الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدبلوماسية الشعبية والزيارة الاربعينية

علي حميد الطائي

2022 / 9 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


الحديث عن المفاهيم والبناءات الفكرية النظرية يستلزم جهداً وبحثاً يعتد به، كذا الحال بالنسبة للدبلوماسية الشعبية التي تزايد الحديث عنها خلال العقد الماضي من هذا القرن والتي ينظر اليها على أنها واحدة من أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها الدول في الخارج من أجل تحسين صورتها، وعماد هذه الدبلوماسية هي التعامل مع الشعوب أو قيام الشعب بالدور الدبلوماسي المقرر فعله من قبل القنوات الرسمية كما هو الحال بالنسبة للدبلوماسية التقليدية.
أما الزيارة الأربعينية وهي تلك الملحمة البشرية التي يقوم بها المسلمون الشيعة لزيارة كربلاء المقدسة (مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس ـــ عليهما السلام ـــ) في العشرين من صفر من كل عام وتسبقها بمدة ليست بقليلة استعدادات كبيرة وجهود مكثفة وتلحقها أيضاً.
السؤال المطروح: كيف مورست الدبلوماسية في الزيارة الأربعينية؟
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن نقسم الأمر إلى قسمين:
الأول: كيف مارس العراق هذه الدبلوماسية، الثاني: كيف مارس غير العراق هذه الدبلوماسية
فيما يخص القسم الأول فهو على عدّة صُعُد منها الجانب الخدمي، فما قام به الخُدّام سواء في المواكب الحسينية المتحركة أم في البيوت هو جزء كبير من الدبلوماسية الشعبية وأجلى صوره هو التواصل المباشر ما بين الزوار الأجانب والخُدّام. الى جانب آخر ما قامت به الكوادر الاعلامية بأشكالها كلها هو جزء لا يتجزأ من نقل الصورة الكلّيّة لهذا التجمع المليوني.
أما القسم الثاني فهو أيضاً على عدّة صُعُد منها الزّوّار أنفسهم من خلال مشاعرهم وأفعالهم التي أظهروها بشكل جلّيّ من خلال المقاطع الفيديويّة المنتشرة التي تظهر حجم تفاعلهم وثناءهم على ما قًدّم من قبل الجانب العراقي. على صعيد متصل وضمن هذا الجانب ما قام به الجانب الرسمي من خلال مشوراتهم أو تواجدهم الفعلي سواء ضمن المسيرة أم في المراقد المقدسة.
يبقى التساؤل الأهم: ما حجم الفائدة المترتبة عن هذه الدبلوماسية؟
والجواب: لا يمكن للمتتبع المنصف أن ينكر عِظم المشاعر والحشود المليونية التي وصلت الى (21) مليوناً، وهذا الانعكاس الايجابي الذي عكسته هذه الحشود من خلال ما قدمته الى الزّوّار والذي أعطى الصورة الحقيقية للشعب العراقي حتى أدى الى التغنّي بها من قبل الاجانب مبدين امتنانهم وشكرهم لهذه الجهود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي