الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون التطور المتفاوت والمركب في روسيا بعد العام 1917: من الثورة إلى الثورة المضادة

نيل دايفدسون

2022 / 9 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


النص جزء من الفصل الثالث من كتاب التطور المتفاوت والمركب: الحداثة، الحداثوية الثورة للكاتب نيل دايفدسون، الصادر عام 2017

استمر التطور المتفاوت والمركب في روسيا بعد ثورة تشرين الأول/أكتوبر. في رسالة إلى العدد الأول من مجلة تحت راية الماركسية عام 1922، كتب تروتسكي:

“الدولة السوفياتية هي مثال حي للعالم القديم، لنظامه الاجتماعي، وعلاقاته الشخصية، وآرائه ومعتقداته. ولكن في الوقت عينه، الدولة السوفياتية نفسها مليئة بالتناقضات والفجوات وغياب التنسيق، والتخمر الغامض- بكلمة أخرى، ظاهرة يتشابك فيها إرث الماضي مع براعم المستقبل”. (1)


استمرت هذه التناقضات خلال الـ 1920ات، في ملاحظة أقل تعظيمية مقارنة مع تروتسكي، لاحظ والتر بنجامين “تشابكاً مماثلاً” خلال زيارته لموسكو عام 1926:

“هنا ربما يتعلم الزائر الجديد بشكل أسرع على الإطلاق التكيف مع الإيقاع الغريب لهذه المدينة وإيقاع سكانها الفلاحين. والتداخل الكامل بين أنماط الحياة التنكولوجية والبدائية، هذه التجربة التاريخية العالمية في روسيا الجديدة، تتمظهر على نحو مصغر حين الركوب في الترام”. (2)

حولت الثورة المضادة الستالينية التي بدأت عام 1928 المجتمع الروسي الموصوف في هذين الاستشهادين من إنسان يمر بصعوبة بالغة للانتقال إلى الاشتراكية، إلى شيء مختلف تماماً: المثال الأول لرأسمالية الدولة المتكاملة التي أصبحت نموذجاً في الجنوب العالمي. (3) أدى هذا التحول إلى زيادة اندماج الأشكال القديمة والمعاصرة بشكل لا سابق له، وقبل كل شيء عبر دفع ملايين الفلاحين السابقين إلى المصانع والمدن. في إنكلترا، تطلب الأمر 350 عاماً من ظهور الرأسمالية الزراعية وتعزيز الصناعة، وهي سنوات تميزت بقيام نظام الوحدات الزراعية، والطرد السكاني، والتشريعات القمعية والتدهور الاجتماعي في المناطق الداخلية، والعبودية والإبادة الجماعية والغزو الامبراطوري. في روسيا، كان المسار مضغوطاً بدرجة أكبر حتى من اسكتلندا أو ألمانيا أو اليابان، حتى استغرق أقل من عُشر الوقت الذي تطلبه الأمر في إنكلترا، مع تكثيف ذات الإجراءات مع كل اختصار للوقت.

على الرغم من الفظائع الستالينية، أنتجت الحداثة الرأسمالية أشكالاً جديدة من الوعي والإدراك بين الشعوب الزراعية سابقاً، من خلال سبل مشابهة للعملية في أوروبا الغربية وأميركا الشمالي واليابان. خلال بداية الـ 1930ات أجرى عالم النفس الروسي ألكسندر لوريا عدداً من الدراسات السلوكية في أوزبكستان وقرغيزستان، والبلدين كانا يعرفان يومها بآسيا الوسطى السوفياتية. في البلدين كان الاقتصاد، لدرجة كبيرة، ما قبل رأسمالي وكان أغلب السكان أميين. نصت الخطة الخمسية الأولى على المزيد من التصنيع المختلف لمناطق مثل آسيا الوسطى مقارنة مع الاتحاد السوفياتي بشكل عام، ونتيجة لذلك: “توسع الانتاج الصناعي وأعداد العمال في القطاع الصناعي بسرعة أكبر في آسيا الوسطى وكازاخستان وفي جبال الأورال وغربي سيبيريا مقارنة مع بقية الاتحاد السوفياتي”. أكثر من ذلك، كانت التغيرات هائلة: “في حين عاش 9،4 بالمئة من سكان الاتحاد السوفياتي في هذه الجمهوريات، إلا أنها ضمت فقط 1،5 بالمئة من العاملين في الصناعات الكبيرة؛ وكان معظم العمال الصناعيين من الروس، ولكن مع حلول عام 1934، تغير هذا المعطى تماماً، فقد تضاعف عدد العمال في الصناعات الكبيرة 3 أضعاف تقريباً من 53000 إلى 158000:

حصلت الزيادة في عدد الطبقة العاملة في هذه المناطق على خلفية النقل الإجباري لقطاع الزراعة في آسيا الوسطى نحو إنتاج القطن، والتوطين الإجباري للمترحلين الكازاخستانيين، والذين مات منهم الكثير بسبب الجوع، أو هاجروا من كازاخستان. (4)

لذلك عانت المنطقتان مما أطلق عليه فيما بعد “إعادة هيكلة جذرية للنظام الاقتصادي-الاجتماعي والثقافي” وكنتيجة للتجميع الستاليني وعملية التصنيع. كان الاقتصاد قائماً على القطن، مع بعض مربّي الماشية الذين يمضون جزءاً من العام في الجبال. كان السكان من المسلمين، وكانت النساء يلزمن أماكنهن الخاصة، بحيث لا يخرجن من دون وضع الحجاب. “التغييرات الراديكالية في البنية الطبقية كانت مترافقة مع تحولات ثقافية جديدة”. وهذا تضمّن نشر محو الأمية والحساب، ولكن أيضاً الهندسة الزراعية. “وكنتيجة لذلك، أصبح الناس على دراية ليس فقط بمجالات المعرفة الجديدة إنما أيضاً بدوافع جديدة للعمل”. هذه التطورات أنتجت أشكالاً جديدة من الوعي، حيث ساد التفكير “المجرد” بدلاً من “الموضعي”، على أساس العلاقات الاجتماعية لرأسمالية الدولة الجديدة بدلاً من تلك المرتبطة بانتاج السلع الصغيرة. كما لاحظ لوريا:



“التحولات الاجتماعية-التاريخية لا تقدم فقط محتوى جديداً إلى العالم العقلي للبشر؛ إنما أيضاً أشكالاً جديدة من النشاط وهياكل جديدة للأداء المعرفي. إنهم يطورون الوعي البشري إلى مستويات جديدة. نحن نرى الآن عدم دقة المفاهيم التي تعود إلى قرون والتي بموجبها البنى الأساسية للإدراك، والتمثيل، والمحاججة، والاستنتاج، والخيال، والوعي الذاتي هي أشكال ثابتة للحياة الروحية تبقى على حالها في ظل ظروف اجتماعية مختلفة. يمكن فهم الفئات الأساسية للحياة العقلية البشرية على أنها ناتجة عن التاريخ الاجتماعي- وهي عرضة للتغيّر وعندما تتبدل الأشكال الأساسية للممارسة الاجتماعية وبالنتيجة تكون اجتماعية بطبيعتها”. (5)

لماذا إذاً لم تنتج هذه التحولات استجابة ثورية شبيهة بتلك التي حصلت عامي 1905 و1917؟ كما نتوقع الآن، كان الجانب الحاسم هو الطابع الخاص للدولة الناشئة- أو ربما يكن من الأدق القول، كان الجانب الحاسم هو الطابع الخاص للأفراد التي شكلت علاقتهم الدولة. أشار أليكس كالينيكوس إلى أن الثورة المضادة في روسيا لها أربعة مكونات أساسية: التجميع القسري، التصنيع السريع، الإكراه الممنهج- والأهم في هذا النقاش- حقيقة أن “أقلية من السكان استفادت من التغييرات التي أحدثتها”.(6) نحن نميل إلى التفكير بأن روسيا الستالينية بشكل أساسي هي كتلة شمولية متراصة، ولكن على مستوى القمة، كانت العلاقات الاجتماعية أيضا مرنة بما خص من يمكن الدخول إلى الطبقة الحاكمة الجديدة لإجراء تحولات تكتيكية شديدة داخل ما كان في كثير من الأحيان فوضوياً (وبالتأكيد ليس تراكماً “مخططاً”). كما أشار مايك هاينز:

“أتاح الدافع إلى التصنيع في روسيا إمكانيات جديدة للناس للعثور على “مكان لهم في القمة”. تحتاج الشركات الجديدة إلى مدراء. كما المستشفيات والمدارس والجامعات ومراكز الأبحاث. احتاجت دولة الحزب الحاكم المتوسعة إلى طبقات جديدة من كبار المسؤولين. تحتها، ملأتها طبقات وسيطة من العمال ذوي الياقات البيضاء والمهنيين والأطباء والمعلمين والمهندسين المعماريين… واقع أن الرأسمالية هي دائماً في حالة حركة تخلق بعض القدرة للناس على التقدم الاجتماعي نحو القمة. لكن القفزة التي حصلت في روسيا خلال الـ 1930ات زادت من هذه الفرص على نحو كبير”.

يحاجج هاينز ضد اعتبار أن الطبقة الحاكمة كانت جديدة بالكامل، وبدلاً من ذلك يقول: “لقد قدمت التغيرات السريعة إمكانيات للتقدم إلى جانب أولئك الذين أسسوا أنفسهم بشكل فعلي قبل عام 1928”. (7) على الأقل بعض المهرة والثوار المحتملين قد تقدموا إلى صفوف الطبقة الحاكمة الجديدة والتي اعتبرت نفسها- في أغلب الأحيان بطريقة صادقة في تلك المرحلة- قوى ثورية داخل المجتمع الروسي؛ ولكن لأن “الماركسية” كانت العقيدة الرسمية للدولة، ولم تكن متاحة بالنسبة للأغلبية المطلقة من الطبقة العاملة الجديدة المُدُنية كعقيدة مقاومة، دعكم من فكرة الثورة، كما فعلت مع الجيل السابق من العمال المواجهين للنظام القيصري.

لم تكن العقبة أمام الوعي الثوري أيديولوجية بحتة. يشرح موشيه ليوين بعض أسباب عدم تحول “الانقسامات الاجتماعية إلى انقسامات سياسية”:


“القمع والإرهاب لا يمكن لهما تفسير هذه الظاهرة. فعوامل مثل المستوى الثقافي، والخبرة الصناعية القصيرة بشكل نسبي لعدد كبير من الموظفين (والحراك الاجتماعي المتصاعد للكثيرين داخل النظام)، وجود شرائح كبيرة غير مندمجة داخل الطبقة العاملة من الوافدين الجدد، ومن النساء والشباب ونوع من الأرستقراطية العمالية أيضا، إضافة إلى وجود تباين كبير، فكل هؤلاء الذين يفسرون التوترات الاجتماعية واللغة البذيئة واستهلاك الفودكا والشغب، والتنقل العفوي للقوى البشرية، والوساخة، ولكن يمكن كذلك أن يفسر الأمر لعدم وجود تحدي سياسي للنظام. حيث كان من الصعب حُكم مثل هذه الكتلة الشعبية- لكن من السهل السيطرة عليها…” (8)

جرى فرض السيطرة بشكل جزئي عن طريق عمليات التمدين والتصنيع، والتي كانت مختلفة عن المرحلة السابقة لعام 1917. بما خص التمدين، إن أوجه الشبه ليست كبيرة مع التنامي الحديث للمدن العملاقة في الجنوب العالمي المعاصر ولكن في مكان ما كان ذلك غير متوقع إلى حد ما.

في ختام مقارنتها بين المدن لصناعية في الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، أشارت كايت براون إلى أن الدولتين كانتا معنيتَين بقمع مقاومة العمال لإملاءات التصنيع الرأسمالي، “لإصلاح العلاقات الاجتماعية في المكان”:

“على الرغم من واقع أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي تأسسا على الثورة وتناميا من خلال التمدين السريع، فإن القادة في البلدين لم يثقوا بالجودة الثورية والعفوية للفضاء المُدني وعملوا على تدميرها. بخطوط مستقيمة وبكل قوة، خطط القادة السوفيات والأميركيين لـ”مدن حدائق” تخترقها طرقات واسعة ومقاوِمة للتمرد، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الفوضى والمفاجآت التي نتجت عن مدن القرن الـ 19. ونتيجة لذلك، أدى توسع قوة الشركات الأميركية وتوسيع سلطة الحزب الحاكم السوفياتي إلى حفر نزعة محافظة مناهضة للثورة في المناطق المُدنية في القرن الـ 20″. (9)

ولم تكن أماكن العمل نفسها مناسبة لنوع التنظيم الذي كان مميزاً، قبل كل تلك الهندسة، قبل 1917. هنا أيضاً كان هناك من تشابهات ساخرة مع خصم روسيا في الحرب الباردة:

قبل عام 1917… كان هناك تركيز كبير للعمالة في المصانع الروسية الأمر الذي ساهم في خلق التضامن. فالعمال في ذلك الوقت، وحتى في ظل القمع القيصري، كان لديهم فرصة أكبر في تكوين منظمات مستقلة. بعد عام 1928، باتت المصانع الكبرى تشتغل كإقطاعية لمديري المصانع، الأمر الذي أعطاهم درجة من السلطة ليس فقط على العمال في مكان العمل، ولكن كذلك خارجه”. (10)

في هذا السياق ظهرت نسخات ستالينية من “التكيف المنحط” و”عدم التزامن”. كما كتب سميث: “بمجرد بدء تحقيق الحداثة الشيوعية، سرعان ما بات واضحاً أن أحد الآثار الجانبية للتحول الاجتماعي والاقتصادي الهائل هو تنشيط العديد من الممارسات والتمثيلات “النيو-تقليدية””، من بينها “انتشار ظاهرة القائد الكاريزماتي، وإحياء الزبائنية كمبدأ للتنظيم الاجتماعي، وإعادة تشكيل الهرمية الاجتماعية بشكل أقرب إلى مجموعات المَكانة منها إلى الطبقات الاجتماعية الحديثة”. (11) جرى وصف التراجع إلى الأيديولوجيات السابقة خلال التجربة الستالينية خلال نهاية الـ 1920ات أنه شكل من أشكال المواساة لسكان تعرضوا لتشنجات اجتماعية لا يمكن تحملها، حيث تعرضوا للترويع لإخضاعهم أو حشدهم في صفوف الانتاج بهدف التصنيع السريع. يشير ليوين إلى أن “المؤسسات والطرق التي بدت أنها جديدة تماماً، تظهر، بَعد نظرة أعمق، العديد من سمات الأشكال القديمة”. ليس أقلها إعادة إنتاج في شكل علماني للرموز والأيقونات، التي هي من قيم الأرثوذكسية الروسية:


“من الأمثلة الواضحة على تمجيد بعض الاتجاهات الأكثر بدائية في المجتمع الريفي عندما بدا أن مصالح الدولة تبرر ذلك، فجرى تقديمها على انها قيمة للدولة بأكملها، كانت السياسة المتعلقة بالأسرة التي طبقت خلال الـ 1930ات… كان واضحاً أن الأسرة الريفية الكبيرة القديمة، مع تطلبها الدائم من النساء لإنجاب الأطفال، وبنيتها السلطوية، والاستقرار الأخلاقي الراسخ، هي التي قُدمت كنموذج… لقد حاصر “الصليبيون” أنفسهم ببعض العناصر الأقل حداثة، والأكثر تقليدية والأكثر قومية ضمن تقاليدهم، واستخدموها الآن كمرتكزات أساسية لعبادة متجددة للدولة ومصالحها”. (12)

من الناحية الثقافية، إن هذا التراجع كان بعيداً كل البعد عن الحداثة الجريئة التي ميزت السنوات الثورية، وليس بطريقة غير متوقعة، رأى النظام الستاليني داخل الاتحاد السوفياتي أن إضفاء الطابع الممؤسس لمناهضة الحداثة على سياسة الدولة. وقد تتبع جون بيرغر الآثار التي أصابت الفنانين المنخرطين:

“لعدة سنوات بعد عام 1921 كانت حالة الفن الروسي النقيض تماماً لما سبقه مما يقارب قرنين من الزمان. فقد قال الطلاب “لقد استولينا على باستيل الأكاديميا”. ولعدة سنوات خدم الفنانون الدولة بمبادرتهم في سياق كامل من الحرية. فسرعان ما أعيد فرض أكاديمية مماثلة جدا… فكان عليهم التخلي عن مطالبهم النبوية والاستسلام حتى أصبحوا عمالاً صالحين في قطاع إنتاجي واحد”. (13)

كان هذا شكلاً جديداً من “الطبيعية الأكاديمية” التي ظهرت، بحسب ماكنتاير، “في أوقات وأماكن أخرى، وخاصة في إنكلترا الفيكتورية، مجتمع آخر تهيمن عليه برجوازية محافظة جنسياً وذات توجه تقني”. (14) وهذا من دون شك جانب من جوانب محافظة أوسع تشترك فيها المجتمعات البريطانية والسوفياتية. (15) من الجدير بالذكر، في هذا الصدد، أنه لم يكن فقط في روسيا الستالينية، ولكن كذلك في ألمانيا الفاشية “حيث جرى استعادة الأشكال والعلاقات الثقافية البرجوازية السابقة” خلال 1930ات. (16)

وغني عن القول إن مستويات التعبئة المرتبطة بالتصنيع غير المستقر لا يمكن الاستمرار لعقود متتالية- ولكن بعد ذلك، لم يعد هناك حاجة إلى ذلك. حتى قبل وفاة ستالين عام عام 1953 كانت عمليات التصنيع، وإلى حد كبير، والتمدين قد اكتملت بشكل أساسي، وقد استقر النظام. وإذا نظرنا إلى الوراء في الـ 1960ات ، تخيل ماكنتاير ما كان يمكن أن يكون عليه رد تروتسكي: “اللبرلة التي قام بها خروتشوف كان سيبدو له على أنها موازية للبرلة في الرأسمالية الأخرى بمجرد تحقيق التراكم البدائي”. (17) لا يمكننا معرفة ما كان سيفكر به تروتسكي، لكن هذا التقييم للتحول الحاصل دقيق بما فيه الكفاية. ترافق تخفيف قمع الدولة إلى جانب تحسينات متواضعة ولكنها حقيقية في مستويات الاستهلاك ومستويات المعيشة بشكل عام، على الرغم من أن التطورات في الغرب كانت لا تزال تحجبها، إلا أنها كانت تتحرك الآن بنفس الاتجاه. (18) الصورة الأكثر انتشاراً التي لدينا عن الاتحاد السوفياتي هي كما حصل بالنهاية- صورة متحللة ومجوفة وفي حالة تفكك كامل. لذلك من السهل نسيان أنه حتى نهاية الـ 1970ات، توقعت شخصيات جدية في الغرب أن تتطابق أو تتجاوز مستويات المعيشة في الولايات المتحدة بحلول أوائل القرن 21. (19) بحلول الوقت الذي وُضعت فيه مثل هذه التوقعات، كان عصر التطور المتفاوت والمركب في التاريخ الروسي قد انتهى منذ فترة طويلة: فقد أصبح على الأقل نموذجاً للحداثة الرأسمالية مثل منافسته في الحرب الباردة.


الهوامش:

[1] Trotsky, ‘Radio, Science, Technology and Society’, p. 271.

[2] WBenjamin [1927]. ‘Moscow’, in Selected Writings, vol. 2, part 1, 1927 – 1930, edited by Michael W. Jennings, Howard Eiland, and Gary Smith (Cambridge, Massachusetts: Belknap Press of Harvard University Press, 2003), p. 32.

[3] Neil Davidson, ‘Is Social Revolution Still Possible in the Twenty-first Century?’, Journal of Contemporary Central and Eastern Europe, vol. 23, nos 2-3, Special Issue: 25 Years of Revolution: Comparing Revolt and Transition from Europe 1989 to the Arab World 2014 (2015), pp. 119-128.

[4] R. W. Davies, The Industrialisation of Soviet Russia, vol. 4, Crisis and Progress in the Soviet Economy, 1931-1933 (Houndmills: Macmillan, 1996), pp. 485-488.

[5] Alexander R. Luria, Cognitive Development: Its Cultural and Social Foundations, edited by Michael Cole (Cambridge MA: Harvard University Press, 1976), pp. 12-4, pp. 163-4.

[6] Alex Callinicos, The Revenge of History: Marxism and the East European Revolutions (Cambridge: Polity Press, 1991), pp. 34-35 and pp. 29-37 more generally.

[7] Michael Haynes, Russia: Class and Power, 1917 – 2000 (London: Bookmarks, 2002), pp. 143-144.

[8] Moshe Lewin [1982], ‘Social Relations inside Industry during the Prewar Five-Year Plans, 1928-1941’, in The Making of the Soviet System: Essays in the Social History of Interwar Russia (New York: Pantheon Books, 1985), p. 257

[9] Kate Brown, ‘Gridded Lives: Why Kazakhstan and Montana Are Nearly the Same Place’, American Historical Review, vol. 106, no. 1 (2001), pp. 46-47.

[10] Haynes, Russia, p. 174.

[11] Smith, Revolution and the People in Russia and China, p. 206.


[12] Moshe Lewin [1977], ‘The Social Background to Stalinism’, in The Making of the Soviet System, pp. 274, 275 and see pp. 274-276 more generally.

[13] John Berger, Art and Revolution: Ernst Neizvestny and the Role of the Artist in the U.S.S.R. (London: Writers and Readers, 1969), pp. 47-48.

[14] Alasdair MacIntyre, Marcuse (London: Fontana Books, 1970), p. 57.

[15] Nigel Harris [1968], Beliefs in Society: the Problem of Ideology (Harmondsworth: Penguin Books, 1971), pp. 130-166.

[16] Esther Leslie, WBenjamin: Overpowering Conformism (London: Pluto Press, 2000), p. 101.

[17] Alasdair MacIntyre [1963], ‘Trotsky in Exile’, in Alasdair Macintyre’s Engagement with Marxism, p. 273.

[18] Haynes, Russia, pp. 179-182 Goran Therborn, European Modernity and Beyond: The Trajectory of European Societies, 1945-2000 (London: Sage Publications, 1995), pp. 133-146, 150-160.

[19] See, for example, Acemoglu and Robinson, Why Nations Fail, pp. 127-128.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي


.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024




.. الشرطة الأميركية توقف متظاهرين بعدما أغلقوا الطريق المؤدي لم


.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد




.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض