الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يكون الحسم والنصر مع العولمة المتوحشة التي تمثل المرحلة النهائية للرأسمالية

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


إن العولمة المتوحشة أصبحت ذات معالم ورؤيا عالمية فيجب مواجهتها برؤيا واستراتيجية لجميع قوى اليسار العالمي من خلال الأحزاب الشيوعية والاشتراكية والنقابات المختلفة والجمعيات العمالية والفلاحية وجميع قوى وأنصار المجتمعات المدنية في العالم مدعوة لتوحيد وتوظيف طاقاتها في مهمتين رئيسيتين متوازنتين.
الأولى أن تخلق هذه التنظيمات جهازاً أيديولوجياً خاصاً بها متعدد الأوجه يقوم بالتعبئة والتحريض في وقت واحد كتعبئة الجماهير وتنظيمها ورفع مستواها ووعيها وإدراكها في القضاء على العولمة المتوحشة والمشروع الرأسمالي المدمر وتوضيح البدائل التي تدعوا لها هذه المنظمات مجتمعةً والتحريض ضد الأزمات والكوارث الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية التي تخلقها الرأسمالية وعولمتها كل يوم في العالم.
تعتبر الدولة مؤسسة قمعية ضد الشعب وبوسائلها تحارب الشعب وتحمي السلطة الحاكمة ومن واجب القوى المناضلة القيام باختراق جهاز الدولة الأيديولوجية بالوسائل المختلفة لغرض تحديد أجهزتها القمعية أو تحويل أجزاء منها وجذبهم إلى صفوف القوى المناضلة وهنالك ضرورة قصوى لاستثمار المفكرين والأدباء والفنانين إلى جانب الحركة النضالية بشكل منظم ليحققوا حضوراً قوياً بين جماهير الشعب وأن كثير من هؤلاء المبدعين قد حصلوا على جوائز عالمية في الأدب والثقافة والفن والإخراج والتمثيل إلى غير ذلك من المنجزات وهذا يتم حينما تسعى القوى والأحزاب المناضلة ويمكن استغلاله وتحقيقه في النضال ضد العولمة المتوحشة الرأسمالية.
كما أن لهذه العناصر ثقل ومكانة اجتماعية وثقافية في المجتمع وفي العلوم المختلفة عوضاً عن قيام هذه العناصر من الشعراء والفنانين والعلماء بشكل عشوائي من دون رؤيا استراتيجية معتمدين على مواهبهم الفردية وهذه العشوائية نابعة من عدم وجود نظرية سياسية موحدة ورؤية وجبهة استراتيجية تجمع قوى الشيوعيين واليساريين والنقابات العمالية والاجتماعية والجمعيات الفلاحية ومنظمات المجتمع المدني تخص كيفية النضال والعمل التي تمكن هذه القوى من التصدي للعولمة الرأسمالية وإنشاء البديل عنها وتظل هذه الوجهة مطروحة للحوار والإغناء لكي تتشكل في النهاية نظرية واحدة تجمع مصالح وأهداف هذه القوى وهذه اللوحة إلى ما أكد عليه وذهب إليه ماركس وأنجلز ولينين من أن النضال ضد عدو موحد عالمياً ويمتلك أذرعاً متعددة في المجال العسكري والسياسي والاقتصادي .. لا يمكن الحاق الهزيمة به دون تضافر كافة القوى المناضلة والمتضررة من العولمة المتوحشة والرأسمال العالمي.
أما اختراق الجهاز الأيديولوجي للعولمة المتوحشة الرأسمالية يعتبر ارتباطاً بنظرية غرامشي السياسية التي تدعو إلى خلق هيمنة من القاعدة الجماهيرية هيمنة من تحت هيمنة بديلة لهيمنة (الأجهزة الأيديولوجية للعولمة الرأسمالية) التي حولت عالمنا والإنسان فيه إلى عالم ذي بعد واحد ولذلك ما طرحه المفكر (سانتيا غوكاريللو) في كتابه (الأورو شيوعية والدولة) الذي أثار كثير من الجدل حوله خلال السبعينيات من القرن العشرين من فكره لحاجة يمكن اعتبارها منطلقاً لبناء نظرية سياسية جديدة تساعد الحركة الثورية العالمية في كفاحها ضد العولمة المتوحشة الرأسمالية وتؤدي في النهاية إلى تجاوز الرأسمالية وهو مشروع مفتوح للنقاش من أجل الخروج في النهاية برؤية استراتيجية موحدة تمثل قوى الثورة العالمية المناهضة للإمبريالية وهذا المشروع أو النظرية السياسية تستند إلى فكرة بسيطة وهي (أن الثورات اليوم تهدف إلى قلب الأجهزة الايديولوجية للدولة الرأسمالية وتغييرها واستخدامها ولو جزئياً ضد سلطة دولة رأس المال الاحتكاري) .. إن كاريللو حصر مهمة تحويل الجهاز الأيديولوجي للدولة البورجوازية إلى جهاز يساعد الحركات الثورية في الدول الرأسمالية المتقدمة وقد يكون هذا الحصر مرتبطاً بظروف الرأسمالية خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي إلا أن الامبريالية وعولمتها الرأسمالية دفعت بقوى اجتماعية جديدة هائلة لتكون في صف المناوئين للعولمة الرأسمالية .. ونتيجة لهذا التحول النوعي في الالتفاف والتحالفات الطبقية فإن مهمة تجاوز العولمة الرأسمالية لم تعد محصورة على الحركات والأحزاب المضادة للعولمة ضمن نطاق الدول الرأسمالية وإنما اتسعت لتعم العالم كله لأن الثورة الاشتراكية لم تعد تقتصر على البروليتاريا وإنما شملت الغالبية الكبرى من أبناء الشعب ... وطرح (انفارسوني) وهو من اليسار الألماني باحث في معهد روزا لكسمبرغ للدراسات .. ضرورة هيمنة وخلق ثقافة مضادة للظلم الاجتماعي والعنصرية من أجل السلام والحقوق الديمقراطية .. إذا أردنا تبني استراتيجية ملائمة لأسئلة عصرنا يجب وضع المسألة بأكملها في موضوع تساؤل ولتحقيق ذلك يجب أن يتوفر قدر كاف من (السلطة المضادة) وأن تكون هناك حركة منظمة في المجتمع وبناء هيمنة أيديولوجية لامتلاك مواقف قوية كافية تستطيع الخروج إلى الشارع وعلينا أن نسمع الناس ونوصل لهم صوتاً مختلفاً عن الخطابات البحتة من قبل العولمة الرأسمالية.

يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار