الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليالي الجليلة

هاشم معتوق

2022 / 9 / 27
الادب والفن


المستقيم البوهيمي
..
التجريد فيه غطرسة فيه مواء قطط فيه هيبة الأسود فيه تعالي باتجاه سماوات بعيدة مختلفة وشهيدة
التجريد وجوه ملائكية صناعة بلاخوف من نفس مستقلة وحيدة فقيرة وبائسة
التجريد شخصية محطمة تحاول التوازن في عالم لايمت لها بصله ولا تقبل أن تعرفه وتطلع عليه وتتعمق في مداه وأعماق بحاره
التجرد شمس تشتعل الروح بداخلها لا يهمها من المستفيد من نورها ولا تعرف ما الذي يدور حولها
التجرد غاية في السلام والمسافة بينه وبين الاختلاط والمعاشرة غير منضبطة متنافرة الحضور
التجريد أشباح غير مرئية لكنها موجودة وبقوة بيننا من المستحيل تجنبها أو النيل منها شرسة وقد تكون مؤذية
التجريد مسافات عاهرة معقدة
الهدف أولا
ثانيا


أنفاس ضاحكة
..
الكتابة شعور إناء ينضح مافيه كأنها أوراق ممزقة في الهواء الطلق قد تعود ثانية لحقيبة ساعي البريد
الكتابة فيض من الرضا شغب كطيور سجينة في القفص الصدري تحاول الهروب الى المدى الجنائزي المقيد بسلسلة من الليالي والأسماء الحديثة الولادة والعهد
الكتابة من ألطاف القلب أما الغناء ترقق أشجانه وعواطفه سلالم الطرقات التي تسلكها الأفكار والألغاز والإشارات التي هي كالعطر أو الصوت البعيد والنائي
الكتابة نتاج أفراح عظيمة لهذا هي في حضرة المقدس ضد النيران القاسية والأجنحة المجروحة والقليلة الصبر التي تهزم في أول رحلة ورقصة
الكتابة قصة تشبه الميت الذي يستعيد الحياة شجاعة لا تهاب الفناء مندفعة في كوكب غير قابل للزوال لربما النسيان فحسب
الكتابة الزمن الذي يأتي مبكرا من جوهر النسيان مفرغا من التأريخ والحكايا والبرمجة مثل كائن فضائي ينتمي للكلمات ويصطف مطيعا في السطور أنيقا يتهادى في الصفحات والكتب
الكتابة لحظة دفء وحب
الكتابة التي تلبس ثوب القصيدة أنيقة وكريمة للبعض منا


مفارقة العدل
..
ماذا لو جاءك الغنى كله وغابت عتمة الفقر وتاه الجوع في أسفل الوديان والمسافات
ماذا لو صرت صخرة وزنها أطنان من الغنى والديكتاتورية
ماذا لو دخلت الفردوس واقتربت من الحوريات فهل بإمكانك ان تشعر بالسعادة لولا الألم ولولا التعب
ماذا لو بقيت على قيد الحياة وصرت أنت الأزل وأنت النهار بلا ظلام ألا يتعبك التكرار والعيش بلا دهشة وقصة غرامية
أنت الوحيد الغني ومن حولك الفقر هذا لا يكفي فإما أن تكون عادلا أو ان تكون قاتلا على الدوام
ماذا لو الأشجار لم تعطي من نفسها فما فائدة الحياة من دون التكاثر والعطاء
الغنى وحده مثل كؤوس تملأها الدماء
الغنى وحده ثقيل وغير جدير بالاحترام
أشجار بلا ثمار


عيون الصباح
..
هل نرى بعضنا من خلال العقل أم من خلال المرايا أم من خلال الهلاك أم من خلال الحب
أننا ننطق الذي تقوله السماء أم الذي تجود به الأرض أم ننطق الذي يقول سلوكنا العفوي أم ننطق بالنوايا التي ترافق جوهر الأحجار الكريمة
لا نستبدل العقل بالمشاعر ولا الحق بالحسد ولا ننطق بالغيب إذا لم نتأكد من صناعته ونحاول أن لا نخلط مابين الغرور وبين الفرح
لا نتكاثر في التذكر كي نبقى في منطقة الفراغ والبراءة والعفوية والعجب العجاب أننا لا نخاف من التردد والتراجع نستمر بالتواصل رغم النهاية الممنوعة كي نعيد البداية المتشابه
لا النهايات مؤكدة ولا البدايات خالدة كالبيضة والدجاجة من الأول الشخصية الوطن الأرض يا لهذا المجد التعيس الذي ينتمي لسخرية القدر أننا كالذي يقضي العمر يكافح ضد قاتله
لا أرقب مسجدا أو كنيسة بل أرقب ذلك القبر الذي سيجمعني به لكي نتوه معا ونذوب في بقية الأتربة
في الليل أنتظر النهار ورغما مني أعود الى الليل لا مناص من الليل وأنت تحاول أن تتشبث بالأفكار التي تشبه النهار
من الأكثر حزما وقوة وتجلدا الفناء أم الحياة


أزرق السماء
..
قريب البيت الذي نسكن فيه لكن الذي نتطلع اليه بعيد المتاهة كالغابة كالذباب المقزز
الكتابة مثل حرب غير معلنة الكتابة في كل وقت, عادة الكاتب الشاطر كالتاجر يغتنم الفرصة المناسبة
الكتابة مثل القلب يستمر بالنبض مثل الروائي عمله يومي لحظة بلحظة حيث بإمكانك أن تستبدل العيون بالبصيرة كالحب الأعمى
اللغة تسقط أحيانا مثل الاطمئنان عندما يسقط تسقط معه, الكتابة مثل البعير يخجل من فرح الولادة مثل سعي الأمهات لايفارق الغريزة
بالوقت نفسه نستطيع البكاء والخسارة والسمنة والترهل نستطيع الدفاع عن أنفسنا بشراسة إذا كان الإيمان حقيقي مع أن الثبات نسبي للأشجار المعمرة
أسماء قريبة من بعضها الإطمئنان الفراغ العفوية وجوه لعملة واحدة
للدنيا وجه واحد


الليالي الجليلة
..
لكل دجاجة مكان وارتفاع في السماء, الشخصية, الإستحقاق, الهدوء
لكل واحد منا أسماء مختلفة وآلهة متعددة لكل واحد له الغيب له الصحراء له المدينة
الأشقيائية أو الفتوة, الفرسان, أبطال الحرب, هتلر, شكسبير فيهما حضور الأنبياء
لكل شمس يومها الذي لا يشبه باقي الأيام لكل شمس يومها العظيم لكل شمس نارها والجحيم ودفأها الحزين
للأمكنة في الصحراء آثار تتركها الريح والأقدام مثل الأفكار في الوعي لها الفجر والشروق والغروب
للقمر ذاكرة تتجمع فيها كل الأوهام كل الأحلام لكل الناس للقمر بقايا في روحنا وفي جسد ا|لأرض
لكل منا موعد للخروج من الليل ثم النهار
ثم الليل دون العودة للنهار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا