الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتدال الوطني في السياسة العراقية في ملتقى رواد المتنبي الثقافي

عامر عبود الشيخ علي

2022 / 9 / 24
المجتمع المدني


من الضروري جدا لكل شخص ان يطلع على التأريخ، وخصوصا من هو في منصب اتخاذ القرار سياسي كان ام اجتماعي، لان قراءة التاريخ تعطي للانسان فكرا وأفقا واسعا لمسيرة حياته، وكذلك دراسة الشخصيات التي كتب عنها الدراسات الاكادمية العديدة سواء في العهد الملكي او العهد الجمهوري.
هذا ما استهل به الضيف الدكتور علي الساعدي محاضرته عن كتابه "الاعتدال الوطني في السياسة العراقية عباس مهدي اول سفير للعراق في الاتحاد السوفييتي انموذجا" التي نظمها ملتقى رواد المتنبي الثقافي يوم الجمعة الثالث والعشرون من ايلول، في المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي، وادارتها عضوة الملتقى عفيفة سليمان وبحضور اكادميين وشخصيات ثقافية واعلامية ومنظمات مجتمع مدني.
وتناول الضيف الدكتور الدور السياسي للشخصية الوطنية المعتدلة عباس مهدي المولود عام 1898، عندما كان عضوا في مجلس الاعيان والوزارات التي استأزرها، وكذلك دوره الدبلوماسي ونسبه واسرته وتعليمه ونشاطته الاجتماعية في العهدين الملكي والجمهوري، ودوره البارز في وزارة المعارف ومنها الغاء جهاز التفتيش المركزي، والدعم القوي للطلب المقدم عام 1932 من قبل المعلمة اللبنانية زهور عادل الى انشاء وفتح مدرسة مختلطة والتي قوبلت بمعارضة شديدة من قبل بعض اعضاء مجلس الاعيان، وبنضاله واصراره استطاع ان يقبل الطلب وانشاء اول مدرسة مختلطة عام 1935.
اما عن دوره عندما تسنم وزارة الاقتصاد والمواصلات بين الساعدي "لوطنيته استطاع ان يتخلص من هيمنة بريطانيا على السكك الحديدية في العهد الملكي، والمساهمة في مشروع بناء ميناء البصرة وانشاء جسر في الموصل، وايضا معارضته الشديدة وتعرضه الى مضايقات من بعض النواب لرفضه مشروع انشاء محطة للراديو بحجة القضاء على الامية، وسبب الرفض هو ان العراق بحاجة ماسة الى فتح المدارس ومشاريع اخرى كمشروع الحبانية والثرثار والغراف وهي اهم من الاذاعة، مقترحا للقضاء على الامية افتتاح مدارس لمحو الامية ومشاركة طلاب الثانوية في ذلك، ونجح في عرض مشروع الغراف (مشروع سدة الكوت) للمناقصة وانجز المشروع عام 1939.
ومن جانب اخر اشار الدكتور علي الى الشروط التي وضعها عباس مهدي ليشارك في حكومة حكمت سليمان المستقيلة، وهي ان تكون سياسة الحكومة عربية وحل مجلس النواب، واحترام القوانين والاحكام الدستورية بصورة تريح وتزيل القلق لدى الشعب، واعادة اصدار جريدتي الاستقلال والعراق التي عطلتها الحكومة، واعادة الشيوخ والوطنيين المبعدين بسبب قضايا وطنية وسياسية، واعادة النظر في اعتقالات ممن قام بالتظاهرات والاحتجاجات ضد الحكومة والذين تم زجهم بالسجون.
واوضح ما جاء في كتابه عن دور عباس مهدي الدبلوماسي والتحرك باتجاه الاتحاد السوفيتي لتوسيع العلاقات الخارجية مع دول العالم، واستجابته لان يكون مفوضا (سفيرا) لدى الاتحاد السوفيتي، بعد رفض اغلب الشخصيات بسب التهمة بالشيوعية لمن يكون بهذا المنصب، ذاكرا نص الحديث بين رئيس جمهورية الاتحاد السوفييتي وبين السفير عباس مهدي عندما سأله عن انطباعه عن الحكومة السوفيتية "انني معجب كل الاعجاب بما اظهرته الامة السوفيتية، من وطنية رائعة وبطولة الدفاع عن كيانها ونصر الحرية في سحق قوى العدوان (النازية) واضطهاد البشرية الامر الذي اكبرته الامم جميعا ايما اكبار".
وارسل تقرير شديد اللهجة عندما كان سفيرا في الاتحاد السوفيتي معارضا بشدة نقل وتصدير المحاصيل الزراعية الى اوربا في وقت المجاعة في حين ان الشعب العراقي يعيش في فقر وضيق، وكان ايضا من المعارضين بالدخول في حلف بغداد ومن المطالبين بقانون يضمن حقوق العمال وقانون الاصلاح الزراعي.
اما بعد ثورة تموز لم يحاكم او يطارد السياسي عباس مهدي لوطنيته وحبه للعراق، اذ اشغل عدة مناصب اخرها معاونا لمدير شركة سمنت الفرات قبل وفاته عام 1961 والذي شيعته الاوساط السياسية والشعبية لحبهم له ووطنيته ودفنه في الصحن العلوي.
بعد ذلك كانت المداخلات والاسئلة من قبل الحضور التي اغنت الموضوع واضافة اليه الكثير، وفي الختام قدم عضو الملتقى محمد السلامي شهادة تقديرية للدكتور علي الساعدي نيابة عن اعضاء ملتقى رواد شارع المتنبي الثقافي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين


.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر




.. كاريس بشار: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض..


.. مشاهد لاعتقال العشرات من اعتصام تضامني مع غزة بجامعة نيويورك




.. قانون ترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا لرواندا ينتظر مصادقة ال