الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الثاني)

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 9 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


كانت هناك ثلاثة مواقف رئيسية في النقاش. تم التعبير عن الأول من قبل أولئك الذين وصفهم إريك بلانك بـ "اشتراكيي الحدود" من محيط الإمبراطورية: ولا سيما بولندا وليتوانيا ولاتفيا والقوقاز وأوكرانيا، بالإضافة إلى أولاد البوند اليهود المناهضين للصهيونية والمنتمين إلى المنظمة العامة للعمال اليهود في ليتوانيا، بولندا وروسيا، والذين سعوا جميعا إلى ربط التحرير الوطني والنضال ضد التفوق العرقي بتوجه الصراع الطبقي. 
مثلا، في بيئة اتخذ فيها العديد من الاشتراكيين موقفا متناقضا تجاه معاداة السامية، دعا أولاد البوند إلى نضال مشترك بين العمال اليهود والمسيحيين ضد المذابح المعادية للسامية وعارضوا الجهود الصهيونية لاستخدام المذابح كذريعة لتقسيمهم. 
في عام 1900، شجب لينين تعليقات بليخانوف العنصرية عن اليهود، ومع ذلك، بعد مذبحة عام 1902، شجب لينين نفسه ادعاء أولاد البوند بأن معاداة السامية قد اخترقت الطبقة العاملة، على الرغم من حقيقة أن الاشتراكيين الديمقراطيين في أوديسا منعوا اليهود من العضوية من أجل تجنب تنفير العمال الروس المعادين للسامية. 
فقط في عام 1903 أصدر حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي (RSDWP) قرارا يدعو إلى النضال الحازم ضد المذابح المرتبطة بمعاداة للسامية. كما اعترض الاشتراكيون في منطقة الحدود على الافتراض بأنه بعد الثورة، ستظل الدولة مركزية وستظل اللغة الروسية لغة الدولة، كما كان الحال في الإمبراطورية القيصرية.
لم يكن اليهود المجموعة العرقية الوحيدة التي واجهت العنصرية قبل الثورة وبعدها. في مونوفرافية عن إنجلز والشعوب "غير التاريخية"، طور رومان روسدولسكي - المنظر الرئيسي للحزب الشيوعي لأوكرانيا الغربية والناجي من معسكر اعتقال أوشفيتس، حيث تم سجنه لمساعدة اليهود- (طور) نقدا للطريقة التي استخدم بها إنجلز هذه الفئة أثناء ثورات 1848-1849 لتصنيف بعض شعوب أوروبا الشرقية على أنهم معادون للثورة بطبيعتهم ومحكوم عليهم بالانقراض. 
في هذا الكتاب، يستشهد روسدولسكي بمثال مشابه من الثورة الروسية، عندما لم يكن من النادر أن يطلق الحرس الأحمر النار في مدن أوكرانيا في 1918-1919 على السكان الذين يتحدثون الأوكرانية في الأماكن العامة أو اعترفوا بأنهم أوكرانيون، لأن الروس أومناضلي الحزب الذين نالوا الجنسية الروسية يعتبرون الأوكرانية لغة "معادية للثورة". 
كانت المعارضة الشديدة لزعيمي الحزب لينين وليون تروتسكي فقط هي التي جعلت من الممكن لليسار الأوكراني تشكيل تحالف مع البلاشفة. يصف ماركو بوجكون أيضا التفاعلات المعقدة للطبقة والعرق في كتابه "الحركة العمالية والمسألة الوطنية في أوكرانيا (1897-1918).
الموقف المعاكس اتخذته روزا لوكسمبورغ، التي تنتمي إلى فصيل أقلية من الاشتراكيين البولنديين يعارض الاستقلال البولندي. لقد مزقت النقطة التاسعة من برنامج حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي ، والتي كانت تقول إن الحزب يطالب بجمهورية ديمقراطية يضمن دستورها، من بين أمور أخرى، "أن جميع الجنسيات التي تشكل الدولة لها الحق في تقرير المصير،"كأنها غريبة على موقف الاشتراكية الماركسية . ووافقت على البند الثالث من البرنامج الذي يطالب بحكم ذاتي واسع على المستوى المحلي ومستوى المقاطعات في المناطق التي تتركز فيها الأقليات العرقية؛ والبند السابع الذي يطالب بالمساواة أمام القانون لجميع المواطنين بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العرق أو الجنسية؛ والبند الثامن الذي ينص على أن الأقليات العرقية يحق لها الولوج للتعليم بلغاتهم الخاصة على نفقة الدولة واستخدام لغاتهم على قدم المساواة مع لغة الدولة في التجمعات وجميع وظائف الدولة والوظائف العامة. ولكن بعد تفسير تاريخي طويل، توصلت إلى نقطتها الرئيسية:
"في المجتمع الطبقي، لا توجد الأمة ككيان اجتماعي سياسي متجانس. بالأحرى، توجد داخل كل أمة، طبقات ذات مصالح و حقوق متناقضة ... لا يمكن أن يكون هناك حديث عن إرادة جماعية وموحدة، عن تقرير مصير الأمة في مجتمع تشكل بهذه الطريقة. إذا وجدنا في تاريخ المجتمعات الحديثة حركات قومية ، ونضالات من أجل مصالح وطنية ، فهذه عادة حركات طبقية من البرجوازية ضد للطبقات الحاكمة، والتي يمكن على أي حال أن تمثل مصالح الفئات الأخرى من السكان فقط بقدر ما تدافع عن الأشكال التقدمية للتطور التاريخي تحت شكل المصالح الوطنية ، وبقدر ما لم تميز الطبقة العاملة نفسها بعد عن كتلة الأمة (بقيادة البرجوازية) طبقة سياسية مستقلة ومستنيرة ... الاشتراكية الديموقراطية هي حزب البروليتاريا الطبقي. مهمتها التاريخية هي التعبير عن المصالح الطبقية للبروليتاريا وكذلك المصالح الثورية لتطور المجتمع الرأسمالي نحو تحقيق الاشتراكية. وهكذا، فإن الاشتراكية الديموقراطية مدعوة لإدراك ليس حق الأمم في تقرير المصير ولكن فقط حق الطبقة العاملة، المستغلة والمضطهدة، ... في تقرير المصير".
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي