الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كُرة القَدم العراقية واقع مُؤلم ومُستقبل مَجهول

محمد حسين مخيلف
صحفي وكاتب ومؤلف

(Mohammed Hussain Mkhelif)

2022 / 9 / 21
عالم الرياضة


وفق الواقع الذي نراه فإن مستوى الكرة العراقية لا يسر عدواً ولا صديق حيث انها تعيش ايام صعبة بسبب التخبط الاداري الذي تميز فيه الاتحاد العراقي لكرة القدم في الفترة الاخيرة ! وهنا لا نريد القول بأن واقعها في السابق افضل وإنها كانت تعيش واقعاً وردياً بل على العكس ان الفشل والتراجع ليس وليد اللحظة بل من عقود من الزمن وليس سنوات , ولكن على اقل تقدير في السنوات الماضية كانت الاندية المشاركة في الدوري المحلي لديها معلومات ومعطيات عن الكثير من الامور التي يشوبها الغموض في الوقت الحاضر والتي سنتطرق اليها بالتفصيل , حيث ان الفترة الاخيرة اثبتت ان الكرة العراقية تعاني من الكثير من الامراض وان مشكلتها الرئيسية هي ادارية وليست فنية , نعم ادارية حيث لا تخطيط سليم وغياب واضح للمناهج التي من شأنها الارتقاء بالساحرة المستديرة التي تراجعت بشكل ملفت للنظر وفي جميع الاصعدة المحلية والخارجية , وبلا شك ان ما اشرنا اليه مثبت في جوانب عديدة في جوانب الكرة العراقية ومفاصلها وسنحاول الإشارة اليها بشكل دقيق .
المشكلة الاولى التي تشغل بال الكثير من المتابعين لشأن الكرة العراقية هي الضبابية التي تسود موضوع الدوري المحلي الممتاز , حيث ماذا سيعتمد الاتحاد وما هي توجهاته في قادم الايام , احاديث عديدة حول نية الاتحاد العودة الى دوري المجموعات من اجل جميع اكبر عدد ممكن من الاندية في بطولة واحدة ترسم ملامح الدوري الممتاز في السنوات الماضية وهذا الامر لم يؤكده الاتحاد تسريبات اخرى تشير الى ان الاتحاد ينوي اقامة دوري بأربعة وعشرون نادياً او عشرون ويعتمد في ذلك على ما يسمى بتراخيص الاندية التي وضعت مجموعة من الشروط على الاندية تحقيقها من اجل المشاركة في الدوري للموسم القادم , وفي جميع الاحوال فأن بقاء الحبل على الغارب وعدم تحديد آلية تقام وفقها بطولة الدوري فإن هذا الامر يثير الاستغراب والدهشة من التخبط الحاصل في هذا الموضوع .
الامر الثاني هو عدم تحديد موعد انطلاق الدوري وهذا بحد ذاته خطأ كبير يشير الى الارباك الذي يعاني منه اتحاد الكرة وعدم قدرته على اتخاذ القرارات المصيرية التي من شأنها الارتقاء بواقع الكرة , فمن غير الممكن ان تستعد الاندية وتستقطب لاعبين وتقيم معسكرات تدريبية وهي لا تعلم متى تقام المباريات وفي أي ظرف في ظل غياب روزنامة المباريات التي تمنح المدربين فرصة لإعداد فرقهم وفق برامج يضعونها وحسب قوة المباريات واوقات اقامتها , لذا على الاتحاد الاسراع بحل هذا الاشكال بأسرع وقت ممكن لان اغلب الدوريات العالمية انطلقت كي تُختتم في وقت مناسب وان لا تستمر المباريات في موسم الصيف اللاهب , ومن المؤسف القول ان هذا الامر يتكرر في العراق في كل موسم !
الامر الثالث هو تراخيص الاندية , وهو مجموعة شروط يجب تحقيقها من قبل الاندية من اجل اخذ الرخصة في المشاركة في الدوري العراقي الممتاز , من الناحية العامة فإن هذا الامر جيد جدا ولكن في ظل الظروف التي يعيشها العراق لا يمكن تطبيقها كما هو الحال في الدول المستقرة ودول الخليج على سبيل المثال , والسبب هو غياب الدعم المالي للأندية وعدم فتح مجال للاستثمار بشكل حقيقي وليس حبرا على ورق كما هو موجود حالياً ! ان المؤشرات المتوفرة تفيد بأن الرخص الممنوحة للأندية في هذا العام لا تختلف عن الاعوام السابقة وان بقاء المشاكل على وضعها وان تنفيذ الشروط التي طالب بها الاتحاد هي مجرد حبر على ورق ! وهذا ما سنراه في المستقبل فإذا طبقت جميع الاندية العراقية شروط التراخيص باحترافية عالية فمن الانصاف القول ان الكرة العراقية بخير وعافية وهذا ما نشك به .
الأمر الاخر وضع المنتخب الوطني من دون مدرب لفترة ليست بالقصيرة والاستعانة بمدرب المنتخب الاولمبي الكابتن راضي شنيشل لقيادة الفريق في بطولة الاردن الدولية الودية وهذا يؤشر على قدرة الاتحاد على تسمية ملاك تدريبي جيد للمنتخب على الرغم من تصريحات اعضائه النارية حول هذا الموضوع الا ان الايام اثبتت فشل الاتحاد في هذا الجانب , وفي ظل الاعذار الواهية التي يطلقها الاتحاد في كل مرة يبقى المنتخب الوطني من دون مدرب رئيسي يعمل على اعداد منتخب وطني متكامل يستطيع الوصول الى منصات التتويج التي غادرناها من وقت طويل .
أخيراً , وضع المنتخبات العمرية بحاجة الى مراجعة لأن النتائج التي خرجت بها منتخباتنا الوطنية العمرية غير جيدة وتثبت بالدليل القاطع ان الملاكات التدريبية لهذه المنتخبات بحاجة الى مراجعة ايضا , المشكلة الاساسية التي تعاني منها هذه الفرق هو غياب اهل الاختصاص أي العاملين في مجال الفرق العمرية وتسمية اخرين لم يعملوا مع هذه الاعمار في وقت سابق , فاللاعبين الصغار بحاجة لمن يفهمهم ويوظف امكاناتهم ولا يمكن لأي مدرب النجاح معهم .
مما تقدم لا يمكن القول ان وضع الكرة العراقية بخير ويسر في ظل استمرار هذه المشاكل , ولا يمكن القول ايضا ان مستقبل الكرة العراقية معلوم بل أنه مجهول في ظل استمرار هذا التخبط الذي يجب ان ينتهي في اسرع وقت قبل فوات الأوان وقبل ضياع الكرة العراقية في غيابات جب الاتحاد وغرفه وممراته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الأبطال | حماس لا ينتهي مع بكي ووليد في Fall Guys و Hel


.. دوري أبطال أوروبا.. أربعة متأهلين من بينهم ريال مدريد وباريس




.. نجم ريال مدريد يحتفل بعد الإطاحة بالسيتى مرددا: الله أكبر


.. في 70 ثانية رياضة.. 6 منتخبات عربية تتنافس على لقب كأس آسيا




.. في 70 ثانية رياضة.. ريال مدريد وبايرن ميونيخ يتأهلان لنصف نه