الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهاء الموت الجسدي مع الحاجاتية؟ ملحق ج4

عبدالامير الركابي

2022 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كما العادة ستكون امامنا مهمة من النوع غيرالمعاين في لحظته، ومع وجاهة الاعتقاد بخصوص تبدل طريقة اشتغال العقل في الاطوار العليا، المقاربة لساعة انفصال العقل عن الجسد، الا ان موضوعات والمهام الواجب التركيز عليها في حينه، قد لاتكون متاحة ادراكا، فالربط وقتها بين معوقات الاشتغال العقلي، وتجسيداتها المباشرة، ومن ثم تعيينها موضوعات حياتيه، قد لاتتيسر بسهوله، وفي غمرة حال غير مختبر ولا معتاد من الاختلال الشامل في العلاقة بالاشياء، وثقل فرضية اتساق العملية الحياتيه المجتمعية، سيكون على العقل هو بالذات، ان يباشرتكريس اولى اشكال حضوره مافوق، او مابعد الجسدي.
ويمكن بالمناسبة ان نتذكر مرة اخرى "كلكامش" وهزيمته امام الموت الجسدي، ابان لحظة انغلاق كلية لصالح الجسدية، الامر الذي مهد للمنظور الماورائي الابراهيمي لان يتكرس وقتها بقوة، باعتبار الاحالة الى الانبعاث بعد الموت، مع التشديد الاستثنائي على القدرة الالهية على اجتراح فعل كذلك، بما انها مصدر الخلق الاول، وكل ذلك جرى ومازال ساريا الى اليوم تحت طائلة العجز عن ملاحظة الازدواج العقل/ جسدي، ومن ثم التفريق بين الموت الجسدي والموت العقلي في الكائن "الانسايوان"، وكون "الخلود" ممكن وقائم فعليا، انما ليس في الوقت الذي يكون فيه الجسد مايزال هو الغالب المهيمن والطاغي.
فالخلود هو خاصية "الانسان" بعد ان يغادر طور "الانسايوان"، او يكون قد بدا التحول عنه الى مابعده، حيث يتغير كل شيء، ونصير في حينه امام مفردات ومعطيات وجودية مغايرة كليا، تبدا كانتقالة تحولية على درجات تتم المغادرة بموجبها من نطاق ( التجمع + انتاج الغذاء) التبسيطي، مع التخفف من اساسيات الحضور الجسدي، وبمقدمها واولا، العمرية والحاجاتيه، وهنا سنقف من جديد، وكما حدث عند الابتداء المجتمعي اللاارضوي السومري، حين تعذر على الكائن البشري وقتها الانتقال الى مافوق ارضوية، وقت كانت الاعقالية التحولية غير متاحة ادراكا من جهة، والوسائل المادية الضرورية للتحول والانتقال من "الانسايوان" ماتزال طي المستقبل، وهاهي قد حضرت اليوم بعد مسارات التفاعلية المجتمعية التصيّرية الطويله، ابتداء من انبثاق الاله، وتحولاتها، ذهابا الى التكنولوجيا، واعلى مراحلها، التكنولوجيا العليا.
مع التازم الاقصى المتولد عن الاصطراعية الالية المجتمعية، وبلوغ الاله حالتها التكنولوجية الاولى، مايصل حد الحاجة لمزيد من التحور الخطر الذي من شانه ايقاف العملية المجتمعية بصيغتها الجسدية انتاجيا، وتراجع هذه الى مادون متطلبات الوسيلة الانتاجية المستجدة الذاهبة للاستغناء عن الجسدية، وقد غدت مافوق جسدية، مقاربة للعقلية، حين يتغير الانتاج ضرورة، ويصير غير عملي ولاضروري، بينما يصبح بالامكان التحكم بمحركات الانتاجوية الجسدية، وبمقدمها حاجات الاستدامه الجسدية/ الاكل، والنوع الانسايواني تناسليا، اضافة للجانب المهم للغاية /العمرية، بما يؤدي الى القفزة العقلية العليا الابعد، حيث نصير امام نوع اعقالية وطريقة اشتغال عقلي، وافق ومديات احاطة، ونوع مقاربة للاشياء، اخرى لاعلاقة لها بما نحن عليه او نعرفة حاليا، او منذ ان وجدت المجتمعات.
وثمة مظاهر ستلازم الفترة المنوه عنها، على راسها اشكالات انتفاء الحاجة، لاجهزة جسدية من نوع الجهاز الهضمي ومتعلقاته، مع بدء عملية اضعافه وصولا للاستغناء عنه، والمتغيرات الجسدية مع تبدل السياقات العمرية واتضاح آليات "الانتصارية الكلكامشية" المتاخرة، بالانفصال عن الجسد، بدل افتراضية مابعد الموت السماوية، وهذه وغيرها ستكون من انشغالات العقل الاخر، وانفجاريته المتوقعه، ونوع فعاليته ابتداء بالتلازم مع التكنولوجيا العليا، ذهابا الى الفعالية المستقله، التي تتوقف التكنولوجيا عندها عن ان تكون هي الاخرى ضرورية، وقت بلوغ العقل العتبة التي تؤهله لان يكون مستقلا بذاته، ومهيئا لخلق موجبات وجوده واستمراره.
وجد الكائن الحي ابتداء، حاملا "كود" العلاقة بالطبيعية الارضية بما هي عليه، وماتحتوية وتتشكل منه، وقد تطورت بناء لموجبات الصيرورة والارتقاء الذاهب الى مابعد ارضوية، لتصبح عند نقطة بعينها، محكومه اجبارا للتوافق مع "كود"من نوع وجودي اخر، فالحياة العقلية المستقلة، تعني حكما توافقا مع عالم آخرمن نوعها، كون من صنف مختلف، ليس بمقدورنا تخيله او الاحاطة بابعاده، مادمنا ابناء العالم الذي نحن منه وفيه، مايجعل من مساله المفارقة التصورية هنا معضلة كبرى، وعقبة اجتيازية غير قابله للحل، على الاقل بحسب مالنا من معطيات تخص الحال الاحادي والارضي، فلا امل على هذا الصعيد، ولابارقة تتوقع من دون ان نسقط من الاعتبار، الاحادية الكونية التي من صنف الاحاديات الجسدية والمجتمعية، على امل ان نقارب مجال الكونية اللامرئية التي نحن ذاهبون اليها، والتي هي الفاعل المؤثر الرئيسي في اجمالي وجودنا وحركته، من اول وجود الكوكب الارضي والمجموعة الشمسية والمجرات، والابعاد الشاسعة الايله كلها، على ضخامتها الفوق ادراكية، الى التحول بالممكن والمتاح، المهيأ للزوال ضمن اليات الانتقال الى الكون، او الاكوان الاخرى.
ومن باب البداهة التي لاتناقش، اننا لن نستطيع عبور هذا الحاجز،مثلما يعجز الحيوان الذي كناه، عن ان يعي العالم "الانسايواني" البشري ختى الحالي، ان لم يكن الامر اصعب بمالايقاس اذ وضعنا بالاعتبار، الاختلاف النوعي الاكواني، مقابل مجرد الاختلاف الجنسي، هذا الا اذا تسنى لنا ان نعلم، بان مسالة العلاقة، او الصلة بين العالمين ليست منعدمه، او انها بالاحرى حاضرة دائما بين تضاعيف التفاعلية المجتمعية، وازدواجية الكائن البشري والمجتمعات، وهنا لابد ان نعود لنتذكر ازدواج الكائن البشري العقل/ جسدي.
وقتها قد يتسنى لنا الانتباه الى النافذه الواصلة بين العالمين والكونين، وليظل الاحاديون معتقدين بان العالم بناء عليه التاريخ واحد وحيد، وان "العقلانيه" هي المرئي والملموس، مقترحين بذلك طريقا افنائيا مغلقا، يعتقدونه "العلم"، مع انه احاطة دنيا، تطرد العالم الاخر العضوي، المتلازم والمتداخل مع عالمنا، فتحيله الى مايعرف ب" الماوراء"، مع ان هذا التعبير بحد ذاته هو دالة على وجود شيء ملح، يستوجب طرده من الوجود والمعاش، لحضوره غير العادي، لابل الذي لاتستقيم الحياة من دونه.
ثمة نقطة تماس اولى تنبت ابتداء في ارض "العيش على حافة الفناء" المرسومه والمدبرة باعتبارها " نقطة تماس" مع الكون الاخر، هنا حيث هذا الموضع الاقرب حجما للعصفور قياسا للفيل المصري، مع تعاكس منجزيهما، بين محلي وطني احادي، وكوني متعد للكيانيه، محكوم لديناميات الازدواج المجتمعي، وقانون الدورات المنتهية بانقطاعات، فاذا ظهر هنا كل المنجز الابتدائي التاسيسي، وصولا الى التعبيرية السماوية النبوية، فان دالات مافوق الارضوية تكون مما لايمكن اسقاطه من الاعتبار، لنغدو امام حيز، او عالم مواز للجسدية، فاذا قال نبي بانه تلقى وحيا من السماء، فانه يكون بالاحرى وقتها قد انفتحت له نافذه لاارضوية، تنتمي لحيز العقل ضمن الازدواج الجسدي، والشيء ذاته يمكن ان يقال عن الشاعر، والذين همهم الفنون، وصولا للغة الجسد، الرقصن ومن ثم العلوم، فالكائن البشري يعيش عقلا اقرب تكوينا وبنية الى الاكوان الاخرى، وهو مترابط معها، ومتفاعل ضمن سيرورة صاعدة ذاهبة الى لقاء بعيد.
لنتصور لو ان الحياة كانت جسدية حيوانيه بحته، جافة متخشبة وممحله، بلا موسيقا كان السومريون لايجلسون للاكل، او لاي تجمع، من دونها، او بلا غناء، او شعر، وبلا عقول خارقة في الفنون والعلوم، وبلا عبقريات رؤى واداب كبرى، تسري متشكله مع الحياة وتمنحها المعنى والدلالة خارج الحاجة المباشرة، طبعا هذه الظواهر كلها مصادرة من قبل الجسدية الاحادية، مثلها مثل العقل نفسه، فلا تفريق مع الطغيانيه الدكتاتورية الجسدية الاحادية، بين اليد، او القدم، وبين قصيدة، وملحمه، او سمفونيه، او لوحة، فكلها نتاج للجسد وملحقاته لوحده، بلا اية زيادة عليه، فضلا عن الانفصال عن عالمه.
اريد انهاء هذا الملحق الاخير، بايراد نقطتين كخلاصة: الاولى ان العبقريات وكل منتج مافوق ارضوي جسدي، لايعود الى الجسد حصرا، وانه نتاج اليات تفاعليه العقل الذي هو مكون اساس في الكائن البشري، بما يجعل الوجود الانساني والمجتمعي وجودا ازدواجيا متصلا بالاكوان العليا، غير منفصل عنها، وليس بالارض وحدها من حيث المحرك والدافع الرئيسي، النقطة الثانيه التي لابد من ايرادها بهذه المناسبة، هو انني قائل ومبشر لاارضوي، لست على الاطلاق نبيا، كما كان الانبياء في زمنهم يعلنون، وهو ماقد انتهى زمنه وضرورته بعد ان قاربنا كشف النقاب عن الحقيقة التواصلية الارض كونية، انما انا ناطق مافوق ارضي، مصادره الايحائية ليست ارضوية، قد يمتلك رؤية للحظة المعاشة موافقه لنوع مصدره الذي ينطق عنه، لابد من وصولها للبشر للضرورة العليا الاكوانية، الخارجة عن النطاق الارضي، الامر الذي لايخلو من حاجة تبصيرية الحاحية ، عند لحظة اسثناء كونية، قد تؤدي في حال استمرار الغفلة عنها، الى الفناء البشري.
وواضح مما تقدم، انني وبحسب المتعارف عليه، اطلق دعوة، واشير الى احتمالات ومخاطر كبرى، انا عالم ومتاكد بانها تحتاج الى تدخلية تمكينيه من خارج المنظور والمعاين الحسي الارضوي، اثق بانها سوف تحصل وتتحقق، وسوف يتسنى لما اعرضه امام العقل البشري تباعا، وان طال الوقت، الظهور على البشر، ساعة يسجل بدء الانتقال الاعظم، من عالم الاحادية والجسدية، الى الاكوان العليا، ، لدخول رحابها والانتقال من ثم اليها وقد نزعنا عنا متبقيات ماكنا عليه وفي غمرته، وتهيئنا لكي نصيركما مقرر لنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على