كصحفيين و وشكل ذلك مأساة أخلاقية مروعة".

لقد تم تغطية أخبار ما يسميه المؤرخون اليوم "الهولوكوست بالرصاص" - وهي المرحلة الأولى من المذبحة في الهواء الطلق للإبادة الجماعية - لأول مرة في صحيفة "نيويورك تايمز" في 26 أكتوبر 1941. مقالة قصيرة في الصفحة السادسة تفيد بأن "عشرات آلاف "اليهود تمت تصفيتهم من قبل الوحدات الألمانية في ما كان يعرف آنذاك بمنطقة "كامينيتس بودولسك" البولندية".
يقول "ميدوف" : "بين مقال في صحيفة نيويورك تايمز في أكتوبر 1941 ونهاية عام 1943 ، تم تأطير الهولوكوست كسلسلة من المذابح غير ذات الصلة ، على عكس الخطة طويلة المدى التي وضعتها ألمانيا لـ "إبادة" اليهود في جميع أنحاء العالم تحت ستار حرب".
خلال فترة لا تتعدى السنتين ، قتلت ألمانيا والمتعاونون معها معظم الضحايا اليهود البالغ عددهم 6 ملايين - ضحايا الهولوكوست.
بينما واصلت الصحف الأمريكية الإبلاغ عن مذابح اليهود التي تبدو غير ذات صلة، أقامت ألمانيا ستة معسكرات موت في بولندا المحتلة من أجل "تصنيع" "الحل النهائي" على مستوى القارة.
على عكس الصحف اليومية الأمريكية التي تناولت الإبادة الجماعية بطريقة محتشمة، غطت وسائل الإعلام اليهودية بانتظام قصصًا عن المذبحة. لكن - يقول "ميدوف" - لسوء الحظ ، لم يتصرف معظم قادة الجالية اليهودية بشكل حاسم بشأن هذه المعلومات.

في 17 يونيو 1942، ذكرت "وكالة التلغراف اليهودية" "مذبحة جماعية لا مثيل لها في التاريخ اليهودي". لاحظ شاهد عيان من غابة "بوناري" في ليتوانيا (خارج مدينة "فيلنا") ، "تدفق مستمر من الشاحنات ذهابًا وإيابًا ، وتنقل أكثر من 60.000 يهودي من جميع الأعمار إلى مكان الإعدام". تحت عنوان "60.000 يهودي تم إعدامهم في "فيلنا" الشهر الماضي في مذبحة مستمرة لمدة أسبوعين" ، "يصف شاهد العيان كيف تم إطلاق النار على اليهود بعد تجريدهم من ملابسهم". وفقًا للمقال، "كان من الواضح أن الأمر بقتل جميع اليهود صادر من برلين".

كما استمرت المذابح في "بوناري" في ليتوانيا - لأكثر من ثلاث سنوات ، ونجا منها 7000 يهودي فقط من 80000 يهودي قبل الحرب. خلال المرحلة الأخيرة من الإبادة الجماعية ، أُجبر السجناء اليهود على إخراج جثث الضحايا من القبر الجماعي وحرقها.
ومع ذلك ظل القادة اليهود يجرون أقدامهم. على الرغم من أن وسائل الإعلام اليهودية حاولت لفت انتباه الجمهور إلى ما كان يحدث في أوروبا ، إلا أن الحاخام الأكثر نفوذاً في البلاد ورئيس العديد من المنظمات اليهودية ، "ستيفن إس وايز" - Stephen S. Wise - امتنع أحيانًا عن نشر أخبار المجازر ، يوضح "ميدوف".

ابتداءً من 1942 ، وصل سيل من البرقيات والوثائق السرية إلى "وايز" – الذي كان أقرب صديق يهودي من الرئيس روزفلت- يقول "ميدوف" ، أجل "إظهار ولائه للرئيس شارك "وايز" في بعض جهود الإدارة للتقليل من أهمية المعلومات حول المذابح المكرسة ضد اليهود".

وسلط "ميدوف" الضوء عن فحوى ومآل البرقية المعروفة باسم - Riegner Telegram - والتي تم إرسالها إلى "وايز" من أحد اتصالاته في سويسرا في غشت 1942 ، تكشف عن خطة ألمانية لإبادة ملايين اليهود "بشكل منهجي". وقال "ميدوف" : "إن وزارة الخارجية طلبت من "وايز" كتمان الخبر حتى يمكن التحقق منه ، ووافق على ذلك ( 5).
_______________________
(5) – انظر قصة هذه البرقية أسفل نهاية هذه الورقة.
_______________________

"لكن هذا الوعد لإدارة روزفلت بعدم نشر هذه البرقية لم يُلزم "وايز" بعدم قول أي شيء علنيًا عما كان يعرفه عن المذابح من مصادر أخرى". يقول "ميدوف".

تم إرسال تقرير سري آخر - يُعرف باسم " برقية ستيرنبوخ " - Sternbuch Telegram - إلى "وايز" وغيره من القادة من قبل القنصلية البولندية في نيويورك في سبتمبر 1942. تمامًا كما هو الحال مع Riegner Telegram- لم يشجع "وايز" اليهود الأمريكيين على الاحتجاج.

أرسل "إسحاق" و"ريشا ستيرنبوخ" (6 ) برقية في سبتمبر 1942 إلى القادة اليهود الأمريكيين عبر القنصلية البولندية في نيويورك ، والتي كانت ، وفقًا لـ "رافائيل ميدوف" ، إحدى أولى الرسائل من أوروبا التي وصلت إلى الولايات المتحدة بمعلومات صريحة حول الإبادة الجماعية النازية. وكانت البرقية على النحو التالي: "بحسب المعلومات الموثوقة الأخيرة ، أخلت السلطات الألمانية آخر حي يهودي في وارسو ، وقتلت بوحشية حوالي مائة ألف يهودي. القتل الجماعي مستمر ... المرحلين من دول محتلة أخرى سيعانون من نفس المصير. يجب على المرء أن يفترض أن الانتقام الشديد من أمريكا فقط هو الذي يمكن أن يوقف هذه الاضطهادات. تصرف بقدر ما تستطيع لتحريك رد فعل أمريكي لوقف هذه الاضطهادات. تصرف بقدر ما تستطيع لإثارة مثل هذا رد الفعل ، لزعزعة رجال الدولة والصحافة والمجتمع ".
____________________________
( 6) - كانت "ريشا ستيربوخ" - Recha Sterbuch - ( 1905 - 1971 ) امرأة يهودية أرثوذكسية سويسرية من أصل بولندي ، اشتهرت بأنشطتها في إنقاذ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
_______________________________

وجاء في كتاب " ميدوف " – ""يجب على اليهود أن يظلوا هادئين": فرانكلين دي روزفلت ، والحاخام ستيفن إس وايز ، والمحرقة" -The Jews Should Keep Quiet : Franklin D. Roosevelt, Rabbi Stephen S, Wise, and the Shoah -ما يلي :
"من المدهش أن اهتمام [وايز] بمذبحة سبتمبر ، وأكتوبر ، وجزء كبير من نوفمبر 1942 ، كان ضئيلًا ، ومدى استغراقه في الشؤون الروتينية ، مثل التنافس التنظيمي مع اليهود ، والسياسة المحلية ، وقضايا أخرى أقل إلحاحًا " .

حسب " ميدوف "، كان العديد من القادة اليهود الأمريكيين - وكذلك بعض الصحفيين - مترددين في بعض الأحيان في التحدث بصوت عالٍ عن هذه المذابح خوفًا من رد الفعل المعادي للسامية في الولايات المتحدة. لكن "من الصعب معرفة الفوائد التي يمكن أن تنجم عن خلخلة الزعماء اليهود، أولئك الذين يدعون التحدث نيابة عن الشعب اليهودي وقيادتهم ملزمون بالتحرك وبالقيام بما يلزم في حالة طوارئ والتصرف وفقًا لذلك. عندما كان يتم قتل الآلاف من اليهود كل يوم في أوروبا ، كل دقيقة كانت تحسب ولها قيمتها. "

بحلول أواخر عام 1943 ، بدأت الصحف الأمريكية ، وأيضا "وايز" وغيره من القادة اليهود ، يتعرفون بوضوح على الطبيعة المنهجية للهولوكوست ، ومع ذلك، استمر مسؤولو إدارة روزفلت في التقليل من شأن المعلومات المتعلقة بالمذبحة وإخفائها في بعض الأحيان أو التستر عليها.

يقول "ميدوف": "مع وصول المزيد والمزيد من المعلومات ، بما في ذلك روايات شهود عيان عن المذابح ، إلى العالم الخارجي في 1943 ، بدأ القادة اليهود الأمريكيون في التحدث بطريقة أكثر استدامة. لكن إدارة روزفلت استمرت في قمع هذه المعلومات ، خشية أن يؤدي الإفراج عنها إلى زيادة الضغط الشعبي لفتح أبواب أمريكا أمام اللاجئين. "

استنادًا إلى الوثائق التي تم الكشف عنها ، قام "ميدوف" بتقييم الأسباب الكامنة وراء السياسات المصيرية لإدارة "فرانكلين روزفلت" أثناء الهولوكوست. وتعمق في الحقائق الصعبة: "بموافقة روزفلت ، قامت الإدارة عمدًا بقمع الهجرة الأوروبية إلى ما هو أقل بكثير من الكوطا التي وضعها القانون الأمريكي. كما رفضت إدارته قبول اللاجئين اليهود في "جزر فيرجن" - Virgin Islands - الأمريكية ، ورفضت المقترحات الخاصة باستخدام سفن "ليبرتي" الفارغة العائدة من أوروبا لنقل اللاجئين ، ورفضت النداءات بإلقاء القنابل على السكك الحديدية المؤدية إلى "أوشفيتز ، حتى عندما كانت الطائرات الأمريكية تقصف أهدافًا على بعد أميال قليلة منها فقط ، وهي الإجراءات التي لم تكن لتتعارض مع الهدف الأكبر المتمثل في كسب الحرب وهزم هتلر.

فما الذي دفع "روزفلت" هذا التصرف؟ محاولة للجواب يستكشف "ميدوف" السؤال الحساس المتعلق بمشاعر الرئيس الخاصة تجاه اليهود. وكشف عن أوجه تشابه قوية بين تصريحات "روزفلت" فيما يتعلق باليهود والآسيويين ، فإنه يربط بين سياسات الإدارة المتمثلة في استبعاد اللاجئين اليهود واحتجاز الأمريكيين اليابانيين.
في نهاية المطاف ، يزن "ميدوف" الخيارات الواقعية للإدارة لإجراءات الإنقاذ ، والتي ، إذا كان قد تم اتخاذها ، كانت ستنقذ العديد من الأرواح.
____________________ ~ ~ ~ ~~~~~~~~~~ ______________________________
قصة "برقية ريجنر"

كانت "برقية ريجنر" رسالة قصيرة أُرسلت من سويسرا إلى حكومتي بريطانيا العظمى والولايات المتحدة في غشت 1942. وأدت في النهاية إلى إعلان عام بأن القيادة الألمانية النازية خططت لقتل يهود أوروبا بشكل منهجي. لكن هذا الإعلان طاء متؤخرا.
ولد "ريجنر" في برلين بألمانيا في 1911. وفي أبريل 1933 ، طُرد "ريجنر" من منصبه، إذ كان يعمل تحت إمرة قاضي محكمة برلين بعد إقرار قانون إعادة تنظيم الخدمة المدنية المهنية ، الذي أزاح اليهود الذين اعتبروا "سياسيًا" عناصر "غير موثوقة" من مهن الخدمة المدنية. انتقل إلى باريس ، ثم إلى جنيف عام 1934 للدراسة بعد التخرج في القانون الدولي. في سويسرا ، استأجرت عصبة الأمم "ريجنر". في هذا السياق ، التقى الدكتور "ناحوم غولدمان" ، مؤسس المؤتمر اليهودي العالمي ( هيئة تمثيلية صهيونية دولية). وسرعان ما وافق "ريجنر" أن يصبح ممثل له في سويسرا.
بعد بدء الحرب العالمية الثانية ، كانت سويسرا محاطة إلى حد كبير بأراضي يسيطر عليها بلدان المحور. ونيابة عن الكونجرس اليهودي العالمي ، جمع "ريجنر" معلومات استخبارية من خلال شبكات يهودية سرية ووزع مساعدات مالية ومادية من خلال هذه القنوات.
لما قام رئيس قوات الأمن الخاصة "هاينريش هيملر" بجولة تفقدية لمعسكر "أوشفيتز" و تناول العشاء في فيلا مملوكة لشركة Giesche للتعدين. في غضون أسابيع قليلة ، وصلت تفاصيل جولة هيملر إلى "إدوارد شولت" ، المدير الإداري الألماني لشركة للشركة المذكورة - وهو مناهض للنازية سرًا ومخبرًا للمخابرات البولندية والسويسرية (ولاحقًا الأمريكية) – سافر إلى سويسرا في 29 يوليو 1942 ، لتمرير أخبار خطة القتل الجماعي لألمانيا النازية إلى ممثل عن الجالية اليهودية. وتحدث مع المصرفي الاستثماري السويسري اليهودي "إيسيدور كوبيلمان "، الذي التقى بدوره "بـنجامين ساجالويتز" ، رئيس مكتب المعلومات برابطة الجاليات اليهودية السويسرية. ثم اتصل هذا الأخير بـ " ريجنر" ، الذي كان له ، من خلال المؤتمر اليهودي العالمي ، اتصالات وثيقة في لندن ونيويورك. على الرغم من علم "ريجنر" أن المعلومات جاءت من "شولت" ، إلا أنه تعهد بالحفاظ على سرية هويته ، ونجح في ذلك. ولم يؤكد المؤرخون دور "شولت" في الإعلان عن خطة الإبادة إلا في 1983.
في 8 غشت 1942 ، زار " ريجنر" القنصلية الأمريكية في جنيف ، التي أفادت بأنه وصل "في حالة هياج شديد". في ذلك اليوم ، أملى برقية لنائب القنصل الأمريكي "هوارد إلينج" ، وأوضح "أن ما بين ثلاثة ونصف إلى أربعة ملايين يهودي في الأراضي التي يحتلها النازيون "تقرر إبادتهم بعد الترحيل والتركيز في الشرق للتخلص من في أوروبا ". غير مدرك لحدوث قتل جماعي بالفعل ، أخبر ريجنر وأن النازيين يفكرون في استخدام حمض "البروسيك" [إشارة على الأرجح إلى زيكلون ب].
أرسل "إلينج" - Elting - الرسالة إلى المفوضية الأمريكية في "برن" ، مضيفًا أن معلومات "ريجنر" قد تحتوي على عنصر من الحقيقة". لكن "ليلاند هاريسون "، أعلى دبلوماسي أمريكي في سويسرا ، لم يصدق "ريجنر" ، حيث كتب أن خطة القتل الجماعي كانت على الأرجح "شائعة حرب مستوحاة من إشاعة الخوف". ومع ذلك ، أرسل الرسالة إلى وزارة الخارجية في واشنطن العاصمة.
اتفق مسؤولو وزارة الخارجية في واشنطن مع الوزير "هاريسون ، على افتراض أن أخبار "ريجنر" لا يمكن أن تكون صحيحة. وقرروا عدم إرسال رسالة إلى المتلقي المقصود: الحاخام "ستيفن وايز" ، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ومكونه الأمريكي ، الكونجرس اليهودي الأمريكي.
كما زار " ريجنر" القنصلية البريطانية في جنيف. وقد أملى رسالة مماثلة على المسؤولين الدبلوماسيين هناك ، الذين أرسلوها إلى لندن. كان ممثل المؤتمر اليهودي العالمي في إنجلترا ، "صموئيل سيدني سيلفرمان" ، عضوًا في البرلمان. على الرغم من أن مسؤولي وزارة الخارجية ناقشوا ما إذا كانوا سيرسلون الرسالة إلى "سيلفرمان"، لأنه قد يكون لها "تداعيات محرجة" إذا علم الجمهور بالأخبار ، فقد قرروا في النهاية القيام بذلك. طلب "ريجنر" من "سيلفرمان" استشارة نيويورك. لذلك ، أرسل "سيلفرمان " نسخة من رسالة "ريجنر" مباشرة إلى الحاخام "وايز" ، والتي وصلت يوم السبت 29 غشت، بعد ثلاثة أسابيع من لقاء "ريجنر" مع "إلينج" في جنيف.
كان "ستيفن وايز" من أكثر الحاخامات نفوذاً في الولايات المتحدة. عندما تلقى البرقية ، أرسل نسخة منها إلى وكيل وزارة الخارجية ، الذي وافق على التحقيق في معلومات "ريجنر". كما طلب من الحاخام "وايز" عدم نشر الأخبار حتى يمكن تأكيدها من قبل وزارة الخارجية. أثناء انتظار انتهاء التحقيق ، شارك "وايز" المعلومات مع قادة آخرين من الجالية اليهودية ومسؤولين في الحكومة الأمريكية.
من أوائل سبتمبر إلى أواخر نوفمبر 1942 ، طلب "ويلز" أدلة وشهادات من الدبلوماسيين الأمريكيين في سويسرا ، والصليب الأحمر الدولي ، والفاتيكان. في النهاية ، أقنعه الدليل بأن أخبار "ريجنر" يجب أن تكون صحيحة. وفي 24 نوفمبر 1942 ، دعا "ويلز" الحاخام إلى وزارة الخارجية ، ووفقًا لما ذكره الأخير، أكد له أن الأدلة "تبرر مخاوفك العميقة".
تحدث "ستيفن وايز" مع مراسل "أسوشيتد برس" بعد اجتماعه مع " ويلز" في وزارة الخارجية. علما أنه علم بأن وزارة الخارجية لن تنشر خطة ألمانيا النازية الإجرامية ، لكنه أعطاه إذنًا لإبلاغ الصحافة.
في 25 نوفمبر 1942 ، أفادت الصحف في جميع أنحاء الولايات المتحدة بوجود اختلافات في التقرير ، على الرغم من أن معظمها وضع الخبر في الصفحات الداخلية بدلاً من الصفحة الأولى. أوضحت هذه المقالات أن ألمانيا النازية كانت تخطط لحملة قتل جماعي ، وأنها قتلت بالفعل مليوني يهودي.
رداً على الأخبار ، عقدت الجاليات اليهودية في العديد من دول الحلفاء مسيرات ووقفات احتجاجية ، وأعلنت الأربعاء 2 ديسمبر 1942 يومًا عالميًا للحداد. توقف آلاف العمال في الإكوادور لمدة خمس عشرة دقيقة كبادرة احتجاج. أضافت بعض الصحف الصادرة باللغة العبرية حدودًا سوداء إلى أغلفتها. الجاليات اليهودية في فلسطين ومصر وأستراليا ونيكاراغوا والعديد من البلدان الأخرى صاموا ، ولم يعملوا هذا اليوم، وأقيمت الصلوات في أكثر من 1500 كنيس يهودي في الولايات المتحدة ، وانضم آلاف اليهود إلى موكب كئيب في شوارع مدينة نيويورك.
كان موظفو وزارة الخارجية مترددين في تأكيد إعلان "وايز". ومع ذلك ، أدى هذا الضغط العام إلى قيام الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي وتسع حكومات حليفة في المنفى بإصدار "إعلان بشأن الفظائع" في 17 ديسمبر 1942. وقد أدان هذا البيان "الأعمال الوحشية الدموية" و " الإبادة الدموية لليهود" وتعهد بأن الحلفاء سيعاقبون مجرمي الحرب بعد توقف القتال. وبدأت القوات الأمريكية والبريطانية القتال قبل شهر واحد فقط في شمال إفريقيا ، وكانت بعيدة جدًا عن مراكز القتل في بولندا التي تحتلها ألمانيا ، حيث كانت تحدث معظم الفظاعات.
لم تكن برقية "ريجنر" أول معلومة عن مقتل اليهود تصل إلى الحلفاء. ومع ذلك ، أدى إعلان "ستيفن وايز" عن رسالة "ريجنر" إلى غضب عام واسع النطاق. وبعد نوفمبر 1942 ، عرف العديد من مواطني الحلفاء أن ألمانيا النازية لديها خطة لقتل يهود أوروبا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء