الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث سيناريوهات لنهاية حرب بوتين 2

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2022 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


السيناريو 3: هذه هي الصفقة الأقل قذارة، لكنها مع الشعب الروسي وليس مع بوتين. بحسب هذا السيناريو يقترح الناتو والأوكرانيون وقفاً لإطلاق النار على أساس خطوط 24 فبراير: حيث كانت تقف القوات الروسية والأوكرانية قبل غزو بوتين. وهذا يجنب أوكرانيا مزيداً من الدمار، ويصون مبدأ عدم مشروعية تغيير الحدود بالقوة. لكن حينها سيتعين على بوتين الاعتراف أمام شعبه بما نصه: "لقد كلفتكم نحو 70.000 بين قتيل وجريح من أبنائكم، وخسرنا آلاف الدبابات والعربات المدرعة وتعرضنا لعقوبات اقتصادية مروعة – لكي آتيكم بخفي حنين."

بالطبع من المستحيل تصور أن يقدم بوتين على هكذا قول. لكن رغم ذلك قد تبقى هذه الصفقة في مصلحة الشعب الروسي. ومن ثم، كما أظن، ربما سيتعين الإطاحة ببوتين سواء من خلال حركة احتجاجات شعبية واسعة، أو بواسطة انقلاب قصر. عندئذٍ يمكن تحميله كل وزر الحرب، وستستطيع روسيا ساعتها إعطاء الوعد بأن تكون جاراً حسناً مرة أخرى إذا رفع الغرب عنها عقوباته. كما سيتعين على زيلينسكي التخلي عن حلمه باستعادة الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا في 2014، وفي المقابل ستستطيع أوكرانيا بدء التعافي وعلى الأقل استئناف عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وربما حتى حلف الناتو. هذه الحرب كانت حرب بوتين ولم تكن أبداً حرب الشعب الروسي. ويخطئ الشعب الروسي إذا ظن أنه لن يدفع في النهاية ثمناً فادحاً لصمته لمجرد أنهم حتى الآن لم يدفعوا شيئاً يذكر.

بعد الانتهاء من توثيق كافة المذابح المزعومة التي ارتكبها الروس في أوكرانيا وإشهارها حول العالم، ساعتها لن يستطيع الشعب الروسي الاختباء مما قد فعله بوتين باسمهم وباسم بلدهم. وحين يتوقف القتال ويطالب العالم بتحويل الاحتياطيات الأجنبية الروسية المجمدة الآن في البنوك الأوروبية- حوالي 300 بليون دولار- إلى أوكرانيا لإعادة بناء مستشفياتها وجسورها ومدارسها التي دمرها الجيش الروسي، ساعتها سيبدأ الشعب الروسي في إدراك أن هذه الحرب لم تكن مجاناً. وعندما يجمع التوثيقيون جميع شهادات النساء الأوكرانيات اللاتي تحكين عن تعرضهن للاغتصاب على يد جنود روس، ساعتها لن يستطيع مواطن روسي أن يخرج إلى العالم من دون الشعور بالخزي لفترة طويلة من الزمن.

مرة أخرى، أنا لست ساذجاً. إذا ما استُبدل بوتين بطريقة ما بأليكسي نافالني، صاحب التوجهات القومية والدعوة لمحاربة الفساد ومعارضة الحرب، الذي يعتقد أن بوتين قد سممه ثم زج به في السجن، فهذا لا يعني أبداً أن المفاوضات على وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا أو المحافظة عليه ستكون أقل صعوبة عن ذي قبل. أكثر من ذلك، القوانين القمعية وبوليس سري لا يرحم، وندرة القادة والخوف المشروع من أن يفعل بوتين بشعبه ما يفعله بالأوكرانيين كلها عوامل تقف ضد أن تستطيع حركة شعبية الإطاحة ببوتين. كما أنني على وعي كذلك أنه كجزء من هذا السيناريو قد يخلف بوتين شخص أكثر سوءً، شخص من أقصى اليمين ممن يتهمون بوتين باللين واليد المرتعشة وأنه لم يحارب بالقسوة الكافية أو أن جنرالاته خذلوه - في بلد لديه آلاف الرؤوس الحربية النووية.

لكن لنضع في الاعتبار هذا الاحتمال غير العادي لتظاهرات شعبية ضد بوتين، كما أفاد مؤخراً زملائي في صحيفة التايمز من المختصين بالشأن الروسي، في قولهم إن هذا البلد يعيش الآن أياماً غير عادية قد تستدعي ردود فعل غير عادية: نجمة البوب الأشهر في روسيا خلال القرن العشرين، آلا بوجاتشيفا، أعلنت مؤخراً عن معارضتها لاحتلال أوكرانيا، لتصبح من أبرز المشاهير الذين يصطفون ضد الحرب لدى مواجهة الرئيس فلاديمير بوتين تحديات متنامية سواء على ميدان القتال أو خارجه. هكذا كتبت السيدة بوجاتشيفا، 73 سنة، في منشور على انستجرام، حيث يتابعها 3.4 مليون شخص، أن الروس يموتون في أوكرانيا من أجل "أهداف وهمية."

كل ذلك يساعد في تفسير ما استشعرت في أوروبا خلال الأسبوع الفائت، شعوراً بإمكانية أن تنتهي هذه الحرب في عدة طرق مختلفة، بعضها جيد، وبعضها سيء، لكن لا شيء سهل. وذلك حتى من دون سيناريو 4- وهو شيء لا يستطيع أحد التنبؤ به.
________________
ترجمة: عبد المجيد الشهاوي
رابط المقال الأصلي:
https://www.nytimes.com/2022/09/20/opinion/ukraine-putin.html?action=click&algo=bandit-all-surfaces-variants-shadow-lda-refined-time-cutoff-6-39de-11ed-9b29- e=eos-most-popular-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟