الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الحكم في العراق

اسراء حسن

2022 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


نحن على مشارف دخول العام الأول بلآ رئيس جديد للجمهورية ، ولا حكومة جديدة تشكلت ، بقيت الاوضاع على حالها تراوح مكانها بلا بادرة حل واضحة في الافق، بعد ان ضاقت السبل بالجميع وتعذر التوافق بين الكتل السياسية المختلفة على ايجاد مخرج من هذه الازمة السياسية المستحكمة .... لبقى الشعب وحده هو الذي يدفع ثمن اخطاء الكبار.. فاتورة باهظة بصورة يعجز اي مجتمع انساني عن استمرار تحملها بعد ان احالت حياته الى جحيم.لا يطاق.. ما بنته اجيال سابقة وتعبت فيه ينهار في لحظة. واجيال ناشئة ضائعة بلا امل في حاضر او مستقبل ، كارهة لحياتها بدلا من ان تكون مقبلة عليهآ .. ومع ذلك لا يتعلم الكبار من اخطائهم بل يزدادون عنادا وتصميما عليها..

لا نعرف الى متى سوف تستمر ازمة الحكم ، ولا الى اي نتيجة سوف تنتهي ، فالصورة تبدو ضبابية ولا تبشر بالخير ما دام المحاصصات الطائفية والتدخلات الخارجية هي القوى المحركة لهذه الازمة ، وهي من لا يعنيها ان يستقر العراق او لا يستقر، وانما كل ما يعنيها هو ان يتربع هذا الفصيل الطائفي او ذاك على مقاعد الحكم وان يمسك في يده بمفاتيح السلطة ومفاصل الدولة ، وليكن بعد ذلك ما يكون...

مصيبتنا الكبرى هي في تحولنا من دولة عربية قومية بامتياز الى دولة طائفية تدار لحساب فصيل مذهبي واحد، يرسم لنا معالم الطريق وينزع منا هويتنا العربية وانتمائنا القومي... اما عن باقي الطوائف التي طالما كانت حاضرة وفاعلة ومؤثرة في وطن قومي كبير يتسع للجميع كالعراق ، فقد جري تغييبها او تهميشها في احسن الاحوال...حقائق ناطقة تتحدث عن نفسها ولا تحتاج لمن يؤكدها او ينفيها... و لن يتحقق استعادة وطننا الا بكسر حاجز الخوف فرفض هذا الواقع المهين للعراق ولدوره وتاريخه ومكانته والتصميم على تغييره بالافعال وليس بالتمنيات وحدها هو الخطوة الأولى على طريق الالف ميل... وبدون اخراج العراق من نفق الطائفية المظلم واعطاء الحق في المشاركة للجميع بلا احتكار او هيمنة او استحواذ من طائفة واحدة على المشهد العام برمته كما هو حاصل الآن ، فلا امل ولا حاضر ولا مستقبل وانما تخبط وفوضى وتمزق وضياع.... هذه هي جذور المرض اما َما نراه من انسداد الافق السياسي، أو حل البرلمان، أو مشكلة اجراء الانتخابات، و التسريبات الصوتية، واعتصامات الشوارع وما تحدثه من تعطيل لشرايين الحياة، وحتى الغموض الذي يظلل الصورة الآن فهي مجرد اعراض وافرازات لا اكثر ولا اقل.

انها الديموقراطية التي كان الشعب يتمناها ويتطلع اليها كحل لمشكلاته بعد كل ما مر به من ازمات ونكبات كان الحكم الدكتاتوري المطلق بسياساته وقراراته الكارثية احد اهم عواملها واسبابها، كانت نتائجها اضطراب اداري وتعثر اقتصادي وعدم استقرار سياسي وهو من حباه الله بثروات بشرية وطبيعية واقتصادية كان يمكن ان تجعله احد اوفر دول هذه المنطقة حظا واكثرها استقرارا علي الاطلاق..

لا أعلم هل يكون الحل من الداخل والعراق على هذا الحال الذي نراه من الانقسام والتشرذم وتباعد المواقف وتضارب الدوافع والاهداف بين كل تلك الكتل الدينية والحزبية التي تتصدر المشهد السياسي وتديره لحسابها غير عابئة بالتداعيات والعواقب ؟ ام من الخارج وهو من لا يريد ان يترك العراق وشانه ويرفع يده عنه ليمارس العراقيون حقهم في اختيار رؤسائهم وحكوماتهم بارادتهم الحرة وكما يشاءون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان