الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتمة2 (بعد الحب) 17 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 18 - ج ، 1] الحب ، الزواج ، البغاء بين ( الفرد ، المجتمع ، الدين ، المنفعة )

أمين أحمد ثابت

2022 / 9 / 30
المجتمع المدني


وأخيرا يعلم مفهوم الحب ( ملموسيا ) بنشوئه العفوي عند طرفي العلاقة ، إما في ذات الوقت أو بتفاوت يتأخر واحد عن الاخر زمنيا – بالضرورة أن يكون منشئ شعور الحب عائدا لمحفز حسي جاذب بدء للإعجاب من الطرف الاخر ، قد تكون صفة او ملمحا او حركة او إيماءة او موقفا في فعل سلوكي . . إلخ ، وهذا الإعجاب المتشكل – عند احد الطرفين او كليهما في نفس الوقت – يمس شيئا في المكنون النفسي عند المرء – ولأن مسألة الحب كما سبق لنا توضيحه من قبل ، بأن عقل الانسان مسيطر عليه من قبل جزئه العاطفي ، حيث يجعل الجزء المنطقي من مكون العقل مشلولا في حضور عمله وفعله الإرادي – أي شل حرية التفكير واستقلاليته – ولا يبقي منه كعمل دماغي منقاد للموجهات الإملائية من قبل جزئه العاطفي المسيطر على كامل عمل العقل - من هنا بعد الانجذاب الإستثاري Excitability Attract تتكون – بتعبير مجازي شخصي – لوثة دماغية في الجزء العاطفي من الدماغ ، تتسع وتذهب عمقا – لا إراديا وبصورة عفوية - خلال ملامسة تلك الحسية الانجذابية المترجمة الى الدماغ . . بمخزون الذاكرة البعيدة العاطفية / أو اللذية عند الاسبق منهما اعجابا بالآخر او كليهما في آن واحد ، المخزون المنسي حضوره من زمن بعيد ويعد مخفيا وغير متذكرا ذهنيا عند المرء ، لتشكل هذه اللوثة معرف ( المشاعر العاطفية Emotional sentiments) لتحل محل الإعجاب الإنجذابي السابق والتي تتضخم لتشكل بعدها معبر ( العشق Adoring , by mean Love) ، توجه السيطرة العاطفية بمعبر المشاعر محرك السلوك للمرء - دون تدخل التفكير المستقل للجزء المنطقي من العقل الدماغي ، بل يكون بشلله مطواعا لموجهات العاطفة – لينتج بعدها علاقة الارتباط العاطفي بين الطرفين – المعرفان بالعاشقين او الواقعين في الحب .

إن كان الحب والوقوع فيه يرفع الإنسان الى مستوى عالي من الأنسنة – على الاقل بين الحبيبين – ولفعل سيطرة المشاعر العاطفية على كلية العقل وفي بعده النفسي الى جانب شل التفكير الإدراكي التفاعلي مع الواقع الموضوعي . . حتى في جانب العلاقة مع الاخرين وتجاه نفسه ذاتها ، يحدث ذلك انتقال الانسان الى واقع الافتراض – الوهمي المنتج له الجانب العاطفي من الدماغي لينغمس فيه الإنسان كما لو انه الواقع الحقيقي – المفقود في اعتقاده عند الاخرين غيره ، ولا يدركه إلا من كان مثله يسيطر عليه العشق ( عقله ، جوارحه ، دوافعه وافعاله المسلكية ) ، وهو ما يطبع العاشق او العاشقة – غير اللا مبالاة بالآخرين الى جانب سوء التقدير الفكري او الممارسي . . غير المنطقي او غير المقبول عند غيرهما – فإن العشق يوسم صاحبه او صاحبته بالحساسية المرهفة شديدة التأثر تجاه كل شيء يحيط بهما – بشرا مقربين ، مجتمعا ، مكونات الطبيعة وآليات افعالها . . ومورثات المعرفة المكتسبة عند كل منهما – كان التأثر سلبا أو إيجابا ، فإن ذلك التحسس – الأشبه بالمجسات الإلكترونية الحاسة لظواهر لا تلتقطها حواس الانسان العادي – يضخم التخيل لها كتصور عقلي . . يصل أحيانا الى قناعة مسيطرة على العقل في موقفه تجاه هذا الامر او ذاك ، ليس فقط ما هو متصل بالجانب العاطفي من حياتهم او حياة الانسان عموما ، بل ليتعدى ذلك بحيث تصبح تلك القناعة المسيطرة على المرء ( العاشق ) . . تعيد معاني وتفسير القيم – ومنها الاخلاق – من منظور تلك القناعة العاطفية للذات العاشقة و . . ليس مثل ما لقن العقل بها – كاكتساب اسري او عائلي او مجتمعي او نظامي حاكم لتوجيه اناس المجتمع ( عقلا ونفسا ) أو معرفي نظري اطلاعي او دراسي و . . حتى الخبراتي الممارس قبلا ، بحيث تصبح الأحكام والمواقف والرؤية والتصور والفهم تجاه كل شيء محكوم بسيطرة العاطفة على الانسان وتطبع كلية عقله بمسمى العقل العاطفي – وعند العشاق الحقيقيين وليسوا الصوريين ، يكون هذا المتحكم العاطفي ( لعقل ونفس وسلوك ) المرء مشدودا ببقعة المشاعر المستحكمة عليه اساسا .

ومن مساوئ الحب وآثاره السلبية التي احيانا تكون خطيرة – والتي تمثل وجها آخرا ( قبيحا ) مقابلا للوجه ( الجمالي والراقي ) لظاهرة الحب عند الكائن البشري الحي – أن تكون الحساسية المفرطة عند العاشق ( ذكرا ، انثى ، او كليهما المرتبطين عاطفيا بتجربة واحدية مع محيطهما العائلي والمجتمعي الضيق او مع المحيط المجتمعي العام – تعاملا او قيما ) . . إذا ما كان العقل العاطفي مترجما بتحسس للمنعكسات الحسية عن الاسرة والمجتمع والعلاقات والمحيط والحياة – السلبية بالنسبة له - التي تصل إليه وتضخم فيه كأحاسيس ادراكية مبالغ بها للمشاعر السلبية من قبل محيطهما الخارجي . . التي تترجم ذهنيا كأحكام تعميمية ذاتية بطابعها العدائي المشحون بالكراهية – أي ضدهما كشخصين وليس فقط علاقة العشق ومرتبطهما المعارض والمنقوم عليه من قبل الاخرين – وهو ما يجعل مكون العقل العاطفي موسوما بمتراكم حاد من المشاعر السلبية المنتجة موقفا معقدا من الكراهية – التي تصبح مع مرور الوقت متأصلة في الشخصية – تجاه الاخرين والمجتمع وقيمه وحتى الحياة داخل هذا المجتمع . . أو تفتح الكراهية عند حالات فردية خاصة لتشمل كل الحياة والانسان والمجتمع البشري عموما ، وهي ما تعرف بظاهرة ( النقمة Reprobation ) – أي حين يزيد متراكم الشعور السلبي الذاتي لكراهية كل شيء يحيط به تجاهه او تجاه حبهما وعلاقة الارتباط فيه غير المتقبلة من الاخرين ، وأشد تعبيرات تلك الكراهية المترجمة بفعل ممارسي من المحيط الخارجي ضده او ضد كليهما و . . يكون ضارا او مؤذيا ، ومن اقسى تلك الافعال ما تكون طبيعتها أو آثارها مدمرة او منهية – لعلاقة الارتباط بالحب او قتل احد الحبيبين او استلاب حياته في جانبه الحركي العضوي او العيشي او البقائي لتواجده في نفس المكان او البلد – هنا يتحول العقل العاطفي رهيف المشاعر الانسانية الى عقل عاطفي مغرق بالعدائية موقفا ومتحولا الى عقل اجرامي او شديد الإجرام ، يكون عندها موجها افعال المرء الى ارتكاب الجرائم – التي إن عبرت ولم تجد ترصدا لها ، فإن هذا العقل المنتقم المطبوع على الاجرام يتحرك احترافا متزايدا – أي تفننا في الأداء – لاقتراف سلاسل من الجرائم المتتابعة – وهي المعرفة ب ( الجريمة المنظمة ) – فبقدر ما يكون الانتقام محركا للفعل الإجرامي ، بقدر ما يكون نجاح الفعل مولدا لنشوة اللذة بالانتصار وشعور تفوق القدرة الذاتية على الاخرين وكل البلدان ببشرها وانظمتها بإذاقتهم الذل والعار وشعور الخوف بملايين المرات قياسا لما ذاقه منهم قبلا و . . كان يستهان به كنكرة . . يسهل دوسها ببساطة جمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف قارب أبو عبيدة بين عملية رفح وملف الأسرى وصفقة التبادل؟


.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد




.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال