الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في السودان الانتحار رسالة مشفرة تعني ان باطن الارض خير من التعايش مع المعاناة و القهر والظلم

علاء الدين محمد ابكر
كاتب راي سياسي وباحث إعلامي ومدافع عن حقوق الانسان

()

2022 / 9 / 21
حقوق الانسان


الانتحار رسالة مشفرة تعني ان باطن الارض خير من التعايش مع المعاناة و القهر والظلم


✍️ علاء الدين محمد ابكر


الانتحار هو فعل قتل المرء نفسه عمداً و غالبية من أقدموا على الانتحار أو حاولوا، ينحدرون من فئات محرومة حيث تغيب مقوّمات العيش الكريم عن الكثير من المواطنين اضافة الى اسباب اخرى مثل مرضي الاكتئاب والاضطرابات العصبية والسرطان والعدوى بفيروس العوز المناعي البشري الأمر الذي أوصلهم إلى حالة مستمرة من المعاناة التي تصل إلى حد الانهيار. وهذا الوجع يتراكم منذ سنوات، بحيث لم يعد من خلاص بالنسبة للبعض غير الانتحار ، يموت كلَّ عام ما يقرب من مليون شخص بسبب الانتحار؛ 86٪ منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ، وفي السودان كشف مركز المعلومات الدوائية بإدارة الصيدلة عن تلقي بلاغات يومياً عن حالات انتحار بين الشباب بإستخدام الأدوية اذا فان تلك التصريحات بمثابة ناقوس خطر و يتطلب من الحكومة الاسراع في وضع حلول جذرية لوقف حالات الانتحار وذلك باعادة النظر في سياستها الاقتصادية الحالية ، وفي ذات السياق حدد الاستشاري النفسي البروفيسور علي بلدو 18 سبباً وراء تصاعد مُعدلات حالات الانتحار بالبلاد، أبرزها “البطالة والضغوط الاقتصادية، علاوة على الحالة النفسية المُتردية خاصة في سودان ما بعد الثورة والاحباط، والعنوسة لدى السيدات، والاعتداء الجنسي أو التعرض للعنف البدني أو العنف الأسري، والمخدرات.وأشار بلدو إلى أن 75% مممن يحاولون الانتحار في المرة الأولى يحاولون مرة أخرى وينجحون ويضعون حداً لحياتهم

ان صعوبة الوضع المعيشي في البلاد افرز العديد من المشاكل الاجتماعية التي بدورها انعكست سلبا على حياة المواطنين البسطاء بارتفاع جنوني في الأسعار بسبب توقف الدولة عن دعم التعليم والصحة والوقود بالتالي وجد الاحباط مع الفقر مناخ جيد لانتشار الجريمة والانتحار وفقدان الرجاء والانسان عندما يفقد الامل تصير حياته لا معني لها ، فالسودان الذي شهد ثورة شعبية كانت تحمل التغير شعار لها مع الوعود بتحقيق العدالة الاجتماعية حال سقوط النظام السابق الا انه و عقب انتصار الثورة تنكر السياسيين للوعود التي قطعوها على انفسهم بكبح جماح الفساد وانصاف المظلومين وقد صارت بالنسبة لهم تلك الشعارات جزء
من الماضي و بمجرد وصولهم الى مقاعد السلطة كشفوا عن الوجه القبيح للسياسي المنافق الذي يستغل احلام واماني و اكتاف الفقراء والمساكين لاجل الوصول الي مقاعد السلطة وبدلا عن تطبيق برامج العدالة الاجتماعية صاروا اسوء بكثير من ازلام النظام البائد فكانوا الا كثر اصرار علي تجريد افراد الشعب من كافة حقوقهم المشروعة بايقاف الدعم الحكومي بحجة اصلاح الاقتصاد الوطني بالعمل علي تطبيق سياسة البنك الدولي والتي دائما ما تقدم الفقراء كبش فداء لاجل حماية طبقة رجال الاعمال المفسدين المتحكمين في المال فهولاء كانوا يستحقون الزج بهم في السجون ومصادرة اموالهم واعادة توزيعها علي الفقراء والمعدمين هكذا تكون العدالة الثورية الاجتماعية بدلا من اللف والدوران والا لا داعي لقيام الثورة اذا كانت لا تنزل العقاب باعداء الشعب من التجار الجشعين واصحاب الاموال المكدسة المفسدين

ان طبقة السياسين عندنا في السودان لايعرفون ماهي مشاكل هذا الشعب الذي يستحق ان يتمتع بخيرات بلاده من حياة كريمة فهناك الكثير من المواطنين يعانون الامرين في سبيل الحصول على لقمة العيش والسكن صار هاجس للكثيرين منهم فلا توجد خطة واضحة للحكومة لمنح كل مواطن حقه بالحصول علي قطعة ارض حتي يتمكن من العيش عليها ولن يكون ذلك متاح الا بعد اجراء تعداد سكاني ومسح اجتماعي ميداني فهناك من تجاوز الستين من العمر وهو غير قادر علي الزواج من جملة عدة اسباب منها تفشي الفقر المدقع اضافة الى ارتفاع تكاليف التعليم والعلاج وغيرها من مقومات الحياة ، فهذا الشعب يحتاج الى قائد حقيقي يعرف مشاكله ويعمل علي حلها فكل الموجودين الان في الساحة من السياسين لايعرفون سوى الوصول للمناصب عبر التسلق على اكتاف الشعب ، وحتي يخرج السودان من حالة الفقر والبطالة والجوع التي يعيشها الان ينبغي عليه خوض تجربة اقتصادية اشتراكية فهي الوحيدة القادرة علي بسط العدالة الاجتماعية مع الابتعاد عن سياسات البنك الدولي والذي دائما ماينحاز الي اصحاب الاموال ولا يهتم بمعاناة الفقراء والمساكين والا سوف ترتفع معدلات الجريمة والبطالة والهجرة والانتحار فالانسان بطبيعة الحال كائن يعشق التمتع بالحقوق ولسنا قديسين حتي نتحلي
بصفات الزهد والصبر علي الا شي ، بالتالي فان المتوقع في الفترة القادمة اذا استمرت الاوضاع
هكذا فلن يتوقف الامر علي الانتحار وحده وانما سوف تسوء الامور اكثر واكثر طالما هناك ظلم وقهر وتجويع للناس ولسان حال المنتحر يقول ان باطن الارض خير لي من العيش في ظل دولة ظالمة ومجتمع منافق لايعرف الرحمة


𝗮𝗹𝗮𝗮�@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.20304;𝗼𝗺








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة