الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنت في الجنة

ماجد ايوب القيسي

2022 / 9 / 25
التربية والتعليم والبحث العلمي


أنت في الجنة :
كيف حالك وانت تدخل الجنة ..
وتتلقى بشارة رضوان الله عليك..
وقد تعبت وعانيت من تقلبات الدنيا وهمومها وامراضها ومصائبها وتعلق الناس بها.
وكيف سيكون ذاك العالم الذي أعده الله لأحبابه، وأصفيائه، ومقربيه ؟؟
في الدنيا :
تتقلب الأحوال بالناس بين اليسر والعسر، والسعة والضيق ..
والصحة والمرض، والغنى والفقر..
يتبعها تقلب المشاعر بين الفرح والحزن، و الأمل واليأس، والرجاء والخوف
يتبعها تقلب الأفكار: الى أين نسير؟، وأين سترسو بنا سفينة الحياة ؟
الطفل تحول الى شاب، والشباب غزاهم الشيب، ونذر الضعف تلاحقهم
وتجارب الشيوخ تثبت أن استقرار الأحوال والأفكار والمشاعر محال.
ومهما سعدت في الحياة فهناك شبح الرحيل يجري خلفنا ..
وأعقل الناس من يبحث عن النور والضياء بين مطبات الطريق، ونهاية النفق.
لا يثنيه ما عانى من قساوة الحياة وبأسها وألمها..
وان دارت عليه الأيام ثقيلة عسيرة .
فتقلب الأحوال والمشاعر والأفكار تنبأ باختلاف النتائج والنهايات.
بين شقي وسعيد ، وفرح وحزين ، ومقبول ومطرود، ومُنعم ومًعذب ....
(يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) ( هود: 105)
( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۖ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)(الأحقاف: 19)
(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(الزخرف: 72 )
اللحظات الأولى في الجنة ستكون مبهرة جداً
حين نرى الأنهار ! والقصور ! و الثمار ! والخيام ! والذهب ! واللؤلؤ ! والحرير !
حين نلتقي بأحبة ماتوا منذ زمن وغابوا عن أعيننا
حين يلتقي الابن البار بأمّه وأبيه !
والوالدان بابنهما الذي مات صغيراً !
ويلتقي الأخ بأخيه المشتاق إليه !
حين نرى المريض شُفي !
والأعمى يبصر !
و المهموم قد سُعد !
والشيخ عاد شاباً !
والعجوز رجعت فاتنة !
حين نلتقي بالأنبياء عليهم السلام !
ونسلم على الصحابة رضوان الله عليهم !
ونصافح علماء الأمة !
ونشاهد أعلامها وأبطالها !
ونرى شهداءها !
و نبصر الملائكة بأعيننا رأي العين !
يسوقوننا إلى نهر الكوثر ...
فيستقبلنا حبيبنا محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ...
ويسكب لنا بأكواب من ذهب وفضة ونشرب من يده الشريفة الطاهرة شربة لا نظمأ بعدها أبداً !!
و يقال لنا : هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه !
والقادم من هناك عمر رضي الله عنه !
وذاك الحيي عثمان بن عفان رضي الله عنه !
وهذا علي وبجواره سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهم !
وذاك ترجمان القران ابن عباس رضي الله عنهما !
والذي تحت تلك الشجرة هو خالد بن الوليد رضي الله عنه !
وهذا الراوية أبو هريرة رضي الله عنه !
ويلوح لنا من بعيد أذان نديّ شجيّ نقترب نحوه وإذ به بلال رضي الله عنه !
ثم نسمع صوتاً عذباً كالمزامير فيهلل الجميع مستفسرين عن صاحب هذا الصوت ، فنتفاجأ بأنه نبي الله داود عليه السلام !
حينها نرى :
أصحاب الأخدود !
وأهل الكهف !
وأصحاب السفينة !
ومؤمن آل فرعون !
ومؤمن أصحاب القرية !
وذو القرنين !
حين ينادينا الخالق ﷻ : (( يَا أَهْلَ الجَنَّةِ ؟ )) فَنقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ
فيقول سبحانه : (( تريدون شيئاً أزيدكم ؟ ))
فنقول : مَاذَا نَسْأَلُكَ ، أَيْ رَبِّ ؟! ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة ؟ وتنجنا من النار ؟
فيكشف الله سبحانه وتعالى الحجاب
حينها نشعر بأعظم نعمة في الجنة
وهي رؤيته جل وعلا .....
كيف ستكون لحظة رؤية الله ﷻ .....
وهو ﷻ ينادينا : (( اليوم أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي ، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ))
كيف ستكون أول لحظة في الجنة ؟!
وأول ليلة في الجنة ؟!
وأول صباح في الجنة ؟!
وقد انتهى العمل والتكليف
وفرغ الناس من الحساب
و غادرنا عالم النفاق و الشرور والحروب والكراهية
واختفت وتلاشت الهموم والمشاكل والشيب ووهن العظم وضيق الصدر والأدوية والأجهزة والمهدئات !!!!!
إنها الجنة التي تستحق أن نجتهد ونجاهد ....
(( ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة )).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين