الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الدولة _ دولة النقد ( البحث عن دولة حديثة ناقدة ) (٢_٢)

وليد المسعودي

2022 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نقد الدولة _ دولة النقد
البحث عن دولة حديثة ناقدة (٢_٢)

الفصل الثاني

الدولة _ العدو

وفي الصحراء هناك العربي الأول جعلها موازية للغلبة وتغير الاحوال والازمنة ، ومن ثم تشكلها بمثابة العدو الذي يسيطر ويهيمن ويضيق الفضاء المفتوح في الصحراء حيث البدوي المتحرر من الدولة وقيودها ، وبالتالي لم يعرف العرب ضمن تاريخهم القديم والحديث بناء دولة خارج اطار الغلبة او داخل نموذج الاختيار البشري بما في ذلك دولة الاسلام الاولي المؤسسة على عصبية الجماعة المؤمنة
(٣) والموحدة أيديولوجيا والموعودة بالخيرات والثروات بشكل مادي ومعنوي دنيوي واخروي
ولا توجد لدى البدوي سوى عصبيّة القبيلة " دولته المصغرة " ضمن قوانين واعراف وسلطات كلها تشير الى اهمية القبيلة ذاتها واي اعتداء على اي فرد داخل القبيلة هو اعتداء على القبيلة ذاتها ، وبالتالي يشكل " الدم " رابطة جوهرية للتوحد القبلي ، ويبقى الواقع المعاش هو من يشحن العداء داخل العصبيات حيث الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة ، تلك التي تقود الى جعل الصراع قائما من اجل لقمة العيش ولا اجتماع ولا تعاون في الحاجات والمعيشة إلا من اجل ديمومة هذه الحياة بشكل يجعلها آمنة ومستقرة ضمن اطار القبيلة او العصبية الجامعة للقبيلة في امتلاكها وسائل العيش والبقاء او حسب تعبير ابن خلدون " ان الملك هو غاية العصبية واذا بلغت غايتها حصل للقبيلة الملك اما بالاستبداد او بالمظاهرة (٤)
والملك هنا يشمل الاتساع الكامل للسيطرة على المستقبل ومن بينه ضمان الحاجات اولها وآخرها ، مادية ومعنوية.، وهذا الاتساع الكامل يتم احيانا بالعدوان على حاجات وومتلكات الآخرين ومن ثم الدخول في صراع متواصل من اجل البقاء ، وما تأسيس الدول في بدايته اإلا وياخذ شكل الاتحاد القبلي وضمن طرق ووسائل يدخل فيها السيف " عنصر القوة " والقلم " عنصر التأثير " ويتفاوت الاحتياج لكلا العنصرين ، حيث تحتاج الدولة القبلية الى السيف في بدايتها ونهايتها اكثر من القلم اذ يكون " ارباب السيف اوسع جاها واكثر نعمة واسنى اقطاعا " (٥)
ولكن يبقى يبقى للقلم ذلك الدور الفاعل عند منتصف التأسيس والازدهار والتقدم ضمن مستوى القوة لا الضعف لان الحاجة الى السيف حينذاك تكون مدعاة للانقسام والتشظي اكثر منه الى الوحدة ولم النسيج الاجتماعي الموحد مع الدولة القبلية ووظيفته اي السيف كامنة في تحصيل الضرائب والاموال وفرض السلطة بالقوة على الناس مثل عسكري حام لشكل الدولة واطارها في حين سيكون للاقلام القرب وتوزيع الهبات والعطايا من الثمرات المستحصلة من السيف واهل القلم هنا " اوسع جاها واعلى رتبة واعظم نعمة واقرب الى السلطان مجلسا " (٦)

المصادر و الهوامش : _

٣_ بالنسبة للاختيار البشري فان الامر عليه محل خلاف بين دولة الشورى ودولة الامامة حيث الاولى تؤكد الاختيار ضمن اهل الحل والعقد * وامرهم شورى بينهم " للخليفة ، في حين تذهب الثانية الى التنصيب الالهي " الامام " لتنتهي فيما بعد الى مفاهيم الانتظار ومن ينوب عن الامام العادل الا هو الفقيه .
٤_ ويقصد هنا بالمظاهرة هو تقديم الطاعة لعصبية اقوى ، ابن خلدون / تاريخ ابن خلدون / المجلد الاول / دار الكتاب المصري _ اللبناني ، ١٩٩٩ ، ص ٢٤٦.
٥_ ابن خلدون / المقدمة / الدار التونسية للنشر / ١٩٨٤ ص ٣١٥
٦ _ المصدر ، نفسه ، ص ٣١٦








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر