الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


17 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 18 - ج ، 1] الحب ، الزواج ، البغاء بين ( الفرد ، المجتمع ، الدين ، المنفعة )

أمين أحمد ثابت

2022 / 9 / 28
المجتمع المدني


يشتعل العقل العربي ( العام ) نارا حين يرى لفظة البغاء موضوعة في سلة واحدة جوار لفظتي الحب والزواج ، ويهيج عند النخبة المجتمعية بثورة نطاح – تنظيري تغلب عليه الاخلاق ، كسوط عربي متعارف عليه للهجوم على غيره او في كيل نقده اللاذع المسيج ضرورة بالاتهام وكثيرا يكون مبطنا بالتهديد او الشتم والتجريح - وهذا عند بعض من هذا النوع ممن تظهر باطنية تربيته السوقية الخافي لها ظاهرا كمثقف او أكاديمي ذات صفة او مكانة اجتماعية تجاه ذلك الجامع الجريء بين ثلاثية اللفظ سابقة الذكر .

وكما تكرر معنا ذكره بمعلم ملموس من معالم منكشف تجليات العقل العربي وذاته المسلكية ، أنه يعتقد جازما فهمه وبمعرفته اليقينية لمعنى وذلالة الألفاظ المفهومية – موضوع هذا المقال – كما هو الحال مع كامل الألفاظ الاصطلاحية التي وردت في سلسلتنا المنشورة وحتى التي لم نردها بعد ، بل وحول كل شيء دون استثناء ، والذي يظهر بموقف معلن ساخر وانتقاصي – بجهل مسبق دون قراءة حتى للموضوع الذي يعارضه بكراهية – هذا الموقف المطلق بسخف استهلاك العقل والذهن لتناول امورا يعرفها كل واحد ، صغير كبير او كهل ، متعلم او جاهل ، بينما تشحذ النزعة الانتقامية في ايراد لفظة البغاء بين لفظتي الحب والزواج – يعتقد انساننا المجتمعي هذا أنه سويا وقيميا ، بينما نمثل نحن نموذجا غير سوي ولا نرتبط بمجتمعنا بأي قيمة ، كلقطاء مسخهم انحلال الغرب – هل هو صحيح ما يزعمونه ام أن الامر معكوسا في اساسه ؟ ! ! ! ، وهل يوجد امر او شيء في هذه الدنيا – بالنسبة للإنسان بصفته كائنا عاقلا – ثابت مطلق – معنى ودلالة – لم يعد مهما او ذات معنى للتفكير فيه ، أم أن كل لفظ لأمر او شيء او فكرة لا تتوقف المعرفة به عند حد واحد معين ، بل انه تتغير المعرفة به مع تغير الوقت خلال المسار التاريخي من تطور الانسان من خلال تجدد المعرفة – أي بمعنى لا وجود لثابت مطلق في أي امر او شيء إلا في بنية الافتراض في التفكير النظري المجرد – كأمر مجاز للجدل فيه – فقط ، بينما وفقا لسنة هذا الكوكب ( الارض ) طبيعيا في اصليه الفيزيائي والكيميائي ، بما فيه دماغ الانسان في عمله وآلياته النظامية العضوية والحيوية . . تخضع منتجه العقلي الفكري – الموسوم في الكائن الحي البشري دونا عن غيره من الكائنات الحية في هذا الكوكب – لنفس جوهر القانونية الطبيعية ( التغير ) ، والتي تقعد بافتراض نظري قياسي مجرد بوجود الثابت النسبي العام – المرحلي – والتغير ( العام والنسبي ) بين تلك المراحل ومنتقل المرحلة الى اخرى – ولن نذهب تفصيلا في للخوض في إطار منظورنا التفلسفي هذا هنا ، حيث وهو وارد بتأصيل نظري في مؤلف كتابين لنا ، المعنونين ب ( نظرية التغير الكلية ، وإعادة تخليق العقل ) – وعليه من جانب فكري منهجي العلم لا وجود لفظة لأمر مادي او مجرد او شيء إلا تكون المعرفة به نسبية ، وحتى الثبات فيما هو في عموم اللفظة . . فهو ثابت نسبيا ، وهو ما يكشف طبيعة عقلنا العربي الجامد الذي يرى ويتعامل مع اللفظ المفهومي بثبات مطلق مماثل لإرثه المجتمعي المصرح به كإيماني المعتقد ، حيث يسقط كل على كل لفظة مفهومية او فكرة او تصور لقن به عقله طابع المطلق الايماني .

وقبل الخوض في رباعية اشكاليتنا التاريخية – كعقل عربي – والتي وضعناها في العنوان الفرعي لمقالنا هذا بين القوسين ، سنذهب بعجالة فكرية نظرية مجردة الموجز لمبحث ثلاثية الألفاظ المفهومية سابقة الذكر ، اولا من حيث الخصوصية الفاصلة لبعضها عن بعض ، ومن ثم ما هو متصل فيما بينها ، فمفردة لفظة . .
الحب : أولا من حيث موضع وجود اللفظة في العنوان ، ما يفيد القصد به علاقة الارتباط العاطفي بين ذكر وانثى بشري – ولا ينتمي – في نهج فهمنا الشخصي الى ذات الاصطلاح التخريج الشائع لمدلول ( الحب من جانب واحد ) ، الذي نرى فيه ضربا من ضروب اوهام الذات العاطفية لا أكثر – وعلاقة الارتباط هذه متضمنة عضويا بعدي المادي والروحي لكل منهما ، وإن كان بعد الامر الحسي – الغريزي اللذاتي – مخفيا وغير مصرح به لاقترانه بعقل الانسان الحديث بالحيوانية الشهوانية ، وإن كان انسان المجتمعات – المعرفة بالمنفتحة – يمكن التصريح والعلنية للبعد الجنسي في العلاقة وذلك بعد مضي زمن من هذه العلاقة بين الاثنين ، وتتقبلها تلك المجتمعات كطابع خاص من العلاقة بين ذكر وانثى ، حتى انها تضع لها معاييرا اخلاقية من الحماية ، وهي المدلل عليها باللفظ المركب في الانجليزية Boy friend & Girl friend ، وهي غير لفظ الصديق او الصديقة Friend ، وفي اللغة الروسية الصديق والصديقة Drog & Padroga ، وبمدلول علاقة الصداقة الخاصة ملموسيا كحب بينهما وليست علاقة صداقة بمعناها التعارفي العام ، يكون اللفظ محددا بالحبيب والحبيبة Lobemi & Lbemia ، ومع ذلك توجد مجاميع دينية – سماوية ووثنية متشددة – تتخذ موقف اللاقبول لبعد الجانب الجنسي في علاقة الحب بين الاثنين ذكر وانثى ، وترى فيه معنى لفظ الفاحشة والانتقاص فيهم ، لكنها تتقبلها على مضض والتغاضي عنها سوى في المواعظ الدينية – وبالطبع نختلف في استخدام دلالة الارتباط الخاص ( العاطفي – الجنسي ) للحب بين ثنائي من ذات الجنس البشري ، أي ذكر مع ذكر او انثى مع انثى – وهذا مثار صراع حقوقي في تلك البلدان . . وبدأت بعض بلداننا العربية تنضح بالنقلية عن تلك البلدان المنفتحة ، بخوض وجود قانون مشرع لمثل هذه العلاقة – وطبعا عندنا التغاضي دون إجازة لعلاقة من هذه ، المعرفة عندنا ب ( اللواط ) بالنسبة بين الذكور و ( والسحاق ) بين الإناث - بينما يجري جدلا فكريا ( خجولا ) عن الحق الشخصي لمثل هؤلاء ومسألة وجود تشريع يحمي هذا الحق وتحديدا الزواج – على اعتباره الشكل الوحيد الذي يمكن التجادل فيه كتنظيم مقنن للدولة - وذلك في بلد عربي او اكثر يعتقد بتطوره الذاتي عن غيره من البلدان العربية الاخرى ، ليصل درجة الانفتاح في هذا الامر مثل غيره من البلدان المتقدمة – هذا الأمر بالنسبة لنا بفهم اعتقادي . . إن علاقة الارتباط هذه شاذة في طبيعتها . . حتى في عالم الحيوان ، وبذا فالتقنين المسنون لمثل هذا الارتباط الشاذ غير جائز ، ولا أتكلم هنا من أي بعد تعصبي ديني او اخلاقي ، بل من قاعدة فقهية فكرية وعلمية غالبة الاعتماد عليها حتى منطقيا ، والتي تقوم على فكرة التقعيد القانوني لا يكون إلا لما هو متكرر عام – وهنا نص قانون عام – او ما هو متكرر خاص – وهنا نص قانون خاص – بينما في الظواهر الاستثنائية الشاذة لا يجوز تقعيدها بقانون مشرع – بينما يمكن النقاش بحماية حق مثل هؤلاء ضمن عقوبات الإخلال بالآداب العامة – بمكان عام او ملحوظ او متعارف عليه - حين يقع القبض عليهما بثبات الفعل الجانح الشاذ ، وبحكم عقابي مثل ما يجري مع ممارسي الدعارة وأماكنها – وهو من عمل شرطة أو بوليس الآداب – شريطة الإثبات على طبيعته الشخصية طبيا طبيعية الشذوذ ( فسيولوجيا عصبي- نفسي ، تاريخ تربوي – نفس اجتماعي عائليا او بيئي مجتمعي فرض واقع حالة الشذوذ للشخص ) المتهم بممارسة الشذوذ – فلا يجوز هتك انسان كهذا فيما درجت عليه شخصيته وحقوق وجوده ومواطنته كفرد بعينه من المجتمع ك . . مصاب بعلة او مرض . . يجب مساندته والتعاطف معه ونيل حقوقه مثل الآخرين ، لكنه لا يمكن للعقل أن تسيطر عليه العاطفة لتجعل مرضا يخل بالطبيعة البشرية أن يشرع له قانونا يجيزه – فأي عقل يجيز نشر المرض المعدي المسبب ضررا بحياة المجتمع وافراده المعافين ! ! – إننا نتوهم المثقفين العرب بدونيتنا امام انسان تلك المجتمعات – فهنا فيما سبق الاشارة إليه بأن تلك المجتمعات ( المتقدمة ) منها لديها تشريع قانوني لزواج الشواذ من نفس الجنس ، وهو ما يجانب الطبيعة السليمة للانسان – مثله سائر انواع الحيوانات ثنائية الجنس ، فلم يكن للجنس أن يكون محصورا بالشهوة اللذية الجسدية – التي هي ليست سوى مفرزات هرمونية محفزة لمنتج الرغبة الممثلة بالشهوة – بين اساسه الطبيعي يقوم على مسألة التكاثر ، الذي هو يصب ملاءمة لأحد اهم قوانين الطبيعة . . والمتمثل في مسألتي وجود البقاء واستمرار النوع – طبعا في الظروف الطبيعية السوية ، اما غير ذلك فالتكاثر الجنسي لا يكون محققا لبقاء النوع واستمراره ، بقدر ما يكون ذلك النوع قادرا ذاتيا على التحور او التغير تكيفا مع تغير شروط وعوامل البيئة ، وهو ما يعطي صفة التكاثر سمة البقاء والاستمرار للنوع – وكحوار مع ثقافة انسان تلك الشعوب المنفتحة لخطل ما يذهبون إليه ، نرد إليهم شكلين آخرين من الشذوذ البشري – واعرف انهم لن يتقبلوا عمل تشريع قانوني قياسا بالأول – وهو وجود حالات فردية شاذة ( ذكورا او إناث ) لا يستلذون سوى مع الحيوانات ، وهم بذلك ينجذبون عشقا عاطفيا وحبا إليهم اكثر من مثل جنسهم البشري ، اما المثل الآخر من الحالات الفردية الشاذة خاصة في زمننا الإكترو-ميكانيكي بوجود دمى متفاعلة جنسيا اكثر مما يمكن أن يصدفه الذكر او الانثى من المجتمع ، هذا عوضا عن الهروب من مسألة الانجاب والحمل غير الشرعي – سيأتي وقتا لتجدون من يصرخ من هؤلاء طالبين الحق ( لأقلية ) مثل غيرها من الاقليات بنيل حقوقها وعبر تشريع قانوني يمنحها ذلك ، بمعنى قريبا سيطالبون بإجازة قانونية لزواج انسان بحيوان وبعدها زواج انسان بدمية .

وأخيرا فيما لا نفكر فيه من الاختلاف والاشتراك بين رباط الصداقة والحب ، فالمشترك بينهما أن الجزء العاطفي من الدماغ يلعب دورا لاحما – أي كالغراء – بين مكونات تلك الرباط ، وهو ما يجعلها لا تغرب عن الذاكرة حتى بعد مرور سنوات طويلة من الفراق والغياب ، أما الاختلاف يقوم جوهرا من حيث علاقة الحب يسود تحكم الجزء العاطفي من الدماغ على كلية عمل الدماغ بما فيه الجزء المنطقي ( العاقل ) منه ، والذي ينتج عنه أن كلية منظومة المشاعر والاحاسيس والسلوك بما فيه متمظهر التصرفات محكومة بتحكم العقل العاطفي عليها كموجه لها ، بينما الصداقة ، يكون الجزء المنطقي من مكون الدماغ هو العنصر المتحكم لتلك العلاقة ، والتي لا تكون منطقية صرفة ولكنها علاقة عاطفية متحكم بها ذهنيا وموجها لها على الصعيدين المجرد ( كالمشاعر ومتذكر الاحاسيس ) والممارسي المتمثل بالجانب السلوكي – أي المادي الملموس للعلاقة . ومما له بد ذكره في جانب الاختلاف ، أن البعد العاطفي لعلاقة الصداقة – في منظورنا الشخصي – يعد سويا أن تكون تلك العلاقة قائمة بين ذات الجنس ( امرأة/امرأة او رجل/ رجل ) او بين الجنسين ( امرأة/رجل ) ، بينما في علاقة الحب بين ذات الجنس الواحد ( ذكر/ ذكر او انثى/انثى ) فيعد البعد العاطفي ( المتحكم هنا ) غير سوي وشاذ ، ويمثل حالة اختلالا لما هو طبيعي وجوديا لأصل العلاقة ( البيولوجية الغريزية والمنطقية العاقلة البشرية ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر


.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي




.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6