الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انقلب رئيس الحكومة الاسبانية السيد بيدرو سانشيز على حل الحكم الذاتي ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2022 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


خلال الدورة السابعة والسبعين ( 77 ) للجمعية العامة للأمم المتحدة ، القى رئيس الوزراء الاسباني السيد Pedro Sanchez كلمة مقتضبة باسم الدولة الاسبانية ، اثارت العديد من التساؤلات عن الدور الجديد للدولة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية .. فمناصري الدولة الصحراوية اعتبروا كلمة السيد Pedro Sanchez رجوعا اسبانياً الى ما قبل شهر مارس الفائت ، أي تبني حل الاستفتاء لنزاع الصحراء .. وأصحاب النظام السلطاني المخزني المغربي وعلى قلتهم ، اعتبروا ان السيد Sanchez لم يزغ عن مواقفه الجديدة بعد مارس الفائت ، أي انه من خلال كلمته المقتضبة الملقاة بعناية ، لا يزال مع حل الحكم الذاتي للنزاع ، وهو اعتراف بمغربية الصحراء ..
لكن بالرجوع الى كلمة Pedro Sanchez ، سنجد انها مقسمة الى فقرتين ، تحددان بدقة الموقف الاسباني من نزاع الصحراء الغربية .
-- الفقرة الأولى ، هي حين اكد السيد Sanchez ان اسبانية تؤيد حلا سياسيا يتفق عليه اطراف النزاع ، والمعنى من اطراف النزاع ، يعني طرفي النزاع ، النظام المغربي المخزني ، وجبهة البوليساريو ، وليس النظام الجزائري الذي يعتبر نفسه خارج هذا الصراع الذي لا يعنيه .. ، في اطار الأمم المتحدة وقرارات مجلس الامن ، وركز على عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Stefan de Mistura ، الذي لقي التأييد من قبل الجميع ، خاصة من قبل واشنطن .
-- الفقرة الثانية هي عندما ركز على مواصلة اسبانية على تقديم المساعدات الإنسانية الى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف .
فبالرجوع الى هاتين الفقرتين في كلمة السيد Sanchez ، يتجلى بشكل واضح موقف رئيس الوزراء الاسباني من نزاع الصحراء الغربية . وحتى ندرك هذا الموقف الصحيح ، نشير انه موقف الدولة الاسبانية ، وليس بموقف Pedro Sanchez الذي اتخذه في غيبة الحكومة الاسبانية التي علمت به من خلال البيان الذي أصدره ديوان السلطان محمد السادس ، بعد توصله برسالة Sanchez الغرامية التي تؤيد حل الحكم الذاتي في نزاع الصحراء .. ففرق بين التأييد الشخصي ل Sanchez لحل الحكم الذاتي حتى يغطي على " فضائحه " التي ضبطها برنامج التجسس الإسرائيلي Pegasus المركب في هاتفه ، وبين موقف الدولة الاسبانية ، خاصة الحكومة التي رفضت خرجت Sanchez ، حين ركزت على المشروعية الدولية ، وسيما وان اسبانية كانت من عارض بشدة اعتراف Trump بمغربية الصحراء ..
فان يتحول الموقف الاسباني ب 160 درجة من الرفض الكلي لاعتراف Trump ، الى التأييد الشخصي لحل الحكم الذاتي ، ليس بالأمر العادي . وعوض ان ينتقل السلطان المغربي الذي ابتهج لهذا التغيير في مواقف Sanchez التنازلية والإستسلامية الى مدريد Madrid لتقديم الشكر، فان السيد Pedro Sanchez من جاء مهرولا كأحد رعايا السلطان المغربي الى قصره ، يؤدي فروض الطاعة والولاء امام باب قصر السلطان ، وبتلك الحالة المشفق عليها .. فالأمر يثير التساؤل ويثير الشكوك ، بل انه الارتباك الذي استعمل فيه الابتزاز ، لان السيد Sanchez المرتبك يوجد في حالة ضعف .. لذا فالقرار الشخصي الذي اعترف فيه Sanchez بحل الحكم الذاتي ، ليس هو قرار الدولة الاسبانية التي تتمسك بالمشروعية الدولية .. وربما ان السيد Sanchez يكون قد تعافى من وخز Pegasus ، خاصة وسلطة الضغط السلطان جد مريض ، فوجدها السيد Sanchez فرصة العمر لتصحيح موقف ليس هو بموقف الدولة الاسبانية .. فكانت كلمته في الدورة السابعة والسبعين امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، نوعا من الغفران عن زلة ( الحكم الذاتي الذي لم يذكره بالاسم ) ، ارتكبها تحت الضغط ..
فهل كلمة الدولة الاسبانية التي القاها Sanchez امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، هي تأكيد صريح لموقف الدولة الاسبانية ، وتجاهل صريح لخرجة Sanchez بعد شهر مارس الفائت . أي الالتزام بالقرارات الأممية والتي تعني نوعا ما الحياد .. رغم ان قرارات مجلس الامن والجمعية العامة واضحة تنص على تقرير المصير .
ان تركيز Sanchez في كلمته امام الجمعية العامة في دورتها السابعة والسبعين ( 77 ) على الحل السياسي المتوافق عليه ، المقبول من طرفي النزاع ، وليس من اطراف النزاع ، وفي اطار الأمم المتحدة ، وقرارات مجلس الامن ، هو انكار صريح لمغربية الصحراء من خلال اعتماد حل الحكم الذاتي المُجهض ، ومن ثم فبمجرد القول بالقرارات الأممية ، يعني التجاهل التام لحل الحكم الذاتي ، لان قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لم يسبق في التاريخ ان اعترفت بشيء يسمى بالحكم الذاتي ، ولم يسبق لهذه القرارات ان اشارت ولو بالأصبع وبشكل جد محتشم ، الى حل ابريل 2007 الذي طرح فيه السلطان المغربي حل الحكم الذاتي للحفاظ على عرشه المهزوز بفقدانه الصحراء ..
ف Sanchez بتبنيه لقرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ، يكون بمن يعكس موقف الدولة الاسبانية الذي هو خيار الاستفتاء في نزاع الصحراء الغربية .. ونتساءل هنا . ما الفرق بين موقف الدولة الاسبانية الرافض لاعتراف Trump بمغربية الصحراء ، وبين تبني القرارات الأممية التي تجهل ولا تتجاهل حل الحكم الذاتي ... أي ان موقف الدولة الاسبانية هو مع تقرير المصير كحل ديمقراطي ، لنزاع دام اكثر من سبعة وأربعين سنة من نشوبه ، وحان الآن وقت حله بالاستفتاء الطريق الديمقراطي ..
ما يحز في النفس ان قرار Sanchez الشخصي الذي خضع للإبتزاز ، كان بمقابل صرح به ومن داخل قصر السلطان ، بان مدينتي سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية ، هي أراضي اسبانية ، دون حصول رد من قبل الدولة السلطانية التي لزمت الصمت ، وكما يقول القانونيون الصمت علامة الرضى .. الآن سبتة ، ومليلية ، والجزر الجعفرية ، اسبانية الأصل والجنسية ، والصحراء اصبح حلها الاستفتاء وتقرير المصير ، وليس حل الحكم الذاتي الموجود فقط في مخ النظام السلطاني المخزني المغربي .. وهذا يذكرنا بإخراج النظام المغربي علاقاته مع الدولة الصهيونية الى العلن ، والانغماس معها في توقيع اتفاقيات بوليسية ، بين الأجهزة البوليسية المغربية ، وخاصة البوليس السياسي بفرعيه الداخلي والخارجي ، وبين الأجهزة البوليسية الصهيونية ضد القضايا القومية العربية ، من الموساد ، الى الشاباك ، الى أمان .. واتفاقيات عسكرية تمخض عنها زيارة قائد جيش الأبارتييد الصهيوني الى الرباط ، وزيارة المفتش العام لجيش النظام الى تل ابيب ، واعطاءه التحية لراية وعلم الدولة الصهيونية في خشوع واحترام ، ومقدما فروض الطاعة والولاء .. لكن مقابل كل هذه الخدمات الخيانية للقضايا القومية العربية ، ولفلسطين ، وللقدس الشريف ، فالدولة الصهيونية المنطقية مع نفسها ، لا تعترف للنظام السلطاني المخزني المغربي بمغربية الصحراء ، وشأنها شأن حلفائها في الاتحاد الأوربي ، وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية ، فهي تتشبث بالمشروعية الدولية ، وبالقرارات الأممية التي تنتصر لحل الاستفتاء وتقرير المصير.. فإسبانية تعيد الحالة الصهيونية ، والمخزن المهزوم العارف بما ينتظره عند ضياعه الصحراء ، يناور مناورات مفضوحة ، لإخفاء الحقيقة عن الداخل المغربي ، ما دامت هذه الحقيقية الفضيحة المجلجلة خارج المغرب وليس داخله . فالمهم بالنسبة للنظام المغرب ان يظل الشعب في دار غفلون جاهلا بما يجري ويدور ..
ان ما جاء في الفقرة الثانية من كلمة Sanchez باسم الدولة الاسبانية امام الدورة السابعة والسبعين ( 77 ) للجمعية العامة للأمم المتحدة ، من ان اسبانية تواصل باستمرار دعم السكان الصحراويين في مخيمات اللاجئين ، كدولة مانحة ، هو تأكيد واعتراف من قبل Sanchez بمعضلة القضية الصحراوية ، وبطريقة سَلِسَلة يريد ان يثبت ان قضية الصحراء مع وجود اللاجئين ، هي قضية تصفية استعمار كما تعتبر ذلك الأمم المتحدة ومجلس الامن ، وان حلها هو الاستفتاء وتقرير المصير ، رغم وجود الجمهورية الصحراوية التي اعترف بها السلطان المغربي بظهير ، أصدره في يناير 2017 ، ونشره في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 ...
ان مجرد القول باللاجئين في المخيمات ، والانتصار لقرارات مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، يعني ان قضية الصحراء هي قضية تصفية استعمار ، وهذا يعني ان اسبانية والأمم المتحدة ، ومعهما الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، والقضاء الدولي والقاري ، لا يعترفون بمغربية الصحراء ، ويرون حلها هو الاستفتاء وتقرير المصير .. أي انها قضية تصفية استعمار ..
ولنا ان نتساءل عن مهزلة دولة البيرو ، ودولة كلومبيا ، وتشاد ، ودولة جنوب السودان التي امتصت امول الشعب المغربي المفقر بملايين الدولارات ، واثناء الدورة ( 77 ) بالأمم المتحدة ، تعيد دولة السودان اعترافها بالجمهورية الصحراوية ، وتؤكد انها كدولة عضو بالاتحاد الافريقي ، فهي تتبنى قرار الاتحاد من نزاع الصحراء ، وأضافت ، ليس من حق النظام المغربي الذي اهدر ثروة الشعب ، ان يتدخل في شؤون دولة جنوب السودان ... دون ان نسى موقف تونس عند استقبالها للرئيس إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية الصحراوية ، وهو اعتراف صريح بالدولة الصحراوية ، الى جانب الاعتراف الموريتاني الذي اكد عليه الرئيس محمد ولد الغزواني مرتين خلال هذا العام ، واعتبره استراتيجيا في الدبلوماسية والسياسة الموريتانية ..
ان الجلسة المقبلة في شهر أكتوبر لمجلس الامن حول الصحراء ، ستكون جلسة خاصة بالموقف الفرنسي الذي سيكون اكثر من محرج . أي ان فرنسا هذه المرة ، وفي هذه الدورة الحاسمة ، قد تكون هي من يتقدم بطرح توسيع صلاحيات " La Minurso " ـ " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " ، لتشمل مراقبة حقوق الانسان في الصحراء الغربية . ان استقبال البرلمان الفرنسي ، وجمعيات حقوق الانسان الفرنسية ، للصحراوية سلطانة خيي ، ورفع علم الجمهورية الصحراوية عاليا في أروقة البرلمان الأوربي ، لم يكن عاديا . بل كان توطئة نفسية للنظام المغربي لما سيصيبه عند طرح فرنسا لإجراء توسيع صلاحيات " La Minurso " في دورة أكتوبر القادمة ..
ان نزاع الصحراء الغربية اقترب حله ، وهو يقترب بخطوات سريعة لن تتعدى السنتين ، او ربما اقل عند حصول فراغ في الحكم في المغرب ، وانتظار التطورات التي ستعقب هذا الفراغ في الشارع المغربي ، وبالجنوب المغربي اذا خرج الصحراويون يرددون شعارات الجمهورية الصحراوية ..
المنطقة مهددة بتغيير الجغرافية ، وبالبلقنة ، والكانتونات ..
على نفسها جنت براقيش .. لا بد من الحساب ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع