الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين وتجنيد العلماء

هشام جمال داوود

2022 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هل يعتبر هذا دهاء صيني ام غباء امريكي؟
هل يعد السلوك الصيني هذا نموذجاً حقيقياً للحكم التوتاليتاري ام انه ضريبة لما تدعيه وتتفاخر به أمريكا من تطبيق للمساوات؟
واخيراً هل ان الانغلاق وتشديد الرقابة وعدم تجنيس الغرباء هو الأفضل؟ ام استقبالهم ومنحهم الثقة والتعامل معهم على انهم مواطنون اهل بلد هو الأفضل؟
كل هذه الأسئلة يجيب عنها موضوعنا هذا.
فالحكومة الصينية جندت العلماء الصينيون الذين عملوا في مختبر لوس الاموس الوطني لمساعدة الصين في تطوير صناعتها العسكرية وذات الاستخدام المزدوج في عدة مجالات منها الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت والرؤوس الحربية الخارقة لأعماق الأرض والمركبات ذاتية القيادة وأيضاً المحركات النفاثة.
جاء هذا وفقاً لتقرير من (strider technologies) وهي مؤسسة امنية واستخبارية مقرها مدينة (salt lake) بولاية يوتا الامريكية.
التقرير سلط الضوء على انه وخلال ثلاثة عقود من الزمن عاد الى الصين أكثر من 160 باحث صيني لمساعدة بلاده في تطوير السلاح النووي وبرامج تطوير عسكرية أخرى.
وخلال الفترة من 1987 ولغاية 2021 على الأقل 162 عالماً صينياً عملوا في مختبر لوس الاموس ثم عادوا للصين لتقديم الدعم للعديد من البحوث المحلية وبرامج التطوير، وكذلك 15 من هؤلاء العلماء عملوا كموظفين دائمين في مختبر لوس الاموس.
من هؤلاء ال15 فإن 13 تم تجنيدهم من قبل برنامج المواهب الحكومي في الصين، كان قسماً منهم مسؤول عن رعاية العلماء الزائرين والباحثين ما بعد مرحلة الدكتوراه، وبعض منهم تلقى تمويلاً من قبل الحكومة الامريكية من اجل الأبحاث الحساسة، هنا تجدر الإشارة بأن من ضمن هؤلاء على اقل تقدير هناك واحداً يحمل تصريحاً من قبل وزارة الطاقة الامريكية يخوله ويسمح له بالوصول الى البيانات السرية للغاية ومعلومات عن الامن الوطني.
الصين تستخدم استراتيجية المواهب الخارقة والمصممة لتحفيز الأكاديميين والباحثين والعلماء للذهاب الى الخارج لتعميق لخبراتهم ومن ثم العودة لتعزيز مصالح الصين الاستراتيجية.
البرنامج الذي بدأ في العام 1980 لإرسال الموهوبين من الشباب الصيني للخارج، ليشمل مبادرات تسعى لتسخير جهود هؤلاء الافراد لتحقيق المكاسب وتشجيعهم على العودة للصين والعمل في قطاعات التكنولوجيا الرئيسية.
يشير نجاح جمهورية الصين الشعبية بين الشركات التابعة السابقة في لوس ألاموس ، إلى جانب دعم برامج المواهب الصينية من الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ وغيره من كبار قادة الحزب الشيوعي الصيني إلى أن جهود التوظيف المماثلة قد تكون منتشرة على نطاق واسع بين المختبرات التي تمولها الحكومة الأمريكية ومؤسسات البحث الأكاديمي و مراكز الابتكار الرئيسية.

علاوة على ذلك، تُظهر قضية لوس الاموس كيف أن التقدم السريع الذي حققته الصين في بعض التقنيات العسكرية الرئيسية يتم بمساعدة الأفراد الذين شاركوا في أبحاث حساسة تمولها الحكومة الأمريكية ".
يعتبر الدكتور تشين شيي خبير ديناميكيات السوائل ذو الشهرة العالمية، عضوًا مهمًا في نادي لوس الاموس وبعد عودته إلى الصين عمل تشين كرئيس للجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا حيث برع في تجنيد علماء لهم صلات بلوس الاموس.
في السنوات الأخيرة جذبت برامج المواهب التي ترعاها الدولة في الصين تدقيقًا متزايدًا من واشنطن ليس فقط بسبب مخاطر مكافحة التجسس وسرقة الملكية الفكرية بل أيضًا لأن هذه البرامج تستفيد من الأبحاث الممولة من دافعي الضرائب لتعزيز التنمية الاقتصادية في جمهورية الصين الشعبية والتطوير العسكري.
بدأت حكومة الولايات المتحدة في اتخاذ خطوات للتخفيف من المخاطر التي تشكلها استراتيجية القوة العظمى للمواهب الصينية ومع ذلك يمكن للمختبرات التي تمولها الحكومة والمؤسسات البحثية والصناعات الخاصة القيام بالمزيد لتحديد المخاطر المحتملة لمكافحة التجسس وسرقة الملكية الفكرية التي يشكلها الأفراد الصينيون الذين تسعى جمهورية الصين للاستفادة منهم في سباقها من أجل الهيمنة العلمية والتكنولوجيا العسكرية.
لكنها تبقى خطوة متأخرة بل ومتأخرة جداً، كما وستبقى الصين على هذا النهج أي نهج سرقة التكنولوجيا وان اختلفت الطريقة في السرقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف