الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للسلام وأسئلة السلام في السودان وافريقيا

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 9 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


مر اليوم العالمي للسلام؛ ونحن جميعاً مطالبيين بالإجابة علي أسئلة مجتمعاتنا السودانية "الريفية والمتمدنة" ومجتمعات قارة افريقيا التي يعيش معظمها في مستنقعات سياسية مضطربة نتيجةً للصراع السياسي والعسكري الدائر في العديد من الدول، وأن نحول شعار "حلول افريقية لمشكلات افريقيا" إلي واقع مُعّاش في السودان عبر إيجاد حلول سودانوية لكل مشكلات السودان من خلال الحوار، والسلام أصبح من أهم مطالب الشعوب السودانية والافريقية معاً، وبناء السلام من المسائل الإستراتيجية لتحقيق الإستقرار والتنمية والتطور والإنتقال نحو عالم جديد، وعدم وضع رؤية عالمية مشتركة بين الهيئات الإقليمية والدولية ومكونات المجتمعات لإنهاء الحروب وتفكيك بؤر الإرهاب وإجتزاز جذور الفساد ومعالجة مسببات النزاعات الأهلية وتبيان علاقة الدولة والشعب عبر مؤتمر دستوري جامع تُعد هذه واحدة من المشكلات العالمية المعقدة جداً، وتتعقد أكثر فأكثر في حالة السودان المربكة، ويجب علي الفاعليين المحليين تبني حملات عابرة للمحيطات اللونية والدينية والجغرافيا تهدف لنشر ثقافة الحوار والسلام والديمقراطية، ويجب علينا العمل علي إيجاد آليات وضع هذه القضية علي منضدة الأمم المتحدة عبر المنظمات والحكومات المؤمنة بالسلام كحق للمجتمعات ومفتاح للتنمية والتطور.

إن الصراع العالمي يمثّل صورة من واقع السودان بكل ما فيهٍ من تعقيدات سياسية وأمنية وإقتصادية، وينحصر الصراع في محاور أساسية هي "السلطة والثروة والثقافة"، ويقابل ذلك حراك تحرري وحقوقي واسع ومتصاعد في العالم؛ كما في السودان الذي شهد تحولات كبرى، والحكومات الافريقية تشهد تغيرات إرتدادية مع تراجع مساحة الحوار وإضمحلال الإيمان بالسلام كرافعة لممارسة ديمقرطية وتنمية المجتمعات نسبةً لتزايد خطاب الكراهية والعنصرة في الكثير من البلدان، وما محاولة إجهاض السلام في السودان إلا نسخة من تلك الصورة المأخوذة من عقليات نخبوية أدمنت الحرب ومضادة لكل ما يدعوا للسلام والإستقرار والحوار الديمقراطي، وأيضاً نلاحظ الموارد تتضائل بسبب إستخدامها السيئ في الحروب وتمويل الصراعات السياسية والإيدلوجية الصفرية؛ مما يجعل دائرة الفقر والمجاعة والهجرة تتسع، وليوم السلام رمزية ذات دلالات مميزة عندما نقرأ الأمر من خلال تفاؤلات النشطاء حول العالم والمجتمعات المطهدة والمقهورة تعاطياً مع مسألة السلام من وجهات نظر مختلفة، وهذا التفاؤل الإيجابي يجب أن لا يكون مجرد نزعة عاطفية عابرة، وإن كانت العاطفة من أهم عوامل نسج خيوط السلام إلا أنه يحتاج لتفكير عميق ومنهج وبرامج والإصرار علي التغيير من الهيئات والحكومات والتنظيمات السياسية وصُناع الرأي حتى نصل لعالم جديد.

نظمت مفوضية الإتحاد الافريقي من خلال إدارة الشؤون السياسية والسلام والأمن ومركز دراسة العنف والمصالحة بمشاركة من لجنة الحقيقة والمصالحة في دولة توغو النسخة السادسة من منتدى العدالة الإنتقالية القارية؛ حيثُ تم عقد المنتدى في الفترة من 7 إلي 9 سبتمبر 2022م بهدف إجراء حوار حول إستراتيجيات القارة الافريقية للعبور نحو السلام ومراجعات مسألة العدالة الإنتقالية وتفعيل آليات العدالة مع بناء السلام والديمقراطية باعتبارها عملية متكاملة، ونحن في السودان نحتاج للعدالة الإنتقالية لكن يتوجب علينا النفاذ من باب محاورة بعضنا البعض في قضايا بناء دولة الديمقراطية والسلام والمواطنة المتساوية وإكمال هيكلة مجالس الدولة السيادية والوزارية والتشريعية والأجهزة العسكرية والقضائية والمفوضيات طبقاً لما نص عليه إتفاق جوبا لسلام السودان، والدور الإقليمي والدولي مطلوب في إطار دعم السلام وبناء علاقات تعاونية مع السودان، وإستقرار السودان يعزز السلم والأمن في دول القرن والساحل الافريقي، ولكن الذي يصلح حال السودان هو الحل السلمي السودانوي الذي يتم إنتاجهٍ بفتح منابر الحوار بين السودانيين والسودانيات، ونحن الآن في حالة توحان سياسي، ويتوجب علينا أن نعزز الثقة بين كافة الأطراف بما يقوي الإرادة الوطنية ويدفعنا لبناء سودان السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.

22 سبتمبر - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع