الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعِينَةُ

عبد الله خطوري

2022 / 9 / 28
الادب والفن


لم تك طفولة ذاك الزمن رقراقة شفافة بلون مباسم فراشات فستق البيلسان، كانت طفولة شقية مشاغبة مشاكسة عامرة بصداع الرأس وصهد الشموس وقر أنواء آلمطر.. فجرًا نفيق متثائبين نغالبه ويغلبنا الرقادُ لا نستسلم نهرقها أمواها باردة قارسة حد الوجع على وجوهنا ورقابنا يشرشر رشراشها نفطر كما آتفق نكتفي بتلمظ رغبات الريق المبلول بأريج حشرجات مخلفات الأحلام نكمله طريقا غير لاحب الى مدرسة نائية تنتظر حلولنا الصباحي نلج جماعات على السابعة نكون غارقين في بطون طاولات خشنة جشعة تأكلنا صلابتُها الناتئة دون جدوى نحك مؤخراتنا المجدورة نحركها ذات اليمين ذات الشمال ومعلمُنا باسط ذراعيه في الفراغ تلوح يمناه بعصا خيزرانية أو بأنبوب خرطوم مياه أو بما صادف من أسياخ نحاس دقيقة مبرومة يضرب كيفما آتفق هِيَ وْفينْ جَاتْ اُشْكُلْ أَعْرِبْ ما شَكَلْتَ يا أبا قَرْن فنعربُ نشكل نتلو جهارا نستظهر الآيات المتشابهات والمختلفات والمحفوظات نضحك ندندن رغم كل شيء نتراشق بالريشات نرش المداد الأزرق الغامق وما حوتِ المحابر من سوائل تُسَوِّدُ وجوهَنا وراحاتنا قبل نُسَوِدَ بها صفحات دفاترنا نلملم متاعنا متلهفين نسرع نخرج بفوضى نركض في الساحات نلعب يُعنف بعضنا بعضا نضرب بالحجارة في العراء نأكل الفولَ الهاريَ والحمصَ المدكوكَ المعجنَ نتلذذ بغزال البنات ريالاتٍ معدوداتٍ نتصايح نغني نُحَرِف مسموعاتنا نخربق لا يهم نسأل الرفاق عن حصص المساء وَاعْرَا ولا سَاهْلا نُحْبَطُ إذ نعاين على ملامحهم الحمراء الكابية والأعين آلمَكْدُومَة وآلوجنات المتمرمة الإجاباتِ المشؤومةَ الباترةَ؛ ولأن الخطبَ جَلل لا تحتمله رؤوسنا الصغيرة نضرب صفحا عن غذاء الدار نكتفي بلُقَيْمات مارقة تسد ما تبقى من غصص في الحلق نكمله رجوعا مرتبكا مترددا خائفا متوسلا تلقط آلأيادي ما تُصادف في شعابها من حجارة مَرْو ضئيلة القد نناجيها نتوسل الى جمودها الصامت أن تتوسط لنا الى جبروته القادم الى شبح بعبعه القاتم..اِذا سَلَّكْتِينِي نْسَلْكَكْ واِلَى حَصَّلْتِيني نْحَصْلَكْ..(١)نُقبلها قُبلااات ثلاثة نودعها جيوبنا واثقين متوجسين مكروبين حتى إذا حان حَيْنُ حصة العذاب طفق السمهريُّ المتجهم ينتقي منا فرائس ذاعنة مستسلمة يُوقِفُنا في صف مرتبك أمام السبورة أسفل المصطبة التليدة إزاء وقفته القاصلة مباشرة مشيرا بوجهه الجهنمي إلى الرسم الى الخط الى السؤال الى الهاوية الى الفجيعة المبطوحة في السبورة تفقأ أعيننا كمصيبة تفتقها وتبدأ وتيرة العذاب..اِقْرَأْ..يقولها صاخبا زاجرا بفرنسية متحدية مرعبة..لِي Lis..
_ObscUrité..أوبْسْكُوغِيتي
_hUmidité..لُو مِيدِيتي
_Utilité..لوتيليتي
_hUmanité..هومانيتي(٢)
أعِدْ غِيبِّيتْ..U..فننطق صوتَها لشدة رُعبنا O أو E أو أيَّ شيء بأي صوت أو نبرة تصادف الحَنجرة واللهاة والشفتيْن واللسان..آغْييغْ..(٣)يبصقها زفيرُهُ جائرا بعد أن يسلط حَنقَه مجموعا على خدودنا مباشرة ضاربا بمجمع راحتيْه بكل قواه تصفر الصفعة الحانقة كرصاصة مدوية في الميدان في الهواء..فففووو..تَقَدَّمْ اُوسْويفُون Au suivant..إلى الوراء آغْييغْ..ou..شْلَااااطْ..E..لطمة أخرى بمجمع الكفيْن على الخديْن..نرى النجوم تلعب الجمباز نهارا عيانا..خمسة كنا أو يزيد قليلا أو كثيرا والبقية في مقاعدهم يتفرجون بقلوب واجفة مرتجفة صامتين واجمين يجمجمون كأن على رؤوسهم المنتكسة بوم وغربان وصلف قوارع الأزمان ينتظرون دورهم القادم أمام المقصلة..شلااااط..تتواتر زوابع اللطمات تطرد تتزايد..آغييغ..EE..iii.. نبكي ننتحب ننطق أصوات حروف الإفرنج كلها صوائتَ وصوامتَ تلك المتقاربة والمتماثلة في النطق والمخارج والصفات إلا UUU العنيدة العاقة اللعينة تأبى الانصياعَ لحناجرنا الناحبة يزداد الوجع يتفاقم العذاب وخادم زبانية الفرنسيس مدرسنا الفاضل يصفع لا يتوقف لا يتوانى يصفع بجشع حانق لا يشبع لا...

_إحالات:
١_اِذا سَلَّكْتِينِي نْسَلْكَكْ واِذا حَصَّلْتِيني نْحَصْلَكْ:إذا نجيتني أبقيتُ عليك وإذا لم تفعلي أجهز عليك...

٢_ObscUrité..ظلام..أوبْسْكُوغِيتي
_hUmidité.. رطوبة..لُو مِيدِيتي
_Utilité..فائدة..لوتيليتي
_hUmanité..إنسانية..هومانيتي

٣_أغييغْ:الى الوراء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة